دبي - فراج اسماعيل

شهدت الأيام الماضية سجالا علنيا مثيرا بين بعض كبار العلماء في السعودية بشأن صحة إعلان عيد الفطر يوم الجمعة قبل الماضية 12 -10 -2007 وذلك بعد تشكيك عضو هيئة كبار العلماء ولجنة تقويم أم القرى الشيخ عبدالله بن منيع في ذلك عبر مقال نشره في صحيفة "الرياض".

وفيما يعكس السجال في رأي مراقبين معنيين، تطورا ملحوظا في تعاطي علماء المملكة مع القضايا الخلافية ومناقشتها في وسائل الاعلام وبصورة حادة أحيانا وغير مسبوقة، قال أحد أبرز المشاركين فيه لـ"العربية.نت" إن رفض رؤية بن منيع ليس لسبب اختياره الصحافة لعرضها، وإنما لأن الزمان غير مناسب، فما معنى التشكيك في صحة رؤية هلال شهر شوال بعد أن أفطر الناس في دول كثيرة بناء على رؤية السعودية.

كانت جريدة الرياض نشرت الأحد 21 -10-2007 مقالا للشيخ بن منيع بعنوان "التسليم بعدم قبول خبر علماء الفلك يعني أن الجميع في ذمة مجلس القضاء" رد فيه على ما جاء في حوار صحفي على لسان الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية نشرته الصحيفة نفسها ثاني أيام عيد الفطر، السبت 13-10-2007.

وتساءل المنيع بقوله "ان الهلال قد غاب يوم الخميس الموافق 1428/9/29 من الهجرة، قبل غروب الشمس بدقيقة وذلك في آخر موقع في المملكة وهو مكة المكرمة فكيف يرى بعد غروب الشمس والحال انه غرب قبل غروبها بدقيقة؟

واعتبر بن منيع رد اللحيدان على ذلك بمثابة "عدم التسليم بقبول خبر علماء الفلك" مستطردا "نحن نقول لفضيلته سمعنا وأطعنا لقراركم المؤيد من قبل ولي أمرنا، فالفطر يوم يفطر الناس ونحن في ذمة مجلس القضاء ومن اعتمد عليه المجلس. ولكننا نقول لفضيلته نفترض بأن علماء الفلك فسقة ولا يصح قبول خبر الفاسق إلا بتثبت وتحقق، كما لا يصح رد خبره مطلقاً وذلك حسبما وجهنا الله سبحانه به في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) فأين التحقق والتثبت عن صحة هذه الأخبار؟".
وأضاف: ولي الأمر ارتضى، والأمة ارتضت، والناس أفطرت، وبن منيع نفسه أفطر، إذن وسعه ما وسع الناس، فإذا كان الفقهاء يقولون (ولو رآه لوحده ولم تقبل شهادته لم يفطر". الشيخ بن منيع يعرف ذلك، وهذا هو محل الاشكال، فإذا كانت لديه اشكالية فهو يستطيع ايصالها بحكم أنه عضو هيئة كبار العلماء، وليس الصحف هي مجال ذلك.

وقال "القضية هي قضية أمة، وما دام الشيخ بن منيع يرفع شعار التيسير، فإن عين التيسير أن يسكت في هذا الموضوع، لكنه باثارته له يشدد على الأمة التي أفطرت وعيدت وصامت الستة من شوال، ثم يأتي ليقول لهم إن رؤيتها للهلال غلط. والأمر لا يخص السعودية وحدها، بل أفطر معها في هذا اليوم الامارات والكويت والسودان ودول كثيرة".

وأشار إلى تمكن الغلو والجفاء في الوقت الحالي بقوله "ولي الأمر يضرب كلا منهما الآن بعصا القضاء، فإذا طعنته الآن في رؤية الهلال، فكيف يأتي الناس غدا ليصدقوه في الحدود. هذا أمر يخص بلد وأمنها، فإذا حكم القضاء مثلا على أشخاص بالاعدام فماذا يقولون؟.. سيقولون إذا كان القضاء لم يضبط الهلال، فهل المنتظر منه أن يضبط الدماء؟.. وسيكون السبب في ذلك بن منيع".
وأضاف: ولي الأمر ارتضى، والأمة ارتضت، والناس أفطرت، وبن منيع نفسه أفطر، إذن وسعه ما وسع الناس، فإذا كان الفقهاء يقولون (ولو رآه لوحده ولم تقبل شهادته لم يفطر". الشيخ بن منيع يعرف ذلك، وهذا هو محل الاشكال، فإذا كانت لديه اشكالية فهو يستطيع ايصالها بحكم أنه عضو هيئة كبار العلماء، وليس الصحف هي مجال ذلك.

وقال "القضية هي قضية أمة، وما دام الشيخ بن منيع يرفع شعار التيسير، فإن عين التيسير أن يسكت في هذا الموضوع، لكنه باثارته له يشدد على الأمة التي أفطرت وعيدت وصامت الستة من شوال، ثم يأتي ليقول لهم إن رؤيتها للهلال غلط. والأمر لا يخص السعودية وحدها، بل أفطر معها في هذا اليوم الامارات والكويت والسودان ودول كثيرة".

وأشار إلى تمكن الغلو والجفاء في الوقت الحالي بقوله "ولي الأمر يضرب كلا منهما الآن بعصا القضاء، فإذا طعنته الآن في رؤية الهلال، فكيف يأتي الناس غدا ليصدقوه في الحدود. هذا أمر يخص بلد وأمنها، فإذا حكم القضاء مثلا على أشخاص بالاعدام فماذا يقولون؟.. سيقولون إذا كان القضاء لم يضبط الهلال، فهل المنتظر منه أن يضبط الدماء؟.. وسيكون السبب في ذلك بن منيع".