نظمت مؤسسة الابرار الاسلامية ندوة ثقافية عالجت فيها الواقع الشيعي في العراق وسبل تصحيح نقاط ضعفه، وتحدث سماحة الشيخ عبد الامير هويدي عن مجموعة من النقاط يجب مراعاتها في الواقع الشيعي باعتبارهم حملة المشروع الالهي:

وذكر الشيخ هويدي ان الامام علي عليه السلام قال " بعث الله الانبياء للناس ليثيروا فيهم مكامن العقول ".

العقل مشروع الله ولم يعط للملائكة وللجن بل للانسان. النقد اثارة للعقل حتى ينتبه العقل فيبدأ في التفكير والتخطيط للواقع الاجتماعي والسياسي.

للنقد اناس يحبونه واخرون يكرهونه، فالنفس تحب الاطراء وتكره النقد.

القران الكريم به نقد، فأول نبي انتقد هو آدم عليه السلام {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} (سورة طه – اية 115).

نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم تعرض لنقد في تبوك. جاءه البعض وقالوا له: لا نستطيع مقابلة الروم، فأقتنع بكلامهم فنزل جبرئيل عليه السلام بقران {عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين} (سورة التوبة ـ آية 43).

في المجتمع العراقي الدكتور علي الوردي هو الناقد الاول ولكن المجتمع يريد مديحا دائما.

الان كيف ننقد؟ العراق مركز العالم، وخرج المسلمون الشيعة فيها من القمقم وكما قال الكاتب المسيحي في جريدة الديار، خرج الشيعة من القمقم فليس امامكم الا التفاهم. فالنقد لا يهدف للهدم. فنحن ندعم الدولة العراقية ونقومها، ولذلك ننقدها بهدف الدعم.

كيف نشخص ثغرات ضعفنا؟ نحن في عصر الفضائيات التي تكشف كل شيء. سجلت بعض النقاط للنقاش:


المسلمون الشيعة حملة المشروع الالهي

انهم (اي الشيعة) لا يعرفون انهم حملة المشروع الالهي فالله سبحانه وتعالى له مشروع في الارض حمله الانبياء ثم اهل البيت عليهم السلام. هذا المشروع يتعثر احيانا.

تعثر في زمن موسى وفرعون، بنو اسرائيل لم يكونوا يعرفون انهم هم اصحاب المشروع الالهي. لم يستبدلهم الله بل منحهم معجزات، وجعلهم يعبرون الارض، بعد ثلاثين سنة ما زالوا غير ثابتين على الخط {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}.{ سورة الأعراف - سورة 7 - آية 142}

فاتتمناها بعشر هي التي غيرت العالم. فرجعوا وقال لهم السامري، لقد مات موسى، فعبدوا العمل وانتهى مشروع موسى. وهنا يأتي الدواء العقلي الحقيقي فتارة موعظة وتارة حكمة للعقل لكي ينتبه ويستقيم {فاقتلوا انفسكم)، فالقتل نبههم.

نحن المسلمين الشيعة مشروع الله وليس الامويين او العباسيين او العثمانيين. المانيا الشرقية لماذا بنت سورا؟ لانها تخاف من المانيا الغربية. نحن الان لدينا في مكتباتنا كتب لمختلف المذاهب، ولا يسمح للمذاهب المقابلة لمطالعة كتبنا في مكتباتهم.

فالمسلمون الشيعة هم مشروع الله المتألف من مثلث توحيدي: مكة، الكوفة، القدس. انطلق الله من الجغرافيا. فالعراق له ركنا من المثلث هو الكوفة وهي مقدسة لدى الاديان الاخرى. فقد وجد المسيحيون فيه مكانا مقدسا، والفرات نهر من انهار الجنة. ويحمل العراق ركنا من المثلث الفكري وهم اهل البيت (عقل، الانبياء، اهل البيت). فوجودنا ليس هينا ولا بسيطا بل فيه فتح العالم. المشروع الالهي عرقلة صدام وامثاله فكان لا بد من ازالته. ولهذا في مصر والشام قتلوا مرة واحدة فتركوا التشيع وكذلك المغرب، انه سر الهي يهدف لحماية الحق.


نقد الواقع الشيعي

هناك زاويا للنقد منها:

1. نقد للمال الشعي:هناك عدة انواع من المال، المال الشيعي والمال الجبان والمال الاناني والمال الامي والمال الانساني والمال الاجتماعي والمال السياسي، اذا لم ينفق المالي على المثقف تبقى الامة امية

2. العقل الشيعي: عقل انساني، وعقل التاجر الشيعي يهتم بالايتام والارامل. تحدثت في الكويت وقلت لهم: كم يتيما هناك؟ نريد من التجار ان يلتفتوا لـ40 عقلا. صدام كان يعيش العالم، فلماذا لا تهتمون بالعقل الشيعي؟

القيم يجب ان تتغير: في لبنان غيروها، وذلك بتفضيل الآل على الافعال. يأتي المقاتل من الهور ولا يعطى شيئا، بينما يأتي حفيد قلان فيعطى كل شيء.

تفضيل الساكن على المتحرك: في لبنان تركوا ذلك. السيد نصر الله ونعيم قاسم من عوام الناس ولكنهم ارتقوا.

3- العلاقة بالحوزة: النقد لها ولعقلنا. عقلنا ساكن وغير متحرك منذ 1920 لم يكن هناك بين كربلاء والنجف مدرسة قرانية واحدة. مرافق النجف تبقى خربة ولا يتم اصلاحها، لا التاجر يهتم بها ولا المرجع.

4- الشيعة والسلطة: الان يحاربون رجال السلطة. عليك ان تدعم وتنتقد ولا تسقط. الاخوة يقتلون وهم يمارسون دورهم.

كل امة وكل طائفة تعمل على الهدف والعدو والمصلحة.

الاكراد هدفهم دولة كردية وعدوهم من يعارض ذلك والمصلحة تدور مدار الهدف. اسرائيل هدفها الدولة وعدوها من يعارضها.

اما نحن فنختلف. في عام 2001 سألت بعض الاسلاميين: ما هدفنا؟ بعضهم قال القدس والبعض الاخر قال الاسلام. قلت لهم كلا بل كربلاء والنجف والعدو من يعارض ذلك.

5- ثقافة المظلومية: في الكويت جاء علماؤنا الى تجار الكويت وكتب جريدة "السياسة" جاء فلان وفلان الى تجار الكويت لتمويل المشاريع. عندما كنتم معارضة لنا نمولكم، اصبحتم الان دولة فاذهبوا ومولوا انفسكم.

6-التفرقة افة المشروع الالهي:جاءت ام كلثوم الى ابيها في الكوفة وقالت: هل صحيح اننا سنمر سبايا من هنا؟ قال: نعم يا ابنتي وصبرها على ذلك... وعند ذلك يفرح الشيطان ويقول لجنوده: لقد هيمنا على العالم الا هذه العصابة. فما عليكم بجنوده الا التفرقة والتشرذم.


مؤسسة الابرار الاسلامية

10 ديسمبر 2007