صواريخ أميركية على مكتب إبراهيم الجعفري الخاص ... الجعفري قد يعود بـ «انقلاب تصحيحي» لزعامة «حزب الدعوة»
بغداد الحياة - 16/01/08//
ذكرت مصادر مطلعة في حزب «الدعوة» العراقي أن بعض قيادات الحزب أعلنت تراجعها عن «الانقلاب الأبيض» الذي حصل في أيار (مايو) الماضي على قيادات الحزب وزعيمه إيراهيم الجعفري. وتفكر هذه القيادات بإعادة النظر في نتائج الانتخابات الاخيرة للحزب التي أدت إلى تنحية الجعفري وترفيع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي مع وجوه جديدة لا تملك اي رصيد نضالي وتاريخي. وتعتقد قواعد الحزب أن عودة الجعفري ستشكل انقلاباً تصحيحياً لمسار الحزب.
وفي الوقت نفسه يركز الجعفري اهتمامه حالياً على التمهيد للإعلان عن تياره الاصلاحي، في 29 كانون الثاني (يناير) المقبل، خلال مهرجان شعبي في مدينة الناصرية يعقب انعقاد المؤتمر التأسيسي للتيار.
ورجحت المصادر أن يكون الجعفري زعيماً للتيار وليس رئيساً أو أميناً عاماً له، إذ سيتم اختيار أحد أبرز مساعديه لهذا المنصب، النائب فالح الفيّاض.
ويضم التيار شخصيات شيعية وسنّية بارزة، بينهم وزراء سابقون وزعماء قبائل سنّية في الأنبار وصلاح الدين وديالى مثل زوبع وزبيد وربيعة والجبور والجنابات وغيرها، إضافة إلى معظم الوزراء السنّة الذين كانوا في حكومة الجعفري امثال سعدون الدليمي (وزير الدفاع) وفاضل الراوي (وزير الثقافة) وأزهار الشيخلي (وزيرة شؤون المرأة) وعبد مطلق الجبوري (نائب رئيس الوزراء).
ويعد تأسيس هذا التيار تمهيداً لتأسيس تجمع أو تحالف آخر يضم «تيار الاصلاح الوطني» برئاسة فالح الفيّاض وحزب «الدعوة» (تنظيم العراق) برئاسة الدكتور هاشم الموسوي وبعض أجنحة التيار الصدري و «حزب الفضيلة» وبعض الأحزاب والجــــماعات السنّية والعلمانية.
ويسود أوساط حزب «الدعوة» الآن، احساس بالخسارة الكبيرة بسبب تهميش الجعفري، ما دفع بعض القيادات والكوادر إلى مفاتحته بضرورة عودته الى زعامة الحزب، خصوصاً بعدما نجح سابقاً في استقطاب كفاءات سياسية وثقافية واجتماعية كبيرة في العراق، فضلاً عن عقده صفقات سياسية عدة مع بعض دول الجوار، لا سيما ايران وتركيا وسورية والسعودية، ويعتقد انها ستعطي ثمارها في دعمه وتقوية موقفه السياسي على مستوى العراق.
يُذكر في هذا الإطار، ان اجتماعاً عقده ثمانية من قياديي الحزب مع الجعفري لإقناعه بالعودة، إلا ان اعتراضه ظل قائماً، لأن شروطه ومنها عقد مؤتمر جديد للحزب وإجراء انتخابات للقيادة ولكل أجهزة الحزب، لم تنفذ حتى الآن، في وقت يعتبر أنصار الجعفري انه يمثل الحزب وليس القيادة الجديدة التي تخشى من تعاظم حجم حركة الجعفري، لا سيما ان العراق على ابواب انتخابات المحافظات، التي ستجري في آب (أغسطس) المقبل، والمتوقع حصول قائمة الجعفري على أعلى نسبة من الاصوات، كما يقول المراقبون.
يُشار الى ان الجعفري أعلن مواقف معارضة للعملية السياسية في العراق ومتميزة عن قواها، ومنها «التحالف الرباعي»، وانتقد ايضاً الاتفاق الأخير الذي وقعه المالكي مع الرئيس بوش، فكان الرد السريع والمباشر على هذا الموقف تعرض مكتب الجعفري داخل المنطقة الخضراء لقذائف صاروخية بعد يوم واحد على اعلان رفضه للمعاهدة، سقطت منها ثلاث قذائف على غرفة نومه وقذيفة على مكتب النائب فالح الفياض.
ويجزم المراقبون ان القوات الأميركية تقف وراء عملية القصف، وهي بمثابة رسالة تحذير للجعفري الذي بات يعارض بشدة تعاطي الحكومة الأميركية مع الملف العراقي، الامر الذي دفع بعض المراقبين العرب الى وصف الجعفري بأنه قد يكون سعد زغلول العراق.
وتتحدث المصادر عن ان القيادي في الدعوة علي الأديب يقود حملة المعارضة ضد عودة الجعفري الى زعامة الحزب في حين يرفض الجعفري في مجالسه الخاصة العودة بالصيغة المطروحة، على رغم انه لا يزال في خط حزب «الدعوة»، ولن يتخلى عنه، مع عدم اعترافه بالقيادة الحالية.
ويبدو أن الجعفري يحضر لعودة شبه مؤكدة في العام 2010 إلى رئاسة الوزراء، أو الترشح لرئاسة الجمهورية، في ما لو استطاع مع حلفائه تعديل الدستور وتحويل النظام السياسي في العراق إلى نظام رئاسي، على رغم تأكيداته بأنه يفضل رئيساً سنّياً عربياً للعراق، وهو ما يجعل مواقفه تبتعد أكثر عن الأحزاب الكردية وكذلك عن الأحزاب الشيعية المتحالفة معها، وفي مقدمها «المجلس الأعلى» بقيادة عبدالعزيز الحكيم.
<h1>صواريخ أميركية على مكتب إبراهيم الجعفري الخاص ... الجعفري قد يعود بـ «انقلاب تصحيحي» لزعامة «حزب الدعوة»</h1>
<h4>بغداد الحياة - 16/01/08//</h4>
<p>
<p>ذكرت مصادر مطلعة في حزب «الدعوة» العراقي أن بعض قيادات الحزب أعلنت تراجعها عن «الانقلاب الأبيض» الذي حصل في أيار (مايو) الماضي على قيادات الحزب وزعيمه إيراهيم الجعفري. وتفكر هذه القيادات بإعادة النظر في نتائج الانتخابات الاخيرة للحزب التي أدت إلى تنحية الجعفري وترفيع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي مع وجوه جديدة لا تملك اي رصيد نضالي وتاريخي. وتعتقد قواعد الحزب أن عودة الجعفري ستشكل انقلاباً تصحيحياً لمسار الحزب.</p>
<p>وفي الوقت نفسه يركز الجعفري اهتمامه حالياً على التمهيد للإعلان عن تياره الاصلاحي، في 29 كانون الثاني (يناير) المقبل، خلال مهرجان شعبي في مدينة الناصرية يعقب انعقاد المؤتمر التأسيسي للتيار.</p>
<p>ورجحت المصادر أن يكون الجعفري زعيماً للتيار وليس رئيساً أو أميناً عاماً له، إذ سيتم اختيار أحد أبرز مساعديه لهذا المنصب، النائب فالح الفيّاض.</p>
<p>ويضم التيار شخصيات شيعية وسنّية بارزة، بينهم وزراء سابقون وزعماء قبائل سنّية في الأنبار وصلاح الدين وديالى مثل زوبع وزبيد وربيعة والجبور والجنابات وغيرها، إضافة إلى معظم الوزراء السنّة الذين كانوا في حكومة الجعفري امثال سعدون الدليمي (وزير الدفاع) وفاضل الراوي (وزير الثقافة) وأزهار الشيخلي (وزيرة شؤون المرأة) وعبد مطلق الجبوري (نائب رئيس الوزراء).</p>
<p>ويعد تأسيس هذا التيار تمهيداً لتأسيس تجمع أو تحالف آخر يضم «تيار الاصلاح الوطني» برئاسة فالح الفيّاض وحزب «الدعوة» (تنظيم العراق) برئاسة الدكتور هاشم الموسوي وبعض أجنحة التيار الصدري و «حزب الفضيلة» وبعض الأحزاب والجــــماعات السنّية والعلمانية.</p>
<p>ويسود أوساط حزب «الدعوة» الآن، احساس بالخسارة الكبيرة بسبب تهميش الجعفري، ما دفع بعض القيادات والكوادر إلى مفاتحته بضرورة عودته الى زعامة الحزب، خصوصاً بعدما نجح سابقاً في استقطاب كفاءات سياسية وثقافية واجتماعية كبيرة في العراق، فضلاً عن عقده صفقات سياسية عدة مع بعض دول الجوار، لا سيما ايران وتركيا وسورية والسعودية، ويعتقد انها ستعطي ثمارها في دعمه وتقوية موقفه السياسي على مستوى العراق.</p>
<p>يُذكر في هذا الإطار، ان اجتماعاً عقده ثمانية من قياديي الحزب مع الجعفري لإقناعه بالعودة، إلا ان اعتراضه ظل قائماً، لأن شروطه ومنها عقد مؤتمر جديد للحزب وإجراء انتخابات للقيادة ولكل أجهزة الحزب، لم تنفذ حتى الآن، في وقت يعتبر أنصار الجعفري انه يمثل الحزب وليس القيادة الجديدة التي تخشى من تعاظم حجم حركة الجعفري، لا سيما ان العراق على ابواب انتخابات المحافظات، التي ستجري في آب (أغسطس) المقبل، والمتوقع حصول قائمة الجعفري على أعلى نسبة من الاصوات، كما يقول المراقبون.</p>
<p>يُشار الى ان الجعفري أعلن مواقف معارضة للعملية السياسية في العراق ومتميزة عن قواها، ومنها «التحالف الرباعي»، وانتقد ايضاً الاتفاق الأخير الذي وقعه المالكي مع الرئيس بوش، فكان الرد السريع والمباشر على هذا الموقف تعرض مكتب الجعفري داخل المنطقة الخضراء لقذائف صاروخية بعد يوم واحد على اعلان رفضه للمعاهدة، سقطت منها ثلاث قذائف على غرفة نومه وقذيفة على مكتب النائب فالح الفياض.</p>
<p>ويجزم المراقبون ان القوات الأميركية تقف وراء عملية القصف، وهي بمثابة رسالة تحذير للجعفري الذي بات يعارض بشدة تعاطي الحكومة الأميركية مع الملف العراقي، الامر الذي دفع بعض المراقبين العرب الى وصف الجعفري بأنه قد يكون سعد زغلول العراق.</p>
<p>وتتحدث المصادر عن ان القيادي في الدعوة علي الأديب يقود حملة المعارضة ضد عودة الجعفري الى زعامة الحزب في حين يرفض الجعفري في مجالسه الخاصة العودة بالصيغة المطروحة، على رغم انه لا يزال في خط حزب «الدعوة»، ولن يتخلى عنه، مع عدم اعترافه بالقيادة الحالية.</p>
<p>ويبدو أن الجعفري يحضر لعودة شبه مؤكدة في العام 2010 إلى رئاسة الوزراء، أو الترشح لرئاسة الجمهورية، في ما لو استطاع مع حلفائه تعديل الدستور وتحويل النظام السياسي في العراق إلى نظام رئاسي، على رغم تأكيداته بأنه يفضل رئيساً سنّياً عربياً للعراق، وهو ما يجعل مواقفه تبتعد أكثر عن الأحزاب الكردية وكذلك عن الأحزاب الشيعية المتحالفة معها، وفي مقدمها «المجلس الأعلى» بقيادة عبدالعزيز الحكيم.</p>
</p>