نشر احد مواقع الانترنت تقريرا يبين فية كيفة دخول المغاربه الى العراق
2008
الرباط - لم يكن لافتًا بحد ذاته ما كشفت عنه صحيفة مغربية من أن 50 مواطنًا ممن يطلق عليهم "مغاربة العراق" كانوا يستعدون للتوجه إلى بلاد الرافدين؛ للانضمام إلى تنظيم القاعدة في هذا البلد.
لكن ما أثار الانتباه أكثر في الأوساط السياسية المغربية هو أن هؤلاء المغاربة لا يرتبطون بتنظيم بعينه، وإنما سعوا بمبادرات فردية للتوجه إلى العراق لقتال المحتل الأمريكي رغبة منهم في الاستشهاد، وذلك عبر مواقع على شبكة الإنترنت تعمل باحترافية شديدة لتنظيم عملية سفرهم للعراق، تبدأ بإرسال "السي في" (السير الذاتية) الخاصة بهم عبر الإنترنت، وتنتهي باستقبالهم على حدود العراق.
ونقلت يومية "المساء" في تقرير انفردت به عن مصادر خاصة أن 65% من هؤلاء ينحدرون من مدينة الدار البيضاء، و19% من مدينة تطوان، و12% من طنجة، و4% من تارودانت (جنوب).
وتحدثت الصحيفة تفصيلاً عن كيفية انضمام هؤلاء المتطوعين للقتال في "إمارة العراق الإسلامية" أو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، فأوضحت أن العملية تبدأ بدخولهم على مواقع جهادية مرتبطة بالقاعدة يرسلون إليها أولاً -بعد التواصل مع القائمين عليها- بسيرهم الذاتية وصورهم عبر الإنترنت.
ملء استمارات
وبعد الاستقرار على المرشحين للسفر، يتسلم هؤلاء شرحًا تفصيليًّا لطريقة وصولهم إلى سوريا، حيث يتوجهون إلى الحدود السورية/ العراقية؛ ليتم استقبالهم ثم إدخالهم إلى العراق عبر شخص يسمى "شاهين" يتلخص دوره في مراقبة القادمين، وأخذ صور لهم، ثم منحهم استمارات خاصة لملئها، حسبما ذكرت الصحيفة في عددها ليوم الأحد 6-1-2008.
وتتضمن الاستمارات خانات خاصة بتدوين الاسم وهواتف العائلة ووصايا للوافد الجديد، بجانب كنية خاصة يمنحها.
وفي إطار استقبال المقاتلين الجدد، يتكفل ما يعرف بـ"قسم الأمانات" بالتحفظ على كل ممتلكات "المرشح للجهاد" ابتداء من الساعة اليدوية وانتهاء بالهاتف الجوال أو جهاز تحميل الصوتيات (mp3).
وبحسب المصدر ذاته، فإن 91% من الاستمارات التي اطلعت عليها "أجهزة أمنية" تظهر أن السبب الأول الذي يدفع هؤلاء المغاربة للسفر إلى العراق هو "الاستشهاد"، وأنهم لا ينتمون إلى تنظيم أو تيار بعينه، وإنما فقط ملتزمون دينيًّا ويرفضون الاحتلال الأمريكي للعراق.
محطة رئيسية
ويؤكد لحبيب حجي المحامي، وهو أحد المتابعين لملف خلية "السويدي" بمدينة تطوان، في اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين.نت" أن كل المؤشرات تؤكد أن "المغرب أصبح يشكل محطة خلفية رئيسية لدعم القاعدة في العراق بمقاتلين جدد، فيما تشهد دول المشرق العربي تشديدًا أمنيًّا أكثر".
وأضاف: من الواضح أن "شبكات استقطاب المغاربة إلى العراق تعمل بشكل دقيق واحترافي، فالطريق من المغرب إلى العراق طويل ويمر عبر دول عديدة، لكن رغم ذلك فإن أقوى مخابرات العالم فشلت في استئصالها".
وسبق لمصالح الأمن المغربي تفكيك 16 خلية مرتبطة بمقاتلين مغاربة في العراق منذ 2003 وحتى نهاية 2006، حيث تم إحصاء حوالي 130 متطوعًا.
كما أعلنت القوات الأمريكية في العراق مؤخرًا عن اعتقال 100 مغربي خلال سنتين فقط، بعد أن نفذ بعضهم بالفعل عمليات ضد قوات أمريكية.
ويأتي الكشف عن مجموعة جديدة من المتطوعين المغاربة للعراق في الوقت الذي تستعد فيه محكمة الاستئناف بمدينة سلا لمتابعة محاكمة خلية "السويدي" المعروفة بخلية "تطوان" يوم 31-1-2008.
ويتهم أعضاء الخلية الـ27 بالانتماء إلى "خلية إرهابية ذات ارتباطات دولية متخصصة في تجنيد ونقل متطوعين (مغاربة) إلى العراق".
وقررت المحكمة التأجيل الثالث للقضية منذ 14-9-2007؛ بسبب طلب الدفاع مزيدًا من الوقت لإعداد الملف.
وذكرت مصادر الأمن أن زعيم الخلية هو أحمد الصوفري (54 عامًا)، وهو سويدي من أصل مغربي ومتزوج من سويدية، وكان قد اعتقل ليلة 26 ديسمبر 2006 في تطوان، بحسب أسرته.
مغاربة المارينز
الوجه الآخر لموضوع المقاتلين المغاربة بالعراق، يمثله مغاربة آخرون اختاروا القتال في العراق كذلك، لكن هذه المرة ضمن صفوف القوات الأمريكية.
وكشف تقرير إعلامي نشر يوم 28-5-2007 على موقع "هسبرس" المغربي أن المارينز المغاربة يأتون في المرتبة الثالثة بعد العراقيين الذين يصل عددهم إلى 1500 جندي، واللبنانيين، ويلي هؤلاء المصريون والجزائريون.
ويؤكد التقرير نفسه أن المستفيدين المسلمين من برنامج القرعة السنوي، أي الذين يتطلعون إلى الجنسية الأمريكية من خلال قرعة الـ"جرين كارد"، هم المرشحون لتدعيم الجيش الأمريكي في العراق.
ويتيح برنامج قرعة "الجرين كارد" للشباب المغربي حوالي 3500 فرصة سنويًّا للهجرة والإقامة والعمل وإمكانية الحصول على الجنسية الأمريكية؛ ويتهافت على المشاركة فيه كل عام الآلاف، بحيث تعمل مقاهي الإنترنت في المغرب بوتيرة منتظمة في ملء الاستمارات نيابة عن الراغبين في ذلك، مقابل دولارين أمريكيين.
ونقل التقرير عن الميجر جنرال بربارا فاستالتي التي تتولى قيادة مركز مخابرات الجيش في فورت هواتشوكا (ولاية أريزونا)، أن وظيفة هؤلاء الجنود العرب هي أولاً العمل في الاستخبارات العسكرية التابعة للوزارة؛ للقيام بجمع المعلومات عن الجماعات المسلحة بالعراق، والتحقيق مع المنتمين إليها بعد اعتقالهم؛ لذلك يتم تدريبهم على طرق خاصة لتأدية دورهم بالشكل المطلوب.
ويشمل التدريب في فورت هواتشوكا محاكاة الوضع في العراق، حيث يشارك فيه الجنود العرب الذين يؤدون دور عراقيين يرتدون ملابس تقليدية، ويقوم التدريب على أساس قواعد للاستجواب يتضمنها دليل ميداني يقع في 336 صفحة عن عمليات جمع المعلومات بالوسائل البشرية صدر عام 1992.