 |
-
الحزب الإسلامي العراقي....تدارك الكارثة
الحزب الإسلامي العراقي....تدارك الكارثة
عبد الرحمن زاهر
عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من رأى منكم منكراً، فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، و ذلك اضعف الإيمان".
لا أريد أن أكتب مرثية ترثي حال الحزب الإسلامي الذي عول عليه الكثيرون، لكن ما سيقرأ هنا سيفهمه الكثيرون من قادة الحزب، و سيتذكرون النقاشات التي كانت تدور في الحزب حول كيفية الوقوف في وجه مشاريع إقصائنا التي لا تتوقف و كيف أن هذا الخوف من الإقصاء أدى إلى أن نقع في الحفرة التي حفروها لنا بوعي منا أو دون وعي.
لقد توقعنا أن يكون الحزب الإسلامي العراقي الضمير الذي يدافع عن ثوابت العراق و مصالحه الوطنية. و توقعنا أن يمثل الحزب الإسلامي بارقة الأمل للعراق، الذي أكلته الطائفية و نهشته العصبية، و دمره التعنصر و التحزب.
لاحظنا حزبنا و قد بدأ يسير في طريق لا تسلم عاقبته، و قد رأينا الأخطاء تلو الأخطاء ترتكب من قبل القيادة التي جعلت الحزب يفقد ثقة جماهيرنا و دعمها، بل ووصل الأمر إلى أن يكون الحزب موضع اتهام بالخيانة، بأنه يضيع الحقوق و يدمر كافة السبل التي سالت في سبيل تعبيدها الدماء.
لقد ارتكبت قيادة الحزب الإسلامي أخطاء بل خطايا تاريخية لا تغتفر. و كانت آخر تلك الخطايا توقيعها ما سمي بمذكرة التفاهم مع الحزبين الكرديين التابعين لمسعود بارزاني و جلال طالباني، أو ما أطلق عليه إعلامياً التحالف الثلاثي، و لا ندري هل هو تحالف بين قوى ثلاث، أم هو استسلام من طرف لطرف آخر من أجل مصالح رخيصة.
لقد وضع هذا الإتفاق الحزب في حرج شديد مع قاعدته الجماهيرية التي أصيبت بالإحباط و انعدام الثقة، و مع حلفاء الحزب و المؤتلفين معه، الذين اعتبروا هذه الخطوة خروجاً على الإجماع و تحركاً في مساحة شق الصف و تضييع الحقوق، و مع أصدقائنا داخلياً و خارجياً الذين فوجئوا بذلك و جعلهم الأمر يغيرون رأيهم بحزبنا.
لقد وثقت الجماهير بالحزب الإسلامي العراقي و اعتبرته مدافعاً عن حقوقها، ومن تلك الحقوق قضية كركوك التي هي قضية العراق و العراقيين التي لا ينبغي التفريط بها. خاصة بعدما أصبحت كركوك و الموصل و ديالي تشهد إغتصاباً كردياً يأتي على كل أخضر و يابس ليحيله إلى نهب كردي لا يشبع و لا يستكين.
لقد ارتكبت قيادة الحزب الإسلامي العراقي و تحديداً الدكتور طارق الهاشمي خطيئة تأريخية لا تغتفر بالتوقيع على وثيقة دوكان مع الأكراد، سواء على الجزء الذي نشر أو الملاحق السرية التي لم يعلن عنها و التي تنص بعض فقراتها باعتراف الحزب الإسلامي العراقي و الدكتور طارق الهاشمي بأن يكون للأكراد سلطة انتزاع مناطق واسعة في الموصل العربية و ضمها لإقليمهم، بما يعنيه ذلك من تكريد و ابتلاع ثروات تلك المناطق، و فتح ممر لدويلتهم الكردية باتجاه سوريا (نلاحظ أن مذكرة التفاهم تشير إلى ذلك ضمناً في الفقرة 17 والتي تقول بتكوين لجان فرعية في مناطق التماس والمناطق المختلف عليها للوصول الى حل للاشكالات في تلك المناطق سعياً وراء علاقات صحية ومتكافئة -الملحق المرفق والمتعلق بمحافظة نينوى يعتبر جزئا من مذكرة التفاهم هذه). كما اعترف ظلماً للأكراد بأن تتحول كركوك إلى اقطاعية بارزانية أو طالبانية يعبثون بها كيفما يشاؤون، و يكردون منها كيفما يرغبون. وقد تحولت قضية كركوك إلى مجرد سطر في اتفاقهم يتحدث عن الالتزام بالخطوات الدستورية في حل مشكلة المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140 من الدستور، و هكذا تم بيع كركوك بالكامل و بالنيابة عن العرب و أهل السنة و الجماعة في سبيل مكاسب سياسية رخيصة و قصيرة الأمد يعرفها القاصي و الداني و لم يشأ موقعو الإتفاق الإعلان عنها بالطبع.
لقد بدأ الحزب يتجه اتجاهاً خطيراً منذ أن استولى السيد النائب الدكتور طارق الهاشمي على مفاصل القيادة فيه وأصبح يسيّر الحزب كأنه شركة خاصة له، و قد ملأ المواقع الهامة فيه بالموالين له، فيما تحرك في عملية إقصاء لمن لا ينسجمون مع أفكاره و تطلعاته. و تحول الحزب منذ ذلك الحين إلى مجرد مؤسسة تدار من أجل أن تتحقق رغبات السيد النائب مهما كانت التكلفة. و أصبحنا نرى أمراً عجاباً يتكرر مرة بعد مرة، حيث أصبح ديدن القيادة أن تتخذ قراراً يتفق مع الإجماع و الثوابت سرعان ما تتخلى عنه و تقرر أمراً معاكساً له و في اللحظات الأخيرة، خروجاً على الإجماع، و ضرباً للثوابت و المبادئ و أصبح هذا الأمر أشبه ما يكون بالسياسة الثابتة للحزب.
لقد كلفتنا أخطاء القيادة و على رأسها الدكتور طارق الهاشمي مصداقية الحزب و شوهت سمعته، و خلقت فجوة بينه و بين جماهير شعبنا، و أصبح الناس ينظرون إلينا على أننا أناس بلا مبادئ، لا نرعوي على أن نتخلى عن كل شيء من أجل مصالحنا الخاصة. و فهم الكثيرون أن شعاراتنا التي نرفعها هي مجرد استهلاك إعلامي لكسب الوقت، سرعان ما نتركها حالما يقرر السيد النائب ذلك. إن القيادة التي تلتزم بمبادئها و بشعاراتها، و التي تحمل هموم الناس هي القيادة التي تجعل من حزبها كتلة صلدة ثابتة تتحرك بقوة إلى الأمام، تحظى بدعم جماهيري واسع، و باحترام الأطراف الأخرى.
لقد تسبب الدكتور طارق الهاشمي بشرخ في الحزب الإسلامي، لا ندري كيف سيتم إصلاحه. و سيؤدي سلوك الدكتور طارق الهاشمي إلى أمر من أمرين، حصول انشقاق في الحزب، أو حصول حركة إصلاحية تخلص الحزب من هذه القيادة التي تسير بالحزب إلى الإنهيار لا قدر الله. لقد وصلت الأمور إلى أشدها، خصوصاً بعد اتفاق دوكان، الذي أسقط الشعارات التي كنا نرفعها و نلتزم بها في أننا نمثل جماهير شعبنا و الدفاع عن مصالحهم، و الذي أنهى شعبية الحزب و قوته الجماهيرية.
إننا بحاجة إلى حركة تصحيحية تعيد ثقة جماهيرنا و قواعدنا بالحزب، وبالتالي فإن الحاجة ماسة إلى أن يصار إلى تغيير في قيادة الحزب تستبعد من تسبب في هذه الأخطاء الخطيرة التي أفقدتنا الكثير من ثقة جماهيرنا، و على وجه الخصوص الدكتور طارق الهاشمي قبل أن تحل الكارثة بالجميع.
إنني أحيي مواقف السيدين أياد السامرائي و سليم عبدالله الجبوري و الشرفاء في حزبنا لمواقفهم الوطنية، و أشد على أزرهم في مواجهتهم لنفس الإستفراد بالقرارات و التسلط و بيع الحقوق و المبادئ و القيم في سوق النخاسة السياسية.
لتدارك الكارثة يحتاج الحزب الإسلامي العراقي أن يقوم بالتالي:
تغيير في القيادة و خاصة عزل الدكتور طارق الهاشمي، و إصدار توضيح رسمي يوضح الحزب فيه رؤيته تجاه قضية كركوك بشكل واضح لا لبس فيها و تجاه سياسة التكريد التي يتبعها حزبا بارزاني و طالباني في المناطق العربية و الموصل، و سرقة نفط الشعب العراقي.
-
شكرا اخي عمر على مشاركتك الجيدة
واتمنى من كل عراقي وكلنا عراقيين ان يقف بوجه هذا الاستهتار ببلد تاريخه اقدم من اي حضارة على الارض . لا ادري اخي امر يثير الضحك
سنصبح مشردين والعراق بلدنا وارضنا ، هؤلاء الاكراد الذين فتحوا باب العراق للصهاينة
وينكرون كل افعالهم الشنيعة اصبحوا اليوم وقد تعلموا من الصهاينة سياسة السرطانية
اخشى وكما يقول شاعرنا الكبير مظفر نخشى ان نصبح يهود التاريخ ونعوي بالصحراء
على اخواننا من اهل الجماعة ان يعو خطورة الموقف والحل فيتو سني ضد تسليب كركوك
يجب ان يوقعوا مع بقية اخوانهم معاهدة للحفاظ على ارض العراق لان الاجيال لن ترحم هؤلاء
تقبل تحياتنا البصري
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |