بسم الله الرحمن الرحيم
نعزي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف بهدم مرقد جده وأبيه وسرداب غيبته في سامراء ، كما ونعزي العالم الإسلامي والشيعي والحوزات العلمية والمراجع العظام بذكرى هذه الفاجعة الأليمة التي ألمت بالعالم الإسلامي وآلمت قلب الإمام المهدي سلام الله عليه ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل في بناء وتشييد المرقدين لكي نفشل مؤامرات التكفيريين والنواصب وأزلام البعث الصدامي البائد وعملاء الإستعمار المحتل في العراق ، وأن يعجل في فرج مولانا ومقتدانا المهدي لكي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا إنه ولي التوفيق.
نعيش الذكرى السنوية الثالثة التي تمر علينا ونحن نتذكر تلك الهجمة البربرية الشرسة من قبل الزمر الإرهابية التكفيرية وأعوان وأزلام النظام الصدامي البائد وعملاء الإستكبار العالمي والصهيونية العالمية .. التي قامت بتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهم السلام في مدينة سامراء بدعوى التكفير وأن من يزور تلك الأماكن يعتبر في نظرهم مشرك ويستوجب قتله ويهدر دمه لانتمائه وموالاته لأهل البيت عليهم السلام . إنهم يريدون أن يحولوا مرقد الإمامين العسكريين في سامراء كما حولوا مراقد أئمتنا في البقيع ولذلك فإنهم يسعون بكل جهدهم الى نسف بقية المراقد المقدسة في العراق. نعم لا زلنا نعيش المأساة ، نعيش ذكرى الجريمة النكراء والمروعةالتي طالت مرقد الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) في سامراء على أيدي الدخلاء على الإسلام ولا نقول عنهم خوارج هذه الأمة ، لأنهم بالأساس ليسوا مسلمين لنقول عنهم خرجوا عن الإسلام ، لأن الاسلام ليس إنتماء وإنما هوية وتطبيق للمبادىء السامية التي بعث من أجلها نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. لا كما يدعي ويفعل هؤلاء الدخلاء عليه .. والعالم الإسلامي والشيعة أمام مسئولية تاريخية كبيرة لرفض كل أنواع الإرهاب ومن يسعون في الأرض فسادا ومن لا يحترمون حتى المودة في القربى التي قال عنها القرآن الكريم على لسان الرسول الأعظم المصطفى (ص):"قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى". والإمامين الهادي والعسكري هم من أحفاد وسلالة المصطفى الأمين الذي طلب منا مودتهم وإحترامهم ، فما بالك إذا كانا أئمة معصومين وأولياء الله وأمناء علمه ووحيه بعد نبيه.
هذا الفكر ليس بجديد على هذه الزمرة الارهابيه فهم أنفسهم الذين سعوا لنبش قبر السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام عندما دفنها الإمام علي عليه السلام مع بعض من أهل بيته وأصحابه ليلاً بدعوى الصلاة عليها وهم أنفسهم الذين هجموا على دارها وأضرموا النار على بابها وأسقطوا جنينها وهم أنفسهم الذين سعوا لنبش قبر الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وهم أنفسهم الذين حاربوا ومانعوا من دفن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام عند قبر جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهم أنفسهم الذين هدموا قبور الأئمة المعصومين عليهم السلام ببقيع الغرقد وهم أنفسهم الذين أحرقوا وضربوا قبر الإمام الحسين عليه السلام ، وهم أنفسهم والله الذين فجروا اليوم وقتلوا الأبرياء في العراق وسفكوا الدم الحرام بدعوى تكفيرهم لما يقومون به من زيارة وتقبيل أضرحة أهل البيت عليهم السلام., فأي دين يدينون به هؤلاء الإرهابيون النواصب ونحن نعتقد أنهم ليس لديهم أي دين أو أي مله فالإرهاب ليس له دين ولا دوله قاتلهم الله أنى يؤفكون.
لقد تآمرت القوى الظلامية التكفيرية مع الإستكبار العالمي وقامت بتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء ، وهذا ما كان يهدف اليه المحتل من إثارة الفتنة الطائفية المذهبية ، فالقوى التكفيرية والبعثية الصدامية قامت بهذا العمل بضوء أخضر من المستعمر المحتل وهي التي تنفذ مخططاته الجهنمية في المنطقة من أجل إضعاف الاسلام والمسلمين وجرهم الى حرب طائفية وأهلية لا ناقة للشعب العراقي فيها ولا جمل وإنما تخدم الإستكبار العالمي والصهيونية الدولية وعملائهم في العراق.
هل يظنون أن بأفعالهم هذه أن يمحوا ذكر أهل البيت عليهم السلام لا والله كما قالت سيدتي ومولاتي العقيلة زينب الكبرى عليها السلام للطاغي يزيد لعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعــين (( فسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا فهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد يوم ينادي المنادي إلا لعنة الله على الظالمين )) فكان عاقبته أنه في النار وكذالك من يحدوا حدوه سوف يلقى مصيره في الدنيا والآخرة ونحن رأينا زعماء الزمر الإرهابية وأزلام النظام البعثي الصدامي البائد ماذا حل بهم فما أشبه اليوم بالأمس. فأين الطاغية صدام وقادة حزبه الكافر وأين الظالمين من أزلامه وأعوانه.
ماهو واجبنا ودورنا في هذه المرحلة المصيرية ؟؟
ماذا علينا أن نفعل تجاه مقدساتنا التي تُستبيح من قبل الزمر الإرهابية والتكفيرية وعملاء الإمبريالية العالمية والصهيونية الدولية ؟؟!! , هل نقف مكتوفي الأيدي والألسن في الدفاع عن مقدساتنا فأضعف الإيمان أننا نستنكر هذا الفعل الذي آلم قلوبنا وأجرح عيوننا فالواجب علينا إيصال صوتنا للعالم وأن نجتهد لإقامة وبناء المرقدين فإلى متى سيبقى المرقدين مهدما ونحن نملك كل المقومات التي تستطيع أن تعيد بناء المرقدين ببناء أحسن مما كان عليه.فإلى متى الصمت؟؟!!
لقد سعى المحتل أن لا تشارك في عملية البناء والتشييد للمرقدين أيادي من أبناء الطائفة الشيعية حيث قام بإيكال مهمة إعمار وتشييد المرقد الى شركة تركية ، وكما هو معروف فإن العمارة الإسلامية للمراقد الشيعية في العراق قد تولاها المهندسين الشيعة والذين كان لهم دور لأكثر من 300 عام أو أكثر لبناء وإعمار العتبات المقدسة ، ونحن نرى بأن إحالة بناء وتشييد المرقدين على شركة تركية هو تدخل في شؤون العتبات المقدسة من قبل المحتل وكان من المفترض أن تتدخل المرجعية العليا في النجف الأشرف وسائر المراجع في العراق وإيران ، بالإضافة الى الوقف الشيعي في العراق عند الحكومة العراقية لإيقاف عمل الشركة التركية وإحالة العمل الى شركات ومهندسين من أبناء الطائفة الشيعية المتخصصين في مجال البناء والإعمار الإسلامي. فيا ترى ماهي التصاميم التي ستقوم بها الشركة التركية من عمارة إسلامية الى هندسة معمارية ، ومما يؤسف له أن لا نرى للهندسة المعمارية الإسلامية الشيعية أثرا في بناء المرقدين اللذين شيدا بناء على هندسة معمارية شيعية قبل أكثر من ثلاثمائة عام. كما نتمنى أن تقوم الحكومة العراقية بتوفير الأمن والطريق السالك لزيارة المرقدين حتى ولو لم يبنى المقام لكي تبرهن على أنها قادرة على توفير الطريق السالك للزائرين وأنها مصممة على إحياء مرقد الإمامين العسكريين في سامراء ودحر أوكار الإرهاب والظلاميين والتكفيريين النواصب ، فالشعب العراقي وعشاق أهل البيت باتوا في قلق شديد جراء إطالة مدة الهدم لهذه المراقد المقدسة.
إن قلب الإمام الحجة المهدي المنتظر (عجل) يتألم فهو صاحب العزاء والمصيبة فقد نسف مرقد جده وأبيه ونسف سرداب غيبته وأصبحت معالم الدين خربة ، والبيوت التي يقصدها عباد الله مهدمة ، فقد والله قد تهدمت أركان الهدى وأنفصمت والله العروة الوثقى ، فملائكة الله في عرشه يبكون لنسف هذا البيت الذي يذكر فيه أسم الله ويوحد ، وكل الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين بكوا ولا زالوا يبكون ويتألمون لبقاء هذا البيت مهدما لم يعمر لكي يعبد الله ويذكر فيه أسمه.
سيدي يا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجك الشريف إلى متى الظهور يا سيدي ها أنت تنظر لبيت أبيك وجدك وبيتك وهو مهدم هؤلاء أنفسهم هم الذين هجموا على بيت أمك وأضرموا عليه النار فنهض سيدي فما أبقى التحمل غير أحشاءً جزوعه سيدي متى نبحر في سفينتك الناجية.

كل السفائن غرقى غير واحدةً فيها النجاة وفيها يأمن البشرُ
سفينةً أنت ربان لهــا وسنن فقد خطاها إليك العز والظفرُ

نسأل الله سبحانه وتعالى بحق الدماء السائلات لباب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام أن يوفق جميع المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها أن تتظافر جهودهم من أجل إعادة إعمار العتبات المقدسة في سامراء وترسي عملية البناء والتشييد على يد مهندسين معماريين من أبناء الطائفة الشيعية لكي نرى بركات لمساتهم في هذه الأماكن المقدسة كما هي الآن في الكاظمين وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف والكوفة المقدسة وسائر المراقد الإسلامية الشيعية في بلاد الرافدين.