هوشيار زيباري لا تهدد أحداً ينتقدك بل دافع عن إدائك !!

كتابات - عبد الاله الصائغ

ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى عن الناس تعلم
إذا كنتُ قد ندمت على شيء في حياتي فهو ندمي على تصديق خطاب المحسوبين على المعارضة العراقية ربيبة الفنادق الفخمة ! والصكوك الدسمة ! فهو ندمي على فرحي الساذج بسقوط النظام السابق ! ندمي ورفاقي على دفاعنا المغفل اول وهلة عن الحكام الجدد وتعريض شرفنا الوطني الى الثلب وكنا نظن ان الفيء فيء العراقيين جميعا وليس فيء من قادته خطى حزبه ! فليس ثمة فرق علم الله بين سابق النظام البعثي ولاحق النظام المحاصصي ! ومسوغ ندمي ان هؤلاء المعارضين الذين ازاحوا صدام حسين عن كرسيه ليجلسوا مكانه خدعونا بتقواهم المفتعلة وزهدهم المرائي وشرفهم الشغافي ففرحنا معشر العراقيين البسطاء رغم كم هائل من التجارب والخيبات !فرحنا وقلنا من سذاجتنا للغربة والفاقة والتهميش وداعا والى الابد ! فقد جاء زمن العراقيين كل العراقيين :
دعوتُ على عمرو فلما فقدتُهُ بليتُ بأقوام بكيت على عمْرِو
ولم نكن ندري على طول التجربة الوطنية وعرضها ان الحبل العريض الذي التف حول عنق صدام حسين لم يُخِفْ احدا ممن خلفه على الكرسي الهزاز ! وربما لم يخف حتى الحراس الذين اسلموه للمشنقة ! وما عاد مصير صدام حسين ومصير اولاده وعياله وبطانته وسنواته الخمس والثلاثين درسا مفيدا لهؤلاء الذين لبست عيونهم غشاوة فما عادوا يرون شيئا سوى حرز اكبر قدر ممكن من حقوق العراقيين في الثروات وتكافؤ الفرص ! ان العولمة جعلت العالم قرية كبيرة مشدودة الى بعضها ! فليس ثمة سر محجوب عن العين ! نسمع عن الاستاذ صولاغ ما لم نكن نسمعه عن سلفه من وزراء سادوا ثم بادوا ! الثروات منهوبة والذمم معطوبة والحاشية منخوبة ! وكل من يفتح فمه فهو كافر ابن كافر الى الدرجة العاشرة ! وبعثي او ظلامي او تكفيري ! ونسمع عن الوزير زيباري وإدائه اللولبي ! فهو متحصن بثلاثة حصون منيعة اولا حصن رئيس الوزارة ان كانت ثمة وزارة باقية وثانيا حصن رئيس الجمهورية ان لبثت في العراق جمهورية ! ثالثا حصن أشقائنا الكورد ! وها هو الزيباري يدلنا على حصن رابع وهو القضاء العراقي ؟ والعجب هو هل ان السيد زيباري ضامن لصلاحيات القضاء ؟ ولماذا لايخشى الزيباري نفسه من القضاء ؟ وقبل ان يقيم السيد وزير الخارجية دعواه على سامي العسكري ليجعل منه – كما صرح - عبرة للآخرين ! وقبل ان يهدد السيد الوزير منتقديه بالسجن او الغرامة وربما اسقاط الجنسية ! يطيب لنا توجيه عدد من الأسئلة بوصفنا مثقفين مسؤولين امام مروءاتنا وقفرائنا للسيد الوزير المبتسم شكلا والغاضب دخيلة متمنين عليه التواضع لله وللناس كي يجيب عن اسئلتنا المبرأة من الحسابات الرخيصة :
اولا : اين ذهبت ارصدة السفارات العراقية قبل 9 ابريل 2003 والتي تقدر بمليارات الدولارات ؟ هل اعيدت للدولة ؟ هل تركت لجيوب السفراء القدامى ! هل ترك امرها للزمن ولم يعرف مصيرها ؟
ثانيا : وكيف تصرفت الوزارة بممتلكات السفارات والقنصليات والملاحق ؟
ثالثا : مَنْ مِنَ السفراء القدامى بقي في عرينه ! وكم من السفراء الجدد تم تعيينه ؟ وما مسوغات ذلك ؟
رابعا : هل بامكانك نشر اسماء السفراء في القنوات الاعلامية مع ذكر المؤهلات ؟
خامسا: ما حكاية المحاصصة التي تشتمها صباح مساء وتعلق على شماعتها اخفاقات وزارتكم ! وياسيد زيباري هل كنت اصبحت وزيرا مخضرما يتجول من حكومة الى اخرى لولا المحاصصة التي تشتمها !
سادسا : شكا كثير من العراقيين تصرفات عدد من السفراء والقناصل والمستشارين في دول العالم فهل شكلت لجان انضباط للتحقيق في الانتهاكات والخروقات ! وإذا حصل ذلك فلماذا لم تعلن نتائج التحقيقات على العراقيين ؟
سابعا : لماذا تكظم وقائع وزارة الخارجية عن الناس ؟ بعض مسؤولي الحكومة وبعض الزعماء العراقيين يتهمون دول الجوار سوريا والاردن والسعودية وايران بانها الداعم الحقيقي للارهاب المسلط على العراق والسبب المهم لانهيار اداء الحكومة العراقية ونراك على الشاشة تزور هذه الدول وتثني عليها فضلا عن ابتسامتك العريضة التي تنم عن رضاك ! فكيف نفهم تصوركم لدول الجوار وللنزيف العراقي ؟
ثامنا : تقولون ان وزارتكم تستعين بذوي الخبرات والتكنو قراط العراقي ! فمن هم الخبراء الذين عينتموهم والمعلومات لدينا انكم تعاملتم مع المناصب الرفيعة بوصفكم حزبيا وكورديا ولم تمتد عنايتكم للتركمان والكلدان والفيلية والمستقلين من العرب والكورد وغيرهم من ذوي الكفاءات العالية ؟
تاسعا : هل تعلم ياسيد زيباري عدد ملايين المغتربين العراقيين في دول العالم القدامى منهم والجدد ؟ وماهي النجدات التي قدمت للعراقيين والعراقيات ! وهل تناهى الى سمعكم حكاية البغاء المحيق ببعض العراقيات المنقطعات الذي تحدثت عنه صحف الدنيا ؟ هل رايتم العراقيات والعراقيين ينامون على ارصفة دمشق وعمان وفعل الشرطة الشقيقة بهم ؟ والشهادة للتاريخ انك لم تداو جرحا ولم تطبب نزفا بل ولم تلتق ( حتى ) في مؤتمر ( مثلا) بالخبرات المغتربة لتصغي الى اوجاعها وهي تنبض في الظل والفاقة ؟
عاشرا : هل تم تفعيل المعاهد الدبلوماسية لكي تعد كادرا دبلوماسيا يليق ببلدنا فلا يستحي منه ؟ واذا كانت ثمة معاهد فاين هي وكيف تدار ؟
احد عشر : ننصحك ايها الوزير ان لا تهدد احدا ينتقدك حتى لو نسب اليك الليالي الحمر ونسب لحاشيتك التصرف باموال السفارة ! لا تهدد ايها الوزير بالقضاء وانما قدم البدائل بنفس ديموقراطي واوضح منجزاتك وادحض القول بالقول ! ان السيد سامي العسكري كان الاشجع حين اتهمك وزميلك السيد صولاغ ولو كان لبعض مسؤولي الدرجة الثانية في المنطقة الخضراء او الصفراء من يحميهم لسمعتم منهم امورا تشيب لهولها العناكب والجنادب ! العراقيون كل العراقيين يتكلمون عن سرقة الثروات العراقية وبخاصة النفط ! العراقيون كل العراقيين يصخبون حول استئثار الاحزاب الحاكمة بالمناصب والمخصصات والممتلكات ! العراقيون كل العراقيين يتبادلون الحديث والعجب من قوة الحكومة على التسويغ والتبرير وانها لن تبرح المنطقة الخضراء الا على اسنة الحراب ! اننا ندعوك حضرة الوزير بالسير مهلا ولا تمش في المطارات مرحا فلكل زمن منتهى ! ولكل أجل كتاب ! ولم تزل جثامين اقطاب العهد السابق طرية لكي يشعر من يريد ان يشعر ان لا احد فوق ارادة الشعب واذا كممتم فم فلان او علان فثمة ملايين يشبهون فلان وملايين يحاكون علان ! ولتعتبر كلامي نصيحة لك فلاشيء يحمي الوزير حين يبدا الحساب لا الحصانة الدبلوماسية ولا القومية ولا الحزب ولا الجبال ! حاول ان تتعامل مع منتقديك باسلوب حضاري وليس بلغة المحاكم والغرامات وملعون ابو السياسة ان كان ما نراه من الحكومة سياسة والفاتحة على روح الوطنية ان كان ما نشهده اليوم وطنية ! اللهم اشهد انني ناصح .

مشيغن المحروسة
الثلاثاء 26 فبروري 2008