الدكتور ابراهيم الجعفري يكشف تفاصيل لقائه جماعات معارضة للحكومة في القاهرة
Admin
أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور إبراهيم الجعفري في حواره مع 'الخبر'، انه التقى جماعات معارضة للحكومة في زيارته الأخيرة للقاهرة. وأشار إلى أنه ربما يكون بينهم بعثيون، فهو لم يسأل عن انتماءاتهم ومرجعياتهم، مؤكداً ان غايته هي البحث عن سبل تفعيل المصالحة الوطنية التي تنادي بها الحكومة العراقية.
س: التقيت بشخصيات معارضة للحكومة في العراق.. فما هي مطالبهم؟
ج: هم يتطلعون إلى قضية اطلاق سراح السجناء ممن لم يرتكبوا جريمة. واعتماد المساءلة والعدالة بدل اجتثاث البعث. وأعتقد أن هذه المطالب مشروعة وقابلة للحل. وكلما دارت عجلة تنفيذ هذه المطالب كلما تم استقطاب هذه العناصر سواء كانوا في الداخل أو الخارج. وتبقى القضية مسألة وقت.
س: هل كان بينهم بعثيون؟
ج: لا أستبعد أن يكون بينهم بعثيون، لكني لم أسأل أحداً منهم. وحتى لو كانوا بعثيين فأعتقد أنهم اليوم لديهم قناعة جديدة، ولم يعرف أحد منهم على أنه يحمل سلاحا أو ينتمي إلى مجموعات تحمل السلاح.
س: ماذا عن التجمّع الجديد الذي تنوي الإعلان عنه، ومن يضم من الشخصيات السياسية؟
ج: هو تيار سياسي جديد، و ليس جبهة أو تجمع قوى، وإنما هو حالة وطنية سياسية جديدة تتسع للمواطنين بغض النظر عن خلفياتهم المذهبية والدينية والقومية أو السياسية، تلتقي على أهداف مشتركة وهي العراق والعمل من أجل إقامة المجتمع على أساس المواطنة، وليس المحاصصة، والالتزام بالعملية الديمقراطية في أهدافها ودستورها وآلياتها الانتخابية، حسب الإنجازات التي تتحقق في العملية السياسية. ويضم شخصيات سياسية عربا وأكرادا وتركمان، وفيه شخصيات نسوية.
س: ما اسم التيار؟
ج: هو ذو طابع إصلاحي، فربما يكون اسمه تيار الإصلاح، الاسم لا يزال خاضعا للمناقشة يغلب على طبيعته الحالة الإصلاحية وهو تشكيل أخذ طريقه إلى الناس. إنه نابع من أهمية أن يكون هناك تيار وطني عراقي يمتد إلى الآخرين.
س: كيف تقيّم العملية السياسية في العراق الآن؟
ج: العملية السياسية وإن كانت تواجه بعض التحديات ولكنها في حالة صعود عام، وأقصد على صعيد الدولة. أما على صعيد الحكومة فربما تتلكأ في جوانب معينة، لكن عموماً هناك عملية انتخابية شهدها العراق وهناك برلمان منتخب. هناك حكومات ولدت من رحم البرلمان. هناك تداول سلطة بطريقة سلمية، ومشاركة للمرأة بشكل رائع في البرلمان والحكومة. لذلك، فإن العملية السياسية وإن تواجه بعض الصعوبات وبعض التلكؤ، لكن بصورة عامة هي في صعود.
س: أين وصلت عملية المصالحة الوطنية؟
ج: المصالحة الوطنية يفترض أنها تستهدف أطراف القوى المسلحة المختلفة. وهي متعددة ومختلفة في منطلقاتها. منهم من يحملون السلاح كردة فعل على وجود القوات الأجنبية في العراق. ومنهم من يحملون السلاح لاعتبارات سياسية ويريدون مشاركة مباشرة في السياسة. ومنهم من منطلقات إنسانية، لأن لديهم سجناء ومعتقلين في السجون ويريدون الحصول على إطلاق سراحهم. ومنهم من يريد إعادة النظر في قضية اجتثاث البعث. ومنهم من يريد إعادة النظر في مسألة الحفاظ على وحدة العراق وعدم تعريضه إلى التقسيم. هناك أهداف مختلفة، وهذا يتطلب أن نجلس مباشرة مع كل فصيل من هذه الفصائل.
فليس فقط الذين يحملون السلاح لهم مطالب؛ فالحكومة التي تقود العملية السياسية أيضا لها مطالب.. إذن هناك التزامات متبادلة ووجهات نظر بين مختلف الفصائل التي تشكل القوى المسلحة من جانب والحكومة من جانب آخر.. وهذا يتطلب بعض الوقت.. ما نتطلع إليه هو اختزال الزمن وتحديد ما يريده الطرفان من بعضهما.
وأعتقد أن تحقيق المصالحة الوطنية سيجعل العراق على أعتاب مرحلة جديدة يتجاوز الكثير من المشاكل، يرتفع فيه المستوى الأمني ويقل العنف.
س: تجري في العراق الآن جولة أخرى ربما تكون الثالثة من الحوار الإيراني ـ الأمريكي، كيف تنظر إلى قضية الثقل الإيراني في الشأن العراقي، ودور إيران في استتباب الأمن في العراق؟
ج: مثلث العلاقات الإقليمية الدولية بالنسبة لي يدخل في استراتيجية العلاقات العراقية مع الآخر الإقليمي والدولي. نحن نتطلع إلى علاقة عراقية إقليمية تقوم على المصالح المشتركة سواء كانت إيران أو غيرها من دول الجوار أو غير الجوار أو حتى الآخر الدولي. نحن لا نريد أن نكون جزءا من معادلة الشد والتوتر بين أمريكا وإيران. وإذا كان لابد أن نتدخل فنحن طرف يمكن أن يقرّب ويسهل بين الطرفين، لانعكاس ذلك على القضية العراقية، لأن إيران حقيقة جغرافية مجاورة للعراق لا يمكن التغاضي عنها، وأمريكا حقيقة وهي موجودة على الأرض العراقية، وأي توتر بين الدولتين سينعكس علينا سلبا.
نتمنى ونعمل أن تكون هناك علاقات طيبة بين أمريكا وإيران، وأن نتجاوز مرحلة الشد إلى مرحلة الانسجام والتفاهم.
س: لكن أمريكا تتهم إيران بالتدخل في الشأن العراقي، وتعلن وجود أسلحة إيرانية الصنع بأيدي جماعات معينة، هل تعتقد أن إيران تسهم في إذكاء العنف في العراق؟
ج: نحن لدينا نظرة عراقية لشؤوننا مع الآخر ولا نعدم على أنفسنا الشجاعة. عندما يتدخل الآخر في شؤوننا نرفض ذلك. وعندما تكون الدولة قوية وسيادتها محفوظة وأجهزتها الأمنية قوية، فلا حاجة كي ننتظر الآخر متى لا يتدخل. ولا داعي كي نستجدي الآخر متى يتكرم علينا بعدم التدخل، يجب أن نقوّي وضعنا الداخلي أمنيا وسياسيا .