النجف ترفض زيارة نجاد
مجلس الأمن يفرض عقوبات جديدة على إيران
نجاد وطالباني يتفقدان حرس الشرف قبيل مغادرة الرئيس الإيراني بغداد أمس.
بغداد، الأمم المتحدة: علاء حسن، رويترز
تخلف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد عن زيارة النجف ومقر المرجعية الشيعية الأولى في العالم علي السيستاني بالرغم من أن الزيارة واللقاء كانا مدرجين على جدول زيارة نجاد إلى العراق، إضافة إلى مدينة كربلاء.
وكانت مصادر قريبة من السيستاني ومن مصادر محلية في النجف أكدت أن زيارة نجاد إلى النجف غير مرحب بها، وذلك خلافا لما أعلنه وزير الطاقة والكهرباء الإيراني برويز فتاح الذي أرجع عدم الزيارة لضيق الوقت وكثرة اللقاءات في بغداد.
ووقع نجاد قبل مغادرته بغداد أمس 7 اتفاقيات تشمل تنمية العلاقات في مجالات الصناعة والتجارة والجمارك والتأمين والتعدين والنقل والمقاييس والأوصاف.
كما أعلن وزير الطاقة الإيراني أن بلاده ستتولى بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بواسطة الغاز بطاقة 250 ميجاواط بين النجف وكربلاء.
--------------------------------------------------------------------------------
أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس قبل مغادرته بغداد أن على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة مغادرة العراق, وقال نجاد موجها كلامه إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش "لا وقت لدينا لسماع رسالتك".
وقال الرئيس الإيراني في مؤتمر صحفي ببغداد إنه ليس هناك ما يدعو لبقاء القوات الأجنبية في المنطقة. وأضاف أنه يجب على القوى الأجنبية ألا تتدخل في شؤون العراق, وأن المنطقة من دون حضور الأجانب يعمها الأمن والإخاء, وبوسع حكومات المنطقة ودولها أن تدير شؤونها بنفسها.
وشدد نجاد على أن شعوب المنطقة تشمئز من تواجد القوات الأجنبية في المنطقة والتي لم تجلب سوى الخراب والدمار. وأضاف أن الشعب العراقي كان ضد المحتلين ونضاله ضد الأجانب مبعث افتخار بين شعوب المنطقة.
وردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكي يوم السبت بأنه على نجاد الكف عن تصدير الرعب, وأن الرسالة يجب أن تكون "كفوا عن إرسال معدات متطورة تقتل مواطنينا", قال نجاد ساخرا "ليس لدينا الوقت الكافي حتى نسمع ما يقوله الآخرون, ولم استلم رسالة بهذا الخصوص".
وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يتكلمون كثيرا, وثبت أنهم يصرحون على أساس معلومات خاطئة، لذا لا يمكن أخذ تصريحاتهم على محمل الجد. وتابع "لذا، لا بد أن نقدم لهم وصية ودية, وهي أن توجيه الاتهام إلى الآخرين لا يحل مشكلة الأمريكيين يجب أن يحلوا المشاكل في مكان آخر".
وأكد نجاد أن القضايا التي تم بحثها تتركز على مصالح الشعبين والحكومتين وأنهم غير ملزمين بالاستجابة لمتطلبات الآخرين, مشيرا إلى أنه التقى خلال الزيارة الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ونواب البرلمان وشخصيات من مختلف فئات الشعب العراقي.
وأضاف أن المحادثات مع الجانب العراقي كانت بناءة للغاية، كما أكدت هذه الزيارة من جديد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين, وإرادة الشعب العراقي في مواصلة هذه العلاقات.
وأعلن الرئيس الإيراني توقيع سبع مذكرات تفاهم مع العراق أمس, تشمل تنمية العلاقات بين البلدين في مجالات الصناعة والتجارة والجمارك والتأمين والتعدين والنقل والمقاييس والأوصاف. وحضر نجاد مراسم التوقيع, وقال إنه تم التفاهم أيضا على تنفيذ مشاريع كبيرة ضمن المنحة الإيرانية البالغة قيمتها مليار دولار أمريكي.
من جانبه, ذكر وزير الطاقة والكهرباء الإيراني برويز فتاح الذي رافق نجاد في زيارته إلى العراق أن بلاده ستتولى بناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بواسطة الغاز بطاقة 250 ميجاواط بين النجف وكربلاء.
وقال فتاح خلال مؤتمر صحفي في النجف مساء أول من أمس
إن تكلفة بناء المحطة تندرج ضمن إطار المنحة التي تقدمها إيران إلى العراق. وأكد فتاح اعتذار الرئيس الإيراني عن عدم تمكنه من زيارة كربلاء والنجف لضيق الوقت وكثرة اللقاءات في بغداد. جدير بالذكر أنه كان مقرراً أن يزور نجاد النجف للقاء الزعيم الشيعي علي السيستاني. إلا أن مصادر تحدثت عن رفض المرجعية الشيعية لاستقباله.
وأنهى الرئيس الإيراني أمس زيارته التاريخية إلى بغداد التي بدأها أول من أمس, وسط احتفال رسمي أقيم في مقر الرئيس العراقي جلال طالباني. وفور انتهاء المراسم الرسمية، صافح نجاد مودعا كبار المسؤولين العراقيين ورافقه طالباني حتى السيارة التي أقلته إلى مطار بغداد.
في الوقت نفسه, تظاهر عدد من السكان في حي الأعظمية، أبرز معاقل العرب السنة في بغداد أمس احتجاجا على زيارة نجاد إلى العراق متهمين إيران بالتورط بأعمال عنف في البلاد. وسارت المظاهرة التي انطلقت بدعوة من "ثوار الأعظمية" شوارع الحي وتفرقت بعد ساعة قرب مسجد أبي حنيفة النعمان.
وتباينت مشاعر العراقيين أنفسهم إزاء زيارة الرئيس الإيراني. ومن أبرز الشخصيات التي تغيبت عن استقبال الرئيس الإيراني طارق الهاشمي نائب الرئيس وهو من السنة. ولم يكن هناك حضور لأي من الساسة السنة.
من جانبها ناشدت كتلة التحالف الكردستاني العراقي إيران إعادة النظر باتفاقية الحدود المبرمة في الجزائر بين العراق وإيران عام 1975.
وقال النائب عن التحالف سعدي البرزنجي لـ "الوطن" "لابد من إعادة النظر في بعض الجوانب التي كانت تشوب العلاقات، مثل اتفاقية الجزائر، وترسيم الحدود، لأن الاتفاقية تتضمن بعض الشروط المجحفة للعراق".
على صعيد متصل أكد النائب عن الائتلاف العراقي الموحد حسن السنيد أن زيارة الرئيس الإيراني للبلاد تعد دليلا على تحسن الوضع الأمني في العراق. وتعليقا على المظاهرات المنددة بالزيارة, قال إن الشعب العراقي يعبر عن وجهة نظره بحرية كاملة.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2713&id=44632