الخصائص العامة للعلم

طرح الإمام وبشكل متناثر جملة من الصفات العامة للعلم وهي كالتالي:
1. الثبات: وذلك عندما يقارن بغيره من متغيرات الحياة الزائلة كالمال فان صنيع المال يزول( ) وبالتالي فان صنيع العلم ثابت.
2. الاستمرارية: فبحسب تعبير الإمام العلم لا ينتهي( ) وهو اكثر من ان يحاط به لذا يوصي الإمام بان يؤخذ من كل شي أحسنه( ) كما انه اعتبر ان العلم أحد اثنين لا يبلغ غايتهما والثاني هو العقل( ). وهذه اللامحدودية للعلم قد تكون لان علم الله لاينتهي، أما العقل فلارتباطه بالنفس وهي خالدة أيضا.
3. عدم الإشباع: وسبب ذلك ان كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فانه يتسع( )والإمام يقرر حقيقة ان العالم لا يشبع من العلم( ).
4. الملازمة بين العلم والعقل: بتأكيده –ع- ان ذروة العلوم تنال بالعقول ، كما انه اعتبر ان كل علم لا يؤيده عقل يكون مضلة والعلم يدل على العقل فمن علم عقل( ).
5. ان يكون العلم نافعا: فالإمام يقول (واعلم انه لا خير في علم لا ينفع ثم يضيف انه لا يمكن الانتفاع بعلم لا يحق تعلمه) ( ).
وقد تفهم هذه المسالة على نحو من البركماتية ولكن أقوال الإمام والتي منها خير العلم ما نفع او خير العلوم ما اصلحك ( ) يدل على مبدا النفع العام في العلم زائدا المعنى الأخلاقي الإسلامي.





الخصائص الخاصة

1. الواقعية : وذلك يكون من خلال ربط العلم بالعمل ،فالأول مقرون بالثاني وبحسب قول الإمام من علم عمل والعلم يهتف بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل عنه( ) ، والعلم بلا عمل خيال زائف عند الإمام علي وقوله على هذا النحو يلتقي (من وجه) مع الفلسفة البركماتية التي تقول ان الفكرة أيا كان نوعها إنما تقاس بنفعها فالفكرة حق وصواب إذا نفعت وهي باطلة وخطا إذا لم تنفع، فالدين والعلم والتربية والأدب والفن والفلسفة لا فائدة لها إذا لم تسعد الفرد ولو على حساب الملايين ، وهنا تفترق البركماتية عن فكر الإمام ، فالمراد من العلم العمل عند الإمام علي هو النافع بلا ضرر ولا ضرار( ) .
2. القيمة الأخلاقية: ان الإمام ربط العلم بالأخلاق ،فالعلم عنده مركب الحلم وهو اصل كل خير لذا قال بان العلم يهدي ويرشد وقد اعتبر ان راس الفضائل العلم ( ).
3. القيمة الاجتماعية: فاكتساب العلم يكسب الجاه( ) وهو وراثة كريمة( ).
4. أعطى الإمام للعلم فضائلا ، جاعلا إياه كالجسم ،فراس العلم التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص(التجربة) وقلبه حسن النية وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وحكمته الورع( ). ويلاحظ ان مفهوم الفحص والذي يعني التجربة تطور فيما بعد عند الإسلاميين وخاصة جابر ابن حيان.