 |
-
جواد الخالصي هاهو كما اجاد في وصفه صديقه
عبد المحسن الكاظمي
Kazimi_44@hotmail.com
كتب عالم الدين اللبناني المعروف السيد هاني فحص مقالة في جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 25 /11/2004 يشرح فيها سبب انسحابه من قاعة مؤتمر ما أطلق عليه ( الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ) . و أوضح أنه خرج من القاعة فور سماعه أن ممثل شيعة العراق في ذلك المؤتمر العتيد هو جواد الخالصي . و كان اعتراضه أن في العراق الكثير من العلماء العظام و من ضمنهم بالطبع علماء حوزة النجف ، كان على إدارة المؤتمر اختيار بعضهم على الأقل لذلك التمثيل بدلا من جواد الخالصي الذي لا يتمتع بأية أهلية لذلك ، ناهيك عنه سباحته عكس تيار علماء و عموم الطائفة الشيعية .
يقول جواد الخالصي بتواضع جم في مقالتين نشرهما موقع العراق للجميع بأنه تفاجأ من تصرف السيد هاني فحص الذي وصفه ( بالصديق القديم ) في ذلك المؤتمر ، كما تفاجأ من مقالته المنشورة في السفير و التي وصفها ( بإحدى إشراقا ته المعهودة ) و هو أمر لطيف يدل على سمو أخلاق جواد الخالصي الذي لم يرغب بالإساءة لمن خالفه الرأي ( على الأقل في بداية رده على فحص ) . و أضاف بتواضع بأنه يؤيد السيد فحص بـ ( عدم صوابية تخصيص تمثيل شيعة العراق وعلمائهم بشخص واحد مهما كانت مكانته ومنزلته فكيف بالفقراء والضعفاء من أمثالي ) . و استغرب الخالصي سلوك فحص ( الذي كان صديقا قديما قبل لحظات ) المنفعل و نشره المقالات في الصحف ( دون دراسة أو ترو ) .
العبارات التي بين قوسين في الفقرة السابقة تبين بوضوح أن الخالصي يعتقد أن مكانته و منزلته بين العلماء عالية ، كما ذم صديقه القديم و وصفه بالانفعال و الحماقة لأنه يكتب المقالات دون دراسة أو ترو . و يكتشف القراء أن الذي أثار جواد الخالصي هو اعتبار السيد فحص أن الحوزة العلمية في النجف هي الحوزة الأم التي يجب أن تحظى بكامل الاحترام و التقدير من كافة علماء المسلمين . و في الواقع أن الخلافات العلمية أو الفقهية بين حوزات النجف ، قم ، الكاظمية ، سامراء ، كربلاء ، الخ لم تكن أبدا مدعاة تنابذ و تصادم لأن أعضاء تلك الحوزات من العلماء الذين تجل أخلاقهم عن السفاسف . و من الواضح أن كل حوزة تتصدر الآخرين عندما يبرز منها علماء يشار لهم بالبنان و خاصة عندما يكون منها المرجع الأعلى الذي يقلده غالبية المسلمين من الطائفة الشيعية .
و لم يكن السيد فحص هو الوحيد الذي طاله قلم جواد الخالصي . فهناك المرحوم عبد المجيد الخوئي الذي عاب عليه الخالصي تحركه لإنقاذ العراق و جلوسه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير و لأن المرحوم الخوئي جلس مع بلير أمام العلم البريطاني الذي جلب للعرب كل المصائب !! و لا يعرف أحد حتى الآن أي علم يجب أن يضع بلير خلفه و هو يستقبل ضيوفه ؟! هل كان على السيد الخوئي الظهور على شاشات التلفزيون و التباكي على نظام صدام المسكين الذي لا يمتلك أية أسلحة للدمار الشامل و أن العراقيين أمثال الخالصي هم الذين سيحررون العراق . هل الإساءة للسيد الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم و وصفه بأنه لا يمثل إلا نفسه كان أفضل من تحرك الخوئي رحمه الله ؟
شعور بالمرارة و الظلم :
يعرف أهالي الكاظمية خصوصا و شيعة العراق عموما أن ما يسمى ( جماعة الخالصي ) تشعر بمرارة و ظلم شديدين من الطائفة نفسها . و يترجم ذلك الشعور في محاولات غريبة لمعاكسة كل أمر يتفق عليه علماء و عوام هذه الطائفة . و سبب الشعور بالمرارة و الظلم أن العلامة الكبير ، المرجع الأعلى الشيخ مهدي الخالصي ( رحمه الله و رضي عنه ) كان من قادة ثورة العشرين الكبرى الذين أمهلوا الانكليز 3 سنوات لتحقيق وعودهم للعراقيين ثم كان من ضمن المراجع العظام الذين تصدوا للإنكليز ، قاوموهم و أصدروا الفتاوى بذلك مما أدى إلى اندلاع تلك الثورة . و قد تسبب ذلك العمل بعد انتهاء الثورة و سيطرة الأقلية السنية على العراق إلى نفي من تبقى من علماء تلك الثورة إلى إيران . لكن الحكومة العراقية سمحت بعد عدة سنوات بالعودة لمن يريد من أولئك العلماء . و بالفعل عاد الجميع عدا الشيخ مهدي الخالصي الذي اتخذ موقفا مبدئيا بعدم العودة للعراق إلا بعد خروج الانكليز منه . و هكذا توفى ذلك الشيخ الجليل في المنفى مفضلا الموت على رؤية المحتلين في بلده . لكن حفيده جواد الخالصي عاد من سوريا مسرعا إلى العراق غير مكترث بوجود القوات الأميركية المحتلة فيه ، ليس آبها بسيرة جده الكبير ، سواء أكان ذلك في منح المحتلين مهلة لتنفيذ وعودهم ، أو عدم العيش في بلد تحت الاحتلال . و تشعر جماعة الخالصي أن عموم الشيعة لم تعطهم حقهم من التقدير و التبجيل اللازمين لمواقف آية الله العظمى مهدي الخالصي . ورغم الاستقبال الكبير الذي لقيه الشيخ محمد الخالصي ( والد جواد ) عند عودته من إيران عقب ثورة 14 تموز 1958 ، إلا أن ثلة قليلة جدا قامت بتقليده لأن الشيعة وقتها كانت تقلد في غالبيتها آية الله العظمى محسن الحكيم رحمه الله و رضي عنه . و أدى ذلك الأمر بالشيخ محمد الخالصي إلى إظهار خلافه مع بقية العلماء على العلن فصرح بعدم جواز الآذان بالشهادة الثالثة ( و لو استحبابا ) و بوجوب أداء صلاة الجمعة مطلقا و بحلية أكل الأرنب .
خلال التجاذب الكبير الذي أعقب ثورة 14 تموز بين التيار البعثي القومي و التيار الاشتراكي الشيوعي ، ناصر محمد الخالصي و جماعته التيار الأول و ذهب للصلاة في جامع أبي حنيفة في الأعظمية التي كانت ( وربما لا زالت ) معقلا للبعثيين و القوميين المتشدقين بتفضيل القومية العربية و المتمسكين بفكر ميشيل عفلق . و الغريب أن الشيخ محمد الخالصي اختار التيار القومي العربي رغم عدم تمكنه من النطق باللغة العربية بصورة سليمة نتيجة معيشته كل حياته تقريبا في إيران . و قد ازدهرت الحركة الخالصية عقب انقلاب 8 شباط 1963 الأسود الذي قام به حزب البعث و نتج عنه قتل الزعيم عبد الكريم قاسم . فقد رد البعثيون جميل هذه الحركة التي تصدت لمحاولات أهالي الكاظمية نصرة الزعيم عبد الكريم قاسم عندما خرج أفرادها حاملين أسلحتهم فقاموا بقتل أعدائهم من أهالي الكاظمية بحجة كونهم من الشيوعيين . و قد أصدروا بيانا تم لصقه على أبنية الكاظمية يتبجحون به أن الشيخ محمد الخالصي خرج تحت وابل من الرصاص و النيران مع جماعته للتصدي للشيوعيين . و للمرء أن يتساءل من الذي أعطى الحق لهؤلاء بقتل الآخرين . لكن العارفين بالأمور يدركون أن الأخ نصف الشقيق لجواد الخالصي المدعو ( عبدو محمد الخالصي ) كان من كبار أعضاء حزب البعث في الكاظمية ثم أصبح من عتاة الحرس القومي الذي ذاق شباب الكاظمية الويل و الثبور على يديه في أقبية سوق الاستربادي حيث تقع مدرسة الخالصي التي أصبحت الآن جامعة الخالصي .
رآى عبد السلام عارف و هو أشهر طائفي أنجبه العراق على الإطلاق أن جماعة الخالصي تؤدي إلى تحقيق أحلامه المريضة في شق الشيعة . فبدأ برعاية هذه الحركة التي استفحل خطرها في ستينيات العقد الماضي و أصبحت الآمرة الناهية في الكاظمية . و رغم وجود مئات المساجد التي تؤدى فيها صلاة الجمعة في العراق ، إلا أن عبد السلام عارف أمر تلفزيون بغداد بنقل وقائع صلاة الجمعة التي كان يلقي خطبتها بلغة عربية مكسرة مليئة باللكنة الفارسية الثقيلة الشيخ محمد الخالصي في الكاظمية . و قد ضرب عارف بذلك عصفورين بحجر واحد ؛ فقد أظهر انقسام الشيعة ثم جعل العالم كله يجزم أن الشيعة فرس أو ( عجم ) لأن أكبر علماءهم الذي يؤم صلاة الجمعة لا يتمكن من العربية إلا بصعوبة !!
قد يكون لجماعة الخالصي بعض الحق بالشعور بالمرارة نتيجة نسيان العراقيين مآثر الشيخ مهدي الخالصي ، لكن هذا لا يمنحهم حق إيذاء الآخرين و التقليل من شأنهم أو فرض ما يرونه عليهم لأن جدهم الأكبر كان عالما جليلا يشار إليه بالبنان . و أدت هذه العقدة إلى تصرفات عجيبة من قبل هذه الجماعة . فقد قاموا بنفي السيد الجليل آية الله إسماعيل الصدر ، الأخ الأكبر و المدرس الأول لعلامة العصور الشهيد محمد باقر الصدر إلى النجف بعد تهمة باطلة لفقها جهاز أمن عبد السلام عارف . و قد قامت جماعة الخالصي الذي أصبح إمامها ذلك الوقت ابن محمد الخالصي ضابط الاحتياط السابق و المحامي السابق مهدي الخالصي بغلق جامع الهاشمي الذي كان السيد إسماعيل الصدر يؤم المصلين فيه و وضعت على بابه لافتة تعلن للمؤمنين أنه ( مسجد ضرار ) ! و أدت تلك الفتنة إلى إزهاق أرواح بريئة تضاف دماء أصحابها إلى دماء الذين ماتوا قبلهم نتيجة لشعور هذه الجماعة بالمرارة .
لغة منافقة :
من الواضح أن استخدام لغة التورية و اللعب على الكلمات لمدح الذات يعتبر من الأساليب الرخيصة التي لا يستخدمها إلا الضعفاء . فلو قال صدام مثلا ( أن قيادتكم البطلة تصدت بكل قوة و اقتدار للعدو الفارسي المجوسي ) فهو يمدح نفسه بصورة غير مباشرة لكنها مذمومة على أي حال . و يمدح جواد الخالصي نفسه دون أن ينسى سب الآخرين بهذه الطريقة المشينة . ففي مقالة سابقة كتبها علاء اللامي يروي فيها عن جواد الخالصي أنه قال له أن أحمد ال?لبي سيأتيه عارضا خدماته عليه عندما يستلم ( جواد ) مسؤولية حكم العراق !! و لا يتطلب الأمر خبيرا في علم النفس كي يرى أن هذا الرجل تتملكه رغبات دفينة في أن يكون شيئا لكن الواقع المر يأبى ذلك . و هو ينقل شعرا قيل في عائلته من قبل السيد مسلم الحسيني يمدح فيه عائلة الخالصي و ينسب أبياته الأخيرة لنفسه . و يقول أيضا ، بلسان غيره طبعا ، مادحا نفسه و شاتما الآخرين بطرقة غير لائقة - أنقلها هنا بأخطائها الإملائية - ( وقد سأل أحد الطلبة المرحوم السيد مسلم الحلي عن بعض الآراء التي كنت أجيب بها أسئلة زملائي الشباب آنذاك، وأبدى السائل نقداً لطريقة العرض الجريئة والصريحة والتي توحي بأن صاحبها ذو رأي مستقل وفكر اجتهادي مميز، فقال السيد الحلي بعد سنتين وكنا في أول الدراسة التي استمرت لما يقرب من ثلاثة عقود الى الآن سأكتب إجازة في الاجتهاد للشيخ جواد الخالصي، ولم أقم بمتابعة الأمر، ولم أطلب منه أن يكتب أي شيء لأني لا أجد في نفسي الحاجة الى مثل هذه المظاهر، وقد تكرر ما يشبه هذا الأمر مع شيخنا الشهيد الشيخ محمد آل معتوق وكررت الموقف نفسه حيث لم أجد نفسي بحاجة الى ورقة في هذا الشأن، لأنني أعتقد ان طريقة إنهاض الأمة لا تقوم على أساس إلجام الفكر بالشهادات، فضلا عن الاشاعات التي يجيدها غيرنا، وإنما على طريقة علي بن أبي طالب عليه السلام حين فتح عقول الناس بقوله: اعرف الحق، تعرف أهله. فالإنسان في الإسلام مدعو الى التفكير واستعمال العقل، ولا يحذف العقل وعدم السؤال بحجة ان المقابل عالم لا يجارى، وان الحوزة هي التي قالت، كما يجري هذا بشكل واسع هذه الأيام، علما ان الآراء في الحوزة نفسها ليست موحدة ) . فهو يصف نفسه بالجرئ ، الصريح ، ذو رأي مستقل و فكر اجتهادي متميز . و فجر القنبلة الكبرى أن السيد مسلم الحلي و الشيخ آل معتوق قررا منحه إجازة الاجتهاد كي يصبح مرجعا و آية عظمى لله - من هنا جاء عنوان هذه المقالة - لكنه ( و يا للتواضع الخطير ) رفض ذلك لأنه لا يجد الحاجة في نفسه لتلك المظاهر لأنها ( المظاهر ) تلجم الفكر بالشهادات . ثم شتم الآخرين بأنهم يجيدون الإشاعات ، أما هو فيسير على نهج علي بن أبي طالب ( ع ) و يعني هذا بالطبع أن الآخرين يسيرون على مناهج أخرى ليس من ضمنها نهج أمير المؤمنين . و هو لم ( يتابع ) موضوع شهادة الاجتهاد التي عرضت عليه لأنه كان مشغولا ( بإنهاض الأمة ) و كذب كذبة كبرى حين قال أن عمه الشيخ عبد الحسين الخالصي رحمه الله كان أحد مدرسيه لأن ذلك ليس صحيحا بالمرة . فالشيخ عبد الحسين الخالصي كان يصلي في جامع الع?يلات و مؤذن الجامع يلعلع صوته في الآذان ( أشهد أن عليا ولي الله ) و هو كفر برأي محمد الخالصي و ولده جواد !! و يضيف جواد الخالصي بعد كمية أخرى من شتم الآخرين أنه دُعي لحضور المؤتمر الأول في لندن لكنه كان مشغولا بالأحداث الجسام في الوطن الغالي فاعتذر عن الذهاب و الحضور . و الغريب أن هذه الأحداث الجسام لم تشغله عن الزواج بفتاة بعمر ابنته زينب و قضاء شهر العسل معها في إيطاليا . و لم يكن زواجه السعيد الثاني من بنت الدليم بدون سبب جهادي . فهو يريد إنهاض الأمة و السيدة الفاضلة زوجته ( أم زينب ) التي تصفها من تعرفها من نساء الكاظمية ( بالجوهرة ) لا تلد إلا البنات و هو يريد خليفة يتولى قيادة جماعة الخالصي من بعده ، فقام بالزواج من بنت الدليم التي ستلد له حارثا أو ضاريا كي تكتمل مصيبة الشيعة بهذه الفئة . و المعروف أن جماعة الخالصي لا تعترف بالقيادة إلا لواحد من عائلة الخالصي . فبعد وفاة الخالصي الكبير الإمام مهدي الخالصي ، تولى ولده محمد الخالصي قيادة الحركة ، ثم اضطر ابن محمد الخالصي المحامي مهدي الخالصي إلى لبس العمامة كي يقود الحركة . و لبس جواد الخالصي العمامة عام 1978 عندما كان في السابعة و العشرين من عمره . و الآن لا يوجد خليفة لقيادة هذه الحركة التصحيحية في الشيعة لأن أم زينب المسكينة لا تلد إلا البنات ، فقام الشيخ جواد بالزواج مرة أخرى و قضاء شهر العسل عند الطليان كي يكون الكفاح و النضال عالميا . و لم يسأل أي مذيع فضائي عن مصدر الأموال التي يصرف منها جواد الخالصي في حضوره المؤتمرات في باريس ، إيطاليا ، لندن ، بيروت وسفراته التي تكاد أسبوعية إلى الحبيب عمرو موسى في القاهرة و هو الذي كان يعاني شظف العيش في زينبية دمشق قبل انهيار صدام كما يقول مادحوه على صفحات الانترنت !!
تناقضات :
و في مقالته الثانية يحاول جواد الخالصي بعناد غريب إثبات أن حوزة النجف لا تتميز عن الحوزات الأخرى . و لا أحد يعلم سر هذه الغيرة على الحوزات الأخرى . و على أي حال ، فأن حوزة النجف إن لم تتفوق على الآخرين فهي تتساوى معها و ليس هناك من مبرر للانتقاص منها . و كل عراقي يعرف أن أهل النجف عموما يتميزون في الثقافة ، الفكر ، الشعر، الأدب و الفقه عن الآخرين . و هو أمر مدعاة للفخر فهم يعيشون تحت رعاية أمير المؤمنين و بركاته . و كاتب هذه السطور من أهالي الكاظمية كما هو واضح لكنه لا ينكر أنه مع الكثيرين يجدون بإعجاب شديد أعدادا هائلة من الشعراء ، الأدباء ، علماء الدين ، الخ أنجبتهم هذه المدينة المقدسة . و بينما كان كاتب هذه السطور و الشيخ جواد الخالصي يلعبان كرة السلة في نادي الكاظمية الصيفي لتمضية وقت الفراغ مثلا ، كان أبناء النجف يقضون أوقات فراغهم في المطاردات الشعرية ، تخميس الشعر و كتابة التواريخ شعرا . و من أراد التعرف على البيئة الثقافية لهذه المدينة المقدسة عليه قراءة مذكرات المرحوم الأديب جعفر الخليلي . و هناك كمية من الكتب التي أخرجتها أقلام أبناء النجف تفوق جميع المناطق في العراق . و بدلا من محاولة تقليل شأن حوزة النجف و مركزها ، علينا التفاخر بهذا الصرح العالمي الكبير و أن العلماء الأعلام الذين قادوا مسيرة هذه الطائفة كانوا في الغالب من هذه الحوزة و حتى السيد الأمين ( صاحب أعيان الشيعة ) و شرف الدين ( صاحب المراجعات ) رحمهما الله و السيد محمد حسين فضل الله ، على سبيل المثال لا الحصر ، غرفوا العلم من هناك .
و يناقض جواد الخالصي ما خطه قلمه في مقالته الأولى عن الذين أرادا منحه درجة الاجتهاد لأنه أجاب بعض الزملاء بجرأة و صراحة ، فيتهم في المقال الثاني بعد 4 أيام من مقالته الأولى فيقول بالنص و أنا أنقل بالأخطاء الإملائية مرة أخرى ( ولذلك يجب ان توضع الاسس الواضحة لتمييز الحقائق في هذه القضية المركزية الخطيرة دون الاكتفاء بامضاء سنوات عديدة في الحوزة دون السؤال عن المادة العلمية التي أخذها هذا الطالب في دراسته وما هي نتاجات هذه الدراسة، اذ لا يوجد سائل ولا ممتحن ولا رقيب! ) . فإذا كان الأمر كذلك كيف سوغ مسلم الحلي و ال معتوق منحه شهادة درجة الاجتهاد دون امتحانات و دراسة اللهم إلا ما ادعاه أنه كان يجيب أسئلة الزملاء بجرأة و صراحة . و لو كان ما يقوله صحيحا ، لأصبح نصف رجال الأمة علماء مجتهدين إذ تكفي الجرأة و الصراحة بالرد على الزملاء !! لكن الذين عاصروا جواد الخالصي و زاملوه في المرحلة المتوسطة و الثانوية لم يجدوا فيه إلا طالبا عاديا لم تظهر عليه في أي وقت ملامح النبوغ و التفوق و لم يكن أبدا ضمن أول عشرين طالبا في الصف .
و لم ينس جواد الخالصي في مقالته شتم الدكتور علي الدباغ أيضا لأنه ، و أنا أنقل هنا أيضا من الخالصي بالأخطاء الإملائية ( يقوم اناس باسم خبراء في المرجعية، من دون ان يعرف احد من اين جاءتهم هذه الخبرة، التي تروج لها فضائيات معروفة المصدر والاهداف. ) . فهو يتساءل بخبث أو ببراءة لا فرق عن الذي منح صفة ( خبير في المرجعية ) للدكتور علي الدباغ ؟ و قبل توضيح ذلك له و للقراء من الممكن التساؤل المشروع عن من الذي منحه حق القول بأنه ( الخالصي ) إمام الروضة الكاظمية و هي كذبة كبرى لا يدعيها الجهّال من الناس فما بالك برجل يقول عن نفسه أنه وصل مرحلة الاجتهاد و أصبح آية عظمى ! فلا توجد هناك أبدا وظيفة أو مكانة اسمها ( إمامة الروضة الكاظمية ) و بعد انكشاف هذه الفرية استبدلها بعمادة جامعة الخالصي الكبير ثم ( ستر ) عليه حارث الضاري عندما شكل له المؤتمر التأسيسي و أعطاه وظيفة ( الأمين العام للمؤتمر التأسيسي ) . و لو كان جواد الخالصي يعرف شيئا عن الدراسة الأكاديمية لما تورط في شتم الدكتور الدباغ . فالاختصاص الدقيق جدا غير موجود أصلا في الدراسات العليا ، لكن الدارس ، وبعد انتهائه من كافة المتطلبات الدراسية ، يبدأ بكتابة رسالة الماجستير أو الدكتوراه كما في حالة الدكتور الدباغ . و يقوم الطالب بإشباع الموضوع الذي اختاره بحثا و تنقيبا تحت إشراف أستاذ متخصص حتى يتمكن من كتابة رسالة دكتوراه كاملة فيه تتم مناقشتها من قبل أساتذة متخصصين يقومون بنقدها ثم إجازتها أم لا . و في الغالب يقوم ذلك الطالب الذي أصبح دكتورا بكتابة البحوث العلمية و المقالات في الشأن الذي كتب فيه رسالته للدكتوراه و بذلك يصبح متخصصا في ذلك الفرع . و على هذا الأساس ترى فلانا من الناس متخصصا في شكسبير مثلا . و في الواقع أنه درس الأدب الإنكليزي أو حتى العربي لكنه كتب رسالته و أبحاثه في شكسبير . لكن كيل الشتائم و النيل من الآخرين هو ديدن جواد الخالصي الذي أحصى له كاتبنا الرائع عبد المنعم الأعسم أكثر من 20 لقاءا تلفزيونيا فضائيا يشتم فيها الجميع ( راجع مقالة الأعسم : ما أخلص لنا والله الخالصي ) .
لم يكتفِ جواد الخالصي بالترويج لنفسه بين السطور و شتم الآخرين و من ضمنهم صديقه القديم صاحب الإشراقات السيد العلامة هاني فحص ، و إنما تطاول على مذهب أهل البيت عليهم السلام فقال أنه من الواجب أن ينظر إلى كل المذاهب الإسلامية كمدارس فقهية و ليست كمذاهب . و إذا كان ذلك صحيحا بالنسبة لمذاهب السنة لأنها تأسست على يد فقهاء فأن هذا الأمر لا يستقيم مع مذهب أهل البيت لأن تعبد هؤلاء بالدين الإسلامي لم يكن عن اجتهاد و إنما هو تعبد رسول الله ( ص ) و الأئمة من بعده . و يؤمن الشيعة على الأقل أنهم يقتدون في عبادتهم لله عز وجل بالنبي الكريم ( ص ) و أهل بيته الكرام ( ع ) و بالتالي فأن وصف ذلك بأنه مدرسة فقهية لا ينسجم أبدا إلا مع طروحات الأعداء الذين لا يعترفون أصلا بإسلام شيعة و مواليي أهل البيت .
ألا تربع على ضلعك أيها الرجل و تعرف قيمتك و مقامك ؟ ألا تتقي الله مرة واحدة و تظن الظن الحسن بملايين العراقيين الذين آثروا السير في شوط الانتخابات حتى نهايته دون غمز و لمز . ألا تجلس مرة واحدة و تفكر بالأهداف الحقيقية التي من أجلها يؤيدك حارث الضاري و عصاباته ؟ بالإمكان فهم ما يقوم به الضاري فهو يدافع عن مكتسبات ماضية و من أجل مستقبل جديد للعراقيين لا يريد رؤيته أبدا لأنه سيكون فيه إنسانا عاديا له ما له و عليه ما عليه و ليس كالماضي التليد . و لكن ما الذي تفعله أنت بسباحتك ضد جميع المراجع و السياسيين الشيعة ؟ هل تعتقد فعلا أنك أصبحت عالما لا يشق لك غبار لأن قنوات الجزيرة ، المنار و غيرهما يتسابقون في مقابلتك ؟ لقد حرر مناضلو الشعب العراق و نجحوا بذلك و سينجحون إنشاء الله في إخراج الأميركان لنبني جميعا الوطن الذي نريده . و لكن أين سيكون موقعك عندها و أنت تستمر سادرا بغيك معتقدا أن زمن عبد السلام عارف سيعود و ستتمكن من الانتقام من الشيعة الذين قصروا في عدم تمجيد عائلتك لأن جدك الكبير رحمه الله كان مرجعا أعلى و من ضمن قادة ثورة العشرين . ما هو ذنب الناس البسطاء الذين تتهمهم كلهم بالخيانة لا لذنب إلا لأنهم ملوا الحرب و القتال و استمعوا لقادتهم الذين نصحوهم في السير بالمقاومة السلمية حتى النهاية ؟ ألا تسأل نفسك يوما ما أنه ( ربما ) تكون أنت مخطئا و يكون الآخرون على صواب ؟
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |