اكد مصدر اعلامي عراقي ان انحياز قناة "العراقية" الفضائية التابعة شبكة الاعلام العراقي الى التيار الصدري في ازمته الحالية مع الحكومة تقف وراء ارغام المدير العام للشبكة حبيب الصدر على تقديم استقالته من منصبه قبل يومين .
وابلغ المصدر "ايلاف" اليوم ان موضوع اعفاء الصدر من منصبه كان مطروحا منذ وزارة ابراهيم الجعفري السابقة بسبب الشكاوى التي اثارتها قوى سياسية ودينية سنية جول طائفيتها وانحيازها ومساهمتها في تأجيج العنف الطائفي لكن التداخلات السياسية كانت تقف دائما حائلا امام تنفيذ الامر . وحينما تولى نوري المالكي رئاسة الحكومة كان موضوع الاعفاء مطروحا عليه ايضا لكنه لم ينفذ بسبب تلك التداخلات ايضا وقرابته العائلية من زعيم الائتلاف العراقي الشيعي السيد عبد العزيز الحكيم المتزوج من شقيقته . وقد استحدث المالكي لدى توليه منصبه الهيئة العراقية لخدمات البث والارسال واوكل لها مهمة عزل حبيب الصدر من منصبه لكنه رفض ذلك بحجة ان هذا الامر يتطلب موافقة مجلس النواب .. الامر الذي دفع السلطة الى ارغامه على الاستقالة "طوعا" هذه المرة وترك منصبه بأرادته! .
حبيب الصدر
معروف ان عدد العاملين في مؤسسات شبكة الاعلام العراقي في بغداد وحدها يبلغ حوالي 6 الاف منتسبا وفي جميع المحافظات العراقية حوالي 11 الفا وكانت تأسست عام 2003 وعين رئيس الوزراء السابق اياد علاوي مديرها العام حبيب الصدر بمنصبه في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004.
واشار الى ان الازمة الحالية بين الحكومة والتيار الصدري التي تفجرت قتالا داميا بين جيش المهدي والقوات الامنية وانحياز قناة العراقية التابعة للشبكة الى الصدريين قد حسم الامر وتم ابلاغ الصدر رسميا بضرورة تقديم استقالته الامر الذي لم يجد معه مناصا من تقديمها خلال اليومين الماضيين . واوضح ان الصدر يطالب حاليا بتعيينه سفيرا لكن هذا الامر مازال قيد الدراسة ولم يحسم بعد .
وقال المصدر انه كان هناك اتجاه لتعيين الاعلامي العراقي المدير في مؤسسة الذاكرة العراقية مصطفى الكاظمي رئيسا للشبكة لكن اعتذاره عن الامر لارتباطات اعلامية اخرى قد دفع لاصدار امر بتعيين الصحافي علي الموسوي مديرا موقتا عاما للشبكة لادارة اعمالها حاليا لكنه يعتقد انه سيعين لاحقا مديرا اصيلا . والموسوي اعلامي وصحافي في الخمسنات من عمره وينتمي الى حزب الدعوة الاسلامية الذي يقوده المالكي .. وهو ينحدر من مدينة طويريج بمحافظة كربلاء . وكانت ملاحقة النظام للموسوي قد ارغمته على الهرب الى ايران في ثمانينات القرن الماضي والتي عاد منها الى العراق لدى سقوط النظام عام 2003 وعمل مديرا للاخبار بمكتب قناة الحرة في بغداد . وبعدها عمل مستشارا في المكتب الاعلامي للمالكي ويقول العرفون به بأنه يتمتع بامكانات اعلامية جيدة ويتصف بدماثة الخلق .
يذكر انه بعد سقوط النظام العراقي السابق في التاسع من نيسان (ابريل) عام 2003 وقع اختيار سلطة الأئتلاف المحتلة على شركة "سايك" ألأميركية لتشغيل المحطات والمواقع التابعة لأذاعة وتلفزيون النظام السابق حيث باشرت عملها في الرابع عشر من الشهر نفسه بأطلاق البث الأذاعي على الموجة المتوسطة وفي موقع بسيط يحتوي على ستوديو صغير في متنزه الزوراء وسط بغداد. وفي الاول من ايار (مايو) من العام نفسه بدأ البث التلفزيوني فعليا من ستوديو واحد فقط حيث اختارت الشركة احد الأستوديوهات المتوفرة في قصر المؤتمرات داخل المنطقة الخضراء بوسط بغداد لغرض الأنتاج التلفزيوني والبث الفضائي ومحطة الصالحية في بغداد للبث الأرضي . اما المحطات في المحافظات فتم تشغيلها في المرحلة الأولى بجهود ذاتية وبرامج محلية .. وفي تموز (يوليو) 2003 تم البث على الموجه (f M ) .
وفي العشرين من آذار (مارس) عام 2004 أصدرت سلطة الأئتلاف المؤقتة الأمر المرقم ( 66 ) الذي تشكلت بموجبه شبكة الأعلام العراقي "وفق معايير البث العام الحر المستقل وأهمها الأستقلالية والتنوع والتميز والحيادية" كما قال امر التشكيل . وقد تكونت الشبكة حينذاك من "قناة العراقية وأذاعة جمهورية العراق وجريدة الصباح" لتؤدي خدماتها الأعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة للعراقيين .
وفي تشرين الأول (اكتوبر) عام 2003 كانت شركة "هارس" الأميركية قد حصلت على عقد إعادة إعمار وتشغيل وإدارة المؤسسات الأعلامية لشبكة الأعلام العراقي وباشرت اعمالها في كانون الثاني 0يناير) عام 2004 وانتهت في السابع من نيسان (ابريل) عام 2005 حيث رفضت الإدارة العليا للشبكة تمديد عقدها وأوكلت المهمة الى ملاكات عراقية .
وقد كلف التعاقد مع الشركتين الاميركيتين 221 مليون دولار .. وقد تعاقب على إدارة الشبكة كل من جلال الماشطة للفترة من تموز (يويلو) عام 2004 ولغاية تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه .. ثم حبيب محمد هادي الصدر للفترة من الرابع والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004 وحتى تقديم استقالته هذا الاسبوع .
وقد تم وضع اهداف مكتوبة للشبكة في ان "تكون خدمة البث العام المستقل التي تتولاها الشبكة موجهة لجميع أبناء الشعب العراقي ومهيأة له بشكل عام وممولة منه وهو الذي يسيطر عليها.. وإعلام الشعب بكل التطورات السياسية والأقتصادية والإجتماعية والثقافية والصحية والدينية وغيرها .. وتشجيع تقبل الرأي الآخر وتعزيز ودعم المبادئ الديمقراطية وأشاعة ثقافتي الحوار والتسامح وضمان الحريات الاساسية وغير ذلك مما نص عليه الدستور العراقي والقانون الدولي .. والحيلولة دون إخضاع الإعلام للرقابة او النفوذ غير الملائم او التدخل الحكومي في شؤونه او تعريضه للضغط من قبل قوى سياسية أو قوى خارجية" . لكن انتقادات برلمانية وسياسية توجه عادة الى الشبكة وتتهمها بالانحياز الى مكون واحد هو الائتلاف العراقي الشيعي الموحد برغم نفي القائمين على الشبكة لذلك .
ولشبكة الاعلام العراقية في الاعلام المرئي : قناة الرياضية العراقية الفضائية وقناة الاطياف الفضائية التي تهتم بالثقافات واللغات الكردية والتركمانية والسريانية والانكليزية وكذلك المندائية والايزيدية والشبك . وهناك تلفزيونات تبث ارضيا في البصرة وكركوك والكوت والديوانية والنجف وكربلاء والعمارة والسماوة .
وفي الاعلام المسموع للشبكة إذاعة القرآن الكريم والبرامج الدينية وإذاعات شهرزاد والجيل وأصدقاء الرافدين والبصرة و بابا كركر في كركوك وإذاعات بابل والكوت والنجف والغراف في الناصرية وإذاعة السماوة .
اما الاعلام المقروء فيضم مجلة الشبكة العراقية وتصدر في الشهر مرتين وجريدة الاخبار في البصرة وجريدة الديوانية في الديوانية وجريدة الأعلام في كربلاء وجريدة الفيحاء في بابل و جريدة نوى في كردستان باربيل وتصدر باللغات الكردية والتركمانية والسريانية واليزيدية . اما بالنسبة للمكاتب الخارجية فهناك مراسلين في واشنطن وبيروت ودبي ومكتبين اقليميين في القاهرة وعمان ومكتب في طهران .