 |
-
هل قرأت الرسالة يا سيد مقتدى ؟
[align=center]هل قرأت الرسالة يا سيد مقتدى ؟ [/align]
د . خلود عدنان
الاحداث الجارية الان في العراق والتي لم تتوقف تغيراتها بعد بدات تتجه الى التشابك في معطياتها وفق ما تنتجه وتفرزه المرحة الراهنة من تداخلات في دراما حيثياتها اليومية ، وجاءت عملية اغتيال السيد رياض النوري لتفتح تلك الملفات او تزيدها صعوبة ،وتحتمل اكثر من اتجاه بعد ان اخذت من الشارع النجفي مأخذا كبيرا في تفسير هذه العملية وتوقيتها ومحاولة الربط بينها وبين الاحداث الاخرى ، مما يشيع فرصة كبيرة لطرح العديد من الاسئلة التي تحوم حول هذه العملية وطريقة تنفيذها البشعة والتي لابد ان تتداولها الاوراق التي فتحت ولن تغلق قبل ايجاد القتة والفعلة لاسيما جدية الحكومة في تعقب الجناة ، وهذا ما ينبئ عن تدهور في الامور كون الاصابع تشير الى ان الجناة معروفون ، فماذا سيجري بعد اغتيال السيد رياض النوري ؟ ولماذا هذه الشخصية بالذات ؟ وهناك العديد من الفرضيات الجدلية ليتمكن البعض ان يكون قريبا من الحقيقة وفق القراءة الاولية لملابساتها بشكل سليم ودقيق . ورياض النوري شخصية قيادية في التيار الصدري ومن مرافقي السيد محمد محمد صادق الصدر ومن المقربين اليه ، واستمر في دائرة هذه المرجعية حتى تحولت الى تيار سياسي ، وكان له حضور بارز فيه من خلال طروحاته وارائه المقبولة والتي تميل الى الهدوء والرزانة والاعتدال ، وهو من الشخصيات ذات السلوك الجيد والمقبول والتي نالت احترام الجميع . وتدور حلقة الاتهامات حول عدة جهات منها انصار السيد عبد المجيد الخوئي الذي اغتيل عام 2003 وقيل ان السيد رياض النوري كان متهما فيها وربما لا يمكن ترجيح هذا الراي لعدة اسباب منها ان عددا كبيرا من المتهمين بمقتل السيد الخوئي ما زالوا خارج القضبان والجميع يعلم ان السيد مقتدى كان ابرز المتهمين بهذه القضية ولكن لصفقات سياسية اجل هذا الملف ان لم نقل طوي الى الابد وتحت ضغط من جهات متنفذه وتحت مصالح عامة لم تقررها القيادة الاميريكة بعد لآنها كانت تشير الى هذه النقطة وخصوصا بعد معركة النجف وما تلاها ، لكن لوجود اتفاقات في المصالح المشتركة فيما بينهما تم التعتيم على الموضوع الذي مازال ملفه مفتوحا وممكن ان يثار في اي لحظة ، فلو كانت هناك نية للقصاص لكانت قبل خمس سنوات والمجرمين معروفون ويتمشون في الشوارع . وهناك رأي يقول ان عملية الاغتيال تمت بعد الخلافات الداخلية بين اعضاء التيار الصدري ووصلت الى مرحلة عالية لا يمكن تعتيمها وكادت ان تودي به بعد التصدع والتهشم الى اعتزال البعض وخروجهم بسبب التصرفات غير المقبولة لاغلب عناصره وهو ما يرجح الرأي القائل بأنهم المساهمون الرئيسيون في هذه العملية او المحرضون لها كون السيد النوري يمثل الخط المعتدل في التيار الصدري ومن المناهضين باستمرار لسياسة القوة التي يستخدمها جيش المهدي والافعال الاجرامية التي اقترفها والتي هشمت صورته في الشارع العراقي وجعلت عدد أنصاره يتناقص وجعلته غير مقبول حتى على المستوى العالمي ، وهو مشروع كان يخطط له بجذب الانصار من خارج دائرة العراق وهذه الامنية لم تتحقق بسبب وجود تلك العناصر المتطرفة والمتشددة والتي تتحكم به وتودي به الى الهاوية ، وكان السيد رياض النوري من الشخصيات المطالبة بحل جيش امهدي والحفاظ على البقية الباقية من هيبة التيار الصدري حتى يستطيع ان يشارك في العملية السياسية ويحصل على القبول الجماهيري الذي بدا يفقده يوما بعد يوم وبالتالي حفظ ماء الوجه ، وهذا الامر لقي كما اسلفنا معارضة شديدة من صلاح العبيدي والشيباني وغيرهم والذين قاموا بدفع عناصرهم السيئة الى قتله وهم يعلمون قربه من السيد مقتدى وربما سيستمع الى رأيه بعد ان خسر العديد من اوراقه التي كان يناور بها والضغط الايراني ومن الحكومة ومن الشارع العراقي بضرورة ايجاد حل مناسب لهذه الازمة التي أزهقت أرواح آلاف من الأبرياء . وهنا برزت عدة نقاط مهمة هي ان عملية الاغتيال استهدفت صهر السيد مقتدى واحد القياديين في التيار يفهم منها الإشارة الواضحة بان المصلحة الذاتية والشخصية هي التي تتحكم في القرارات السياسية وفي التيار الصدري وجيش المهدي دون الالتفات الى المصلحة العامة كون اغلب القيادات استطاعت ان تجمع الاموال من هذا التيار وتحصل عى مكانة اجتماعية مرموقة وتسليط الضوء عليها من الاعلام وهو مخطط قديم وصل الى نهايته وهم يقطفون ثماره الان فكيف يمكن ان يتراجعوا عنه ؟ فعمدوا الى إسكات اي صوت يطالب بحل جيش المهدي لانه سيتضارب حتما مع مصالحهم الشخصية التي قاتلوا من اجلها ولن يدعوا اي انسان يتدخل بها او يحاول ايقافها خصوصا بعد سيطرة الحكومة على النفط في البصرة والذي كان المصدر المهم للتمويل ، فهذه الضربات المتتالية لن تدعهم يفكرون سوى بمحاولة جمع ما يمكن جمعه من مال وهم يرون جيش المهدي والتيار الصدري عموما في مرحلة النزع الأخير من القرب الى الموت والتلاشي والاندثار. وهذه العملية تستهدف ابرز الدعاة الى حل جيش المهدي وهي رسالة الى جميع من يفكر في حله بان الرصاصة ستستهدفه دون انذار بعد هذه اللافتة الكبيرة وكل من يذعن للمطالب الحكومية او يسمع صوتا غير صوتهم وهي ان بدأت بالنوري فلن تنتهي بغيره فضلا الى ان هناك برقية يجب ان يقراها السيد مقتدى نفسه ، مفادها ان لدى جيش المهدي القدرة للانقلاب على قياداته وتصفية اي شخصية لا تتفق من ما يريد او تفكر في حله او إلغائه وهي ان وصلت الى النوري اليوم يمكن ان تصل اليك في المرة القادمة حتى ولو كنت داخل منفاك في ايران ،كذلك ان تزامن العملية مع ما اشيع عن وصول السيد مقتدى الى النجف بعد الضغط الكبير عيه ووساطة حليفه الاوحد إبراهيم الجعفري بوضع حد لجيش المهدي بعد فشل مناورته الاخيره برمي الكرة في ملعب المرجعية وهي كما يعلم ليست طرفا فيه ، فهي لم تؤسسه حتى تحله وهي الساكتة – على حد قوله – منذ فترة طويلة فلماذا تنطق الان ؟ فالتفكير كان بعقلية وحكمة ، وأدرك السيد مقتدى حينها انه خسر بعض اوراقه فيحاول الآن القيام بمناورة اخرى لاسيما ان المرجعية اعلنت صراحة انها لاتتدخل في الجزئيات واصدرت بيانا قبل فترة لايحتاج الى تأويل بضرورة حصر السلاح بيد الدولة وهذا مالم يوفر اي شرعية لجيش المهدي او دعم من رجال الدين كما كان ينتظر ، فكان توقيت الاغتيال مع عودته والاشارة الواضحة الى السيد مقتدى بانه سيكون التالي في حال عدم الرضوخ او الاستماع الى مطالب قيادات التيار، كذلك ان عملية الاغتيال ستفتح بابا من التساؤلات بين الاوساط العامة حول نهاية الأعمال العسكرية والقدرة على الصمود والمطاولة بعد ان اتضحت قوة الجيش العراقي بصورة كبيرة وقدرته على سحق اي تمرد وعدم خشيته من جيش المهدي او غيره وتكاتف العشائر معها وهو ما ادى الى انسحاب المؤيدين له من الشارع بل وازدياد النقمة عليه داخل الوسط الشيعي حين كان ينتظر منه ان يكون قوة شيعية تقف بوجه الوهابية والكفرة والنواصب كما أشيع في البداية حتى ظهرت حقيقته الى العيان بشكلها الاسود ورائحتها النتنة ،فهناك تصدع في البيت الصدري وانهيار جدرانه الواحد تلو الآخر سياسيا واجتماعيا وعسكريا ، وهو يعاني الان من حصار كبير فقد تخلى عنه عدد من انصاره بعد ما حل من خراب في البصرة وبغداد نتيجة الدخول في حرب مع القوات العراقية وهي حرب لا يراها اي شخص متزن السلوك ويمتلك عقلا وحسا وطنيا وجزءا من الايمان الا معركة من اجل جهة أخرى دون العراق ، مع كشف القناع الأخير بان القتال لم يكن لتحرير العراق من المحتل بل لتسليمه اليه وجعل ذريعة وجوده في العراق قائمة بافتعال المعارك وتأجيج العنف بعد موجة من الهدوء والاستقرار التي شهدها في الآونة الأخيرة ، وهناك أدلة واضحة على هذا الجانب وهي عدم مقتل جندي بريطاني واحد في البصرة وعدم رمي طلقة واحدة على القاعدة البريطانية بما يوضح حجم التعاون الكبير بينه وبين المحتل الذي اتخذه ذريعة للقتال كما أعلنت عنها الصحف والقنوات الاعلامية وكما تعلن عنها الصحف الغربية بان السيد مقتدى ربح المعركة وهو رجل محبوب ومقبول في الوسط الشيعي ومن قبل الحكومتان الاميريكية والبرطانية مما يعزز الرأي القائل بالتعاون التام بين عصابات جيش المهدي وبين تلك القوات وبين عناصر البعث المنتشرة في صفوفه وانتفاء وجود عنصر المقاومة ، ولذلك لم تعد هناك ثقة مطلقة في العمل الى جانب عصابات تريد الفتك بالناس والحرق والتدمير والتخريب ولاتهمها او يردعها اي شيء مما ينشط الرأي القائل بوجود الدعم البعثي والوهابي لعصابات جيش المهدي وتحقيق الغايات من خلاله بعد ان عجزت هي عن ذلك ، ومن جانب آخر ان نشوب الخلافات الداخلية الحادة بين من يريد مواصلة القتال وعدم الدخول في العملية السياسية وبالتالي محاولة إسقاط الحكومة وإفشالها والتعاون من اجل ذلك مع أي قوة سياسية او كتلة مهما كان انتمائها من اجل تحقيق هذا الهدف ، فضلا عن ان القتال الذي دائر في مدينة الصدر والمدن الأخرى أوصل جيش المهدي الى مستنقع عدم الاحترام وسلب الهيبة والخوف والرعب التي كان يحاول زرعها في النفوس ، ولم يكن ذلك الغول المخيف الذي يثير الخوف ويفرض هيبته على الشارع وعلى الجميع بالقوة بعد ان انكسرت شوكته وخلقت من الشخصيات المحتقره في الشارع والتي تملك تاريخا قذرا الى شخصيات مهمة وقيادية تأمر وتنهي وتمارس دورا بارزا في الحكومة ، ونافلة القول ان حل جيش المهدي سيؤدي الى القضاء عليه نهائيا مثلما حصل لبعض الشخصيات التي وفروا لها هالة إعلامية ثم انتهت (كابي درع ) وهذا مالا يريده هؤلاء . هنا جاءت عملية الاغتيال لتؤكد بداية مرحلة النهاية للعصابات المجرمة والآف من أنصارها الذي سيتعقبهم القانون بعد ارتكابهم للجرائم الوحشية البشعة ضد الشعب ، وهذا هو الخط البياني لهبوط أسهمه في بورصة القبول الجماهيري والأيام القادمة ستقول الكثير، فعلى السيد مقتدى بعد كل ما ورد اتخاذ قرار حكيم وعقلاني ليتجنب إراقة دماء أخرى والحفاظ على رأسه فإذا لم يقتله أصحابه بانقلاب عليه سيقتله الشعب بعد ان يحكم عليه وعلى تياره الذي عاث بالأرض فسادا الى حبل الإعدام .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |