 |
-
ابـتـكـار عـراقـي بـامـتـيـاز
بغداد - علي قحطان
بعد سلسلة طويلة من الاختبارات والمخاضات العسيرة توصل العقل التربوي العراقي الى ابتكار منهج موحد للمبتدئين تضمن كتاب قراءتي للصف الاول الابتدائي، تلك”القراءة “ التي جمعت وقومت ما بين مزايا الطريقة الصوتية والتوليفية وجانبا من الطريقة المقطعية
متناولة جميع الطرق التحليلية كالخبرة والاقصوصة والعبارة والكلمة والجملة متجاوزة كل مساوئ الماضي لتضفي اجواء تربوية حديثة متجسدة بسرعة القراءة والكتابة ترافقها الوان وصور جذابة عكست مضامين واهدافا تربوية في وقت عجزت اغلب الدول العربية عن الجمع بين مزايا الطريقتين لتأتي هذه الخطوة التقويمية لتكمل مسيرة التربويين الراحلين وعلى رأسهم ساطع الحصري وجاسم حسون ود. احمد حقي الحلي ونائل السعدي (رحمهم الله) في اعداد جيل متطور ومتمكن من لغته.
- تجربة ناجحة
يقول تركي عبد الغفور خبير من وحدة مناهج اللغة العربية من مديرية المناهج والكتب بوزارة التربية ومؤلف المنهج: بعد سلسلة من التجارب المضنية القيمة ولتجاوز مساوئ الطرق الدارجة في القراءة الخلدونية والتوليفية وما شهدته فترة التسعينيات في سنيها الاخيرة والالفينيات من شكاوى وتذمر وتخبط في الثبات على منهج ومعالجة ظاهرة ضعف القراءة والكتابة توصلنا الى منهج حديث يجمع ما بين محاسن الطريقتين حيث قمنا في البداية بتجربة ناجحة في 12 مدرسة ابتدائية 6 منها في الكرخ و6 منها في الرصافة وبنسب متساوية بين البنين والبنات ومن مستويات وطبقات سكانية مختلفة وبكتاب تمهيدي غير ملون (اسود وابيض مستنسخ) حيث جاءت نسبة نجاح المنهج بـ 95,7% لتبهر الوسط التعليمي ولتقلب المراهنات، على هذا الكتاب على الطاولة ولتفصح عن ولادة جديدة لمنهج جاء كحصيلة لتجارب وابحاث امتدت لاكثر من سبعين سنة بعد تلك التجربة الناجحة اكد الراوي تطبيق المنهج على جميع محافظات العراق في سنة تجريبية لتاتي النتائج مذهلة فاقت التصور مع بعض من الملاحظات التي وردت الينا والتي استفدنا من المفيد منها وادخلناها ضمن المنهج ليصبح الكتاب من تاليف جميع معلمي وتربويي العراق.
- اعتماد الأساليب النفسية
وبخصوص الاساليب النفسية الواجب الاخذ بها للتعامل مع تلك المناهج الموجهة لتلاميذ مبتدئين قال الراوي: أن المنهج الجديد (قراءتي) تضمن اساليب نفسية في الاعداد ابتداءً من الاعداد الخاص (الفردي) مروراً بالاعداد الانتقالي وصولاً الى الدرس الاول (دادا) على اعتبارها الكلمة الاولى التي ينطقها الطفل والقريبة من تمامية النطق بمخارجه. والمتضمنة حرفين احدهما صامت والاخر صائت . مروراً بالمحفوظات (القصائد والاناشيد) التي راعينا التأكيد على حفظها بالتكرار فقط للتمكين من السلامة للحروف.
اضافة الى ذلك جاءت الالوان والصور والكلمات بطرق مشوقة وجذابة متماشية مع هذه الاعمار ومتجاوزة حواجز الملل والنفور.
- منهج يتناغم مع علم النفس التربوي
الاستاذ موسى حسين القريشي ماجستير لغة عربية من معهد اعداد المعلمات/ الرصافة الاولى /ومنقح تربوي. قال:
لقد استوفى المنهج الجديد (قراءتي) للصف الاول الابتدائي كل الملاحظات التي قدمها المعلمون الاختصاص والتي يتفق عليها الكثير من الباحثين والتي لاحظنا فيها الاهتمام بخلق جو دراسي هادئ وملائم لنفسيات التلاميذ وذلك من خلال بدئها بدرس هو اشبه ما يكون بدرس نفسي اكد عليه علم النفس التربوي والمقارب لمدرسة الجشتالت الالمانية ،(الشكل والصيغة) . وهذا ما يثبت ان القراءة خاضعة لاساليب نفسية في الاعداد والتأليف وحتى في تقديم الدروس. وهذا برأيي اكثر المراقبين والمعنيين بالشأن التربوي يشير الى كفاءة القائمين على مديرية المناهج والكتب في وزارة التربية.
- منهج عراقي خالص..
الراوي/ وصف هذه التجربة بانها تجربة عراقية خالصة في الوصول الى هذا المستوى التقني والتربوي والنفسي في الاعداد والذي تخطينا فيه اعداد اغلب الدول العربية في الوصول الى هذه الطريقة الجديدة.
فالمتعارف عليه بأن اغلب الدول العربية تتعاطى مع مناهج للمبتدئين حديثة وبعضها قديمة مطورة وغالبا ما تكون اما توليفية او حرفية(صوتية) فالمعلوم ان لكل طريقة عيوبا ومحاسن وفي اعدادنا هذا المنهج وصلنا الى مرحلة انصبت ببوتقة محاسن الطريقتين بعيدا عن مساوئهما، بالاضافة الى عدد من الاضافات والمقترحات التي اسهمت باعداد هذا المنهج البعيد عن المفردات العامية والذي ابهر العديد من الاوساط التربوية في المحيط العربي.
- إشادة
المعلم المتقاعد والتربوي الصحفي سليمان عبد المطلب العاني اشاد بهذه التجربة الفريدة التي تعاضدت جهود التربويين والمعنيين على اعدادها حيث وصف العاني تجربة اعداد مناهج المبتدئين من اصعب واعقد المناهج تأليفا واعدادا وذلك لما لها من اثر وكفالة في اعداد جيل متعلم وهذا لم يأت الابعد تجارب ودراسات وتنقيح، مستعرضا جهود التربويين في مصر في ثلاثينيات القرن الماضي وما احدثوه من ثورة في اعداد مناهج للمبتدئين متوقفا عند التجربة العراقية التربوية التي اثبتت بانها قادرة على الابتكار والتوهج ومواكبة التطور من خلال الاعداد والتجربة ضمن دواخل ونفسية المتعلم العراقي وميوله وتوجهه، وهذا شيء معهود ومشرف للعقل التربوي النير والمتمثل بالتربويين الراحلين والاستاذ العزيز تركي الراوي.
المعلمة ازهار محمود الجبوري/ من احدى العوائل المهجرة في سوريا والعائدة الى العراق، وصفت تلاميذ الصف الاول الابتدائي العراقيين الذين يتلقون التعليم في سوريا بانهم غالبا مايعانون من ضعف في القراءة والكتابة وذلك بسبب المنهج التوليفي الذي لايتلاءم مع نفسيات وادراك تلاميذنا هناك، ما حدا بالعوائل العراقية الاستعانة بكتاب القراءة الخلدونية وقراءتي باستنساخها في المكاتب وتداولها في البيوت لتقويم اولادهم ما اثمر عن نتائج جيدة انعكست في مستواهم الملفت في المدارس هناك.
- تجاوزنا عقبات الماضي..
في سؤال بشأن كيفية استنباط الاخطاء الماضية وكيفية التغلب عليها قال الراوي: لقد استفدنا الكثير من الملاحظات الواردة الينا من خلال( جداول استبانة) التي اكدت نسب كثيرة منها فاعلية المنهج ونجاحه، مع الاخذ بالعديد من الملاحظات منها حذف المواضيع الطويلة واستبدال المواضيع غير المترابطة بأخرى مترابطة بموقف تعليمي ناهيك عن الحذف والاستبدال للكلمات غير المتسايرة مع اذهان التلاميذ، من جهة ذات صلة وطيدة بعقبات الماضي والمتمحورة بكيفية تقديم الدرس والمختلف عليها قال الراوي لقد اضفنا شيئا جديدا لكتاب القراءة في اسفل الصفحة والمتمثل بارشادات وتوجيهات مساعدة تبصر المعلمين بكيفية طرح مواضيع دروس القراءة وكيفية كتابة الحرف الصحيح بالخطوات، وفي ختام هذا التحقيق الذي سلطنا فيه الضوء على عقول تربوية جبارة ما بوسعنا الا ان نثمن تلك الطاقات الواعدة التي رسمت مسيرتنا التربوية في خدمة عراق حر متطور ووفقكم الله.
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الطريقة التوليفية هي من انجح الطرق والتي تستخدم الكل ثم الجزء وهي عكس الطريقة الصوتية التي تبدأ بالجزء المبهم ثم الكل , وحقيقة ان اكثر دول العالم تستخدم طريقة الكل ثم الجزء , الا اننا في العراق نحب دائما القديم ونتمسك به , لانه من تراثنا التليد . كما نحافظ على القول القديم " من لم يكن زلمة ليل ليس برجل " بل انه لا يزوجوه ابدا الى ان يعتمد عليه ويثبت انه زلمة ليل , ولكن في الوقت الحاضر تطورنا أكثر الى رجال حواسم النهار وقد نجحنا في هذه اما القراءة والكتابة ...........
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |