بواسطة shababek في 2008/7/13 1119 (270 القراء)
الانتهازية السياسية للسنة والكورد في العراق

سيف الله علي‏

لاشك ان الاتفاقية الامنية الطويلة الامد المزمع الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية العراق قد حضيت بأهتمام علامي كبير سواء من داخل العراق وخارجه لاسيما استتعجال الامريكان للتوقيع عليها قبل مغادرة السيد جورج بوش للبيت الابيض ومن المرجح ان يحل محله المرشح الديمقراطي باراك اوباما حسب استطلاع اراء الناخبين الامريكان .

ولا شك ايظا ان امريكا تريد من وراء عقد هذه الانفاقية الامنية بالخروج من العراق بنصر عسكري تحققه هذه الاتفاقية . وان الجدل الحاصل اليوم بسبب هذه الاتفاقية بين الحكومة العراقية والامريكان من جهة وبين وسائل الاعلام العراقية والعربية والعالمية و منها من يؤيد تلك الاتفاقية ومنها من يعتبرها ترهن العراق ارضا وشعبا للامريكان من خلال رؤية ضيقة ليس لها اساس من الصحة برغم تاكيد الحكومة العراقية بان اي بند يمس استقلال العراق وسيادته على ارضه وثرواته مرفوض رفضا قاطعا الا ان هناك ابواق اعلامية ماجورة تحاول ان تصطاد في الماء العكر وتدق اسفين بين الشعب العراقي وحكومته الوطنية التي تحارب على عدت جبهات داخلية واقليمة !! ومن الملاحظ ان الاخوة السنة والكورد موافقون على ماجاء في بنود تلك المعاهدة بكل حذافيرها وترك مهمة تنقيحها وغربلتهاو التوقيع عليها على الحكومة العراقية التي اغلبها من الشيعة !! وهذا ما اشار له متابع للشان العراقي حيث قال (وأوضح أن سنة العراق وكرده حسموا أمرهم بالموافقة على الاتفاقية مع واشنطن من دون مطالب تعجيزية لها خاصة أنهم لن يكونوا الموقعين عليها، فكانت تبعتها على رئيس الوزراء نوري المالكي كممثل للشيعة الذي يريد الآن التوقيع على مذكرة تفاهم تحفظ ماء وجهه وتعفيه من موافقة البرلمان عليها حيث تنتظره فخاخ عدة هناك قد يطيح أحدها به وبحزبه الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه.)ومعنى ذلك انه في كل الاحوال سيكون الذي يحاكم تاريخيا على تلك المعاهدة هم الشيعة في العراق واي خلل في هذه المعاهدة يتحمل تبعيته الشيعة العراقيون وبلا شك ان هذا ظلم واجحاف بحق شيعة العراق ؟؟ ولو ان الاخوة السنة والكرد هم الذين يوقعون على تلك المعاهدة الامنية لما وافقوا على كل البنود التي فيها دون قيد او شرط !! لذلك ان عملهم هذا يرسل رسالة واضحة الى الامريكان بأن السنة والكورد في العراق هم مع الامريكان ولا يوجد من يعارض بقاء الامريكان في العراق سوى الشيعة علما بان العرب السنة والكورد هم ايظا سنة وللاسف تغلب المذهب على مصالح العراق وشعبه !! ومن هنا تتضح الانتهازية السياسية لدى الاخوة السنة والكورد . نفهم جيدا ان السياسة هي فن الممكن وكل حزب بما لديهم فرحون لكن ليعلم الجميع ان ثوابت الوطنية كل لا يتجزء والعراق هو سفينة الجميع واذا اصابها خرق غرق كل من عليها . نطالب الساسة العراقيين بأن يلتزموا بالقسم الذي أقسموه من انهم يحافضون على العراق وشعبه وثرواتهم وان يخدموا شعبهم وعراقهم بكل اخلاص وترك المصالح القومية والمذهبية والفئوية والشخصية ويفكروا بعراقيتهم فقط وبشعبهم العراقي المظلوم ويضعوا يدهم بيد الاكثرية العراقية . ولا يضعواهذه الاكثرية في مواجهة مع الامريكان في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق المعاصر !! يجب ان يشترك الجميع بكتابة هذا التاريخ وعدم انتهاز الفرص السياسية على حساب مصير العراق كما اشرنا اعلاه حتى ينعم جميع العراقيين بأمن وخيرات هذا الوطن الذي مزقه التناحر السياسي منذ سقوط حكم عصابة البعث وحتى اشعار اخر لحين اتفاق جميع السياسيين العراقيين على خدمة العراق والا هل من المعقول لحد اليوم لم تتفق الكتل السياسية على ترشيح ستة وزراء او عشرة منهم !! اليست هذه مهزلة سياسية ايها السياسيون العقلاء !! وهذا دليل على ان الساسة في العراق لا يهمهم ما يجري على العراق وشعبة بقدر حصولهم على مكاسب شخصية ؟؟!! اللهم احفظ لنا العراق وشعبه من كل شر يريد به من داخل العراق وخارجه ... سيف الله علي