 |
-
الواشنطن بوست: المالكي يريد مفاوضاً طيعاً للاتفاقية طويلة الامد بين بغداد وواشنطن
الواشنطن بوست: المالكي يريد مفاوضاً طيعاً للاتفاقية طويلة الامد بين بغداد وواشنطن
شؤون سياسية - 27/07/2008 - 11:00 am
بغداد – واشنطن – الملف برس
في انقلاب مذهل ، فاز اوباما بصوت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي،بحسب صحيفة الواشنطن بوست ، التي رأت ان المالكي عبر ليس مرة واحدة بل مرات عديدة عن الدعم لجدول زمني بانسحاب القوات الاميركية يتطابق بقوة مع مشروع اوباما الذي يستغرق 16 شهراً، وقالت ان المالكي فعل اكثر من مجرد منح الخطة المذكورة شرعية كاملة، وانما اراح اوباما من معوق سياسي كبير ووفر له، بحسب الواشنطن بوست ايضا، فرصة لكي يضعف من قيمة النجاحات المذهلة لزيادة القوات الاميركية التي قررها بوش، والمخاطرة بخسارة الحرب التي تم في النهاية الفوز بها .
وتركت عملية المالكي بتأييد اوباما حملة المرشح الجمهوري ماكين وادارة بوش ايضا باحراج عميق، وكانوا قد استهانوا بتعقيد المالكي ودهاءه .
والسؤال المحير الان هو مالذي يفكر به المالكي؟ ..
تجيب الواشنطن بوست: من الواضح انه يعتقد بانه تم الفوز بالحرب في العراق ، وتم دحر القاعدة ، وتعطيل المتمردين السنة ، وبعثرة وتهميش الميليشات الشيعية، سيستمر هناك نوع من العنف قوامه تحدي الحكومة المركزية وربما ايضا هجمات من قبل السنة والشيعة كلاهما في محاولة لاضعاف معنويات الرأي العام الاميركي والعراقي في مسار الاثنين نحو الانتخابات المقررة ، ولكن وحسب وجهة نظر المالكي ، فان التهديد الاستراتيجي لوحدة الدولة ولفعالية الحكومة الديمقراطية الجديدة قد انتهى .
ويعتقد المالكي ان قواته المسلحة قوية بما فيه الكفاية للحفاظ على العراق الجديد باقل عدد ممكن من القوات الاميركية ،وقد يكون متجاوزا في ثقته، كما فعل في تقدير جاهزية قواته مؤخرا، حينما شن هجوم سابق له على الميليشيات في البصرة، ثم احتاج للدعم الاميركي والبريطاني لانجاز مهمته بنجاح هناك ، وهو ايضا اكثر ثقة بالتأكيد بقابليته عما يتصوره الجنرال ديفيد بيتريوس.
وسواء ضمن ذلك او لا ، فان ثقة المالكي تتيح له وضع جدول زمني سريع لانسحاب القوات الاميركية، حتى مع تعليقه على استمرار التحسن في الوضع الامني، وهو تحذير عادة ما يحذفه اوباما . ولكن المالكي يظن بان اي رئيس اميركي ايا كانت وعوده الانتخابية سيكون من الجنون تماما بالنسبة له فقدان العراق بعد كل الذي تم كسبه ليواجه بمركزه في السلطة، بعراق تشوبه فوضى جديدة يمكن ان تسمم رئاسته.
لذلك فان المالكي ينظر قدما، الى ماوراء انسحاب الجزء الاكبر من القوات القتالية الاميركية والى المرحلة القادمة : العلاقات طويلة الامد بين اميركا والعراق. ومع من سيفضل التفاوض؟ اتفاقية وضع القوات التي لن يتم التوقيع عليها اثناء الفترة المتبقية لولاية بوش الرئاسية؟ وهل سيكون الى جانب اوباما او ماكين؟.
اوباما الذي يعكس التيار الديمقراطي الرئيسي ، يريد ببساطة الخروج من العراق باقرب وقت ممكن . وخلال سنتين لان الحرب كانت خاسرة بالنسبة له. والان قيل لنا انه يريد الانسحاب من العراق لانقاذ افغانستان ،اذن تغير السبب ولكن الاستنتاج هو نفسه ، الخروج من العراق ، وافتقاد الذاكرة القريبة ، وترك قوة صغيرة وغير كافية بامكاناتها ، وليس القواعد طويلة الامد .
اما ماكين ،فانه يتصور مثل جورج بوش ان الولايات المتحدة تستولي على ثمار النصر من حرب دموية مكلفة عبر اقامة علاقات استراتيجية شاملة ، والتي لن تكتفي بجعل العراق الجديد حليفا قويا في الحرب على الارهاب ولكن ايضا سيوفر للولايات المتحدة البنى التحتية وحرية العمل في البرنامج الاقليمي للقوة الاميركية ، كما تفعل القوات الاميركية في المانيا واليابان وكوريا الجنوبية . وعلى سبيل المثال ، فقد يريد الاحتفاظ بقواعد جوية لردع ايران ، وحماية الحلفاء الاقليميين وتوفير مناطق لإراحة القوات البحريةوالتي تتحمل الان الكثير من اجل حماية اقليم الخليج وهكذا سيسمح لها بالانتشار في اماكن اخرى . واي زعيم عراقي سيفضل مفاوضا اميركيا طيعا لان كل الدول – وقد شهدنا ذلك في اليابان والمانيا وكوريا الجنوبية – تريد زيادة حريتها السيادية في العمل في الوقت الذي لاتزال تحصل على الحماية الاميركية .
وليس خافيا من سيكون المفاوض الاميركي الطيع، فقد بقي الديمقراطيون يحتجون مطولا على المساومات التي مارستها ادارة بوش على المصادر الاستراتيجية في مرحلة ما بعد الحرب في العراق . ويعلم المالكي بان الديمقراطيين متضايقون جدا من الحرب، ولذلك ، سياسيا ونفسيا تعهدوا بالتخلص منها ولذلك فهم ينوون عدم القيام بشيء لاثبات انها " حرب بوش " والتي كانوا يريدونها بأقل الخسائر الاميركية الممكنة وتوقف الضلوع الاميركي فيها .
وربما هذا هو السبب الذي منح المالكي بموجبه باراك اوباما استقبالا ملكيا واكمله باعتناق جدوله الزمني المثير للمشاكل الى الان .واوباما من المحتمل ان يكون الرئيس باي طريقة ، فهو الذي لازال محتملا ، بالاضافة الى ذلك فهو لايتفق مع المالكي على تخفيض دور القوات الاميركية لمرحلة ما بعد الحرب في العراق فقط ، بل انه الان مدين له ، ولهذا السبب صوت المالكي لاوباما ، مقدما التصويت الغيابي الاكثر مبكرا لهذه الانتخابات الرئاسية.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |