قنبلة سياسية يفجرها مقتدى الصدر
تشكيل حكومة عراقية عليها بصمات محمد حسين فضل الله
السبت 11 أكتوبر 2003 13:52
لندن – فجر الإمام الشيعي الصغير السن مقتدى الصدر اليوم قنبلة سياسية ستكون لها آثارها البعيدة على مجمل الحال العراقي المحتل من جانب القوات الأميركية والبريطانية، وهو أعلن عن تشكيل حكومة عراقية جديدة عرفها ب"حكومة لدولة الحرية بعيدة عن الإرهاب ومستقلة عن الاحتلال".
وطلب مقتدى الصدر من الشعب العراقي تأييد هذه الحكومة بالتظاهر السلمي، على ان تبدأ الحكومة أعمالها في 15 شعبان الجاري.
وحكومة الصدر التي شكلها من جانب واحد بعيدا عن مجلس الحكم الانتقالي في العراق أو حتى الإدارة الأميركية التي تمسك بزمام الأمور في العراق تتشكل الحكومة من وزارات للخارجية والداخلية والأوقاف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من وزارات أخرى.
وعلقت مصادر عراقية اتصلت بها "إيلاف" حول تشكيل الحكومة الصدرية بقولها "أن الإمام الصغير فجر قنبلة سياسية أمام مجلس الحم الانتقالي الذي عينته الولايات المتحدة، وبهذا القرار فإن مقتدى الصدر يحاول إفقاد مجلس الحكم شرعيته".
وقالت المصادر المطلعة على الحال العراقي ان مقتدى الصدر تابع للخط العربي في الحوزة العلمية في النجف الشرف مقابل خطوط أخرى ومنها إيرانية تحاول انتهاز الفرص لصالح الحكم المتشدد في ايران، وهذا الخط الإيراني تقوده طهران عبر آية الله السيستاني، لإضافة الى خط شيعي آخر يقودها الإمام النجفي وهو أفغاني الجنسية، إضافة الى محمد سعيد الحكيم "العربي المحسوب على الخط الفارسي".
وتقول المصادر العراقية التي تحادثت معها "إيلاف" حول حكومة مقتدى الصدر الجديدة ان باعا طويلا "ربما للعلامة محمد حسين فضل الله الأب الروحي لحزب الله العامل بنشاط في الأراضي اللبنانية، حيث هو تبنى الحالة العربية في الإسلام الشيعي، مقابل هيمنة السنة في العراق لعقود خلت".
وتتابع المصادر العراقية القول ان حكومة مقتدى الصدر الجديدة "ممكن ان تعتبر اختبارا لسعة صدر أميركا التي تتولى مقاليد الحكم في العراق، كما انها تعتبر بمثابة تحد علني لمجلس الحكم الانتقالي الذي اختارته سلطات الاحتلال الأميركية؟
وكان الإمام الصغير المتحدر من عائلة قمعها حكم صدام حسين المنهار مقتدى الصدر كإمام لمسجد الكوفة وجه انتقادات حادة للولايات المتحدة 'والمجلس غير الشرعي' الذي أنشأته، وأعلن عن تشكيل جيش من المتطوعين باسم 'جيش المهدي' مضيفا 'سيتم تعبئة هذا الجيش إذا لزم الأمر' ولم يعط مزيدا من التفاصيل كما لم يفسر عبارة 'إذا لزم الأمر'.
وحمل نجل السيد محمد الصدر المرجع الشيعي الذي اغتيل سنة 1999 في النجف، بعنف على الولايات المتحدة و'المجلس غير الشرعي الذي أنشأته الولايات المتحدة وخدامها'.
وقال الصدر وهو من رجال الدين الشيعة النافذين في العراق، بعد صلاة الجمعة في مسجد الكوفة، إن أعضاء مجلس الحكم 'سلموا هذا البلد المسلم والمسالم إلى قوات أجنبية'. وأضاف 'إن أعضاء هذا المجلس يدعون انهم مسلمون وديموقراطيون وأتقياء، ولكن كان من الأفضل لهم أن يتبعوا المرجعية'.
ويتمتع الإمام الصغير بتاييد غير مسبوق في الأوساط العراقية الشيعية التي تمثل أكثر من ستين بالمائة من عديد الشعب العراقي، كما ان له مؤيدون من جانب السنة التي كانت تتحكم في عهد صدام حسين وعهود أخرى في الشؤون العراقية.
ومن مطالب الإمام الصدر غلق قناة التلفزيون والإذاعة اللتين أنشأهما الأميركيون. وهو خاطب في أحدى خطبه" اطلب منكم أن تقاتلوهم بكل ما أوتيتم من قوة، وان لم يقفلوهما سنتظاهر في كل أنحاء العراق' إلى أن يفعلوا ذلك".
ورفض مقتدى الصدر المشاركة في المجلس الانتقالي والحكومة لتي تشكلت من بعد ذلك، وهو يقول يفند ذلك بقوله "أني لا أريد أن أكون ضد الإسلام"، معتبرا 'أن هذه الحكومة ليست شرعية ولا تقوم على أساس شعبي، والعدل لا يمكن تحقيقه عبر مجلس غير عادل".
يذكر انه إثر الخطبة قامت القوات الأميركية بتطويق منزل مقتدى الصدر بالدبابات وحلقت فوقه طائرات الهليكوبتر، ولكنها لم تتمكن من القبض عليه، حيث تبين أنه استطاع الهرب من بين أيديهم.
وقد اجتمع مقتدى الصدر هو وأعوانه بعد ذلك في بيت مهجور بالنجف، حيث انهالت من خلال التلفزيون المحلي التهاني من الأتباع الشيعة بنجاة زعيمهم الروحي، حيث كانت دعوات تطالبهم بالخروج تظاهرا لمنع ملاحقته والقبض عليه.
وخرجت أعداد كبيرة من الشيعة سدت الطرقات التي تؤدي إلي منزل الصدر يهتفون باسمه مما اضطر القوات الأميركية للانسحاب بعدما فتشت بيته وجمعت عددا من الوثائق. ومن بعد ذلك، خرج مقتدى الصدر الى الملأ عبر تلفزيون النجف المحلي ليعلن انه ليس فار ولكنه اختبأ حقنا لدماء الشيعة المسلمين في العراق.
وإلى ذلك، فإن المصادر العراقية تقول "يأمل خصوم الإمام الصدر أن تتمكن القوات الأميركية من تحيده ومنعه من التجاوزات التي كان يعملها, فقد اعتدي أتباعه علي أهل ألسنة واعتدوا علي أتباع الحكيم وضربوا أتباع آية الله السيستياني عند ضريح الحسين بن علي رضي الله عنه".
وفي الأخير، فإن مشكلة مقتدى الصدر انه تولي زمام طائفة كبيرة من الشيعة وهو صغير السن, حيث أن عمره لا يتجاوز 24 عاما، و
يذكر أن الشيعة في العراق يتوزعون بين عدة ولاءات منهم من يتخذ من آية الله السيستياني مرجعا له و منهم يوالون محمد باقر الحكيم، ولكن أغلبهم و خاصة الشباب منهم يدخلون في موالاة مقتدى الصدر نظرا للمكانة التي كان يتمتع بها والده حيث قتل هو وابنيه في حادث و أشارت أصابع الاتهام وقتها لنظام صدام حسين .
و يحاول مقتدى الصدر فرض سيادته على العراق بالتدريج بالقوة سواء على الشيعة و السنة حيث تقول مصادر انه قتل عبد المجيد الخوئي وهو أحد أئمة الشيعة المعتبرين، وكان الخوئي مواليا للولايات المتحدة، كما ان مقتدى الصدر على ما قالت المصادر أحرق خيمة محمد باقر الحكيم في النجف.
وقتل محمد باقر الحكيم مع نيف ومائة شخص في تفجير أمام مسجد علي ابن أبي طالب قبل أسابيع قيل انه من تدبير جماعات موالية لحكم الرئيس المخلوع صدام حسين.
نصر المجالي
للفهم طول وعرض ,وللطاعات سنه وفرض ,والخلق كلهم في السماء والارض,وليست للمعرفة طول ولاعرض ولاتسكن في السماء والارض, ولا تستقر في الظواهر والبواطن مثل السنن والفرض