المحارة تقبع في اعماق البحار وتحتضن لؤلوة غالية الثمن ومع هذا تجدها صامتة لاتتباهي بمااحتضنت.. بينما الدجاجة عندما تبيض فانها تعمل هرجا ومرجا وقيقا وقاقا ..فقط لانها وضعت بيضة!!! فالفرق بين ماانتجه المحار وماانتجته السيدة دجاجة فرق شاسع بالثمن.. ومع هذا فالمحار لايتباهي بماانتج بينما الدجاجة لاتكف صراخا بانها وضعت .. بيضة..

هذا هو حال حكومتنا الوطنية.. فهي تعمل هرجا ومرجا لانها شقت طريقا او اصلحت بوري مجاري او بنت مدرسة ... فلو تم تنفيذ احدى هذه المشاريع تجد اكبر شخص بالدولة يبدأ يغرد وعلى كل قناة فضائية الهمه الله بلقائها والموضوع بعده مجرد فكرة لانجاز مشروع او شق بزل او تنظيف بوري مجاري .. وبعدها يخرج وزير ثاني ليتحدث عن نفس الفكرة وتأخذ القنوات بالتطبيل للفكرة التي ستخدم البشرية.. وبعدها تمر شهورا دون عمل شئ وتبدا التصريحات الوزراية والمحافظاتية بتذكير المواطنين بانهم على نية العمل بهكذا مشروع.. والموضوع مازال فكرة.. وتمر شهورا وبعدها تخرج الخرائط للمشروع ويكون فيها خطأ وتعود الى التخطيط وثم تخرج ثانية وهكذا تمر سنين طويلة يموت فيها جيل ويولد جيل .. ونحن طيلة هذه الفترة نكون شبعنا تصريحات ( قيق قاق وهوسه من اول الصبح لاخره) من اول وزير الى اصغر مهتلف بالوزارة..
ويأتي يوم الفرج بأنجاز المشروع وبعد انتظار طويل يكون قد اغتنى من المشروع جمع من المسؤلين ونهب المقاول حظه ونصيبه من الاختلاس بمواد بناء المشروع.. وتأتي النتيجة مشروع بسيط لاقيمة له لانه وقتما تم التخطيط والنية ( والاعمال بالنيات) لعمل المشروع كان عدد السكان 1000 نسمة ولحين ماتم تنفيذه بعد تجاوز العقبات التي منها الارهاب والكباب والفتاوى حول حلية المشروع او حرمته وبعد سيل من عمليات النهب .. تكون النتيجة بأن المشروع لايغطي الهدف الذي تم التفكير لغرض انشائه في البدء عندما فكر العبقري بانه المنطقة الفلانية بحاجة لمشروع بزل لسحب الماء العفن منها لانه يكون عدد الساكنين فيها قد تجاوز ال 10000 مواطنا... ولو حسبنا المدة بين النية للعمل والحصول على الفتوى الشرعية وبين اشهر من النهب والاختلاس والاغتناء الشرعي للمسؤولين لنجد ان المشروع المنفذ ماجايب همه والمشكلة اصبحت اكبر وكم عراقي تلف نتيجة وباء الدزنتري والكوليرا.. ( طبعا اذا كان مشروع ماء صافي او مجاري)
هذا يجري في بلدنا اليوم.. وهنا قمة التشابه بين بيضة الحكومة ( التي هي اصغر من بيضة العصفور ) وبيضة الدجاجة..

بينما لو ذهبنا الى الدول " البيها حظ " والتي يخجل فيها المسؤول الحكومي من ان يصرح عن شئ ماله وجود قبل ان يحدث .. ترى المشاريع تنجز بدون ان يتحدث احد عنها وبدون ان يتفضل " حمار " من السلطة ويقول اننا قدمنا وخدمنا لان هذا المسؤول الذي في الدول المتحضرة ليس بحاجة لان يقول عملت وخططت لانه يعتبر امورا كهذه واجبا وظيفيا له لخدمة المواطن الذي اوصله ليكون مسؤولا .. اضافة لهذا ينعدم الروتين في الدولة الي تحترم نفسها والامر الاكثر اهمية هو انه لايوجد لصوص تابعين لاحزاب اشبه ماتكون بالمافيا توظف لصا لانه فردا من افرادها ولقلقيا من الدائرين بفلكها ليس على اساس كفائته بل فقط لانه من تنظيمها ولانه قريب من السيد الفلاني .

والاهم من هذا ان اي مشروع مهما صغر يتم افتتاحه بدون ان يُمَنَنْ المواطن بان الدولة تكرمت عليه ونفذته فالمواطن عليه الحاصل والنتيجة وتصريح اي مسؤول ليس باهمية انجاز العمل نفسه ..
بينما القاعدة عندنا بالعكس خروج المسؤول متفضلا من عرينه ليقول للمواطن لولاي لما لبست نعال ولما استطعت الذهاب الى تواليت بيتك لاني انا من تفضل بتوصيل المجاري لبيتك..
المشاريع في الدول الي بيها حظ.. تنفذ على اساس الحاجة المستقبلة لها وليس على اساس الحاجة الآنية لها وهذا لم يكن وليد لحظته بل نتج عن دراسات تمت وتم التوقيع على نجاحها قبل ان يعلن عن المشروع وقبل ان يتم البدء فيه .. وهنا لاتسمع من اي مسؤول تفضلا على مواطنيه ولاتكرما بأنه لولا عبقريته وخدمته لهم لما لبسوا نعلانا بارجلهم ولبقوا حفاة.. وهذه هي لؤلؤة المحارة التي هي اغنى ثمنا من بيضة الدجاجة التي تقاقي لتقول اني بضت ..

ففي عراقنا اليوم يكثر الدجاج وقيقه وقاقه بينما حتى نسبة البيض قليلة قياسا بكثرة المقاقين..
فمبروك لكل مبارك بحكومة الاصبع البنفسجي ونبارك له وباء الكوليرا والدزنتري ونذكر عباقرة السياسة بالعراق واحزابهم والمتوافقين معهم ممن تقاسم الكراسي والوظائف ان كانوا قد نسوا بأن للكوليرا علاج ووقاية كان يجب ان يكونوا جاهزين لها فنحن في عام 2008 ولسنا في عهد الجاهلية الاولى..مولانا