مجالس الأسناد ضرورة مفروضة وحقيقة مرفوضة
لم تكن فكرة تشكيل مجالس الأسناد وليدة الحاضر وانما هي فكرة ومشروع عمل اعتادت عليه العشائر العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص منذ ان عرفت التحالفات والمعاهدات والأتفاقات بين قبيلة واخرى وعشيرة واخرى ،وكانت تدفعها الى ممارسة هذا النوع من العمل ظرورات ومهام جسام . وقد يقول قائل ان هذا الكلام يمكن ان ينطبق على حقبة زمنية معينة او مراحل تأريخية ماضية كانت تعاني من فقدان القانون بل فقدان الحياة المدنية بشكل عام.والرد على هذا القول ان العشائر في العراق واقع حال مفروض اي انه ليس نظاما سياسيا ينتهي بانتهاء القائمين عليه ولا هو مرجعية دينية يمكن ان تختلف هنا وتتفق هناك ويمكن ان تشهد حالة التغيير بمجرد تغيير المرجع في الشكليات لا في المضمون الديني . انما هي تاخذ خطا واحدا ونمطا لا يتغير بتغيير شيخ العشيرة او سنينتها وقد تضعف العشيرة في فترات زمنيه معينه وقد تقوى في ظروف اخرىولهذه وتلك اسباب يعرفها الجميع. ومن هنا نلاحظ ان العشائر تحتاج الى من يقنن مسيرة عملهامن داخلها اي ان لاتاتي عليها عوامل التغيير والتقنين والترشيد من الخارج لانها ترفض كل دخيل يحاول المساس بسيرتها وطرق تعاملها مع الأحداث وقد سجلت عليها ملاحظات الأبتعاد عن الشريعة في بعض الأحيان وان كانت لظرورات تبيح لها ذلك كأصلاح ذات البين وغيرها.
ولقد راينا ان هذه العشائر لعبت دورا اساسيا ومهما في ادارة الأمور ومعالجة الأزمات ولكن بطرقها الخاصة وبأمكانياتها المحدودة .واثبتت انها موجودة بقوة على الساحة وفي يدها اغلب مفاتيح الحلول. ولهذا فكرت الحكومة باحتواء هذه الطاقة المعطلة واعطاءها دورا واضحا حتى في الحالات التي تكون فيها الأوضاع تتجه نحو الأستقرار والبناء لكي تخرج من الأطار التي وضعت فيه حيث كانت تدعى ويطلب منها وعليها التنفيذ فقط حتى اصبحت مواقفها مشتتة بحسب رغبة الآخر وحاجته لها .هنا يمكن ان نتسائلعن دورالعشائر المتمثلة بشيوخها ورؤساءها ووجهائها هل عليها ان تكون اداة تنفذية فقط؟لماذا لايسمع لها صوت ولماذا لاتعطى هذه الطاقات دورا في ابداء الرأي وفي المشاركة الجادة والفعلية في بناء الدولة العراقية الجديدة التي يفترض فيها ان تساهم كل الشرائح الأجتماعية والسياسية والثقافية.ولتمارس دورها في نجاح مشروع المصالحة الوطنية التي اثبتت التجربة ان للعشائر دورا مباشرا ومهما وفعالا في هذا المجال وذلك لما لهذه العشائر من امتدادات بين مختلف مناطق العراق الديموغرافية.
نحن نسمع ردا قاسيا بحق هذه الشريحة التي يجب ان توقر وتعز وتكرم كلاما من قبيل الأستهانة بقدرات هذه الشريحة كان يقول قائل نحن لا نحتاج الى مجالس اسناد في مناطق ومحافظات تنعم بالأمن حيث لا ضرورة لذلك وكأن المسالة حالة من التعامل وفق الحاجة . نحن نقول نعم ولكن هل ذنب هؤلاء الناس ان محافظاتهم ومدنهم التي صنعوا هم فيها الأمن والأمان ليحرموا فيما بعد من حق حصل عليه غيرهم في مناطق سميت بالساخنة مع اننا ندرك ان العراق على امتداد رقعته الجغرافية يمكن ان يكون مناطق ساخنة لولا وقفة الشرفاء من ابناءه الذين سهرواعلى حمايته وامنه وفي مقدمتهم ابناء هذه العشائر وخصوصا في فترات غياب القانون وسلطة الدولة .تريد العشائران تدعم الدولة والحكومة عبر مشروع مشترك تبنيه الدولة لتمارس دورها الابوي ليشعر الجميع انهم ابناء هذا الوطن متساوون في الحقوق والواجبات السياسي مع شيخ العشيرة مع رجل الدين مع المثقف والكادح للتظافر كل الجهود من اجل البناء .
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°ليس كل ما يعجبك يرضيك°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°