النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow القرضاوي من السعودية:إنتماء الشيعة لإيران وليس عندي إحصائيات وإثارتي إحتياط للمستقبل!

    بعد ضجة الإثارة التي أطلقها حول التمدد الشيعي لإختراقه المجتمعات السنية ، وتجاهله سؤال السيد فضل الله له عن إحصائيات دقيقه تدعوه لإثارة هذا الحديث الآن للاعلام وإخراجه للعلن ضمن الإطار الشعبي العام ، وفي غير توقيته السياسي المناسب
    القرضــاوي من السعودية لـجريدة "الشرق الأوسط" السعودية:
    إيران بلد مطامع وأحلام إمبراطورية فارسية كسروية مخلوطة بنزعة قومية مذهبية هدفها جعل السنة شيعة لكون الشيعة منتمين لها- كما في لبنان - أكثر من بلدانهم
    حديثي عن القدرات التمويلية إستنتاج..وليس عندي إحصائيات عن عدد المتشيعين..وإدعاء بعض الشيعة بأنهم بالآلاف مبالغة وتضخيم وإن كان ذلك وارد لاستغلالهم جهل الناس وفقرهم..وإثارتي للأمر في هذا الوقت جاء إحتياطا للمستقبل !!
    إيران بلد مطامع وأحلام إمبراطورية فارسية كسروية مخلوطة بنزعة قومية مذهبية هدفها جعل السنة شيعة لكون الشيعة منتمين - لها كما في لبنان - أكثر من بلدانهم









    http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=488218&issueno=10894





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    التاريخ: 22/09/2008


    الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على صفيح ساخن:



    فهمي هويدي ينتقد تصريحات القرضاوي عن الشيعة.. والعوا يسعى لإصدار بيان مضاد له









    انتقد المفكر الاسلامي فهمي هويدي تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي والتي اطلقها مؤخرا بشأن الشيعة وقال في مقاله الذي نشرته جريدة الرؤية الكويتية ان الدكتور القرضاوي أخطأ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة او التقريب، كذلك توقيت رسالته حيث ستعمل علي تراجع أولوية الصراع ضد اسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران.. وفيما يلي نص المقال :

    "لو أن الدكتور يوسف القرضاوي استخدم في حديثه عن الشيعة معيار "الموازنات" الذي تعلمناه منه وألف فيه كتابه عن "الأولويات" لما قال ما قاله في الأسبوع الماضي، ذلك أننا إذا افترضنا ان كلامه صحيح والآراء التي عبر عنها لا غبار عليها، فإن ذلك سيكون بمنزلة دعوة إلى مخاصمة الشيعة، والاحتشاد ضد إيران، والتهوين من شأن انجازات ودور حزب الله في لبنان، وإثارة الشقاق والفرقة بين الشيعة والسنة في أكثر من بلد عربي، خصوصا في العراق ودول منطقة الخليج، وهو ما سيؤدي تلقائيا إلى تراجع أولوية الصراع ضد اسرائيل، وتهيئة الأجواء لتوجيه الضربة العسكرية الأميركية ضد إيران.

    لست أشك في ان شيئا من ذلك كله لم يخطر على بال الدكتور القرضاوي، وتلك هي المشكلة.

    فنحن نعرف ان الرجل في تاريخه الحافل بالعطاء المشرف له مواقفه المشهودة دفاعا عن وحدة الأمة الاسلامية، وفي الصف الأول من المنادين بنصرة المقاومة وتعزيز صفها في مواجهة العدوان الصهيوني، وهو حين عارض العمليات الاستشهادية من حيث المبدأ، فإنه أيدها في فلسطين، باعتبار أنه لا يتوافر أي بديل آخر للفلسطينيين للدفاع عن أرضهم وحقوقهم، ثم إنه في مقدمة الرافضين للهيمنة الأميركية والداعين إلى الوقوف إلى جانب ايران إذا ما تعرضت للعدوان الأميركي.

    المشكلة أن الحوار الذي أجرته معه صحيفة المصري اليوم يصب في نقيض المواقف التي نعرفها عنه، فضلا عن أنه أطلق آراء لم يستخدم فيها نهجه الذي دعانا إليه، أعني أنه لو وازن بين الاضرار الحاصلة التي تحدث عنها ونسبها إلى الشيعة، وبين الأضرار التي ترتبت على كلامه لأدرك أننا صرنا مخيرين بين ضررين أحدهما أصغر والآخر أكبر، أو مفسدة صغرى وأخرى كبرى، وعند الاصوليين الذين هو في صدارتهم، فإن الموازنة بين الضررين أو المفسدتين تدفعنا إلى تقديم الضرر الأصغر على الأكبر، بمعنى السكوت مؤقتا عن الضرر الأول لتفويت الفرصة على وقوع الثاني، وذلك لم يحدث للأسف.
    لست في صدد مناقشة الوقائع التي ذكرها ولا المعاني التي أراد توصيلها، كما أنني قد اتفق معه بصورة نسبية في بعض ما قاله، لكني أتحدث عن النتائج التي أفضى إليها كلامه، كما أنني لا أتردد في القول إن ما صدر عن الشيخ الجليل كان مبعثه الغيرة على دينه والاعتزاز بانتمائه إلى أهل السنة، لكننا نعرف جيدا أن صدق النية ونبل الهدف لا يغطيان الآثار السلبية التي ترتبت على كلامه، لأن العبرة بالمقالات وليست بالنيات. ان احترامنا للشيخ ومحبتنا له، وحرصنا على صورته ومقامه، ذلك كله لا يمنعنا من نقد ما قاله، خصوصا ان مراجعتنا له تتم على ارضية السياسة وليس على أرضية العلم والفقه، الذي نعلم انه فيهما لا يبارى، وليس لمثلي ان يراجعه في شيء منهما.
    لقد أخطأ الشيخ في بعض مضمون الرسالة التي وجهها، لأن كلامه عن مذهب التشيع يشق الصف ولا يخدم الوحدة او التقريب، ثم إنه اخطأ في اختيار المنبر الذي وجه منه رسالته، لأن انتقاداته ليس مكانها الصحف اليومية السيارة، يؤيد ذلك انه ذكر لاحقا ان بعض ما نقل على لسانه لم يكن بالدقة التي عبر عنها، كما أنه أخطأ في توقيت رسالته، لأنه خير من يعلم ان هناك من يهيئ الرأي العام في الوقت الراهن لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ونزع سلاح حزب الله، ثم إنه أخطأ حين تحدث بصفته رئيسا لاتحاد علماء المسلمين، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن كلامه يعبر عن رأي الاتحاد، وذلك ليس صحيحا، وإنما هو رأي شخصي له، فضلا عن ان كلامه يجرح صورته كرئيس للاتحاد، كما أنه يحدث صدعا في شرعية تمثيل الاتحاد لعلماء المسلمين، وهو من حرص على الا يكون ممثلا لأهل السنة وحدهم. إنني أخشى ان نكون بعد كلام الشيخ قد تراجعنا خطوات إلى الوراء ولم نتقدم إلى الأمام، وهو ما لم نعهده فيه لأنه عودنا على ان يكون حلالا لمشاكل المسلمين وليس مستدعيا لها".

    العوا ضد القرضاوي

    من ناحية أخرى، أكدت مصادر مطلعة بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن هناك تحركا متسارعا خلال اليومين الماضيين ضد بيان الشيخ يوسف القرضاوي المندد بالجهود الإيرانية المستمرة لاختراق المجتمعات السنية لمحاولة تشييعها بما يتسبب في شق وحدة الأمة وإثارة الفتن بها ، ويقود هذا التحرك الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للاتحاد الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي، ويبذل العوا جهودا حثيثة لإقناع عدد من الأعضاء بالتوقيع على بيان الرد على بيان القرضاوي، وسحب "الشرعية" عنه ، بوصفه ـ حسب مصادر العوا ـ لا يعبر عن منهج اتحاد علماء المسلمين أو مواقفه، وأكدت مصادر قريبة للغاية من فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي استياء الشيخ الشديد مما يحدث، وأسفه من عدد من المواقف التي اتخذتها شخصيات فكرية وكتاب كانوا يعتبرون أنفسهم من تلاميذه ، بمن فيهم أعضاء باتحاد العلماء، دون أن يتحرك أحد منهم للدفاع عن عرضه الذي استبيح بشتائم واتهامات غير مسبوقة ، مصادر قريبة من القرضاوي لم تخف قلقها من أن تفضي التحركات الجديدة إلى صدع اتحاد علماء المسلمين، خاصة وأنه في معظم نشاطاته يعتمد على رمزية القرضاوي وحضوره والقابلية الواسعة له في أنحاء العالم الإسلامي ، وهو الحضور والاحترام والهيبة التي لا يحظى بها غيره من الأعضاء، ولم تنف المصادر احتمالية اتجاه القرضاوي إلى الانسحاب من الاتحاد على خلفية "الموقف المزري" الذي وقفه كثير من أعضائه في الأزمة الأخيرة ، من جانبه قال د محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تصريحات خاصة بالمصريون أن الاتحاد بصدد عقد اجتماع فى بيروت لمناقشة أزمة العلامة د يوسف القرضاوي مع مراجع شيعية بسبب ما اعتبره هجوم الشيخ يوسف القرضاوي على هذه المراجع ، ولم يوضح العوا سبب اختيار بيروت لعقد الاجتماع ، كما أوضح في تصريحاته للمصريون إن اجتماع مجلس أمناء الاتحاد سيناقش هذا الأمر بحضور جميع العلماء بما فيهم الدكتور يوسف القرضاوي وبعض هذه المراجع بصفتهم أعضاء فى الاتحاد للخروج بموقف جماعي من هذه التلاسنات التى لا تفيد وحدة الأمة بل تمزقها، وأوضح العوا أن ما نشر على لسان المراجع الشيعية بما يمس القرضاوي غير صحيح ولكن المشكلة في العوام الذين يدلون بتصريحات لهذه المراجع يتم تحريفها، غير أنه لم يوضح سبب امتناع هذه المراجع عن توضيح كلامها إن كان غير صحيح ، كما أنه لم يذكر شيئا عن الشتائم والاتهامات التي وجهتها وكالة الأنباء الإيرانية إلى الشيخ يوسف وهو رئيس الاتحاد، وما إذا كان الاتحاد سوف يصدر بيانا يندد فيه بهذا الهجوم غير المسبوق، جدير بالذكر أن الدكتور محمد سليم العوا قد حاول قبل أشهر إنكار صدور تصريحات مماثلة للشيخ يوسف عن التغلغل الإيراني في الدول السنية وازدياد وتيرة محاولات تشييع المنطقة، حيث نفاها واعتبرها "زلة لسان" من الشيخ، غير أن التصريحات الأخيرة للقرضاوي أتت لتؤكد على أنها لم تكن زلة لسان وإنما تعبير عن قناعته التامة بالمخاطر التي تتهدد الأمة من التحركات الإيرانية العابثة والأموال الطائلة التي تنفق في شق وحدة الأمة.
    http://www.alshaab.com/news.php?i=14216





  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    الشيخ القرضاوي يتحدث مجددًا لـ «المصري اليوم»: أخشي من فُرقة المسلمين.. لكن خشيتي أكبر من الحروب والفتن الكبري



    جدد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تحذيره من «المد الشيعي» للمجتمعات السُنية، مؤكدًا أنه لا يسعي من خلال هذا التحذير إلي فُرقة المسلمين، لكنه يخشي ما هو أكبر وأهم من الفُرقة، وهو «الفتنة والحروب».

    أرجع القرضاوي الجدل، الذي أحدثه حواره مع «المصري اليوم»، إلي مكانته في العالم السُني، وأن الذين شنوا عليه حملة اتهامات، يعرفون أنه ليس «وهّابيا مغاليا»، وإنما سُني معتدل.

    وأشار، في حوار سريع، جري هاتفيا، حيث يقيم في العاصمة القطرية «الدوحة»، إلي أنه سبق أن ألمح بآرائه حول الشيعة في عدة مؤتمرات سابقة، لكن الأمانة فرضت عليه أن يتحدث هذه المرة بـ «حدة ووضوح»، وأن يبّصر الأمة بالمد الشيعي، لأن اللّه سيسأله إن تجاهل أمانته يوم القيامة.

    وإلي الحوار:

    * يا دكتور.. هل كنت تتوقع للحوار أن يثير كل هذا الجدل؟

    ـ لا.. ولكنني أشكر المصري اليوم علي أي حال ولا تهمني الضجة ولا تهزني، لأنني قلت ما أملاه علي ضميري وديني ومسؤوليتي.

    * لماذا الآن هذا الجدل.. وهل للتوقيت مغزي؟

    ـ لقد ألمحت كثيرا للأمر من قبل في عدد من المؤتمرات، فلماذا الربط بأن تصريحاتي آنية؟!

    * ولكن تصريحاتك هذه المرة كانت لهجتها حادة وانتقلت من فكرة الاختلاف بين المذهبين إلي الاتهام بوجود مد شيعي؟

    ـ أنا معك في أنها بالفعل المرة الأولي التي أتحدث فيها في هذا الأمر بهذه الحدة وهذا الوضوح، ولكنها أمانتي، تفرض علي هذا، وقد استشرفت أن من واجبي أن أحذر من هذا المد، وأن أبصّر الأمة، لأن الله سيسألني عنها يوم القيامة.

    * وما الذي تغير وجعلك تري ضرورة تبصير الأمة الآن؟

    ـ لأنني لاحظت ازدياد المد الشيعي، بما للشيعة من إمكانات وبما هم عليه من تدريب وتثقيف، خاصة أن ساحة السنة خالية، وليس لديهم خلفية بهذا المذهب الشيعي.

    * إذا كنت من قبل ألمحت لهذا الأمر فلماذا برأيك كل هذا الاستنفار ضد تصريحاتك والذي وصل لحد اتهامك بالتفوه بلهجة صهيونية؟

    ـ الاستنفار مرده إلي كونهم يعلمون قيمتي الحقيقية، ويقدرون مكانتي في العالم السني، وهم يعرفون أنني لست وهابيا مغالياً، بل سني معتدل لذا فلحديثي تأثير أكبر وإلا لما خافوا هكذا.

    * ما الذي جعلك تتخلي عن موقفك من التقريب بين المذاهب والتحول إلي التحذير من المد الشيعي واختراقه للسنة.. ألم تخش فرقة المسلمين؟

    ـ بل خشيت مما هو أكبر وأهم من الفُرقة، وهو الفتنة والحروب.

    * وهل التحذير من الشيعة يسد الفتنة.. البعض يري أنك فعلت العكس؟

    ـ غير صحيح، فأيا كان حال ووضع الفتنة الآن فهي لا تذكر في مقابل ما يمكن أن يحدث في المستقبل من حروب وفتن كبري، لو أن الشيعة دخلوا جميع المجتمعات السنية.. فأنا أعمل علي سد الذريعة قبل أن يستفحل الأمر، لأنه لو تركنا الشيعة يخترقون المجتمعات السنية، فلن يكون الوضع محمودا، ووجودهم في العراق ولبنان أكبر دليل علي عدم الاستقرار.

    http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=179816&IssueID=1174





  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    ردود مصر على القرضــــــاوي
    بقلـــــــم:الدكتور أحمد النفيسي
    المصري اليوم 25-9-2008


    ضياء رشوان: كلام القرضاوي عن الاختراق الشيعي مُبالغ فيه.. ولا يتسق مع التحولات التاريخية



    * ضياء رشوان المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بدأ تعليقه علي حديث القرضاوي قائلاً:

    أنا أتفهم آراء الشيخ القرضاوي باعتبار وجوده في قطر، فالوجود الشيعي في دول الخليج، خاصة في الإمارات والبحرين وقطر، أكبر منه في باقي الوطن العربي، وإحساس السُنة هناك بمسألة المذهب الشيعي واختراقه لهم يكون أكثر من إحساس المصريين بها علي سبيل المثال،

    وربما ذلك لوجود أقلية شيعية نشطة ومؤثرة في الاقتصاد في هذه الدول الخليجية، بل تمتد بجذورها إلي إيران، وبالطبع الشيخ القرضاوي غير منفصل عن طبيعة المكان الذي يعيش فيه، ومن هنا جاءت هذه التصريحات.

    ويضاف إلي ذلك وجود إيران كدولة إسلامية كبري تقع علي حدود الخليج العربي، في ظل حالة الصراع التي نشبت علي المنطقة الأكثر قرباً منها، علي مصر والبلاد العربية.

    * لماذا الآن الجهر بالفروق بين المذهبين السُني والشيعي والتحدث عن اختراق للسُنة؟

    - الشيخ القرضاوي تحدث عن الفروق بين السُنة والشيعة من قبل أكثر من مرة، كان أبرزها في مؤتمر التقريب بين المذاهب الإسلامية في الدوحة الذي حضره عدد من أئمة الشيعة، ودار حوار بينهما ورد علماء الشيعة علي القرضاوي في نفس المؤتمر.

    * ولكنها المرة الأولي التي يؤكد فيها القرضاوي علي الفروق بهذه الحدة، بل وصل الأمر إلي أنه قال بتبشير شيعي، وإن كان حتي ذكرها من قبل فلماذا هذا الاستنفار الإيراني الشيعي الآن ضد كلام القرضاوي؟

    - ربما للحدة التي أكد فيها القرضاوي علي هذه المعاني وعلي الفروق، وبالطبع إدراكهم حكم القرضاوي هو أكثر ما يخيفهم من كلامه، وربما لأنه في مؤتمر الدوحة كان هناك علماء من الشيعة من بين حضور المؤتمر فردوا عليه، أما الآن فاعتبروا الأمر وتعاملوا معه علي أنه تحريض من قبل القرضاوي ضد الشيعة.

    * وهل تعتقد أنه بالفعل كان يقصد التحريض؟

    - لا.. وإنما هو تعامل كأحد أهم أئمة المسلمين السُنة الذي يخشي علي مذهبه ويحافظ عليه، وهذا حقه.

    * وهل تعتقد أن تحذيره من المد الشيعي في محله؟

    - لا أعتقد.. ومن يقل هذا يجهل بحقيقة التحولات التاريخية، فالتاريخ لم يذكر أبداً أن أمماً أو دولاً تحولت من مذهب إلي آخر بين يوم وليلة، أو نتيجة دعوة بعض الأفراد حتي النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) نفسه لم يستطع نشر الدين الإسلامي بين يوم وليلة، واستغرق الأمر قروناً طويلة،

    وإذا كانت هناك أقلية شيعية في بعض الدول أو حتي في مصر فهذا لا يعني أن مصر يمكن أن تتخلي عن مذهبها السُني طوال العقود الماضية لتتحول إلي الشيعة، مصر لم تتحول من المذهب الشيعي الفاطمي إلي المذهب السُني إلا بعد تحولات في قلب الدولة المصرية وانتقال الحكم إلي الأيوبيين.

    * ما رأيك في القول بأن الشيعة، وخاصة في إيران، يتبعون خطوات أمريكا ويضعون أرجلهم في المكان نفسه والدليل وجودهم في أفغانستان والعراق؟

    ـ ولماذا لم نجد فتنة سنية شيعية في أفغانستان كما تقولين.. أفغانستان مر عليها أمريكان وسوفييت و«طالبان» وأقليات شيعية ولم نسمع عن صراع مذهبي هناك.. أما الصراع الموجود في العراق فليس بسبب أمريكا، ومن يقل ذلك مخطئ، فالأمريكان كان من مصلحتهم تماسك العراق ولم تكن واشنطن بحاجة إلي إضافة عبء جديد عليها، ولم تكن أمريكا مدركة حقيقة الوضع.

    * ومن صنع هذه الفتنة إذن؟

    ـ إسرائيل مازال الأمر متعلقاً بها، والدليل أنه في عام ١٩٨١ كان يوجد ما يسمي استراتيجية إسرائيل، وقد تم ترجمة النص وتسريبه، وذكر فيه أن من مصلحة الدولة العبرية تفكيك الكيانات العربية علي أساس مذهبي وعرقي، ولا تنسي أن أول من تحدث عن الهلال الشيعي وحذر من خطره هو الملك عبدالله بن الحسين الذي كان والده صديقا مقربا للإسرائيليين، حسبما أكدت مذكرات وكتابات لمسؤولين إسرائيليين والكل يعلم أيضا أن الأردن وإسرائيل علي خط واحد.

    ثم أننا لو عدنا إلي الوقائع التي صنعت الأزمة في العراق سنجدها تعود إلي تفجير مرقدي الهادي والعسكري في سامراء، وهما مرقدان شيعيان، وبالتالي ليس من مصلحة إيران ضربهما،

    ورغم اتهام «القاعدة» بالضلوع في هذين التفجيرين، إلا أنها نفت ثلاث مرات اشتراكها في هذا الأمر، لذا فالاتهام محصور في إسرائيل التي من مصلحتها إيقاع السنة في الشيعة، خاصة أن هناك وجوداً مؤثراً لإسرائيل في العراق، بل الإسرائيليون هناك يدربون بعض الأكراد علي الحدود،

    كما ذكرت بعض التقارير الموثقة، خاصة أن إسرائيل تعتبر حزب الله، شيعي المذهب أخطر أعدائها في دول المواجهة، ومن ثم من صميم مصلحتها عزله عن التأييد الشعبي الواسع الذي يتمتع به في العالم العربي، ذي الأغلبية السنية باصطناع فتنة مذهبية سنية شيعية تبدأ من العراق.

    وإن كنت قلت إن الأمريكان لم يصطنعوا هذه الفتنة، لكنهم علي الجانب الآخر استفادوا منها في عزل إيران عن المحيط العربي السني المجاور.

    * ما رأيك في القول بأن أساس الصراع مع الشيعة هو صراع ديني وأن ولاية الفقيه لن تكون إلا دينية، ونظام الدولة بالكامل في خدمة المشروع الديني، خاصة أن إيران تعيش علي أمل ظهور المهدي المنتظر.. وبالتالي الصراع هنا ديني كما هو في مضمون حديث القرضاوي؟

    - كل دول الخليج مرعوبة من مسألة الحرب ضد إيران خاصة بعدما تأكدوا من عدم قدرة أمريكا علي حسم الحروب رغم أن الخليجيين كانوا أكثر من يؤمنون بقوة أمريكا اللامحدودة، ولكنهم اكتشفوا أن أمريكا عاجزة عن حسم حرب مع ٢٥ مليون نسمة في العراق،

    فكيف لها أن تخوض حرباً مع ٧٥ مليون نسمة في إيران، وهم موقنون تماماً أن أي حرب مع إيران سيدفع ثمنها المباشر الخليجيون في الخارج من ناحية لقربهم من إيران، وفي الداخل من ناحية أخري لوجود أقليات شيعية ضخمة ومؤثرة في السعودية والإمارات والبحرين كفيلة بتفجير البلد من الداخل، حيث إن المنطقة الشرقية في السعودية بها حوالي ٣ ملايين شيعي، وبالتالي علي من يخدّم القرضاوي وضد من!

    * وبالنسبة لما ذكره القرضاوي عن الإخوان، هل تعتقد أنه محق في أن جماعة الإخوان المسلمين أهملت التربية وانشغلت بالسياسة؟

    - من الصعب أن نحكم علي تاريخ جماعة عمرها ٨٠ سنة، ولديها تراكم من الخبرات بهذه البساطة، فالعمل السياسي داخل الجماعة جزء لا يتجزأ من طبيعتها ثم إنني كمحلل سياسي عندما أتابع تطورهم السياسي أجده في ازدياد، فهناك اختلاف وتطور في أماكن وعدد التصويت لهم، والنسب في ازدياد كما أنهم استطاعوا كسب مناطق جديدة، في الصعيد والإسكندرية ولا يمكن لهم أن يحصلوا علي هذا التصويت إلا نتيجة لعملهم الاجتماعي.


    http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=179817&IssueID=1174


    منصور حسن وزير الثقافة والإعلام الأسبق: لا يوجد صراع بين العرب وإيران.. وفتور العلاقات وراءه أمريكا وإسرائيل



    منصور حسن، وزير الثقافة والإعلام الأسبق، قامة سياسية وثقافية في مصر، ترصد الأحداث المصرية والعربية والعالمية في صمت تحللها وتضع خطوطاً تحت بعضها مؤيدة أو معترضة أو مبررة، إلا أنها من النادر أن تجهر برأيها إلا علي فترات طويلة.. كان لـ«المصري اليوم»،

    وافر الحظ بإقناعه بالظهور علي صفحاتها للرد علي حقيقة الصراع بين العرب وإيران، لما لها من رؤية معتدلة ومختلفة وبما لها في قلوب وعقول الناس من محبة ومصداقية، لذا كان وجوده ضمن هذا الملف إثراءً وإضافة له.. سواء اتفقنا معه أو اختلفنا:

    * ما هي حقيقة الصراع بين العرب وإيران؟ وهل تراه في الأصل دينياً؟

    - العلاقات العربية الإيرانية خيم عليها في الآونة الأخيرة ما يمكن أن نسميه نوعاً من الفتور، وليس صراعاً بالمعني المفهوم، لأنني أعتقد أنه ليس هناك في حقيقة الأمر أي مجال لصراع ديني أو حتي سياسي مع إيران، فمن الناحية الدينية لا أستطيع أن أخوض في الفروق بين المذهبين السُني والشيعي،

    ولكني أثق أن ما بينهما من اتفاق علي أساسيات الدين الإسلامي هو أقوي وأكبر، وهو ما يمكن أن نتمسك به حرصاً علي تماسك الأمة، لذا اندهشت من تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي لأنني أعلم أنه عالم إسلامي جليل ومعتدل ومن أكثر المؤمنين بالتقارب بين المذاهب،

    أما من الناحية السياسية فلا يوجد أي مجال للخلاف أو الصراع بين العرب وإيران، ولكن ما يخيم علي العرب من فتور كما قلت هو بفعل أمريكا وبإيعاز من إسرائيل التي تري خطورة إيران عليها في المنطقة، ومن هنا تحاول أمريكا عزل إيران وحصارها بإفساد العلاقة بينها وبين جيرانها.

    * هل هذا الحصار لحماية إسرائيل أم بسبب الدور الإيراني في العراق؟!

    - لا أؤمن بذلك، فالحدة التي تتعامل بها أمريكا مع إيران ليست بسبب العراق، إنما السبب الحقيقي هو خوف إسرائيل من إيران التي تري خطورتها الشديدة عليها، ونتيجة تحيز أمريكا لإسرائيل لذا تحاول أن تكتل أكبر دول عربية في المنطقة ضد إيران،

    وما يحدث في العراق هو نتيجة وليس سبباً، بل أصبح من المعروف الآن حتي في الولايات المتحدة الأمريكية أن العدوان الأمريكي علي العراق واستمرار الاحتلال، كان نتيجة لخطة وضعتها المجموعة الصهيونية في البنتاجون الأمريكي بقيادة وولفويتز لحماية إسرائيل والحرص علي مصالحتها.

    * قلت ولا حتي صراع سياسي.. إذن ما ردك علي من يقول بوجود مشروع إيراني في المنطقة، وأطماع سياسية تعمل علي تحقيقها؟

    - هل حاورنا إيران عن هذه الأطماع؟! إن وجدت حقيقة، هل بذلت أي من الدول العربية الجهد الكافي تجاه سؤال إيران والجلوس معها للتفاهم حول هذه النوايا وهذه الأطماع لإنهائها أو تلاشيها أو تقريب وجهات النظر! بالطبع هذا لم يحدث فنحن سرنا خلف من يقول بهذه الفكرة دون أي مجهود يذكر.

    * ولكن إيران تتحالف بقوة مع سوريا ويقال إنها تمد حزب الله في لبنان والشيعة في العراق بالسلاح، فإذا لم يكن لها أطماع لماذا يصل الأمر إلي حد الدعم بالسلاح؟

    - أؤكد مرة ثانية أن ما يحدث هو نتيجة وليس سبباً، فلو أن إيران كانت تطمئن للعالم العربي من حولها، ومتأكدة من أنه مسالم بشأنها لما كانت تحاول أن تخترقه وتمد جسورها إلي مواقع تقبل بها، حماية لمصالحها ضد إسرائيل.

    ثم إن الذي يدعو إيران لكي تمد جسورها إلي سوريا وحزب الله و«حماس» هو في رأيي محاولة كسر الحصار الذي تحاول أمريكا فرضه عليها وليس لمصالح سياسية في المنطقة،

    ولا تنسي أن هذه الأطراف الثلاثة أيضاً هي نفسها الأكثر عداء لأمريكا، وبالتالي تجد ملاذا في اللجوء إلي إيران، وهنا أؤكد أن استقواء العرب بأمريكا ضد إيران خطأ، لأنه من غير الحكمة أن تستقوي علي جارك بالغريب، لأن الغريب قد يهب لنجدتك مرة أو مرتين، أما الجار سيظل جارك أبد الدهر.

    * وماذا عن احتلال إيران للجزر الإماراتية؟

    ـ لاشك أن للإمارات مطالب حقيقية، وأعتقد أنه لو لم تكن العلاقات العربية - الإيرانية تمر بما تمر به الآن من توجس متبادل لكان من الممكن أن يحل هذا الإشكال بالتفاوض.

    * وهل تعتقد أن باقي الدول العربية مؤمنة بفكرة الصراع سواء الديني أو السياسي مع إيران، كما هو إيمان الدول حلفاء أمريكا أو كما يتم تسميتها الدول المعتدلة؟

    ـ لا.. بدليل أننا لم نسمع عن أي صراع أو حتي برود بين هذه الدول وإيران، وهو ما يؤكد أن أمريكا استغلت حلفاءها في المنطقة للترويج لهذا العداء، خاصة لقرب هذه الدول جغرافيا من إيران بعكس باقي دول الوطن العربي.

    * ربما نتفهم انسياق دول الخليج خلف ادعاءات أمريكا نظرًا لقربها الحقيقي من إيران، ولكن بماذا تفسر موقف مصر من إيران وهي أبعد جغرافيا وغير متضررة بشكل مباشر لو افترضنا وجود صراع ؟

    ـ لا تعليق!! وأحيلك إلي ما قلته سابقًا.

    * هل تظن بالفعل أن شارعاً باسم الإسلامبولي أو فيلم «مقتل فرعون» أسباب حقيقية للصراع بين مصر وإيران؟

    ـ أولاً إيران أعلنت أكثر من مرة عدم مسؤوليتها عن الفيلم، أما اسم الشارع فلاشك أنه سقطة سياسية من طهران، بل ضد قيم الدين الإسلامي الذي تدين به إيران، أن يتم تمجيد اسم شخص قتل آخر بغير وجه حق، وكان علي إيران أن ترتفع عن هذا الموقف وتراعي مشاعر المواطنين المصريين حرصاً علي إقامة علاقات سليمة في المستقبل، ولكن هذا لا يجب أن يكون سبباً للصراع.

    * وماذا عن القول بوجود عداء شديد بين السعودية زعيمة السنة وإيران زعيمة الشيعة؟

    ـ المتابع لحركة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران خلال العامين الماضيين يجد أن كلا الطرفين يجاهد علي ألا يبقي الوضع متأزما، وألا تتسع شقة الخلاف بينهما، وهذا ليس من شيم المتصارعين بحق، وهو أكبر دليل علي إيمانهم بأن هذا الوضع ضد طبيعة الأمور.

    * عودة إلي الشق الديني.. هل تعتقد أن عدد الشيعة في الدول السنية قد زاد؟

    ـ لا أعرف من الناحية الإحصائية هل العدد في تزايد أم تناقص، ولكن هذا الموضوع لا يثير اهتمامي علي الإطلاق ولا أخشي من انتشار أي مذهب من المذاهب الإسلامية، وأري أنه مثل أي مذهب إسلامي وآخر حنفي أو حنبلي، وزيادة أنصار مذهب علي الآخر ليس فيها انتقاص للإسلام بأي صورة من الصور، ولكنني من أشد المتحمسين بلاشك للتقريب بين المذاهب.

    وختاماً علينا أن نراعي أن السلام والاستقرار الحقيقي في المنطقة يقتضي أن تكون العلاقات بين الدول العربية - وبالذات مصر - مع إيران وتركيا علاقات تعاون وتفاهم.

    http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=179818&IssueID=1174


    محمد حبيب النائب الأول لمرشد «الإخوان»: أسأل القرضاوي.. أيهما أولي بالتحذير: الخطر الإيراني.. أم الخطر الصهيوني؟



    * محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين، علّق علي نصيحة الشيخ القرضاوي للجماعة بالتخلي عن العمل السياسي لصالح العمل التربوي؟

    بقوله: ـ جماعة الإخوان المسلمين لها ثلاث وظائف الأولي تربوية تهتم بإعداد الصف والكوادر، لتكون مؤهلة للدعوة لشمولية الإسلام ولتبليغ الرسالة بوحدة الصف والتمسك بالأخلاق والترابط والاتصال الدائم مع اللّه..

    والوظيفة الثانية خاصة بالدعوة، وفيها كيف يتحرك الصف للارتقاء بالمجتمع فكريا وأخلاقيا وإيمانيا وتغليب القيم والمصلحة العامة علي الخاصة.. أما الوظيفة الثالثة فهي سياسية،

    حيث نحاول أن نصلح المؤسسات والأجهزة الإدارية للدولة من خلال القنوات الدستورية والشرعية بأن نصل إلي مجلس الشعب ونخوض انتخابات الشوري والمحليات واتحادات الطلاب والنقابات والهدف الرئيسي هو محاربة الفساد المستشري في جميع أجهزة الدولة..

    والتصدي لاستبداد النظام الذي أدي إلي غلاء الأسعار وأزمات الخبز والبطالة والتعليم وغيرها.. ولو أن الفساد نسبته ١٠٠% واستطعنا أن نصل به إلي ٧٠% فهذا مكسب كبير.

    * ولكن بعد دخول الإخوان المجلس لم يشهد المجتمع فسادًا أقل بل شهد ما هو أكثر؟

    ـ نسبة الفساد كان من الممكن أن تكون أكبر لو أن الإخوان ليسوا في المجلس، فإذا ما أحضرت قالب زبدة وحاولت تمرير السكين فيه سينقطع سريعًا، أما إذا وضعت مسامير في داخله فلن تستطيعي القطع.. والإخوان هم المسامير التي تعوق تمزيق البلد سريعًا من قبل النظام..

    ثم أننا مازلنا نضع الأساس الذي سنبني عليه.. أما مسألة تحقيق النتائج فهي أمر يتعلق بمشيئة المولي عز وجل، نحن نقوم بواجبنا تجاه اللّه والوطن.

    * هذا يعني رفض نصيحة القرضاوي بالتخلي عن السياسة؟

    ـ لن نتخلي عن السياسة رغم احترامنا للشيخ القرضاوي، والأمر بالنسبة إلينا لا يتجزأ.

    * هل فعلاً انشغلتم بالسياسة وأهملتم الجانب التربوي؟

    ـ هذا كلام غير صحيح، لم نهمل أمرًا ونسير في الأهداف الثلاثة بالتوازي والتساوي.

    * ألا تعتقد أن الخسائر في صفوف الإخوان أصبحت فادحة وتتطلب إعادة ترتيب الأولويات؟

    ـ الإخوان تم ضربهم ضربات قاصمة في أعوام ١٩٤٩ و١٩٥٤ و١٩٦٥ ولو أن جماعة أخري تعرضت لما تعرضنا له ما احتملت، وكان انتهي أمرها من زمن، ثم أن الحرية لا توهب، والديمقراطية لا تمنح وكلتاهما لها ثمن علي الإخوان دفعه، وعلي الشعب المصري كله أن يدفعه،

    فلا توجد سلطة حاكمة تتنازل طواعية عن الحكم.. لننتظر أن يتغير الواقع من نفسه فالواقع لا يتغير إلا إذا قرر الرأي العام تغييره، ونحن نعمل علي تحفيز وتوعية الرأي العام.

    * هل لديك تعليق علي ما قاله الشيخ القرضاوي بشأن خطر المد الشيعي؟

    ـ أنا شديد الاندهاش من تصريحات شيخنا وأسأله أيهما كان أولي بالتحذير المد الشيعي والخطر الإيراني أم الخطر الصهيوني.. هناك يا دكتور قرضاوي أولويات في الاهتمام والتحذير.. الصراع مع إيران صراع سياسي، والصراع الديني فيه يأتي في المرتبة الثانية.

    http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=179819&IssueID=1174


    محمد سليم العوا: لا يوجد مد شيعي.. وإنما إعجاب بنماذج الشيعة في إسقاط الشاه والمقاومة



    الغرب يريدنا أن نخاف طهران.. والمصلحة الإسلامية تقتضي التنسيق معها

    الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي ورجل القانون كان أول من بادر بإبداء رأيه فيما قاله الشيخ القرضاوي، وأبدي اعتراضه علي تصريحاته مع الحفاظ والإقرار الدائم بما تجمعهما من صداقة، خاصة أن الدكتور العوا هو الأمين العام للاتحاد العالمي للمسلمين، الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي.

    * أبديت اعتراضك فور قراءتك الحوار الذي أجريناه مع الشيخ القرضاوي، فلماذا؟

    - الشيعة مسلمون تماماً مثلنا يختلفون معنا في بعض الفروع كما تختلف المذاهب السنية مع بعضها البعض.. القول بأنهم يقولون إن في القرآن نقصاً غير صحيح فلا يوجد عالم شيعي يقول بذلك ومسألة أن هناك نشاطاً شيعياً في البلاد السنية تصور بأكثر من حجمها الطبيعي، لاسيما في مصر،

    ولا يوجد تبشير بالشيعة كما لو أنه كان ديناً آخر، فهذه مجرد دعوة لمذهب يقوم بها بعض الأفراد المقتنعين بأن من واجبهم الدعوة إلي هذا المذهب، وأنا أعتقد أن الخوف غير مبرر ومصر ظلت ٢٠٩ أعوام شيعية تحت مظلة الحكم الفاطمي، وعندما خرج الفاطميون صباحاً عدنا سنة كما كنا في الليل،

    فلا يوجد ما يسمي المد الشيعي أصلاً، إنما يوجد إعجاب بالنموذج الشيعي في إسقاط الشاه، ويوجد إعجاب بالنموذج الشيعي وحزب الله في مقاومة إسرائيل، وأنا نفسي معجب بهذه النماذج، وهذا لا يعني أنني شيعي أو أدعو إلي التشيع.

    * هل أنت مع الرأي القائل بوجود أطماع لإيران في المنطقة؟

    - هذا ما يريدونه في الغرب أن نخاف من إيران، فلا نتحد معها سياسياً، لأنهم يعرفون لو أن السنة اتحدوا مع الشيعة سياسياً لتغيرت موازين القوي في العالم كله، ولكن المقصود من الدول المهيمنة الكبري ألا يحدث أي تقارب بين إيران والدول السنية.. وأنا أعتقد أن لدي إيران من المشاكل ما يكفيها ولا أعتقد أن لها أطماعاً في المنطقة ولكنها دولة كبري ذات قوة محترمة،

    وتري أنه يجب أن يكون لها في إقليمها صوت، ولا يجوز أن تكون دولة من الدرجة الثالثة ومن حقها ألا تأتي دولة مثل أمريكا أو إسرائيل وتنافسها في وجودها في الخليج، فهي جزء من الإقليم وليست مزروعة فيه.

    * هذا معناه أنك مع حفاظها علي مصالحها في المنطقة؟

    - طبعاً.. أليست مصر هي الأخري لها مصالح في المنطقة.. أليس لسوريا مصالح أيضاً، فلماذا نلوم إيران إذا كانت تحاول الحفاظ علي مصالحها مادمنا نحن لا نستطيع الحفاظ علي مصالحنا، أنا أقر وأبصم بالعشرة بوجود مشروع إيراني سياسي واقتصادي وثقافي في المنطقة، ولكن السؤال المهم: أين المشروع السني؟ أين المشروع المصري وأين المشروع السعودي؟ أين المشروع القديم وهو حلف القاهرة دمشق الحجاز؟ أين هذا المحور؟ مات! فلماذا تريدون موت المحور الشيعي.

    * كيف تري الصراع السعودي الإيراني؟

    - خطأ كبيراً وضد المصلحة الإسلامية العليا، فالمصلحة الإسلامية العليا تتمثل في التكاتف المصري السوري السعودي الإيراني التركي، إذا استطاعت هذه الدول الخمس أن تصنع فيما بينها تكاتفاً وتنسيقاً في المواقف السياسية والاقتصادية لتغيرت خريطة العالم، وإذا قصرنا فالمقصر سيسأل يوم القيامة.

    * هل تؤيد القرضاوي الرأي أم تخالفه في ضرورة عودة الإخوان للعمل التربوي والكف عن العمل السياسي؟

    ـ مشكلة الإخوان المسلمين الحقيقية هي في إخفاقهم السياسي، وهم لا يستطيعون في رأيي تقويم الدول، وهذا ليس من العقل في شيء.. وأنا قلت لهم كثيراً اشتغلوا بالتربية، وبما كان يعمل به حسن البنا، وقد وجدت أن الأستاذ عادل كمال وهو من الرعيل الأول في الإخوان أرسل للمرشد العام رسالة بنفس المعني ونشرت في الصحف،

    وعلي ما يبدو أن هناك فريقاً داخل الإخوان المسلمين بدأوا يقتنعون بضرورة ترك الإخوان للسياسة والعودة إلي العمل الاجتماعي والتربوي، فنحن لدينا مشكلة أن المواطن العربي المسلم فقد كثيراً من قيمه وأخلاقياته، ونحن نريد من يعمل علي إعادتها.

    * هل تخشي علي الإخوان إذا ما عملوا بالسياسة أم تخشي منهم؟

    ـ هدف أي فرد أو جماعة من عمل حزب أن ينافس علي الحكم وهذا حقه وأنا مع أي إنسان يريد عمل حزب، حتي لو كان شخصاً واحداً، ولكن جميع القيود الموضوعة في قانون الأحزاب هي قيود تمنع العمل السياسي ولا تتيحه،

    وهي خطيئة فقد ينبت العمل السياسي الحر زعامات وقيادات سياسية من الإخوان أو من غيرهم أفضل من الموجودة الآن، فلماذا نحرم الأمة؟ في الغرب نجد زعامات شابة تتولي أمور الدولة خمس أو سبع سنوات وتأتي بنتائج مبهرة، ثم يأتي غيرها وهكذا.. وهذا بالطبع من تأثير الديمقراطية وحرية العمل السياسي.

    * ما نصيحتك لجماعة الإخوان في ضوء الظروف السياسية والأمنية التي يمرون بها؟

    ـ أنا أقول لجماعة ضخمة وكثيرة العدد مثل الإخوان المسلمين إذا كانت السياسة ستعيقكم عن العمل ونشاطكم الاجتماعي والتربوي فلتتركوها، واعملوا بالتربية، فما الذي نستفيده من ضرب الإخوان في الانتخابات أو اعتقالهم أو حظر نشاطهم، لكنني سأستفيد منهم في الشارع وفي التربية.

    http://www.almasry-alyoum.com/articl...1&IssueID=1174


    عمرو الشوبكي: إيران اعتقدت أن القرضاوي يعبئ السُنة ضدها لتسهيل الضربة الأمريكية



    الدكتور عمرو الشوبكي المفكر والمحلل السياسي، كانت له قراءة مختلفة لتصريحات الشيخ القرضاوي ظهرت عندما سألته: هل لديك قراءة تحليلية لتصريحات الشيخ القرضاوي وحديثه عن خطورة المد الشيعي ووجوب التصدي له؟

    فأجاب: إنتاج الشيخ القرضاوي من الفقه والدين يفوق إنتاجه السياسي وأهميته الحقيقية هي أهمية دينية وليست سياسية، لذا من الصعب أن نقول إن تصريحاته كانت تحمل معني سياسيا،

    فأنا أعتقد أنها تصريحات تعود لكونه زعيمًا سُنيا يستشعر خطورة ما علي مذهبه لذا قال ما قال.. ولكنه أغفل أمرًا مهمًا عندما تحدث عن مد واختراق شيعي للسُنة، وأنا لا يمكن لي أن أعتبر هذا الاختراق الذي تحدث عنه القرضاوي أنه منظم ومدروس ومخطط من قبل إيران، إنما هو اختراق نابع في الأصل من ضعف جميع المؤسسات السُنية في العالم العربي،

    والشيخ القرضاوي يعلم جيدًا بل عاني كثيرًا من فكرة استبعاد العلماء الأقوياء أمثاله وأمثال الشيخ الغزالي رحمة اللّه عليه من تقلد رئاسة الأزهر، رغم أنه في الواقع أحق من كثيرين، هذا الواقع الضعيف والمهين للسُنة جعل الساحة السُنية مخترقة وأصبح الوزن الفقهي والفكري للشيعة أكبر من نظرائهم السُنة،

    وأصبح هناك بريق للسيد حسن نصر اللّه وهذا غير موجود في المؤسسات السُنية، لكل هذا أنا أري أنه قد حدث اختراق شيعي للسُنة بالفعل ولكنه بسبب غياب مصداقية علماء السُنة لدي جموع المسلمين والشيخ القرضاوي رأي المسألة من زاوية واحدة.

    * إذا كان القرضاوي يقصد المعني الديني فقط.. فبماذا تفسر هذا الاستنفار القوي لدي إيران من هذه التصريحات؟

    - رد إيران علي القرضاوي رد مسف ومسيء ويخصم من رصيدها، ولكن من طبيعة هذا الرد يتأتي علي الذهن مباشرة أن القائمين علي وكالة الأنباء هذه التي تبنت الرد ونشرته، والتي يقال إنها وكالة رسمية هم جماعة المحافظين، وهو التيار الذي يتبناه أحمدي نجاد، بل موجود في عدد كبير من مؤسسات الدولة، وليس خافياً أن الرئيس السابق محمد خاتمي نفسه قال من قبل إن سياسات أحمدي نجاد تخدم أعداء إيران.

    * هل تعتقد أن وجود الشيخ القرضاوي في قطر كان له أثر في التفسير السياسي لتصريحاته.. وطبعاً أقصد احتضان قطر للقاعدة المركزية للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط؟

    - اعتقد أن هذا التفسير هو الذي ورد علي ذهن إيران، وربما تخيلت أن القرضاوي قصد تعبئة السنة ضد الإيرانيين في محاولة لتسهيل ضربهم من قبل الأمريكان، وأنه ربما علي العرب مساعدة الأمريكيين في هذه الضربة، ولكنني أعتقد أنها قراءة خاطئة ولا أظن أن القرضاوي كان يقصد هذا علي الإطلاق خاصة أنه أكد فيما بعد أنه يرفض أي اعتداء علي إيران من قبل أي جهة أجنبية.

    * وكان من الطبيعي أن أنتقل مع الدكتور عمرو الشوبكي من أمر إيران إلي أمر الإخوان المسلمين في مصر، انطلاقاً من النصيحة التي وجهها الشيخ القرضاوي لهم بضرورة العودة إلي العمل التربوي وبعد أن قال نصاً إنه يعتب عليهم لاهتمامهم بالسياسة علي حساب الجانب التربوي، وسألت الدكتور الشوبكي إذا كان يتفق مع نفس وجهة النظر هذه أم لا؟

    ـ فقال: هي نصيحة منزوعة السياسة من الشيخ القرضاوي، فمسألة السياسة بالنسبة للإخوان المسلمين أصبحت هيكلية الآن، رغم أن بداية الجماعة التي أسسها حسن البنا قامت في الأساس علي جانب التربية والدعوة، إلا أن الأمر اختلف وعموما لا يمكن لأحد أن يحظر علي أحد العمل السياسي.

    * لكن القرضاوي لم يحظر عليهم السياسة.. وهو ليس ضد فكرة تكوينهم لحزب، غير أنه برؤيته للأوضاع وجد أن الإخوان انشغلوا بالسياسة في دولة الممارسة السياسية فيها صعبة وهو ما أدي إلي صراع دائم مع الإخوان جعلهم منشغلين بهذا الصراع علي حساب تربية الأمة التي يراها أولي من أجل تصحيح قيم المجتمع التي فسدت نتيجة أنظمة الحكم المتعاقبة؟

    ـ عمل الإخوان بالتربية لم يؤت الثمار المرجوة فقد عملوا بالتربية والدعوة حتي عام ١٩٥٢ فلا وصلوا للسلطة ولا أصلحوا المجتمع.. فما الذي جد علي الأمة، لكن أن يترك الإخوان العمل السياسي بدعوي أن النظم تتغير وحدها فهي فكرة غير منطقية، بل ومثالية.

    * كنت دائماً ضد الحزب السياسي القائم علي الدين، فلماذا تري الفكرة مثالية؟

    ـ لأن الإخوان لن يتخلوا عن السياسة بهذه البساطة وأنا لست ضد حزب للإخوان المسلمين، لكنني ضد استخدام السياسة فيه، فمن الممكن أن يكون هناك فريق يعمل بالدعوة فقط وفريق آخر يمارس السياسة عن طريق حزب مدني يقبل كل المصريين..

    فلو قرأت برنامج حزب الإخوان المسلمين في ٢٠٠٥ سيهيأ لك أنه متاح للجميع ولكن وقت الالتحاق سيطلبون منك ارتداء الحجاب وسيتابعونني في مسألة أداء الفرائض قبل أن يقبلوا عضويتي في الحزب،

    ولن يقبلوا الأقباط، لذا أنا أدعوهم إلي حزب مدني يقبل جميع المصريين علي طريقة حزب «العدالة والتنمية» في تركيا أو حتي في أحزاب الإسلاميين في المغرب، صحيح الأغلبية فيها من المتدينين لكنها مفتوحة للجميع.

    * هل الجماعة أهملت بالفعل الجانب التربوي؟

    - نعم أهملت هذا الجانب، ولكنه لم يختف، هو تراجع لصالح الوزن السياسي.

    http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=179820&IssueID=1174





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي


    أحمد النفيس لـ"آفاق": تحذيرات القرضاوي من التشيع بمثابة تحريض على القتل والتهجير




    القاهرة- آفاق - خاص

    قال الكاتب والمؤلف الشيعي المصري الدكتور أحمد راسم النفيس إن مصر كانت شيعية في العصر الفاطمي وأن التشيع اختفى منها بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي. واعتبر النفيس في حوار خاص مع "آفاق" تحذيرات القرضاوي من المد الشيعي بمثابة التحريض على قتل الشيعة وتهجيرهم وسجنهم.

    وأشار النفيس وهو مؤلف للعديد من الكتب التاريخية والثقافية إلى أنه وعلى الرغم من كل هذه الهجمات على الشيعة فإن عدد الشيعة في مصر (المتشيعون وعوائلهم) يقارب نصف مليون، ويتوزعون على مساحة واسعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم مرشحون للزيادة نظرا للهجمات الإعلامية ضدهم والتي تثمر نتائج عكسية.


    ونصح النفيس مثيري الحملات ضد الشيعة بأن "يكفوا ويبحثوا عن السبب في إخفاق الدول العربية والإسلامية في التطور بدلا من إلهاء الناس بمعارك جانبية وليتركوا لكل إنسان حريته أن يعبد الله بالطريقة التي يعتقد صوابها".

    وفيما يلي نص الحوار:

    آفاق: كم هو عدد المصريين الذين يؤمنون بفكرة التشيع في مصر، وأين يكثر أتباع هذا الفكر؟

    النفيس: بسم الله الرحمن الرحيم: دعنا من قضية أعداد الشيعة وأعداد السنة فنحن لا نؤمن بمنطق المكاثرة العددية. نحن نؤمن أولا بمبدأ الأخوة الإنسانية (وأن هذه أمتكم أمة واحدة) فالمجتمع الإنساني مجتمع واحد والبشر على اختلاف أديانهم تتشابه احتياجاتهم وهي الأمن والحرية والكرامة والمأكل والملبس... والدين جاء من عند الله ليؤكد على أن هذه المعاني تشمل كل البشر وأنها ليست حقا لطائفة دون أخرى.

    ورغم العناد والعدائية التي أبداها أكابر مجرمي قريش لدى إعلان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله بدعوته إلا أن المانع الأساس للدعوة الإسلامية كان التزام الكثير من العرب بهذه القيم الإنسانية التي يتنكر لها بعض أدعياء الإسلام الآن.

    الحالة الشيعية الراهنة في مصر ليست اختراعا فمصر كانت شيعية في أغلبها إبان العصر الفاطمي والتشيع لم يختف من مصر كما يقولون بسبب انتهاء الدولة الراعية للتشيع بل بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي وهي أمور بدأ المصريون أخيرا في الانتباه إليها كما أن التشيع في مصر لم يبدأ مع العصر الفاطمي.

    لدي كتاب عن (نجباء الصعيد) وهو كتاب يؤرخ لمصر في القرن العاشر الهجري ويتحدث عن أسر وشخصيات شيعية عاشت في هذه الفترة.

    ثم أنا لا أفهم سببا واحدا لهذه الهجمة على كلمة (شيعة) واعتبارها مرادفا للكفر والزندقة!!. الكثير من شيوخ الأزهر القدامى والمعاصرين لهم موقف مختلف كلي مع هذه الحالة العنصرية التكفيرية التي لا تقوم على دليل ولا برهان بل تقوم على منطق (هو كده!!). عندما ترد عليهم بأن الشيخ شلتوت أو الشيخ أبو زهرة قال كذا وكذا يسارعون إلى تجريحهم ووصفهم بالغفلة والتهاون!!.

    يعني: هؤلاء لا سلاح لهم سوى فرض الرأي واستخدام أسوأ ما في ترسانتهم من بذاءات ليبقى الناس خائفين من بعبع التشيع ولا يقترب أحد من هذا المنهج وإلا فسيلقى ما لا يسره!.

    الشيخ القرضاوي يأتي إلى مصر ليفرض رأيه وقانونه ويجعل من نفسه مرجعية فوق القانون الدولي والدستور وميثاق حقوق الإنسان ويجد من يطبل له!!.

    آفاق: ماذا يعني أن يطالب القرضاوي بإيقاف ما يسميه التبشير الشيعي؟؟

    النفيس: المعنى واضح: يا رجال الأمن تحركوا كما تحركتم من قبل وألقوا القبض على فلان وفلان وألقوهم في غيابة الجب لأن وجود من يقول بولاية أهل البيت يزعج الشيخ الذي لا يختلف تصرفه عن فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد!!).

    لقد قام الأمن المصري باعتقالي ثلاث مرات بتهمة التشيع (1987 ، 1989 و 1996) فضلا عن مرة بتهمة الانضمام للإخوان وتنظيم الجهاد عام 1981 رغم أني لم أكن يوما ما عضوا في هذا التنظيم الإرهابي.

    يتحدثون عن الديموقراطية وحرية التعبير وووووو ولكنهم يريدون هذه الأشياء فقط لأنفسهم، حتى عندما حدثت الأزمة الأخيرة وعندما اعترض فهمي هويدي وسليم العوا على حالة الهياج التي أحدثها القرضاوي تولى أزلام المخابرات الصدامية والوهابية تسفيه آرائهم والنيل منهم.

    المعنى أنهم يريدون جمهورا قطيعا يسوقه شخص واحد بخطبة تهييجية ولا يقبلون بديمقراطية أو شورى داخل القطيع لا من فهمي هويدي أو العوا وهم أصحاب فضل عليهم. تلك هي المأساة التي يعيشها مجتمعنا منذ مئات السنين.

    رحلتي مع الفكر الإسلامي بدأت منذ انضمامي للإخوان عام 1976 وكنت وقتها طالبا في الجامعة واكتشفت ألا مكان داخل هذه الجماعات لا للفكر ولا للبحث ولا للرأي الآخر وكل ما هو مطلوب منك أن تذعن وتسمع وتطيع.

    إنهم يتنقلون من كارثة إلى أخرى ومن مصيبة إلى حفرة ولكن التفكير ممنوع أما التكفير فمسموح بضوابط عند البعض وسداح مداح عند الآخرين!!.

    كنت أقول لأحد الأصدقاء قبل قليل، أن القبضة الأمنية هي التي تمنع تحويل مصر إلى صومال أخرى، إذ لو ترك الأمر لقادة تلك الجماعات وللشيوخ الوهابيين أصحاب فتاوى القتل والتفجير الجماعي وشن الحرب على ميكي ماوس لبدأت الحرب الأهلية منذ سنين فيما بينهم وفيما بينهم وبين الناس. الشيء الوحيد الذي اتفق هؤلاء الشيوخ عليه هو كرههم للشيعة لأسباب كثيرة.

    أولها أن الفكر الشيعي فكر ناضج يؤمن بدور العقل والنظر في التاريخ ولا يمكن لكل من هب ودب أن يصدر فتاوى من نوعية فتوى ميكي ماوس أو توم وجيري.

    ثانيا أن الفكر الشيعي ذو جذور راسخة في التراث الإسلامي وفي كتب القوم وهو ليس اختراعا وأن القوم لا حجة لديهم سوى الزعم بأنه فكر باطني ومحاكمة القلوب والزعم بأن الشيعة يظهرون غير ما يبطنون وغير ذلك من الترهات التي أدمنها القوم.

    الآن يصرخ القرضاوي من ظهور الشيعة وأنهم يجاهرون بأفكارهم ثم يعود ليقول أنهم يمارسون التقية!!. التناقض بين الاتهامين أوضح من أن يذكر!!.

    الأمن يستدعي (المتهمين بالتشيع) ليسألهم عن عقيدتهم!!. فهل يتعين على المواطن الضعيف أن يعترف (بالجريمة) المنسوبة إليه أم يستخدم سلاح (التقية) الذي يقيه من بطش هؤلاء المجرمين.

    يأتي القرضاوي ليحرض ويطالب بإلقاء القبض على الشيعة ومحاصرتهم ثم يلوم عليهم لأن بعضهم يتنصل من (التهمة) ولا يسهل مهمة أساتذة التلفيق والتعذيب؟!. أليس هذا هو الفجور بعينه؟!.

    آفاق: كيف يمكننا أن نعرف عدد الشيعة إذا، إذا كان هذا هو الحال وإذا كان هذا هو منطق الشيوخ؟!.

    النفيس: تقديرنا الذي لا يستند إلى أية إحصاءات بل لمعلومات شخصية أن عدد الشيعة في مصر (المتشيعون وعوائلهم) يقارب نصف مليون نظرا لامتدادهم على مساحة مصر الواسعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم مرشحون للزيادة نظرا للهجمات الإعلامية ضدهم والتي تثمر نتائج عكسية إذ أنها تدفع الكثيرين للبحث والقراءة خاصة مع وجود شبكة المعلومات الدولية وهذا يفسر سبب قيام الوهابيين بتدمير المواقع الشيعية أخيرا.

    لا يتاح لي معرفة المتشيعين الجدد إلا عبر اتصال هاتفي أو لقاء غير مرتب وهذا يوفر حماية أمنية لهم ضد أي ضربة محتملة. أما نحن فلم نعد نأبه بهذه التهديدات.

    وبالتالي فالشيعة في مصر حالة ثقافية ليست قاصرة على مكان معين ومن المفيد أن نشير إلى وجود متشيعين بالوراثة أبا عن جد ولكنهم متوارون عن الأنظار ولا يعلنون عن تشيعهم.

    آفاق: تعني أن ليس هناك مشروع لتشييع مصر؟؟

    النفيس: فلنكن واقعيين وعقلانيين. هناك دولة ونظام سياسي قائمين بالفعل في مصر التي عرفت أول دستور ديمقراطي يفصل بين السلطات ويحترم حرية العقيدة وكان هذا سنة 1923 ولكن انقلاب يوليو قضى عليه.

    الناس تحتاج إلى الحرية والخبز والأمن وهذه أمور لن تنتظر لا تشييع مصر ولا أخونتها وعلى المسلمين أن يتعودوا على ممارسة حريتهم العقائدية وترك الآخرين يفعلون نفس الشيء.

    العالم الآن به عشرات الدول الديمقراطية المشغولة بهموم مواطنيها وتنمية اقتصادها والبحث عن مكان لائق لها بين الأمم وبالتالي فنحن لن نعيد اختراع العجلة ولا الدولة وأنصح من يواصلون إطلاق هذه الإثارات أن يكفوا وأن يبحثوا عن السبب في إخفاق الدول العربية والإسلامية في التطور بدلا من إلهاء الناس بمعارك جانبية وليتركوا لكل إنسان حريته أن يعبد الله بالطريقة التي يعتقد صوابها.

    آفاق: هل يواجه شيعة مصر مضايقات من قبل الحكومة وما هي أشكال هذه المضايقات؟

    النفيس: ليس الشيعة وحدهم من يتعرض للمضايقات فنحن نعيش في ظل نظام أولويته هي الأمن ولا شيء سوى الأمن (أمن النظام فقط) وهو يرى في كل مشروع فكري أو سياسي تهديدا قائما أو محتملا.

    المضايقات متعددة بدءا من الاعتقالات القديمة والاستدعاءات الأمنية المتكررة والإيقاف في المطارات ومصادرة أي كتب تأتي عبر البريد والمحاربة في الرزق والأصل في مصر هو التهديد أما الأمان فهو الاستثناء.

    ونحن لا نعرف الآن كيف ستنتهي هذه الحملة التي دشنها القرضاوي والتي مضمونها الوحيد الدعوة إلى تهجير شيعة مصر أو إلقائهم في البحر تأسيا بمثله الأعلى صلاح الدين الأيوبي الذي فعل ما هو أسوأ من هذا قبل ثمانية قرون؟؟!!.

    مضمون رسالة القرضاوي الأخيرة هي الدعوة لإلقاء شيعة مصر في البحر!!. عندما أعود من أي سفرة إلى الخارج يجري إيقافي في الجوازات ساعتين على الأقل ثم يلي ذلك التفتيش المكثف والتكدير ثم القيام بمصادرة بعض الأوراق أو السي ديهات عديمة القيمة لا لشيء إلا لإطالة مدة احتجازي بين يدي زبانية الجمرك واتخاذ إجراءات تسليم وتسلم فتمتد الرحلة بذلك خمس ساعات إضافية!!.

    أحد وسائل التكدير التي اخترعها الأمن المصري هو التكدير بالوهابية حيث قاموا بتعيين خطيب وهابي في الزاوية الموجودة أسفل البناية التي أقطن فيها ولم يكن للرجل من همة طيلة الفترة التي طالت لمدة عام ونصف إلا سب وشتم الشيعة والتجمع أمام مدخل البناية لإزعاج بناتي بنظراتهم التهديدية أثناء دخولهم وخروجهم.

    الآن يسمح الأمن المصري لعديد الفضائيات الوهابية بالبث من القاهرة والتي لا هم لها إلا نشر الكراهية والتحريض في حين أنه ينزعج أشد الانزعاج من تواجد صحفي معارض واحد على إحدى القنوات الفضائية ويقوم بمنعه على الفور.

    ومن الواضح أن النظام لم يستفد من دروس الماضي وكيف انقلب هؤلاء عليه في كل مرة كان يتحالف معهم.

    آفاق: بالتأكيد للشيعة في مصر طقوس دينية معينة فهل تتمكنون من تأديتها بحرية تامة، أم أنكم قد تضطرون لإخفاء بعض منها لوجود مضايقات من جهات معينه لأتباع الفكر الشيعي؟؟؟

    النفيس: لا أفضل كلمة طقوس إذ ليس للشيعة طقوس تختلف عن بقية المسلمين. فالصلاة هي الصلاة والصيام هو الصيام والحج هو الحج وهكذا.. ولكن للشيعة مناسبات يحتفون بها مثل ذكرى استشهاد الإمام الحسين في العاشر من محرم والمولد النبوي ومواليد أئمة أهل البيت، وهم يحتفون بها في بيوتهم في الوقت الراهن.

    فمن ناحية فالشيعة في مصر ليس لهم إلا إمكاناتهم الشخصية المحدودة وليس لديهم تصريح بالعمل العلني ولا جمع التبرعات وبالتالي فتأسيس مكان للتجمع ليس بالأمر اليسير.

    كما أن الأمن لا يمانع في إرسال من يتحرش بك أو يقوم بشتمك كهذا الوهابي الذي أرسله الأمن خصيصا إلى مقر إقامتي ليقوم بمحاربة التشيع من عقر داري!!.

    لو كان لدى هؤلاء أي ذرة من الحيادية أو الحرص على منع وقوع كارثة لما جاءوا بهذا الشخص من الأساس ناهيك عن انعدام المنطق الشرعي الذي يسمح بإقامة صلاة الجمعة في زوايا أو حتى مساجد لا يبعد بعضها عن بعض إلا بضعة أمتار.

    إنها الفوضى البناءة التي يستخدمها هذا النظام لضرب الناس بعضهم ببعض ولا يهم ما يجري بعد ذلك.

    الأمن المصري يعرف أن هؤلاء يهددون بقتل الكتاب والمفكرين ويزعم أنه يقوم بحمايتهم ولكن كونك شيعي لا يمنحك حق الحماية بل يمنحه حق التحرش بك والتحريض عليك.

    وهذه هي الديموقراطية المصرية وخصوصياتها الثقافية كما يزعمون!!.

    آفاق: هل تستطيعون التبشير للتشيع داخل مصر بحرية تامة، أم أن هناك صعوبات في ذلك؟

    النفيس: نحن لا نوافق على مصطلح التبشير الذي يراد من خلاله تقديم الشيعة كأصحاب دين مغاير. الشيعة جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية وهذا هو الواقع أعجب الشيخ القرضاوي أم لم يعجبه.

    الشيعة جزء من منظومة العالم الإسلامي وهذا ليس موضعا للتشكيك.

    الواقع يقول أن خصوم الشيعة ليسوا قادرين على محوهم من الوجود ولكنهم يريدون إلغاءهم من المعادلة السياسية أو تقليل حجمهم إن استطاعوا.

    التطور الكبير الذي حدث في العراق كان واحدا من أسباب حالة الهياج التي يعاني منها القوم الآن. يريدون أن يبقى الشيعة محكومين بعد أن فشلوا على مر التاريخ في محوهم من الوجود.

    من ناحية أخرى فنحن نعتقد أن التشيع فضلا عن أنه يضع الأمور في نصابها فهو يوفر للمجتمعات الإسلامية المبتلاة بالتطرف والإرهاب الوهابي مخرجا لائقا وأسلوبا عقلانيا في التفكير وممارسة التدين.

    من الطبيعي أن تكون هناك مقاومة ورفض للتغيير والإصلاح لأنهم يريدون أن تبقى الدنيا على حالها وأن يبقى القرضاوي قرضاوي يقول ويلتف الناس حوله يسمعون ويمصمصون شفاههم إعجابا بكل ما ينطق به على أمل أن تأتي دولة الإخوان أو تعود الخلافة من قطر أو من الصومال أو حتى من كهوف تورا بورا والآن من وزيرستان!!.

    لا يهم، المهم أنهم ما زالوا يحلمون أن يخرج البغل من الإبريق بعد أن توهموا أنهم نجحوا في إدخاله فيه وأن يبقى الإبريق سليما سليما بل وصالحا لشرب الماء والعرقسوس!!. هذا هو حالهم.

    أحد أسباب الصدام بيننا وبين الشيخ القرضاوي كان كتابه المسمى (تاريخنا المفترى عليه) والذي زعم فيه أن تاريخنا كان عظيما ورائعا وكان الكل يطبق الشريعة الإسلامية بمن فيهم ذلك السفاح المدعو الحجاج بن يوسف الثقفي وأن العلمانيين والشيعة يتآمرون لتشويه صورة هؤلاء العظماء.

    عندما علم بصدور كتابنا (القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية) ردا على كتابه الملئ بالخزعبلات خرج على الهواء في الجزيرة معتبرا أن الأمر يتعلق بمؤامرة إيرانية وتبشير شيعي!!!.

    إذا نحن نعرض آراءنا في التاريخ والفكر الإسلامي ونحاول أن نصحح ما أحدثه هؤلاء من تشوهات وطبعا فهذا الأمر لا يروق لهم لأنهم يؤمنون بمبدأ (هو كده) و(ليس في الإمكان أبدع مما كان).

    القرضاوي يؤمن أن ساحة الفكر الإسلامي في مصر وغير مصر مملوكة له بوثيقة تملك وأن (الله وكله للدفاع عن هذا الدين وهو يرفض التخلي عن هذه المهمة الإلهية) وهذا كلامه بالحرف.

    التبشير الشيعي المزعوم لا يتعدى طباعة بعض الكتب وبيعها عبر القنوات الشرعية وليس توزيعها في الخفاء.

    دعينا إلى بعض الندوات في القنوات الفضائية التي صممت في الأساس لتسقيط التشيع ولما لم تؤدي إلى ما كانوا يحلمون إذا بهم الآن يصرخون ويقولون الذئب الذئب.

    ما حدث بعد ذلك هو أن الأمن قد أصدر تعليماته بمنعنا من الظهور الإعلامي ومنذ مايو 2007 وأنا ممنوع من المشاركة.

    إذا قمنا بالرد عليهم قالوا تبشير. وإن سكتنا قالوا لا يقدرون على الرد.

    مرة أخرى نحن لا نفكر بمنطق المكاثرة وحشد الموالين بل نؤمن بحقنا في طرح ما لدينا من أفكار نعتقد أنها ستثري المناخ الفكري وتقدم إضافة للجميع وتقدم حلا لأخطر مشكلة يواجهها العالم الإسلامي وهي الإرهاب ونرى أن المقاومة التي يبديها البعض راجعة لحالة الجمود السائد ورغبة الفرقاء في الحفاظ على مشاريعهم الفكرية والسياسية رغم كل ما منيت بها من إخفاقات وتراجعات طيلة الفترة الماضية وما جرته من كوارث.

    آفاق: هناك من يتهم الشيعة في الوطن العربي بانتمائهم إلى جهات ومرجعيات دينية في إيران أكثر من انتمائهم لوطنهم الأم ، ما تعليقك؟

    النفيس: الكلام عن انتماء الشيعة لإيران هو سلاح العاجز عن مقارعة الحجة بالحجة والفكر بالفكر. إنها نظرية المؤامرة التي يرى فيها البعض تفسيرا مقنعا وثابتا لكل ظواهر الكون..

    مرة يتحدثون عن الخطر العلماني وأخرى عن خطر التغريب وكأن المواطن المصري أصبح يخرج إلى الشارع وعلى رأسه قبعة الكاوبوي في حين أصبحت شوارعنا مملوءة بالفتيات المنقبات من أعلى إلى أسفل ومن يرتدون القمصان القصيرة ويحملون في أيديهم كتابا مجلدا طبع على نفقة فاعل الخير الشهير الذي مول عمليات تنظيم القاعدة وأسس دولة الطالبان.

    من ناحية أخرى فالحالة الشيعية في مصر لا تحظى بأي رعاية أو دعم لا من إيران ولا من غير إيران وكل هذا هراء فارغ.

    يتحدثون عن مليارات شيعية وإيرانية تنفق من أجل نشر التشيع ونحن نريد منهم أن يقدموا قرينة واحدة ولن نقول دليلا على صحة هذا الهراء. الخلاصة أنهم لا يريدون رؤية الحقيقة كما هي!!.

    القرضاوي يتحدث عن كوادر مدربة وأنا والحمد لله لم أذهب إلى إيران إلا زائرا ولم أقم فيها ولم أتلق أي دراسة دينية في أي حوزة بل كونت ثقافتي من القراءة في كل اتجاه ولا فارق عندي بين كتاب سني وآخر شيعي.

    يتحدثون عن تمويل بالمليارات ونحن والحمد لله نعيش حياة بسيطة متواضعة شأننا شأن عشرات الملايين من المصريين وهو ما نفخر ونعتز به.

    هذه هي مشكلة الذين تربوا على رشاوى الوهابية وجوائزها لأنهم لا يصدقون أن من قدم هذا الإنتاج الفكري ليس ممولا مثلهم.

    آفاق: كيف هي علاقتكم بالسلفية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر؟

    النفيس: الإخوان جماعة دينية مسيسة أو جماعة سياسية ذات غطاء ديني ولذا فقد نأت بنفسها عن الدخول في معركة القرضاوي الأخيرة نظرا للضرر البالغ الذي سيحدثه هذا على صورتهم ومصالحهم وعلى كل حال فليس لنا معهم علاقة ناشطة باستثناء العلاقات العادية.

    أما التيارات السلفية فهم أصحاب فكر جامد وهم يكررون ما قاله ابن تيميه بحذافيره من دون تفكير ولا تدبر وهم الآن رأس الحربة في المشروع الوهابي الهادف لتحويل مصر إلى إمارة طالبانية ولا شك أن هذا المشروع قد قطع خطوات واسعة في تنفيذه حتى الآن بدعم من النظام الحاكم.

    التيار السلفي ليس شيئا واحدا بل هو تيارات ولا شك أن الممَولين وهابيا لا يمكنهم اتخاذ أي موقف يتعارض مع شروط الجهات المانحة ومع ذلك نأمل أن يتدبر البعض منهم فيما يجري من حوله وأن يعيد قراءة المسألة بعيدا عن الدوجمات التيموية المقررة سلفا.

    آفاق: هل هناك حسينيات في مصر، ومرجعيات دينية لشيعة مصر؟

    النفيس: قلنا من قبل أن ليس لدينا أي مؤسسات لا حسينيات ولا مساجد. والمراجع متوفرون والحمد لله خارج مصر ويمكن لكل شخص أن يقلد من يقتنع بأعلميته من المراجع الموجودين وليس هناك حاجة لمرجع يحمل الجنسية المصرية.

    والتقليد الفقهي لا يعني ولاء أو ارتباطا سياسيا ولنا مطلق الحق في اتخاذ الموقف السياسي الذي نعتقد بصحته دون استئذان أحد خارج مصر.

    وأؤكد لك ألا أحد من المراجع يدعمنا لأنهم يخافون من ردة فعل النظام والوهابية ويكفي ما أحدثه القرضاوي من شغب للدلالة على أسباب هذا الخوف والتحفظ.

    آفاق: لقد منعتم من نشر بعض الكتب التي قمتم بتأليفها فما هي هذه الكتب وما هو السبب وراء رفض نشرها في مصر؟
    واقع الحال أن أي قرار بمنع كتبي من التداول لم يصدر. كانت هناك توصيات وتقارير أصدرها البعض ولكن لم يؤخذ بها ولم تتحول إلى قرارات.

    القضية لا تتعلق بقرار مصادرة ليس له قيمة كبرى بل ويمكن أن يتحول إلى دعاية للكاتب والكتاب وهم لا يرغبون في تقديم هذه الدعاية لنا. القضية تتعلق بمناخ التعتيم الذي نتعرض له.

    صدر لي حتى الآن ما يقارب العشرين كتاب عدا ما هو موجود ولم تتح الفرصة لطباعته. كلها من وجهة نظري تتناول قضايا فكرية كبرى يحتاجها الجمهور الذي يتلقى معلوماته التافهة الآن من فقهاء ميكي ماوس ومن دعاة الفضائيات وكلها ثقافة حشو بطن أي لا تسمن ولا تغني من جوع. هم يقولون أن الهيمنة الغربية هي السبب في تخلفنا.

    في كتبي (المصريون والتشيع الممنوع) و(عندما يحكم العبيد) تحدثت عن التدمير الثقافي والحضاري الذي تعرضت له مصر على يد صلاح الدين الأيوبي وكيف أنه دمر مكتبة القاهرة التي حوت مليون وستمائة ألف كتاب وعشرات المخترعات التي سبقنا بها العالم قبل 800 عام من الآن وغيرها من الجرائم التي لا يتصورها عقل ومن بينها أنه هدم أهرامات الجيزة وأخذ أحجارها لبناء القلعة.

    تحدثت في كتاب (عندما يحكم العبيد) عن ظاهرة لم تحدث في تاريخ أي أمة من الأمم وهي أن يُشترى العبيد ليقوموا بحكمها وكيف أن هذه الفترة التي طالت أكثر من 600 عام هي السبب في تخلفنا الثقافي والحضاري.

    طبعا جماعة (هو كده) و(ما أريكم إلا ما أرى) لا يعجبها هذا الكلام لأنهم قالوا من قبل أن الغرب هو الذي أسقط الخلافة العثمانية من أجل القضاء على الإسلام وأن الغرب هو السبب في ابتعادنا عن الدين وهو تفسير يحظى بقبول النظام الحاكم لأنه يعفيه من المسئولية ويلقيها على عاتق غيره.

    في كتاب (النبوة في نهج البلاغة) تحدثت عن انحراف المفاهيم والتصورات تجاه شخص النبي الأكرم وكيف أن بني أمية قدموه للناس كشخص تائه يحاول الانتحار ثلاث مرات وطبعا حورب الكتاب كما هو متوقع وجرى سحبه من الأسواق.

    المعنى أنهم أصحاب مصلحة في استنفار العداء بين الإسلام والغرب وتصوير أنفسهم كمدافعين عن الإسلام والدين!!.

    القضية إذا ليست قضية تبشير شيعي كما يحاول هؤلاء تقديم المسألة بل هي صراع حول المفاهيم وحول جوهر الإسلام.

    تعليق أخير

    قبل شهرين من الآن كانت هناك حملة مشابهة على الشيعة وكانت الذريعة هي فيلم إعدام الفرعون الذي أنتجته جهة معينة في إيران ولكن كالعادة جرى نسبة الأمر برمته لإيران والشيعة وهم أنفسهم الذين هللوا لأفلام روجر مور التي تنتقد الإدارة الأمريكية بشدة. الآن جرى استبدال المؤامرة الأمريكية بالمؤامرة الشيعية!!.

    الشيعة لم يقتلوا السادات بل قتلته الجماعات الإسلامية التي تصطف الآن مع الشيخ القرضاوي في موقفه العدواني من الشيعة.

    الأمر يتعلق بتوزيع أدوار كلما انطفأت معركة قامت أخرى والهدف الحقيقي هو إيجاد مناخ تحريضي لضرب إيران ومحو الشيعة من الوجود في كل مكان.

    الغرب ارتكب خطيئة قاتلة عندما تحالف مع الوهابيين ومنحهم دولة انطلق منها هذا الفكر الإرهابي للعالم بأسره ثم عاد لارتكاب نفس الخطأ عندما تحالف معهم ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان ومن ثم كان تنظيم القاعدة والحادي عشر من سبتمبر.

    الآن يراهن نفس هؤلاء على جر أمريكا لحرب مع إيران على طريقة (اللهم أهلك الكافرين بالكافرين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين غانمين حاكمين أبد الآبدين). في اعتقادي أن الإدارة الأمريكية سترتكب خطأ قاتلا هذه المرة لو أقدمت على شن هذه الحرب حتى ولو ربحت.








  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    2,848

    افتراضي

    والله ماالقرضاوي وامثاله الا عملاء لاسرائيل ...

    تفضلوا واقرووا عن عالم اسلامي اخر

    http://www.thesun.co.uk/sol/homepage...cle1736666.ece

    .ece THE daughter of hate cleric Omar Bakri Mohammed is a POLE DANCER
    اللهم صلي علي محمد وال محمد

    https://www.facebook.com/pages/%D8%A...54588968078029

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    بقلـــم :المستشار طارق البشري
    فتنة السنــــــة والشيعــــــة



    صحيفة الدستور المصرية، عدد 27/9/2008

    فشت الفاشية في الأيام الأخيرة، من عدد من علماء المسلمين من السنة والمهتمين بالشأن الإسلامي العام، حول ما وصفوه بأنه نشاط للتبشير الشيعي في صفوف سنة المسلمين، وإحياء لما ردده بعض غلاة الشيعة قديماً عن الصحابة، مما تستنكره الغالبية منهم، وتعميماً لأقوال قديمة لهذه القلة بحسبانه من أصول المذهب الشيعي، ومؤاخذة لجمهور العامة بأقوال هذه القلة المستهجنة.

    ونحن في هذا الأمر نريد أن نضع أمام القارئ المسائل الآتية:

    أولاً: أن مذهب الشيعة الجعفرية وهو من مذاهب المسلمين ترضاه غالبية الشيعة الغالبة، وهو يدور في إطار أصول الدين الإسلامي التي تعتبرها جماعة المسلمين من ثوابتها العقيدية، والخلاف بينه وبين مذاهب أهل السنة خلاف في الفروع، وهذا موقف جمهرة المسلمين في بلادنا ومؤسساتهم العلمية والدعوية الرسمية وغير الرسمية.

    ثانياً: أن الحراك الذي قد يجري بين مذاهب المسلمين المعتبرة هو حراك داخل الجماعة الإسلامية، مادام يقوم في إطار الالتزام بثوابت الدين وأوامره ونواهيه، وهو بهذه المثابة يمثل نوعاً من تعدد الاجتهادات وتنوع النظر في الشئون الجارية مادام ينطلق من ضوابط العقيدة الإسلامية بوصفها المرجعية العامة.ونحن إن كنا نحذر من أن يتخذ هذا الحراك أساليب تؤدي إلى الاحتكاك بين ذوي المذاهب المتعددة، إلا أننا نلفت النظر إلى ما ينبغي من وضع هذه المسألة في مصاف الأمور الثانوية، مقارنة بما يواجه الإسلام والمسلمون الآن من محن ومخاطر وأزمات.

    ثالثاً: إننا في ظروف تاريخية وسياسية تستوجب علينا أن نجعل معيار التصنيف والتمييز للمواقف والجماعات والأحزاب والمؤسسات والأشخاص، هو مقاومة العدوان والتهديدات الاستعمارية والصهيونية على شعوبنا وبلادنا وأراضينا وثقافاتنا دون تفرق بين فريق وفريق داخل أهل كل مذهب، فلا ننظر للموالين لكل مذهب بحسبانهم جماعة واحدة، ولكن نتعامل مع كل فريق بموجب اندراج أهله في صفوف المقاومة والمنعة أو في صفوف المتخاذلين والمتهاونين.

    رابعاً: أن تفشو الفاشية الآن باسم السنة جميعاً ضد الشيعة بعامة، لهو أخطر ما يمكن أن يواجه الأمة الإسلامية، لأنه يحوِّل بأس المسلمين إلى بعضهم البعض، بدلاً من أن يكون بأسهم من المعتمدين عليهم الغازين لأرضهم المستبعدين لأوطانهم.
    وليس مما يصح في موازين تقدير الواقع أن يثير البعض مخاوف أهل السنة جميعاً وهم أربعة أخماس المسلمين من خمسهم الآخر، وذلك بزعم غير محقق ولا مؤكد عن أن لهم نشاطا دعوياً مذهبياً بين أهل السنة.
    وليس يصح في تقدير الأحجام والأوزان البشرية، أن تنظر الغالبية السنية إلى شهادة تسعة أعشار المسلمين بحسبانها «طائفة» إزاء العشر الباقي، ولا يصح أن يخفى على هذه الغالبية أنها بموجب حجمها ووزنها عليها المسئولية الأكبر في حفظ وحدة الجماعة واحتضان فصائلها والتقريب بين بعضهم البعض.

    خامساً: لو كنا ذوي أديان مختلفة لحق علينا أن نتوحد في مواجهة أعدائنا المشتركين العادين لنا والمعتدين علينا، لا أن نتخالف هكذا في مواجهة ما نلقاه من عدوان وغزو ومحاولات للمحو والسحق.
    إنها ريح تأتي من غير أحباب المسلمين، وهي لا تفرق في كرامتها لنا وطمعها فينا بين سني وشيعي وهي تهدف لإرساء الفرقة بيننا لنكون ألين مكسراً.

    سادساً: إننا نعجب أن هذه الفاشية جمعت بين من عرفوا بالاعتدال والوسطية وبين من عرفوا بالغلو ودعوا للعنف، جمعت بينهم في ذات الموقف السياسي وفي ذات التوقيت وجمعت بينهم بمبادرة منهم، دون أن تقوم مناسبة تستوجب تخويف سنة المسلمين من شيعتهم، ودون أن يثور حدث يفسر شيئاً من ذلك، إنما ظهر الأمر بالأقوال والتصريحات والأحاديث والبيانات، ليثير الأحداث ويقلِّب الواقع ويصرف الناس من شأن إلى شأن.
    ويجري ذلك في الوقت الذي تعمل فيه السياسة الأمريكية الإسرائيلية على محاصرة حزب الله اللبناني وتصفيته، وهو الآن من أهم قوى المقاومة الوطنية الضاربة القليلة التي يملكها العرب وهو الداعم لحركة المقاومة الفلسطينية السنية، كما تعمل ذات السياسة على ضرب النظام الوطني في إيران المناوئ للعدوان الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة وتهددها إسرائيل بضربة عسكرية سريعة ومن ثم تسعي السياسة الأمريكية الإسرائيلية إلى عزل قوي المقاومة هذه في محيطها العربي الإسلامي ليسهل ضربها، وعلى تحويل كراهة المسلمين من الخطر الصهيوني الحقيقي إلى خطر شيعي متوهم.

    سابعاً: أن هذه الفاشية نكاد نلحظ في دوافعها موقف بعض الدول بالمنطقة، التي اعتادت أن تنطق باسم الإسلام والسنة، واعتادت مناصرة السياسة الأمريكية المناصرة للموقف الإسرائيلي، وهي ذاتها من كانت تضع أيديها في أيدي شاه إيران الشيعي الفارسي «الصفوي» في ستينيات القرن العشرين ضد سياسة مصر الوطنية ومنها السياسات العربية الوطنية وقتها، رغم أنها كانت سياسات عرب وسنة مسلمين فليس الثابت هو الموقف من الشيعة، ولكنه الموقف المؤازر للسياسة الأمريكية.

    ثامناً: إننا نرجو من علمائنا الذين نعرف فضلهم وقدرهم في الاجتهاد الفقهي والدعوة الإسلامية والمواقف الوطنية، أن ينأوا بأنفسهم عن أن تستخدم آراؤهم في غير ما يحبون وفي غير ما قضوا حياتهم وبذلوا جهودهم في الدفاع عنه، وهو نهضة المسلمين ومقاومة أعدائهم.

    المصدر: صحيفة الدستور المصرية، عدد 27/9/2008





  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي القرضاوي يواصل تبريراته المخربطة !!

    بعدما تجاهل الاجابة المباشرة على سؤال حول حرية العقيدة، وإمكانية اعتناق الفرد المذهب الذي يريده، وإن كان المذهب الشيعي بدلاً من السني بالقول بأن التشيع خسران

    القرضاوي:
    غياب مشروع سني مواز للمشروع الشيعي الإيراني سببه قلة إمكانيات علماء السنة الموظفون لدى الأنظمة كما هو لدى الشيعة الذين يحصلون على ما يقرب من ٢٠% من صافي دخل الدولة الإيرانية؟!!؟
    خطوطي الحمراء مع الشيعة هي إحترام الصحابة.. وقدسية القرآن الكريم الذي لايحترمه الشيعة بتكريمهم من ينتقص منه! وعدم نشر المذهب الشيعي في البلاد الخالصة بالمذهب السني
    يجب أن تسبق الديمقراطية الحكم بالشريعة الإسلامية لان مانحتاجه مناخاً حراً ولكن يجب الا يحاول الشيعة نشر مذهبهم في البلاد السنية الخالصة كـ مصر ؟!؟!؟!؟!
    ما يحدث عمل منظم وغزو سياسي ايراني لفرض النفوذ له أهدافه ووسائله، ورجاله
    وإستعمار جديد نرفضه
    لم أكن أقصد في تصريحاتي معاداة الشيعة..لا يوجد بيني وبين الشيعة أي خلاف.. و تصريحاتي فهمت خطأ منهم..ومن تصدى لمعارضتي أخذته العزة بالأثم !!؟


    ٢٧/٠٩/٢٠٠٨


    أوضح القرضاوي أن تصريحاته التي نشرتها «المصري اليوم» وأثارت ردود فعل غاضبة لدى الشيعة، لم يكن يقصد بها معاداتهم، وإنما كشف الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها في الحوار بين الجانبين، وإعلان رفضه تشييع الدول السنية الخالصة.

    وتساءل: عندما تركت مصر قبل ٤٧ عاماً لم يكن فيها شيعي واحد، والآن هناك الكثير منهم فمن أدخلهم في التشيع، ومصر هي بلد الأزهر، قلعة السنة، فكيف دخلها التشيع؟».

    وأضاف: «لقد أوذينا في عقر دارنا». وأبدى القرضاوي ترحيبه بتولي الإخوان حكم مصر، واصفاً الجماعة بأنها تمثل الوسطية الإسلامية المنشودة، معتبراً أن مشروع الإمام حسن البنا - دون نظام عسكري - هو المشروع السني الذي يحتاج إلى تفعيل.

    وأكد يوسف القرضاوي ، في تصريحات لاحدى القنوات التلفزيونية أنه لا يوجد بينه وبين الشيعة أي خلاف، وأن تصريحاته فهمت خطأ.. وليس لديه اعتراض على المد الشيعي، ولكن اعتراضه على المد الشيعي في دول لا يوجد فيها شخص واحد شيعي، وأضاف أنه يرحب بالحوار مع الشيعة طالما لم يتعد الحوار الخطوط الحمراء وهي ما تتعلق بالصحابة والقرآن ونشر المذهب في بلد آخر لا يوجد فيه شخص واحد ينتمي إلى هذا المذهب.

    قال القرضاوي في حواره مع الإعلامي عمرو أديب لبرنامج «القاهرة اليوم» مساء أمس الأول الإسلام حثنا على التقارب، ونحن ندعو إليه في مصر، والتقارب ليس المراد به أن يصيب السني الشيعي بالأذي أو بالتشويه، ولكن هذا التقارب يجب أن يكون في إطار من الاحترام الذي لا يتعدي الخطوط الحمراء بين المذاهب المختلفة. وهذا ما كنت أقصده من تصريحاتي لـ«المصري اليوم»، ولكن يبدو أن الشيعة فهموا كلماتي خطأ.

    وعن الخطوط الحمراء التي يقصدها القرضاوي في حواره مع المذاهب الأخرى، قال: أولاً لا يصلح الحوار بين أهل السنة وأهل الشيعة إذا لم يكن على احترام الصحابة..

    وثانياً يجب أن يكون الحوار قائما على قدسية القرآن الكريم ولا ينبغي أن نقترب منه بالإساءة، وهذا ما لا يحترمه الشيعة، حيث إنهم يكرمون من قام بتأليف كتاب «فصل الخطاب» الذي تناول تحريف القرآن.

    والخط الأحمر الثالث هو ألا نحاول نشر المذهب الشيعي في البلاد الخالصة بالمذهب السني مثل مصر والسعودية والجزائر والسودان وتونس، فماذا يستفيدون من الدخول إلى تلك البلاد..

    وحتى إن ضموا ألفاً أو اثنين أو ثلاثة فلن يزيدهم شيئاً، ولكنهم سينالون غضب شعوب تلك البلاد.

    وأكد القرضاوي أن الشيعة غضبوا عندما استخدمت كلمة «التبشير» بدلاً من «المد» الشيعي في تصريحاته، ورد على ذلك بأنهم هم الذين استخدموها من قبل على المذهب السني.

    وأضاف القرضاوي أنا مؤمن بوحدة الأمة الإسلامية، وهذا ليس معناه أن نكون متفقين في المذاهب والأصول، ولكن أهدافنا والأخطار التي تواجهنا واحدة.. فأنا أؤمن بوحدة أهل القبلة.. رغم الخلافات، ولابد من التكامل والتضامن بين الأمة الإسلامية في القضايا المهمة مثل قضيتي فلسطين والعراق والقضية الأفغانية.

    فالشيخ الغزالي رحمه الله جاءه من يشتكي من الخلافات بين السنة والشيعة، فكان رده «اتركو تلك الخلافات وتفرغوا لمواجهة الخطر الذي يهاجمكم»، وأشار القرضاوي إلى أن كامل مروة الكاتب الصحفي بجريدة الحياة اللندنية سأله يوماً لماذا الخلاف علي التاريخ بين السنة والشيعة فهذا النوع من الخلاف انتهى.. فلدينا مشاكلنا التي لابد من التفرغ لها.

    وأكد القرضاوي في حواره أنه كان أول المدافعين عن إيران عندما هددتها أمريكا وظهر في وسائل الإعلام وأكد أنه حق لإيران أن تتسلح.. مستغرباً من أن تلك الوسائل الإعلامية هي التي تهاجمني اليوم ويقولون عني أنني صهيوني ودللوا على ذلك بأن بناتي يدرسن في أمريكا ويعشن في أرقي الأحياء هناك.. ورد القرضاوي على هذا بأنه من أشد المعادين للصهيونية وأن بناته لا يعشن في أمريكا كما قيل.

    وعن أسباب توقيت التصريحات التي أدلى بها القرضاوي عن خطر المد الشيعي مؤخراً، في وقت تجري فيه محاولات للتقريب بين المذهبين السني والشيعي، قال القرضاوي: لم يتوقف السعي في التقريب بين المذهبين، ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى تخريب، إذا كانت هناك محاولات لغزو المجتمعات السنية على الطريقة الموجودة الآن، كما أنني أشعر بخطر حقيقي لمسته، فمنذ أن تركت مصر من ٤٧ سنة لم يكن بها شيعي واحد، والآن هناك كثيرون فمن أدخلهم في التشيع ؟! هناك فكر منظم.

    وأضاف: لا أرضى لبلد عربي أو أجنبي مهاجمة إيران، ولا أرضى أن تهاجم إيران أي بلد عربي، خصوصا أن بعض الإيرانيين لديهم أحلام إمبراطورية، وهذا خطأ وخطر، قلت هذا في مؤتمر عقد في قطر، وحضره كثيرون من شيعة إيران ولبنان والعراق، وأهل السنة من الأزهر والبلدان الإسلامية، وقلت وقتها ما يجب على دعاة التقريب، ولكن أن نقول «تقريب» ونحن لا نتقارب وبنشتغل من تحت لتحت فهذا شيء مرفوض.

    وتابع: ما يحدث عمل منظم، غزو له أهدافه ووسائله، ورجاله، وليس غزوا دينياً وإنما سياسي، وتحاول إيران فرض نفوذها على من حولها، ونرفض التبعية لاستعمار جديد إيراني أو غير إيراني.

    ورداً على سؤال حول حرية العقيدة، وإمكانية اعتناق الفرد المذهب الذي يريده، وإن كان ذلك باعتناق المذهب الشيعي بدلاً من السني، قال القرضاوي: هذا الإنسان خسر، لأنه انتقل من المذهب الذي يمثل الإسلام الصحيح، والمعتمد علي القرآن والسنة بمصادره الصحيحة، التي خدمتها العقول الكبيرة، ومن واجب علماء السنة حماية أهل السنة والدفاع عما نعتقده.

    وعن موقفه المؤيد لحزب الله اللبناني، ذي المرجعية الشيعية، أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي لبنان في صيف عام ٢٠٠٦، قال القرضاوي: أنطلق من اقتناعاتي الإسلامية، وبوحدة الأمة والدين، والدفاع عن أرض الإسلام، ولا أبالي إن رضي الناس بعد ذلك أو سخطوا، ولكنني دافعت عن حزب الله عندما صدرت فتوى من أحد كبار علماء السعودية بحظر دعمهم، إلا أنني أفردت حلقة كاملة من برنامجي «الشريعة والحياة» للرد على هذه الفتوى من منطلق اقتناعي.

    وحول تصريحات المرجع الشيعي، الشيخ محمد علي تسخيري، نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والتي انتقد فيها آراءه، قال القرضاوي: القريبون منا لم يحاولوا تفهم الموقف، وأخذتهم العزة بالإثم.

    وعندما سأله الإعلامي عمرو أديب عن أسباب غياب مشروع سني مواز للمشروع الشيعي الإيراني، رد القرضاوي بأن علماء السنة ليس عندهم من الإمكانات ما هو متاح لعلماء الشيعة، ووصف علماء السنة بأنهم «موظفون يسيرون في ركاب الدولة»، في حين أن علماء الشيعة يحصلون على ما يقرب من ٢٠% من صافي دخل الدولة الإيرانية، وقال: هناك مشروعات موجودة عند أهل العلم والفكر، وهي مشروعات حضارية متكاملة، وكلها تتحدث عن كيفية بناء أمتنا، ولكن للأسف الحكام لدينا يستغنون عن دين العالم، والعالم يحتاج دنياهم، كما أن الأمر في يد من يملكه وليس من يبصره.

    واستطرد القرضاوي في ذكر أسباب غياب المشروع السني قائلاً: لا توجد دولة تتبنى الفكر السني، وهناك تفاوت في مواقفها، بعضها يتمسك بالشريعة مثل السعودية والسودان بعد الثورة الإسلامية هناك، كما يعاني كل بلد من مشكلات لا تجعله يتخذ موقفاً رسالياً، كما تقف إيران لمذهبها الشيعي.

    وأضاف: دولة سنية قوية مثل مصر دخلها التشيع، على الرغم من أنها بلد الأزهر، وهو قلعة السنة، و لقد أوذينا في عقر دارنا على الرغم من ذلك، ولا تستطيع دولة واحدة أن تقوم بذلك، نحتاج دولة إسلامية كبرى لتبني الإسلامي السني مثل مصر وتركيا وباكستان وأندونيسيا.

    وخلال تقييمه لتجربة الإخوان المسلمين في مصر، وصف القرضاوي الجماعة بأنها تمثل «الوسطية الإسلامية المنشودة»، ووصف منهج الجماعة الذي وضعه مؤسسه الإمام حسن البنا بأنه «يتحلى بالتكامل والتوازن»، وأنه «منهج دعوي تربوي عملي، يشمل تربية الفرد والشعب المسلم، وتكوين الأسرة والدولة والأمة المسلمة، ويسعى لتحرير الأمة المسلمة، وتوحيدها تحت راية الإسلام، والتدرج حتى الوصول إلى الخلافة الإسلامية».

    وتابع: «اهتم الإمام البنا في فترة من الفترات بالجانب العسكري، وأنشأ نظاماً خاصاً بذلك، إلا أنه أدرك خطورته في آخر حياته، وأراد التخلص منه».

    واعتبر القرضاوي مشروع البنا - دون النظام العسكري - هو المشروع السني، مؤكداً أنه «في حاجة لتفعيله، وصنع النماذج والكوادر البشرية التي تستطيع جعله تطبيقاً عملياً».

    وأبدي عدم اعتراضه على تولي الإخوان المسلمين الحكم في مصر، وقال: «ليه لأ.. لا مانع أن يحكموا مصر، وأن يجري عليهم ما يجري على غيرهم، ولكن ينقصهم أشياء كثيرة ليحكموا مصر، وربما يشاركون في الحكم من خلال ترشيح نواب لهم، ولكن ليس في كل الدوائر، وهو ما يعتقدون أنه مناسب لهم في الوقت الحالي».

    وأضاف: «أقول ذلك بصفتي مسلماً، مهتماً بأمر الإخوان والإسلام، ولست عضواً في تنظيم الإخوان، ولكنني كنت عضواً في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ثم أردت أن أكون للأمة كلها، ولست للإخوان فقط».

    وتابع: «عُرض عليَ منصب المرشد العام للجماعة في أعقاب وفاة المرشد الأسبق عمر التلمساني، وآثرت أن أكون مرشداً للأمة، ورشحت الإمام الغزالي وقتها، لأنه أكبر سناً، وأكثر تجربة، وأفضل في نواح كثيرة».

    وعن رأيه في جماعة الإخوان المسلمين، قال القرضاوي: «على ما بهم من علات، وما يوجه لهم من انتقادات، إلا أنهم أفضل مجموعات الشعب المصري، والأمة المسلمة، بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم، وأكثرها استقامة ونقاء، وهم ليسوا ملائكة أو أنبياء معصومين، ولكن تجد فيهم كمجموعة أنهم أفضل من غيرهم».

    وحول توقعاته لمستقبل مصر، قال القرضاوي: «مصر أرجى بلاد الله للإسلام، وهي رائدة في الخير والشر، وتجد بها أحسن قارئ قرآن ، وأحسن عالم دين وكيمياء، وأحسن أديب، كما تجد بها أحسن راقصة ، وفرعون، وتجدها تصدر الخير والشر».

    وأضاف: «مصر بلد لديه إمكانيات، بلد عريق لديه حضارة ٧ آلاف سنة، ولديه قدرات لا تتوافر لغيره من البلدان، ولكن المشكلة أنه لم يقدر لمصر أن تُحكم ديمقراطياً، ويجب أن تسبق الديمقراطية الحكم بالشريعة الإسلامية».

    وتابع: «لكي نخرج من سجن التخلف إلى باحة التقدم، نحتاج مناخاً حراً .






ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني