 |
-
مع مشروع الهاشمي بهدوء
مع مشروع الهاشمي بهدوء
بعد ان نجحت الحكومة الحالية في الوصول الى نقطة البداية في العراق الجديد أطل علينا الأمين العام للحزب الإسلامي ا لدكتور طارق الهاشمي بمشروع يدعو فيه الى تشكيل حكومة جديدة
بعيدا عن المحاصصة الطائفية معللا ذلك بانقاذ الوضع العراقي !!
ولو أن هذا المشروع القديم الجديد يقوله الكثيرون ولكنهم عند المفاوضات نراهم يتحججون بالاستحقاق الوطني وهي مرادفة ((للاستحقا ق الطائفي)) ولو قُدر للجماهير أن تطلع على ماجرى في المفاوضات التي سبقت تشكيل الحكومات لعرفنا الكثير الكثير عن توجهات أُمراء السياسية الجديدة الذين فرضتهم سياسية مابعد التغيير وكان العراب الرئيسي لهم السفير الأمريكي السابق خليل زلماي زاد الذي كان يحاول أن يدق الاسافين بين المكونات وبين السياسين أنفسهم .
وبعد إقرار إتفاقية الانسحاب الأمريكي من العراق باتت القوى المتنافسة تشعر بخطر استحواذ المالكي على رضا الجماهير من خلال استقرار الوضع العراقي واتجاهه نحو بوصلة التقدم بعد أن كانت الخمس العجاف تنذر بانتهاء دولة اسمها العراق ،ولهذا السبب أبدت مخاوفها علنا من خلال البرلمان وبعضها راح يطلق تسميات الديكتاتورية الجديدة وغيرها للايحاء بأن العراق يتجه نحو الانفراد بالسلطة واتخاذ القرارات الفردية
ويبدو أن اُمراء الحرب مازالوا يضعون أصابعهم على زناد بنادقهم من خلال التلويح والتلميح والشكوى من التهميش والانفراد بالقرارات وأخشى أن تشهد الفترة المقبلة نوعا من التصعيد في االعمليات الإرهابية بإشراف قوى إقليمية عديدة متخذين من الفترة الانتقالية التي سيمر بها البيت الأبيض من خلال مراسم انتقال الرئاسة من الجمهوريين الى الديمقراطين وما هو معروف عن الديمقراطين عدم تفاعلهم بشكل جدي مع القضايا الخارجية وربما تحال بعض المؤسسات الامريكية خلط الاوراق من جديد من أجل ثني الرئيس المقبل عن مشروعه الرامي إلى الانسحاب من العراق.
وعودة الى مشروع الدكتور طارق الهاشمي الذي يبدو انه قد جاء متأخرا جدا وإن صدقت نواياه لان الوضع في العراق متجه نحو الاستقرار وماتؤشره عودة العوائل المهجرة الى المناطق الساخنة سابقا تجعل من مشروعه نقطة للعودة الى الوراء و عودة الى المربع الأول ،في حين أن العراق اليوم بحاجة الى تماسك الأطراف المشاركة في الحكومة من أجل تقوية
الموقف التفاوضي لللجان التي سوف تُشكل لتطبيق الاتفاقية والوفد الذي سيحاور الهيأة الدولية لإخراج العراق من الفصل السابع لأن بعض الاطراف الإقليمية والدولية ربما تلعب على وتر الخلافات لتحقيق ما تصبو إليه ن خلال تمرير مشروع إخراج العراق من الفصل السابع وتأتي دعوة الهاشمي (في حال مناقشته والأخذ به) إلى نسف كل الجهود المبذولة في هذا المجال وإن كانت دعوة الهاشمي جادة فلِم لم يطلقها بعد الانتخابات العامة التي ستجرى بعد عام من الان وهو ما يؤشر الى وجود قلق لدى الأطراف من نجاح المالكي في استقرار الأُمور وتميل كفته في الانتخابات القادمة وربما سيقوم اخرون بمناورات أُخرى من أجل عرقلة المالكي في مشروعه الوطني الذي يحتم عليه أن يجتاز حقلا آخر من حقول الألغام الذي سيضعه الأطراف المتضررون من نجاح المالكي
وإلا ما معنى دعوة الهاشمي انقاذ الوضع بعد أن استقرت الامور ووصلت الامور الى ماوصلت اليه ،ولو كان الهاشمي غير متشبث بمركزه لقدم استقالته عندما أقدمت جبهة التوافق على الانسحاب وعادت صاغرة بعد أن فشلت باسقاط الحكومة وبقى الهاشمي في منصبه واستحوذ هو وحزبه على مقاعد التوافق بعد العودة الخجولة للحكومة وتوقيع وزرائها على الاتفاقية ومن ثم عارضت بالبرلمان لتطالب بمطالب وكأن الاتفاقية تخص الائتلاف وحده وهو صاحب المشروع فقط ،وقد استطاع المالكي وحزبه أن يصوغ الكثير من الفقرات التي استنقذها من الجانب الأمريكي ،حتى اعترفت بعض الصف الأمريكية بأن الوفد الأمريكي قد واجه رجلا متمرسا في هذه المفاوضات وهو ما نقلته قناة الحرة في فلتة من فلتاتهاالاخبارية وهي التي دأبت على نقل مالانتقادات الكثيرة للحكومة في الصحافة الأمريكية
وبإختصار فإن دعوة الهاشمي تأتي في الوقت الضائع وعليه الاعتراف بالعراق الجديد ويدع قطاره يسير بهدوء دون وضع الكوابح او تعكير الأجواء وإنتظار الأنتخابات القادمة ليختار الشعب من يمثله ويقول كلمته إما رفضا أو قبولا
عبدالامير علي الهماشي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |