شعوب أوقفت التفكير فاحتلهتا العاطفة
إن المشكلة في العالم العربي هي أننا أصبحنا نحكم على الأمور بقوة العاطفة متناسين نتيجة أفعالنا فكل مايسئ الى أعدائنا اليوم يفرحنا وإن كان هذا الفعل خطئا أو محرما أو مسيئا لتربيتنا وأخلاقنا والأدهى من هذا حتى وإن كانت نتائجه سلبية علينا أو تعود بالضرر علينا , كل هذا ليس مهما بل المهم أن نسئ الى عدونا وهذا الأمر قد عم على غالبية الشعوب العربية ومن ضمنهم محدثكم كاتب المشاركة إذ لازلت أذكر النشوة التي إجتاحت كياني يوم تفجير مبنى مركز التجارة العالمي واعتبرت أننا من المنتصرين ولا أخفيكم سرا أنني في ذلك الوقت غعتبرت بن لادن من الأبطال المغاوير ((برغم كونه يخالف مذهبي ويكفرني)) ولاأخفيكم أيضا أنني قد صنعت له بوسترا ووضعتها خلفية لسطح المكتب ولكن وبعد شهور من تلك الغفلة بدأالضمير الذي دخل في سبات العاطفة بالإستيقاظ وبدأت أتسائل .... ماذنب من قتلوا في تلك الحادثة ؟؟؟؟ ألم يكن هناك أطفالا في ذلك المبنى ؟؟؟؟ ألم يكن مكتظا بالمسلمين كما غيرهم ؟؟؟؟ ثم هل انهارت أميركا بعد تلك الواقعة ؟؟؟ هل تأذى اقتصادها ؟؟؟ هل تغير نظام الحكم فيها ؟؟؟؟ هل تغير الدستور الأمريكي ؟؟؟؟ أولم يترك جميع اليهود عملهم في ذلك المبنى ؟؟؟ ألم يعترف بن لادن بأنه الفاعل ؟؟ إذن كيف علم اليهود بالأمر ؟؟؟ هل هناك تواطؤا بين الطرفين أم ماذا ؟؟؟؟ كل تلك الأسئلة بدأت تراودني شيئا فشيئا ولم تقصف أفغانستان بعد .... أما بعد إحتلال أفغانستان فقد بدأت أمقت ذلك اليوم وأحتقره وأتمنى لو لم يكن هناك يوم 11قي التاريخ كم تمنيت لو يحذف شهر أيلول من التقويم فأنه كان بداية الإجتياح وفعلا تم ما كنا نخشى
لقد تذكرت هذه الأمور لأنني رأيت الحادث الأخير (( رمي الرئيس الأميركي بال......)) فتحركت النشوة المزيفة وفرحت بداخلي فرحا كبيرا ولكنني هذه المرة لم أخدع لشهور كما في السابق بل صحوت من نشوتي بعد ساعات قلائل فمالذي سيفرحني فيما حدث إذا كان رمي بوش بال..... فهو يستحق ماحدث له ولاداعي للفرحة , وإن كان إهانة بوش فالشعوب عادة ما تهان بأمر يمس تقاليدها لا تقاليدنا فرمي ال..... بوجه أحدهم هو إهانة في الثقافة العربية وليس في الثقافة الغربية حيث أن الشعب الأمريكي يعتبرأن الزيدي كان يريد أن يؤذي بوش لاأكثر فلم يجد شيئا غير الحذاء فرماه به والأكثر من هذا أن هناك من الأمريكان من يشيد ببوش وردة فعله السريعة في تحاشي الحذاء وبهذا يعتبر أن بوش غلب الزيدي .....وهنا أحب أن أضيف شيئا لأوضح الفكرة ففي التقاليد والأعراف العربية أنك إذا أقمت علاقة مع امرأة بدون خطوبة والتكلم مع الأهل ففي ذلك إهانة كبيرة لتلك العائلة وقد يصل الأمر الى القتل لغسل العار وهنا أتسائل هل أنك اذا صادقت أخت بوش وفعل ماهو أكثر من مجرد صداقة بكثيـــــــــــر هل سيعتبر بوش أنه قد أهين وهل تهان أميركا بذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟
أما إذا إعتبرنا أن الأمر كما كتب أحدهم ثأر لدماء العراقيين فياللخزي الذي مابعده خزي الأمة التي كانت تورد الرايات بيضا وتوردهن حمرا قد روينا أصبحت تأخذ ثأرها من عدوها بال...... بدلا من الثأر بالدم الذي كثيرا ماتغنينا به في كتبنا المنهجية
لقد كتبت الموضوع بعد أن رأيت التأييد لعمل الزيدي قد ابتدأ يقل والجميع قد يلحظ ذلك إذ أنه في اليوم الأول كان المؤيدون بنسبة 90 بالمئة وأكثر أم الآن وبعد الإفاقة من صدمة العاطفة قلت النسبة كثيرا وأصبح الكثيرون ينتقدون فعله ويذمونه
كم أتمنى من الشعب العراقي أن يتخلص من موجات العاطفة ويتحرر منها ويبدأ في التفكير المنطقي في كل شيء قبل أن يحكم وأتمنى من الجميع أن يتركوا لغة التخوين والتشكيك وجعل أنفسهم مقاييس لقياس الوطنية والإعتدال في أطروحاتهم فاذا كنت ضد الزيدي ((أقصد تصرف الزيدي ))فأنت خائن وعميل وأما إذا كنت معه فالطرف الآخر يتهم بالبعثية والصدامية والى آخره ....أتمنى من الجميع حب الآخرين فحب الوطن بدون حب الشعب الذي يعيش فيه هو أكذوبة لاتخدعوا أنفسكم بها .....وأخيرا أعتذر عن الإطالة والسلام عليكم والرحمة