التبادل الاقتصادي مع تركيا شهد توسعا كبيرا


بغداد/ أصوات العراق: كشف نائب في اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب عن أن حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا يفوق الثمانية مليار دولار سنويا، فيما قال مدير الغرفة التجارية والصناعية في دهوك إن الحركة التجارية بين الجانبين عبر معبر ابراهيم خليل الحدودي شهدت مؤخرا “توسعا” وزيادة “كبيرة”.
وقال النائب يونادم كنا ان “ارقام التبادل التجاري بين العراق وتركيا يفوق الثمانية مليار دولار سنويا، ومن الممكن ان يرتفع هذا الرقم في حالة تنظيم الأمر بصورة افضل”.
وأوضح كنا لـ(أصوات العراق) ان “العلاقة التجارية مع تركيا قديمة وكانت تقوم بصورة خاصة على توريد النفط الاسود والمحروقات ولم تتوقف”.
وبين أنه “في عام 1991 كانت السلطات المحلية في اقليم كردستان تتعامل مع تركيا، وفي عام 1992 بدأت التعاملات بصورة رسمية برعاية الامم المتحدة عبر منفذ ابراهيم الخليل في زاخو حيث كانت الفي شاحنة تعبر يوميا من هذا المنفذ، ويستمر هذا التعامل اليوم في كردستان بصورة مكثفة”.
وترتبط تركيا بإقليم كردستان العراق من خلال معبر إبراهيم الخليل الحدودي في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك التي يبعد مركزها مسافة 460 كم شمال العاصمة بغداد.
وأضاف كنا “نحن بحاجة الى تطوير العلاقة التجارية والاقتصادية والاستثمارية مع تركيا، والحكومة العراقية تدعو الى الاعمار والاستثمار، فبالاضافة الى كونها بلدة جارة تعد تركيا جسرا بيننا وبين الدول الاوربية”.
من جهته، ذكر مدير الغرفة التجارية والصناعية في دهوك أن “الحركة التجارية من تركيا عبر معبر ابراهيم خليل الحدودي في زاخو شهدت مؤخرا توسعا وزيادة كبيرة بعد ان تراجع سعر الشحن من مدينة ميرسين باتجاه زاخو الى نصف ماكانت عليه بسبب تأثير الازمة المالية”.
وأوضح اياد حسن عبد الحليم لـ( اصوات العراق) انه “الى جانب ذلك، قدم الجانب التركي تسهيلات كبيرة لدخول اكبر قدر من الشاحنات الى العراق ودهوك بصورة خاصة عبر معبر ابراهيم خليل مؤخرا”.
وأضاف مدير غرفة تجارة وصناعة دهوك ان “المواد الانشائية ومواد البناء المختلفة والغذائية بالدرجة الثانية هي الأكثر تليها المواد المنزلية”.
وأضاف أنه “بسبب الأزمة وتاثيرها بدأت البضائع التركية تأتي بشكل اكبر الى عموم العراق لأن هذا المعبر يعد نافذة العراق الرئيسية باتجاه تركيا”.
وبخصوص طبيعة العلاقات التجارية مع الجانب التركي قال إن “العلاقات مع رجال الأعمال والغرف التجارية وخاصة غرفة تجارة ديار بكر في تحسن مستمر ونحن نشارك في المعارض الرئيسية التي تقام في تركيا، حيث شاركنا هذه السنة في اربعة معارض، فضلا عن الصلات المباشرة بين رجال الأعمال”.
أما المحلل الاقتصادي هلال الطعان، فقال لـ(اصوات العراق) ان “زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى تركيا قد تفتح آفاقا واسعة لعلاقات جديدة مع الأتراك خاصة ان هناك مصالح مشتركة بين البلدين هما المياه والنفط”.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي زار الأسبوع الماضي تركيا والتقى نظيره التركي رجب طيب اردوغان وقادة اتراك آخرين وبحث معهم المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي تموز من هذا العام زار اردوغان بغداد ووقع مع المالكي اتفاقية ثنائية لتشكيل المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين الذي سيكون برئاستهما.
وبين الطعان أنه “لا يمكن للعراق ان يستغني عن تركيا في موضوع المياه، كما لا يمكن لتركيا الاستغناء عن العراق في موضوع النفط”، مضيفا ان “التجارة بالرغم من انتعاشها بين هذين البلدين، لكنها ليست بالصورة التي هي عليها مع ايران”.
وأوضح الطعان ان “العلاقات الاقتصادية بين العراق وتركيا علاقات قديمة ومشتركة في عدة مجالات، منها ان النفط العراقي يمر عبر الموانئ التركية، كما ان تركيا هي المصدر الرئيس لمياه العراق”.
وأضاف أن “تركيا ابتعدت في عشرينات القرن الماضي عن محيطها الإقليمي والإسلامي وبدأت تأخذ دور آخر وأقامت العديد من السدود على نهري دجلة والفرات واتفقت مع اسرائيل على بيعها المياه عبر انابيب السلام، وبالفعل بدأت بانشاء اكبر سد وفي حال اكتماله سيؤدي الى تحويل اكثر من ثلث الأراضي الزراعية العراقية الى اراض قاحلة”.
وتابع أن “تركيا قامت بعد ذلك بمساومة العراق باطلاق مصطلح (الماء مقابل النفط) باعتبار ان الماء من الموارد الطبيعية التي تباع مثله مثل النفط”.
واقترح الطعان بأن “تقوم الحكومة العراقية بايجاد حلول وسط، كمنح الاتراك النفط الخام بأسعار تفضيلية”.