سلسلة من المؤامرات البعثية..... و البولاني حذاء بعثي جديد
ما أن تم الكشف عن وجود شبكة بعثية تعمل في وزارة الداخلية لإعادة تنظيم حزب البعث، حتى أصيب وزير الداخلية بحالة من الذعر و الهياج أبرزتها تصريحاته أمام عدسات التلفزيون و هو يتحدث بلسان غليص لا عقلية وزير. و نستطيع أن نفهم سر هذا الهياج من فرضيتين:
الفرضية الأولى: أن السيد الوزير أصيب بالهياج بعد أن علم عن الخلية من وسائل الإعلام، و بدا غافلاً عنها طيلة شهور، رغم وجود أقسام و هيئات متعددة ينبغي أن تزوده بمستجدات الأمور في وزارته. و قد بدا الوزير كأنه الوزير بلا وزارة، أو الأطرش بالزفة، خاصة إذا ما صدقنا الإشاعات التي تفيد أن وزارته يقودها أخوه.
الفرضيية الثانية: أن السيد الوزير كان على علم بهذه الشبكات في وزراته، بل هو جزء منها، خاصة أنه يمتلك طموحاً سياسياً و قد أسس حزباً جديداً أطلق عليه الحزب الدستوري، يتكون أكثر كادره من ضباط و منتسبي وزارة الداخلية، و هذه خطوة لها مدلول أمني و سياسي خطير. على أية حال، فإننا نميل إلى صحة هذه الفرضية، خاصة أن البولاني يحاول استقطاب هذه الشبكات البعثية، لما تمتلك من أموال و موارد إعلامية و سياسية لفتح الطريق أمام حزبه في الانتخابات القادمة. و يمكننا بالتالي فهم قلق البولاني لانكشاف هذه الشبكة في وزراته، لأنها ستكشف أموراً ستضر بوضعه. على كل حال هناك تأكيد إضافي لهذه الفرضية، هو تصدي الإعلام السعودي على وجه التحديد للدفاع عن البولاني، و ضباطه البعثيين الممهدين لحزب العودة، و هو مؤشر واضح على خطورة هذه القضية. و من يدري فربما يعد السعوديون البولاني كشخصية سياسية جديدة في العراق يستطيعون استثمارها كبديل عن علاوي، بعد ان احترق الأخير سياسياً، و في حالة عدم وجود بديل لهم في الساحة السياسية العراقية، فإنهم سيعملون على تشجيع بروز مثل هذه الشخصيات مع مكونات سياسية تستطيع أن تأتلف أو تتآزر مع وجودات بعثية أخرى تتلون بألوان شتى كي تدخل على وضع قيادة البلد.
المهم في هذا كله هو تكرار مؤامرات بعثية مستمرة بدعم عربي واضح ابتدأت بقناة البغدادية و حذائها و تستمر بتصريحات البولاني و خلف لضرب أية تجربة نهوض وطنية عراقية، أو بالأحرى بروز شخصيات وطنية عراقية-شيعية يتفق عليها العراقيون، تحمل شجاعة و قوة و تعتقد بأولوية العراق قبل كل شيئ.