فرحة الانتخابات
قد يوحي العنوان بأني أتحدث عن الفرحة بممارسة عملية الانتخابات والتنافس الحر لتمثيل الجماهير في المجالس المحلية ((مجالس المحافظات)) ولكني أتحدث عن فرحتي كمواطن حينما تحاول الاحزاب والكتل المتنافسة و المحافظ وأمين العاصمة أن تكسب ودي في هذه المرحلة أو هذا الموسم
واليوم أشاهد وأنا في العاصمة نشاطا حثيثا من أمانتها أو مجلس المحافظة فقد تداخلت المهام في تبليط الشوارع والإسراع بإنجاز مشاريع مؤجلة وتنظيف الشوارع بعد أن كانت تكنى الحكومة المحلية ب((حكومة الارصفة)) لانني لم أُشاهد الا بناء رصيف هنا وإعادة آخر هناك وبنوع واحد مستورد لصالح جهة واحدة معروفة لدى الامانة .وكثُرت اللوحات الاعلانية التي أتمنى أنها من أموال المرشح أو من أموال الحزب الذي ينتمي إليه وليست من مصدر آخر ولو صرفت هذه الاموال على الخدمات أو لاعادة البنى التحتية لكان ذلك انفع ولانتخبتهم دون الحاجة بالنظر الى اللوحة الاعلانية ذات الطول الغير طبيعي والتي تغطي جدرانا كثيرة من العاصمة وعمل مستمر وعطاء خلال المدة المقررة للولاية او لان يكون الانسان محافظا او عضوا في مجلس المحافظة خير من هذا النفير والاستنفار لكل طاقات المحافظة في سبيل المرشح
ولن أتحدث أكثر في موضوع الانتخابات والوعود التي يقطعها المرشح وسأذكر طرفة ذكرها لي أحد الاخوة العرب من السودان المعروفين بالنكتة وهم الى جانب الشعبين العراقي والمصري معروفين بالنكتة السياسية ،فذكر لي هذه الطرفة وأنا أسردها هنا لعلها تفي بالكثير وتغنيني عن توجيه النقد لهذا الفريق أو هذا الحزب أو تلك الكتلة فقد قال
هناك مرشح لمجلس الشعب وعد الجماهير بأنه سيقوم بكذا وكذا في حال ترشيحه وانه سيحارب المفسدين ويقطع دابر السرقة ويد السارقين وصدقته الجماهير وانتخبته ولكنه وبعد انتخابه قام بما كان يقوم به الاخرون وعند موعد الترشيح للدورة القادمة جاءهم مرة اخرى ولكنه لم يعدهم بما وعدهم وانما قال انا الان جيوبي قد ملئت,وان انتخبتم غيري فسوف يقوم بسرقتكم مرة اخرى ولن تستفيدوا شيئا فما عليكم سوى انتخابي !!!
واتمنى أن لاتصل الحال بناخبينا وبالجماهير الى هذه الحالة وان وجد من لايشبع ويريد التهام كل شيء امامه في موسم الغنائم وزمنها زمن أُحد وهجوم الصحابة عليها وتركهم للمبادئ والقيم خلفهم متناسين ما قاتلوا لاجله.
واتمنى أن نميز اليوم كناخبين بين المثل الذي ذكره صديقي السوداني وبين من يريد الوصول الى مجلس المحافظة ليلبي طموحات أبنائها ،مرشح يريد الخير للكل وسيفعل مابوسعه لتلبية إحتياجات الناس .
مرشح يعلم أن المقعد الذي سيشغله ليس غنيمة أُحد وإنما كرسي يمارس فيه الجهاد الاكبر قبل الجهاد الاصغر وعندها ستكون فرحتي كبيرة وإن لم يكن أنا من انتخبه ورشحه لها المنصب
تلك هي فرحة الناخب الحقيقية وليست عطية وهدية توزع اليوم لنقطع أثمانها أضعافا عند تولينا المنصب
عبدالامير علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com