في الوقت الذي تستعد فيه عدد من فصائل المعارضة العراقية الى عقد مؤتمر لها في لندن بعد رفض بروكسل انعقاده على اراضيها، اصدر مجاهدو الداخل (حركة مجاهدي الثورة الاسلامية في العراق) بكامل تنظيماتهم رسالة مفتوحة وجهت الى كافة فصائل المعارضة الاسلامية رفضت فيه المؤتمر ومن ينساق ورائه رفضا قاطعا، وداعية الجميع الى تنسيق العمل ومسك زمام المبادرة وعدم السماح لامريكا بغزو العراق ولا لصدام بالاستمرار في تسلطه على رقاب ابناء عراقنا العزيز، واكدت انها قادرة على احداث ذلك التغيير .. وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة مفتوحة
إلي :
سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم ـ رئيس المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق
الإستاذ رئيس الهيئة العامة للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق
السادة أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق
الأخوة أعضاء المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق
الأخوة في قيادة حزب الدعوة الإسلامية
الأخوة في قيادة منظمة العمل الإسلامي
الأخوة المجاهدين في فيلق 9 بدر الظافر
دام تأيدهم جميعا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون )

من أرض الجهاد، أرض علي والحسين عليهما السلام، نشد على أيديكم في شهر الجهاد الأكبر، مع أيام بدر الأولى وندعو لكم بالصبر، والاستقامة، وبهما النصر الإلهي الموعود بإذن الله.
نتابع معكم مايجري حولنا خارج البلاد، وما يخطط هذا الطرف وذاك لمستقبل عراقنا العزيز، ومع ما نحن فيه من ظرف قاس لا تخفى عليكم ابتلاءاته، وفقنا الله تعالى لإتصال بعضنا ببعض، والتشاور في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به حركتنا الإسلامية المجاهدة، سواءا هذا الذي نلمس خطره ونجاهده من السلطة الحاكمة يوميا، أو ذاك الذي تصلنا أصداؤه من الخارج من الشيطان الأكبر ومن معه من صغار الشياطين، والذي لا يمنعنا ـ مع التوكل على الله العلي القدير ـ من التصدي له، قساوة إرهاب السلطة وتواطؤها المحسوس معهم، ولا ضغط الظرف المادي الذي يشترك جميعهم في صناعته، ولا الإرهاب الدولي التي تقوده اليوم بأعتى صوره الولايات المتحدة.
وبعد التدوال من موقع المسؤولية الشرعية والتاريخية نرفع إليكم موقفنا وجماهير أمتنا الممتحنة مما يجري حولنا، وما يراد بنا، نأمل في دراسته وتنسيق مساعيكم معه بما يخدم إسلامنا العزيز وإمتنا المجاهدة:

أولا : ـ لا نزيدكم معرفة في قولنا أن أمريكا عدو لدود لإسلامنا كمبدأ، ولنا كشعب يتمسك بدينه الحنيف، وبعراقنا كأرض مهمة في موقعها الاستراتيجي، غنية بثرواتها، عريقة بتاريخها الحضاري، ولا نزيدكم معرفة كذلك في قولنا أن لأمريكا أهدافها الاستعمارية ـ القصيرة والطويلة الأجل ـ الخاصة بها، والتي لا تلتقي بواحدة منها مع أهداف شعبنا ومصالحه، حتى هدفها في تغيير النظام الحاكم فإنها إنما تطلب ذلك لنظام بديل يحقق اهدافها، لا يقل سوءا عن نظامها القائم الذي تهرأ بفعل جهاد شعبنا وعاد لا يحقق أغراضها، سيما في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به البشرية جمعاء وبلاد المسلمين خاصة، في ظل ما يطلقون عليه النظام العالمي الجديد ومكافحة الإرهاب و..
لذا لا نرى مشتركا يسوغ التعاون أو ما شابه مع الولايات المتحدة ومن معها في مشروعها بشأن العراق، ولا حاجة لنا في شيء من ذلك لتحقيق أهدافنا المقدسة، بعد أن قطعنا في سبيلها الشوط الأكبر وقدمنا لأجلها الكثير حتى قاربنا الحسم الذي يقرر فيه شعبنا بنفسه مستقبله ومصير بلاده بإذن الله تعالى.

ثانيا : ـ إن الذي تعد له أمريكا عسكريا إنما هو غزو مسلح لبلادنا، يهدف إلى جعل العراق قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية، تفرض بها علينا نظام الحكم الذي تريده، وتنتهك سيادة بلادنا وكرامة شعبنا وحقه في الحرية والحياة الكريمة، عدا ما يترتب على ذلك من تغييرات وتحديات لمنطقتنا الإسلامية والعربية وفي المقدمة القضية الفلسطينية وما ينشأ عنه من تمكين للصهاينة في بلاد المسلمين، وهي أمور لم تعد خافية على أحد بعد تصريحات القيادة الأمريكية وفي أعلى المستويات فيها، كان أخرها تصريح وزير الدفاع الأمريكي بتنصيب حاكم عسكري أمريكي في العراق تحت عنوان المساعدة في صياغة النظام الجديد، وببقاء القوات الأمريكية في العراق بحجة إدامة البحث عن أسلحة الدمار الشامل فيه، فهل من احتلال واستعمار أسوأ من هذا ؟!!
لذا لا نرى موقفا في التعاطي مع هذه السياسة غير أنها غزو واحتلال أجنبي واستعمار لبلدنا وشعبنا المسلم يترتب عليه كل ما يترتب من أحكام شرعية في ذلك تنص عليها كتب فقهائنا وفتاواهم، التي يجب على الجميع التعبد بها إلى الله تعالى.
ثالثا : ـ إن المؤتمر الذي يجري التحضير لعقده ـ تكونا وتكوينا وقرارات تراد منه ـ ليس إلا مشروعا أمريكيا يهدف إلى الإلتفاف على حركة المعارضة الإسلامية المتمثلة بالتيار الإسلامي الشعبي المجاهد الذي خاض لعقود ولا زال يخوض صراعا عنيفا مع حكم الطاغية، والذي يستوعب القطاع الأكبر من جماهر شعبنا الغيور، وبالتالي الإلتفاف على تطلعات شعبنا العريقة في تحكيم دين الله في حياة الناس، في نفس الوقت الذي يستخدم غطاءا للقوات الأمريكية في غزوها للعراق، ووسيلة لتحقيق أهدافها الخبيثة فيه، وطريقا لفرض قيادات مترفة على العراق خرجت فجأة من شقوق الجدران بحراب أمريكية لتدعي الوطنية والمعارضة للنظام القائم، وكل ما ظهر لحد الآن بخصوص المؤتمر المزعوم وعلى لسان أهل الحل والعقد فيه سواءا ما كان من ذلك يتصل بتقرير عقده أو في التحضير الجاري له أو في قرارات معدة قبلا تفرض عليه، يؤكد هذه الحقيقة ومن يدعى العكس فعليه البرهان.
ولذا فإننا:
آ ـ ندعو كل القوى الإسلامية والوطنية المخلصة إلى مقاطعة المؤتمر بصيغته المطروحة وعدم المشاركة فيه بأي نحو من الأنحاء.
ب ـ نرفض أي تعيين مسبق يتم من خلال المؤتمر لأي شخص أو جماعة لتولى الحكم في العراق بصفة دائمة أو مؤقتة.
ج ـ نرفض أي دستور للعراق يتم فرضه مسبقا بواسطة المؤتمر.
د ـ نرفض أي قرار يصدر عن المؤتمر يمس سيادة واستقلال العراق وحق شعبه في تقرير مصيره بنفسه.
هـ ـ لا يمثل المؤتمر هذا من شعب العراق أكثر من الأشخاص المشاركة فيه، وفقط منهم الذين لهم حق إدعاء الإنتساب إلى العراق، من غير الذين انتسبوا بولائهم للغير، ولذلك فهو لا يعبر بحال عن إرادة الشعب العراقي، وليس له الحق في اتخاذ أي من القرارات باسمه.
رابعا : ـ إن المعارضة الإسلامية والشيعية خاصة تمثل في تاريخها الجهادي، وواقعها المعاصر، محور حركة شعبنا العراقي المسلم في مقاومة الاستعمار، والحكومات الدكتاتورية العميلة له، التي توالت على السلطة في العراق، وقدم في هذا الطريق وخاصة على مدى تسلط حكم صدام حسين خيرة أبنائه من مراجع الدين وعلمائه، والمؤمنين من الشباب والشيوخ، الرجال والنساء، حتى شهد لها بذلك الأعداء والمنافسون قبل غيرهم، وهي في كل ذلك كما هي اليوم وغدا تعمل بجد وإخلاص لعراق مستقل، يقرر فيه شعبه بالانتخاب الحر المباشر، نوع وشكل الحكم، الذي يؤمن له الحياة الحرة الكريمة، التي يسودها العدل الاجتماعي، والمساواة، والتآخي الوطني، في عراق موحد، يعيش مع جيرانه ودول العالم على أساس التعاون في المشتركات التي توفر الخير للجميع.
وهي ـ المعارضة الإسلامية ـ بهذا، القوة السياسية الرئيسية التي عليها تقع مسؤولية قيادة حركة التغيير في العراق، بالتعاون مع القوى السياسية الوطنية الفاعلة والنزيهة، وهي بإذن الله قادرة ومؤهلة لهذا العبء، وقد تخطت فيه أشواطه المهمة والصعبة، ولم يعد أمامها إلا السهل القليل.
ولذا فإننا:
1 ـ ندعو كل فصائل المعارضة الإسلامية إلى توحيد المواقف والخطط وتنسيق الأعمال والأدوار في داخل العراق وخارجه، في ميثاق عمل جامع يحشد كل الطاقات على المشتركات ويحقق أهداف شعبنا وطموحاته، ولا نرى حاجة إلى تأكيد أهمية ذلك لكم في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من تاريخ شعبنا، التي من المتوقع لها أن ترسم مستقبل العراق لعقود طويلة آتية.
2 ـ كما ندعو الجميع إلى مواصلة العمل المخلص الجاد، وأخذ المبادأة فيه، رغم صعوبات وتعقيدات الطريق، وعدم إعطاء الفرصة لمتصيديها في المياه العكرة من الذين رضي المستعمر عنهم ورضوا عنه، وإن الذي قطع كل تلكم الأشواط لن يهن أو يحزن لما بقي منها، ولا يزيده ما يجري حوله من أعدائه إلا إيمانا بالأهداف وإصرارا على تحقيقها، وما النصر إلا من عند الله، وإنه لقريب من المؤمنين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون.

خامسا : ـ لقد بات يقينا محسوسا عندنا أن تواطؤات وتوافقات تجري وراء الكواليس بين أمريكا في مشروعها للعراق وبين النظام القائم، كنا نلمسها على مدى أكثر من عقد مضى، في قمع السلطة لأبناء شعبنا عامة والشيعة منهم خاصة في كل محاولة منها لاسترضاء سيدها الأمريكي الغاضب عليها، وفي سكوت وغض نظر هذا ومعه العالم ومنظماته الدولية والإقليمية عن ذلك، وهم يشعرون به ويرصدونه عن قرب، وفي الحصار المزدوج كذلك الذي يشترك النظام مع أمريكا في فرضه على شعبنا بهدف قهر إرادته ومن ثم تسليمه لما يختارون له من حل للخلاص.
ذلك التواطؤ والتوافق من النوع ـ الجنتلماني ـ الذي صارت ملامح المرحلة المتقدمة منه تظهر بعد صدور قرار مجلس الأمن 1441 ، وفي التصريحات الأمريكية عقبه، وفي إجراءات السلطة تبعا لذلك، ما يعني أن القوم ـ والكفر ملة واحدة ـ قد يتفقون على التغيير الأمريكي المطلوب في العراق، وباقي الأهداف الأخرى، وعند ذاك سوف لن تكون المعارضة المتعاونة مع أمريكا ومؤتمرها المزعوم أكثر من صفقة أمريكية تلحق بالنظام الجديد (القديم المحسن) وهو بالنسبة لها الخسران الكبير، وأي خسران أكبر من أن تقحم في النظام المجرم القائم بعد التعديل الصوري من النافذة الأمريكية.
ولذا ندعو الجميع إلى التعمق فيما يجري، وقراءة ما وراء السطور، وعدم الاغترار بالوعود الكاذبة، والكلمات المعسولة، والاستفادة من مامضى من تجارب مرت علينا وشهدنا أمثالها في بلاد أخرى.
إننا إذا نبعث لكم هذه الرسالة لنؤكد العهد الذي قطعناه وإياكم مع الله تعالى، ونضع بين أيديكم موقفنا واستعدادنا للعمل المشترك في مواصلة العمل الجاد وفاءا بالعهد على قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
تقبلوا خالص الود والولاء في الله، ونسألكم الدعاء، ودمتم مسددين بتأييد من الله، والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته.

تنطيم الجنوب ـ تنظيم الفرات الأوسط ـ تنظيم بغداد والوسط ـ التنظيم الطلابي
لمجاهدي الثورة الإسلامية في العراق
مجاهدو العشائر العراقية ـ مجاهدو الشعائر الإسلامية ـ منسقو القيادات المحلية
ممثلو هيئات المساجد والحسينيات ـ ممثلو شيوخ ووجهاء العشائر

العراق
في شهر رمضان المبارك 1423 ـ تشرين الثاني 2002

نسخة منه إلى :
اعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المعارضة العراقية


مكتب الاعلام المركزي لمجاهدي الثورة الاسلامية في العراق
الجمهورية الاسلامية في ايران
أهواز - تلفون : 2279813 ، فاكس 2279774 ص . ب 474/61335
قم : تلفاكس 7740843 موبايل 09116115810
E mail : annba@annba.net