 |
-
هل مضى زمن اذلال العراقيين ؟...نجاح محمد علي
السلام عليكم جميعا اخترت لكم هذا المقال أرجو أن تشاركون في التعليق عليه أي على المقال
وشكرا
الرابط هو
http://www.kdp.info/
هل مضى زمن اذلال العراقيين ؟...نجاح محمد علي
Tuesday, 11. November 2003
نجاح محمد علي
مابين حربين قادتهما الولايات المتحدة في المنطقة: الحرب على أفغانستان والحرب على العراق، ارتكبت الجمهورية الاسلامية أكبر خطأين استراتيجيين في تأريخها المعاصر منذ قيامها بعد سقوط الشاه في شباط عام 1979.
الخطا الأول إنها فرطت بقوة بولاء وصداقة المهاجرين الأفغان، حين أمهلتهم حتى يوم 15 أيلول سبتمبر عام 2001 ليعودوا الى بلادهم وكانت طردت منهم الالاف وبطريقة جرحت كرامتهم وأذلت كبرياءهم.
حتى قبل القرار الذي صدر عن وزارة الداخلية سبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر بأيام فقط،تعالت التصريحات الرسمية عن طرد المهاجرين الأفغان، وارتفعت حينها أصوات(من القوميين ومعظمهم اصلاحيون) داخل نظام الجمهورية الاسلامية نادت بالتعاون مع حكومة طالبان وأن لاتضع ايران كل البيض في سلة(المجاهدين الأفغان) وهم بالطبع تحالف الشمال وأجزاء غير متوحدة من تنظيمات شيعية مزقتها الصراعات!.
وما أن قررت الادارة الأمريكية اسقاط حكومة طالبان ،بسبب ايواء تنظيم القاعدة المتهم الرئيسي في أحداث سبتمبر،الا وتراجعت السلطات الايرانية عن قرار طرد الأفغان، وأخذت تحترمهم أو على الأقل تتساهل مع تواجدهم(غير المشروع) في الأراضي الايرانية،ولكن بعد خراب البصرة وبعد أن تحول معظم الأفغان الذين كانوا في ايران الى سفراء كراهية ينقلون البغضاء لمواطنيهم عن الايرانيين.
الخطأ الثاني وهو الأكثر تأثيرا على استراتيجية العلاقات الايرانية العربية، حين وصف كبار زعماء ايران اللاجئين العراقيين بالطفيليين،وقال أحدهم إنهم أي العراقيين (مهمان ناخوانده) أي ضيوف غير مرحب بهم،وهو انطباق كامل لكلمة الطفيليين، ولم تنتظر وزارة الداخلية صدور قرار فقد شرعت بعملية طرد العراقيين عبر التضييق عليهم ومنعهم من العمل ومعاقبة من يستخدمهم ،مادفع العديد منهم الى تكرار المخاطر في هجرة ثانية كانت الأشق ،حين ركب أبناء الرافدين الذين لم يرضوا بالضيم والهوان، الموت وعانقوه مرات ومرات في البحار والمحيطات ،وأصبح المئات يجدون ملاذهم في بطون الحيتان أثناء محاولاتهم اللجوء الى دول (كافرة) لتمنحهم الأمان الذي فقدوه مرتين: في بلدهم العراق،و في دار هجرتهم الطوعية التي قدموا لها حبوا على النار..الجمهورية الاسلامية.
قد نعذر ايران لأنها لو كانت تقرأ الغيب لاستكثرت من الخير،لكنها مع الأسف تعاملت مع العراقيين قدموا لها مهاجرين لاجئين قدم العديد منهم الأرواح في مذبح العشق الالهي مرتين: المرة الأولى على أعواد المشانق في العراق وهم يرفضون مجرد شتم الامام الخميني،والثانية،في جبهات القتال مع العراق عندما كانوا يقاتلون بني جلدتهم في الحرب وماتزال شواهد قبورهم في كل الأراضي الايرانية التي كانت مسرحا لقتال.
ولاننسى أن بعض العراقيين اضطر الى الذهاب الى سفارة النظام في طهران لاستحصال جوازات سفر لاستخدامها في الهجرة الثانية، أو العودة ثانية الى العراق،مفضلين العيش(إن عاشوا) في الجحيم على الاهانة والاذلال اللذين لايزال العراقي يحس بهما في مواقع عدة.
ولابد هنا من الاشارة الى أن نقاط الحدود بين العراق وايران،والتي تشهد منذ سقوط نظام صدام حركة انتقال واسعة من الايرانيين والعراقيين،تضج كل يوم باهانات من ممثلي السلطة هناك من جيش وحرس حدود وشرطة،وكاتب هذه السطور لم يشاهد فقط مايتحمله العراقيون من اذلال يومي متكرر عند نقاط الحدود،وانما كان هو الضحية المباشرة،في نقطة الشلامجة إذ تعرض للاهانة مع مصوره الذي كسرت كاميرته (في قناة أبوظبي) لمجرد أنه نصح القيمين هناك بتجنب اهانة العراقيين واذلالهم ليحذروا بذلك غضبة الحليم.
أقول كل هذا لأن الزائر لمواقع الأنترنت هذه الأيام يجد نغمة خطيرة لدى الكتاب العراقيين،تدعو الى طرد الايرانيين من العراق وعدم السماح لهم بالتملك ،والأخطر من ذلك الى تطهير الحوزة الدينية الشريفة منهم ومن مرجعيات(فارسية) ،وهم يتبنون الدعوة الى مرجعيات دينية عربية كرد فعل طبيعي لا نؤيده أبدا لكننا ندعو في الوقت نفسه السلطات الايرانية الى أن تسارع بالأفعال الى تحويل نقاط الحدود مع العراق الى مراكز صداقة واخوة وسلام بين شعبين يجب أن يظلا على الدوام متعانقين بحقائق التأريخ والجغرافيا.
ولا أدري هل فات الأوان أم لا.
كاتب واعلامي عراقي
Note: Reports are published based on respect for freedom of opinion's expression, they do not necessarily reflect views of Kurdistan Democratic Party.
المصدر : KDP.info
خدمة من: Shukrî Berwarî
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |