انتقد بشدة «مدّعي» دعم المرجعية لهم في الانتخابات وحذّر «الطامعين بتأسيس دويلات»... المالكي يدعو إلى الإستعداد لانسحاب أميركي مبكّر
بغداد الحياة - 27/01/09//

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى «استكمال بناء» الأجهزة الامنية والعسكرية، تحسباً لانسحاب مبكر للقوات الأميركية من العراق. وانتقد بشدة الكيانات السياسية التي «تدعي دعم المرجعية لها» في انتخابات مجالس المحافظات المقررة السبت المقبل، ووجه انتقادات حادة إلى «الطامعين في الدويلات» في اشارة الى الأكراد.

وقال المالكي امام حشد انتخابي في بابل أمس: «امامنا مسؤولية استكمال بناء اجهزتنا الامنية والعسكرية»، مشيراً الى ان الادارة الاميركية الجديدة قد تسحب قواتها من العراق مبكراً، خلافاً للجدول الزمني الذي تضمنه الاتفاق الأمني بين بغداد وواشنطن وينص على سحب القوات خلال ثلاث سنوات.

وطالب قادة القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي بـ «الاسراع بإكمال بناء القوات العسكرية والامنية لمواجهة مثل هذا الاجراء». وقال: «لا بد من ان نعجّل همّة اخواننا في وزارتي الدفاع والداخلية لاستكمال عملية بناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية لتسلم الملفات كاملة وللحفاظ على استتباب الامن».

وتأتي تصريحات المالكي اثر تسلم الرئيس الاميركي باراك اوباما مهمات منصبه الاسبوع الماضي، وسط تصاعد التوقعات باحتمال ان تسحب الادارة الجديدة القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهراً وفقاً للوعد الذي قطعه اوباما خلال حملته الانتخابية.

وجدد المالكي تمسكه «بحكومة قوية يكون الأمن فيها والسيادة والسياسة الخارجية مركزياً»، في إشارة إلى الانتقادات التي تناوب على توجيهها اليه خلال الايام الماضية رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي» عبدالعزيز الحكيم، ونائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي ونائب رئيس الوزراء برهم صالح، وتتلخص في أن قوة المركز تضعف سلطة الاقاليم والمحافظات. وشدد المالكي على ان «العمل جار لبناء دولة مركزية قوية لا تتجاوز صلاحيات الاقاليم والمحافظات». وقال ان «توزيع الصلاحيات يجب ان يمنع قيام حكومة مركزية ديكتاتورية».

وكان رئيس الوزراء وجه خلال لقاء في الديوانية (180 كم جنوب بغداد) الاحد انتقادات حادة إلى «الطامعين في الدويلات» منددا بمحاولات «تسييس واختراق» القوات الامنية. واضاف «اقول للذين يطمعون في ان تكون لهم دويلة هنا او هناك ان التمسك بالدستور مكننا من توحيد العراق الذي لا خوف عليه بعد اليوم». وتابع «لقد انقذنا قوات الجيش والشرطة من التسييس والاختراق من الذين يريدون النفوذ بقواتنا على خلفية حزبية او طائفية». وسرعان ما رد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني متهماً المالكي من دون ان يذكره بالاسم بأنه يريد اعادة «الديكتاتورية» الى العراق من خلال «السيطرة» على الجيش والشرطة، مؤكداً ان الاكراد يرفضون ذلك.

)