[align=justify]
[mark=CCCCCC]إنتخابات مجالس المحافظات والدور الوطني المطلوب[/mark]
[align=center][/align]
[align=center] مصير العراق ومستقبله بين أيدينا و الانتخابات القادمة تفتح الابواب واسعة امام عراق الاستقلال والوحدة الوطنية والديمقراطية والنهوض[/align]
رياض غريب
22 July, 2008 08:57:00
في خضم واحد من اهم المراحل السياسية في تاريخنا المعاصر، مرحلة تتشابك فيها التحديات المصيرية الشرسة بالمصالح المختلفة لدول المنطقة، وبمعضلات عربية ودولية يستعد شعبنا لممارسة واحدة من تجاربه الديمقراطية الحقيقية في هذا العصر، ممثلة في انتخابات مجالس المحافظات.
[mark=CCCC00]ان اهمية هذه الممارسة الديمقراطية لا تنطلق في مدياتها الوطنية وحسب على اهمية ذلك، كونها ستكون القاعدة الاساسية في عملية الانطلاق نحو بناء مرتكزات الدولة العراقية الحديثة، دولة القانون والنظام والسيادة والحرية الحقيقية، وانما اهمية هذه الممارسة تنطلق من خطورة التحديات المصيرية التي تتواصل مع تواصل تجربتنا الديمقراطية بكل شجاعة ومبدئية في التصدي لها[/mark]، وهي في كل يوم يمر تثبت للعالم اجمع اصرار هذا الشعب العظيم بكل قومياته واديانه وطوائفه واحزابه ومنظماته الوطنية على مواصلة نهجه الديمقراطي من اجل اللحاق بالركب العالمي
ذلك هو ركب التحرر والديمقراطية والقيادة الجماعية لبناء الحضارة الانسانية الجديدة القائمة اساسا على التطور العلمي، والمصالح الدولية المتبادلة من اجل صياغة قواعد حضارية في التعامل الانساني عبر القيم الدولية التي تحرم استخدام القوة والعنف في حل الازمات والمشكلات الداخلية والدولية معا، وتدعو الى الاحترام المتبادل واشاعة الحريات والالتزام بمبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وتوظيف الثروات الطبيعية والعائدات النقدية، لبناء اقتصاد حيوي مرن يخدم تطلعات الشعب ولا يكون نهباً للسرقة او الاستحواذ او النهب من قبل قلة حاكمة تمارس الهيمنة الغاشمة والدكتاتورية وعملية السلب المنظم لحقوق الشعوب كما كان يحدث في العراق في ظل النظام الارهابي الدكتاتوري المقبور.
من هنا فان شعبنا العراقي ، وهو يستعد لممارسة حقه الانتخابي إنما يضع في حسابه انه في هذه الانتخابات يقف على بوابة عصر جديد، يمارس من خلاله دوره ومسؤولياته الوطنية في اشاعة كل هذه القيم النبيلة التي اشرنا اليها، وفي مقدمتها قيم الديمقراطية والحق والعدالة والحريات العامة والشخصية.
بلا شك ان عملية بناء عراق جديد ناهض، قوي متحرر من عقد الماضي ومشكلاته مستقل استقلالا حقيقيا يمتلك زمام نفسه ، في الوقت الذي يمثل فيه قوة ديمقراطية حقيقية، وقاعدة صلبة للنهوض والتقدم والرخاء الاقتصادي في الداخل، فان هذا العراق النموذجي سيمثل في تجربته الحيوية المتجددة هذه خطرا حقيقيا على كل القوى الغاشمة والانظمة الدكتاتورية المختلفة التي ما تزال تحلم بامكانية اعادة عجلة الزمن الى الوراء.
من هنا بامكاننا، وبامكان اي محلل ستراتيجي وسياسي نزيه ان يتفهم الاسباب الحقيقية الكامنة وراء استمرار الظروف الصعبة التي يجتازها العراق وفي مقدمتها معركته الفاصلة ضد العنف والجريمة المنظمة والارهاب الدولي، وضد قوى الظلم والتخلف والشر التي تسعى لعرقلة مسيرته الناهضة متذرعة بأسباب واساليب وادعاءات مختلفة قد يفترق بين جهة واخرى، لكنها في النهاية تلتقي بنواياها الشريرة واهدافها الخبيثة، وفي مقدمتها ايذاء العراق والحاق الضرر به واستهداف شعبه وتعطيل مسيرته وافشال تجربته.
من اجل ذلك كله فان الحملة المضادة للانتخابات في الداخل والخارج هي محاولة تهدف من ورائها هذه القوى بنسف الجسور المؤدية الى هذه التجربة الديمقراطية بحجج وذرائع واهية لعل في مقدمتها ذريعة ان هذه الانتخابات تجري في ظل الاحتلال الاجنبي، اما الهدف الحقيقي محاولة فهو منع العراقيين من التوجه الى صناديق الاقتراع، ومصادرة هذا الحق الاساسي من حقوقهم الديمقراطية التي قدموا من اجله التضحيات الكبيرة والمتواصلة.
ان الاستقراء الواقعي لظروف العراق الراهنة في ظل الاحتلال، يؤكد ان بناء عراق آمن مستقر بعيدا عن العنف والارهاب والجريمة المنظمة سوف يكون الحافز الاساسي في اجلاء القوى الاجنبية منه، أما العكس وهو بقاء العنف وتصاعد الارهاب واعمال القتل والجريمة والفوضى وتعطيل سيادة القانون وسلطته فان لن يكون الا الحافز والمبرر والسبب لبقاء قوات الاحتلال بذريعة غياب الامن والسلام والاستقرار وعدم قدرة العراقيين على ادارة مؤسساتهم الرسمية والدستورية بأنفسهم لغياب ضمانات الامن.
من هنا فإن المحللين الستراتيجيين لا بد من ان يقفوا بتأكيد، بل بثقة وايمان امام حقائق الترابط الجدلي بين بقاء العراق تحت هيمنة الاحتلال وبين تواصل اعمال العنف والجريمة والارهاب.
الى جانب ذلك وكما اكدت الاحداث والوقائع فان انتخابات مجالس المحافظات القادمة في الوقت الذي تشكل فيه تحديا لكل الانظمة الدكتاتورية وغير الديمقراطية في المنطقة فان هذه الانظمة سعت وتسعى لتصعيد الاجواء الارهابية واعمال العنف بشكل مباشر وغير مباشر ومن خلال تمويل جهات اخرى ودفعها لدعم بؤر العنف والانحراف والجريمة.
بلا شك فان ايتام النظام السابق وازلامه ومجرميه ما كان لهم امكانية التواصل لولا هذا الدعم متعدد الاشكال الذي يأتيهم من الخارج الى ذلك فان الشعب العراقي العظيم صاحب التاريخ العريق والحضارة الاصيلة والادارة الواعية وهو يحث الخطا في مسيرته الديقمراطية الجديدة يدرك جيدا ابعاد هذه التحديات المصيرية في الداخل والخارج وكما يدرك اهدافها ايضا.
لذلك فان الاصرار الوطني على مواصلة هذه المسيرة الديمقراطية يجب ان يتعزز ويتسع باستمرار مع الاقتراب من موعد الانتخابات.
ان بعض القوى السياسية اعلنت رغبتها في التأجيل واخرى قررت الانسحاب واخرى ما تزال تنظر من دون ان تتخذ موقفا واضحا وحاسماً من هذه التجربة التأريخية.
اننا من هنا نؤكد ان الموقف الوطني المسؤول يجب ان يلتقي على هدف مشترك واحد هدف وطني جليل ذلك هو اهمية الانتخابات من اجل ازاحة الاحتلال وممارسة العراقيين لخياراتهم الوطنية بانفسهم، وبرغم الصعوبات والتحديات يجب ان نبدأ لان المسيرة طويلة لكننا لا ننسى ان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
ان مصير العراق ومستقبله بين ايدينا وان الانتخابات القادمة تفتح الابواب واسعة امام عراق مستقل عراق الوحدة الوطنية والديمقراطية والنهوض.
اما التخلف عن اداء هذا الواجب الوطني فانه سيمنح كل الاعداء دعما مضافا لممارسة جرائمه الارهابية.
لذلك فان علينا ان نسأل انفسنا ماذا نريد؟
هل نريد عراقا قويا مستقلا مرفها يرفل بالامن والاستقرار والسلام يكون فيه العراقي سيد نفسه.
أو نريد عراقا جريحا منتهكا محتلا بؤرة للجريمة والارهاب؟
ان اردنا ان نكون أسياداً في وطننا احرارا في قراراتنا، أقوياء بوحدتنا متمتعين باستقلالنا الحقيقي فان صناديق الاقتراع بانتظارنا... لنؤكد ونوثق حبنا لهذا الوطن العزيز
[/align]