 |
-
لعيون إسرائيل..ألمانيا تهدد بمقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة حول مكافحة العنصرية
ألمانيا تهدد بمقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة حول مكافحة العنصرية
أعلنت ألمانيا انضمامها للدول التي قد تقاطع المؤتمر الأممي لمكافحة العنصرية خوفا من استغلاله كمنبر لتوجيه الاتهامات لإسرائيل. كما لا يزال المطلب الإسلامي بمكافحة التشهير بالأديان مثار خلاف كبير وسط مخاوف من إساءة تطبيقه.
تدرس الحكومة الألمانية في الوقت الحالي مقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية والمزمع عقده فى جنيف في نهاية نيسان/أبريل المقبل. وقال جونتر نوكيه، مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، في حديث لصحيفة "برلينر تسايتونج" في عددها الذي يصدر غدا الأحد(15 مارس/آذار) "سنبذل أولا كل الجهد لتحسين الصياغة النهائية للوثيقة الختامية حول مكافحة العنصرية، ولكننا لن نحرص على المشاركة في المؤتمر بأي ثمن".
وأضاف المفوض الحكومي أن هناك بعض الخطوط الحمراء التي يجب عدم تجاوزها وأوضح قائلا "يجب على ألمانيا ألا تحضر مثل هذا المؤتمر للأمم المتحدة في حال التركيز على إدانة إسرائيل وحدها".
اتهامات باتخاذ موقف أحادي من إسرائيل
وتأتي تصريحات المسئول الألماني قبل انعقاد مؤتمر دوربان الثاني لمكافحة العنصرية في العشرين من الشهر المقبل في مدينة جنيف السويسرية والذي يواجه انتقادات غربية حادة بسبب إشارة مسودة الإعلان الختامي للمؤتمر إلى مسئولية إسرائيل وحدها عن الصراع بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وفي المقابل لا تشمل مسودة الإعلان الختامي للمؤتمر أي إدانة واضحة لأعمال القتل والتجاوزات في مناطق أخرى مثل دارفور. يذكر أن ليبيا تتولى رئاسة لجنة الإعداد لمؤتمر دوربان الثاني وتضم اللجنة في عضويتها كوبا وإيران. وكانت الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وإسرائيل قد أعلنت عدم مشاركتها في المؤتمر خوفا من استغلاله لتوجيه الاتهامات ضد إسرائيل.
"ليس للانتقادات ما يبررها"
ومن جانبها رفضت رئيسة المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي المخاوف من تحول المؤتمر إلى "معاداة لإسرائيل" ووصفت الانتقادات بأنها "ليس لها ما يبررها". وشددت بيلي على أهمية التزام كل دولة بغض النظر عن نظامها السياسي والاقتصادي والثقافي بدعم حقوق الإنسان وحمايتها، وقالت: "الوصول إلى نتيجة مقنعة لهذا المؤتمر وما بعده تعتمد بشكل كبير على استعداد الدول للبحث عن حل وسط".
وسعت الأمم المتحدة بشكل مكثف إلى إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بالمشاركة في المؤتمر، مشيرة إلى أن انتخاب أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية يجب أن يكون فرصة لتحفيز أقليات أخرى. لكن الإدارة الأمريكية أعلنت انسحابها من المؤتمر بعد مشاركة وفد لها في الجلسات التمهيدية. الجدير بالذكر أن المؤتمر الأول لمكافحة العنصرية والذي انعقد في مدينة دربان في جنوب أفريقيا خريف عام 2001 انتهى باتفاق مثير للجدل احتجت عليه الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة وغادر الوفدان قاعة المؤتمر بسبب الأصوات المعادية لإسرائيل.
مكافحة التشهير بالأديان تثير خلافا
والموقف من إسرائيل ليس التحدي الوحيد الذي يعترض طريق مؤتمر مكافحة العنصرية. فهناك خلاف بين الدول الإسلامية والغرب حول مطلب تقدمت به باكستان إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكي يتم تضمينه في البيان النهائي للمؤتمر، ويهدف إلى "مكافحة التشهير بالأديان" وهو المفهوم الذي ترفضه بشدة الدول الغربية وفقا للمقترح الباكستاني.
ويرى مشروع القرار الذي قدمته باكستان باسم منظمة المؤتمر الإسلامي ان التشهير بالأديان يشكل "إهانة خطرة للكرامة البشرية" من شأنها أن تؤدي بالخصوص "إلى الحث على الكراهية الدينية وإلى العنف". كما يعرب مشروع القرار عن "القلق" إزاء نشر "صور سلبية لبعض الأديان في وسائل الإعلام" في إشارة الى قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد في 2005.
ويقول منتقدو منظمة المؤتمر الإسلامي وبينهم مسلمون معارضون أن الجهود لحظر "الإساءة للأديان" تستهدف أساسا منع توجيه انتقادات للسلطات في الدول الإسلامية بشأن معاملة المرأة والذين ينتمون لأديان أخرى. كما أعرب أكثر من مسؤول أوروبي عن خشيته من أن يصبح الحق العالمي لحرية التعبير عرضة للخطر إذا أصدر مؤتمر دربان الثاني نداء لفرض حظر على "الإساءة للأديان".
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,4097531,00.html
-
العلاقات الألمانية الإسرائيلية بين تبعات الماضي وتطلعات الحاضر
مرّ ستون عاما على تأسيس ألمانيا وواحد وستون عاما على قيام دولة إسرائيل. العلاقات بين البلدين ترتكز على الصداقة المتبادلة وتتسم بدعم ألماني قوي للدولة اليهودية، بيد أن الطريق لذلك كان طويلا نظرا للأسباب التاريخية الصعبة.
تعدّ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في إسرائيل ضيفا مبجّلا، كما تعتبر صديقة وفيّة للدولة اليهودية، حتى عندما تعرّضت إسرائيل لانتقادات دولية بسبب الأزمة في غزّة، لم تتوان المستشارة عن تأكيد الالتزامات الألمانية تجاه الشعب اليهودي. وهو أمر أكّدته في 18 من شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري، عندما قامت المستشارة الألمانية صحبة خمسة من قادة دول وحكومات أوروبية بزيارة إلى إسرائيل بهدف التأكيد على تضامنها مع الشعب الإسرائيلي. في ذلك اليوم أصبح وقف إطلاق النار ساري المفعول بعد ثلاثة أسابيع من التدخّل العسكري الإسرائيلي في قطاع غزّة والذي تسبب في مقتل 1300 شخص من الجانب الفلسطيني. وقبل الذّهاب إلى إسرائيل كان السّياسيون الأوروبيون قد زاروا مصر للإعلان عن دعمهم للجهود الرّامية إلى حلّ سلمي للأزمة في المنطقة.
ألمانيا صديق وفي لإسرائيل
وفي مصر وكذلك في إسرائيل أعلنت المستشارة الألمانية ضرورة وقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزّة كأوّل إجراء لحلّ الأزمة هناك، مؤكّدة على استعداد ألمانيا لتقديم يد المساعدة. وكانت الرسالة التي حملتها المستشارة إلى إسرائيل تفيد بأن ألمانيا هي سند قوي لإسرائيل. وجدّدت ميركل بالتّالي عهد الوفاء الذي كانت قطعته على نفسها قبل سنة عندما ألقت خطابا داخل الكنيست الإسرائيلي بمناسبة مرور ستّين عاما على قيام دولة إسرائيل، وهي ذكرى تم الاحتفاء بها في ألمانيا من خلال عدد من الفعاليات والتظاهرات الرسمية الشاملة. وكانت ميركل قد أعلنت آنذاك أن "ألمانيا لن تترك إسرائيل لوحدها وأنّها صديق وشريك وفيّ"، كما لفتت إلى أن العلاقات بين البلدين فريدة ومن نوع خاص، ترتكز على مبادئ مشتركة وعلى التضامن وعلى المسؤولية الألمانية المطلقة إزاء الماضي.
بيد أن ميركل لم تكن العام الماضي لوحدها في إسرائيل، حيث صاحبها عدد من الوزراء الألمان. وتزامن الاحتفال بالذكرى الستّين لقيام دولة إسرائيل مع أولى المشاورات الحكومية الألمانية الإسرائيلية المشتركة، التي استضافتها مدينة القدس. وشكّلت هذه المشاورات في ذلك الوقت قمّة التقارب بين الدولتين، اللتان تأسّستا في نفس الحقبة وبفارق سنة فحسب، حيث تأسست دولة إسرائيل عام 1948 وألمانيا في عام 1949.
بداية العلاقات الألمانية الإسرائلية
بداية العلاقات بين بون -العاصمة الألمانية القديمة- والقدس تعود إلى الخمسينات، حيث وقّعت الحكومة الألمانية وإسرائيل عام 1952 اتفاقية دفع التعويضات، التي اعترفت فيها الدولة الألمانية بالمسؤولية عن قتل اليهود الأوروبيين على يد النازيين. كما التزمت ألمانيا بدفع تعويضات مالية لليهود الناجين من الهولوكوست ولدولة إسرائيل. وتعهّدت بون آنذاك في أجل أقصاه عام 1965 بدفع ثلاثة مليارات مارك ألماني (عملة البلاد آنذاك) أي ما يعادل نحو مليار ونصف المليار من اليوروهات. كما تم دفع 450 مليون مارك ألماني للجنة المطالبات، التي مثّلت المصالح الفردية لليهود، اللذين تعرّضوا للملاحقة من قبل النازيين.
بالنسبة لكونراد أديناور Konrad Adenauer الذي كان شغل منصب أول مستشار لألمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت التعويضات المالية لإسرائيل - نيابة عن الضحايا اليهود للإرهاب النازي - رُكنا لا يمكن الاستغناء عنه للسّياسية الألمانية لما بعد الحرب العالمية الثانية. وكان آنديناور قد قال في وقت لاحق إنه "كان يتعيّن علينا التعويض بقدر الإمكان عن الظلم الذي تعرّض له اليهود على يد النازيين".
كما كانت المصالحة مع اليهود وإقامة العلاقات مع دولة إسرائيل تعتبر بالنسبة لكونراد آديناور من أهمّ المهام السياسية لدولة ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. ففي مارس/آذار عام 1960 التقى آديناور في فندق فالدورف أستوريا في نيويورك لأول مرّة برئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك ديفيد بن غريون. وسجّل اللّقاء بداية العلاقات الألمانية الإسرائيلية، التي تحوّلت عام 1965 إلى علاقات دبلوماسية رسمية.
علاقات تبقى غير عادية
وشهدت السنوات اللاّحقة دعما للعلاقات بين ألمانيا وإسرائيل على جميع الأصعدة، حيث كان هناك تعاون وثيق في مجال الثقافة والتعليم والبحث العلمي وتبادل الزيارات الشبابية. أما على الصّعيد السياسي فقد تقارب البلدان من بعضهما البعض بصفة مطّردة إلى أن أصبحت ألمانيا، التي تعدّ داخل الإتحاد الأوروبي أهم مدافع عن الدولة اليهودية، ثاني أكبر شريك لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك إلا أن الرئيس الألماني هورست كولر لفت إلى أن العلاقات الألمانية الإسرائيلية لا يمكن أن تكون عادية نظرا للذنب الألماني. وكان كولر قد قال، بعد مرور أربعين عاما على ربط علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في الكنسيت الإسرائيلي، متسائلا "من كان يظن قبل أربعين عاما بأن العلاقات بين البلدين ستتطور إلى علاقات صداقة طيبة؟".
واليوم لم تقتصر العلاقات الطيبة بين البلدين على الحكومتين فحسب، وإنّما أضفت عليها صداقات بين الكثير في كلا البلدين طابعا خاصا. بيد أن هذه الصداقة امتزجت في الفترة الأخيرة بنبرات نقدية، ذلك أن التدخّل العسكري في قطاع غزّة، وإن لم تنتقده الأوساط السياسية في ألمانيا، إلا أنه أثار لدى الرأي العام الألماني انتقادات واحتجاجات.
http://www.dw-world.de/dw/article/0,,4095416,00.html
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |