صرخة عراقية

زهير كاظم عبود



تتحدث أختنا العراقية الأصيلة من الكرد الفيلية في تلفزيون كردستان وتقول أن السلطات العراقية قامت بتسفيرهم الى أيران لأنهم أكراد فيلية بعد أن صادروا أملاكها وممتلكاتها ، وقد أقتطعوا منها وليدها وفرقوها عن زوجها ، وقبل تسفيرها علمت أن السلطات قامت بأعدام أبنها البكر في سجن أبي غريب ، وأنها لم تعرف تهمة ابنها الذي تم تنفيذ الأعدام به .
وأن السلطات الأيرانية التي استقبلتهم كانت تعاملهم على أساس انهم عرب عراقيين لايحق لهم العمل أو التجنس .
وبقوا مدة طويلة من الزمن دون جنسية ولم يبت العالم كله في جنسيتهم .
وتسأل وتلح لتعرف ماهي جنسيتها الان ؟ وماهي هويتها ؟
وتصرخ في وجه العالم المتمدن والعرب العاربة والمستعربة ومنظمات حقوق الأنسان والعراقيين الذين لم تزل ضمائرهم غافية ، تسأل أي فجيعة تحملها شعب العراق ؟ وأي كارثة حلت بالأنسانية ؟ وأي شعب تحمل مثلما تحملنا ؟ وأي صمت حل في أرواحنا ؟
وأي جريمة أقترفها الكرد الفيلية ؟
أي جريمة أقترفت بحق هذه الشريحة العراقية النقية ؟
وأتمعن في وجه أختنا العراقية من الكرد الفيلية وهي تحكي لنا قصة من قصص الف ليلة الممتعة ونحن نتابع برنامج ( شهادات ) صادقة وحقيقية لبشر أفنوا اعمارهم لايعرفون لماذا وكيف وماهو السبب في أن يجري عليهم ماجرى ؟؟
شعب بأكمله تمت أستباحته وأنتهاك أنسانيته لم يشعر العالم والأمم المتمدنة بوخزة ضمير سوى بالألم والأمتعاض لما حل بشعبي من الأكراد الفيلية .
من سمع منكم حكومة تفرق الشباب عن أمهاتهم لتقدم على أعدامهم بسبب قوميتهم ؟
من سمع منكم تهمة بسبب كون الأنسان ينتمي الى قومية معينة لم يكن له اختيار فيها ؟
من منكم سمع بحكومة تقوم بتسفير شعبها الى بلد اخر وتلغي عنه مواطنته وجنسيته ؟
من منكم سمع بحكومة تسرق أموال شعبها وتستحوذ على ممتلكات وعقارات الكرد الفيلية ؟
من عرف قبلاً في زوايا التاريخ العربي المخفي أو المفتوح المعروف لدينا عن سلطة أستباحت شعبها بالشكل الذي أستبيحت به أنسانية الكرد الفيلية دون أن يزلزل الله ارض العراق ؟
وبعدك تسألين أيتها الأخت عن هويتك الان ؟
حكومتنا في زمن قائدنا المنتصر( دوماً علينا ) كانت تحافظ على نقاء العروبة والدم العربي الطاهر في عروقنا حتى لاتدنسه دماء ابناء الكرد الفيلية .
حكومتنا في عهد القائد عبد الله المؤمن وقائد الحملة الأيمانية كانت تريد انقاذنا منكم أيها الكرد الفيلية ممن تتمسكون بدين زرادشت والمجوس لابدين الأسلام ومذهب آل البيت ( ع ) .
حكومتنا الرشيدة العربية والأسلامية الهوية والتي كانت تحضر المؤتمرات الأسلامية وتحضر أجتماعات الرجال في نقابة الملوك والزعماء العرب كانت تريد تخليص العراق من نماذج لاتليق بعراق البعث والعروبة من امثالكم .
حكومتنا الأسلامية المؤمنة بالبعث كانت تريد تخليصنا منكم فقد كنتم ترتكبون أكبر الجرائم بحق الوطن لأنكم عراقيين وأكراد وشيعة .
وتسألين ماهي جرائمكم ؟ لقد كنت أنت وشعبك من العراقيين الأكراد الفيلية وهذا بحد ذاته تهمة تستحق الموت والخيانة العظمى .
أجل أخيتي لقد كنتم خونة بحق السلطة لأنكم من الأكراد اولاً ، ولآنكم من الفيلية ثانياً ، ولانكم من الشيعة ثالثاً ، ولآنكم من أعداء البعث رابعاً ، ولانكم من البسطاء الفقراء الطيبين خامساً ، ولانكم أعطيتم لهذا الوطن مايستحقه من البذل والعطاء وقدمتم الضحايا والشهداء ولم تسرقوا منه ولم تتنكروا اليه سادساً ، وكنتم تؤدون الخدمة العسكرية الأجبارية التي لم يؤديها القائد الضرورة وأولاده وأهاليكم رهن الأعتقال ثامناً ، وكنتم تساهمون في بناء أقتصاد العراق بعرقكم وجهدكم تاسعاً ، ولاتكم عراقيون أصلاء عاشراً .
وبعد كل هذا هل تسألين عن هويتك أيتها الأخت الكردية الفيلية التي ظهرت في فضائية كردستان العراق ؟
أنت العراق وشرف العراق ، وأنت الوجه الذي يشرفني أن انتمي اليه وأنزع عروبتي ، وأنت المجاهدة التي افتخر كونها أخت وأم وابنة لنا ، وأنت الصرخة الموجعة التي نطلقها في النقابات العامة لمجلس الأمن الدولي والمحافل العربية .
أنت ممن تفتخر بها جنسية العراق .
وأنت العراقية الكردية الفيلية الشيعية التي نقف لها أجلالاً وأحتراماً وأعترافاً منا بما حل بها من محنة وظلم وغبن فاحش .
وأنت أختنا وشرفنا الذي أراد الطاغية أن يسلبنا أياه تحت ستار العروبة والبعث .
وأنت ممن يليق بها العراق رغم كل المحنة التي مرت على عمرك وأخذت من أيامك .
وها أنت ترين بعينيك ماصار اليه النكرة الذي قام بالتنكيل بشعبي وتسفير أهلنا الطيبين وأذلال شيوخنا وأهانة امهاتنا وفضح ستر نسائنا ، وها أنت تشهدين تحقق عدم أهمال الله سبحانه وتعالى للظلم والظالمين ، وهو الذي يمهل ولايهمل .