العراق والقمة العربية
حسنا فعل الرئيسان الطلباني والمالكي حينما تقاسما الادوار في المؤتمرات الدولية التي انعقدت وسنتعقد في الفترة المقبلة ، وهو يدل على وجود تنسيق مشترك بين الرئيسين في مجال العلاقات الخارجية بدلا من التنافس ، وسيكون نصيب رئيس الوزراء حضور القمة العربية في الدوحة .
وبما أن الاجواء العربية تتجه نحو المصالحة العربية -العربية فلابد لهذه القمة أن تعلن مصالحة عربية باتجاه العراق ،والتحرك نحوه بغير الاتجاه السابق ،والقبول بالامر الواقع العراقي ،ولايكفي أن تكون البيانات الرسمية للدول العربية داعمة للعراق ووحدته بينما تكون الافعال للمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية بغير الاتجاه الذي تتحدث فيه .

نريد لهذه القمة أن تكون نقطة تحول ومفرق الطريق بالنسبة للعرب تجاه العراق وأن تكون النوايا الحسنة و(حسن الظن) العربي بالواقع العرقي هو العنوان الرئيسي لهذه القمة ،ونرفض رفضا قاطعا نعت العراق بالمحتل في القمة ،ولانريد أن يكون العراق على جدول الاعمال كمشكلة بل هو جزء من الحل للواقع العربي.

ومن هنا ندعو رئيس الوزراء الى الوقوف بحزم وقوة ضد أي متحدث في القمة يتطاول على العراق والعراقيين وأن يلتزم المتحدث بالسياقات الرسمية والدبلوماسية في الحديث عن العراق ،واحترام إرادة العراقيين في اختيارهم للنظام الذي يرغبون العيش والتعايش معه.
في السنوات الماضية كنا بحاجة الى العرب، ولكن المحيط العربي المجاور وغيره كان له دوراكبيرا في عدم الاستقرار لاسباب كثيرة ناقشتها في مناسبات سابقة ، ومع هذا استطاع العراق أن يعود الى حالة من الاستقرار ويشهد تحولا ملفتا للنظر في أوضاعه الامنية والسياسية وينجح في الاتفاق مع الولايات المتحدة للخروج نهائيا بقواتها من العراق،وسيعود العراق رقما صعبامرة اُخرى في المعادلة العربية الستراتيجية .
وهذا ما اتمناه للعرب للتفكير بعقلية ستراتيجية، فالعراق المستقر القوي خير لهم من عراق ضعيف وممزق وإن ضمنوا ولاء هذا الطرف وصداقة ذاك ،وأثبتت التجربة أن النيران التي يُشعلها أصحابها لابد أن تمسهم وتحرقهم في نهاية الطريق عندما لايستطيعون إطفائها وتخرج عن سيطرتهم.
لذلك ندعو رئيس الوزراء بما عهدناه في صراحته أن تكون دعوته للعرب هذه المرة من منطق الحاجة العربية الى العراق ،وأن العراق بالرغم من كل الجراح سينسى ما سببه له تغافل وتناسي وتوجس الاشقاء، وسننظر الى الامام في منح الفرصة مرة اخرى الى العرب كبادرة حسن نية من العراق الجديد نحو أشقائه .
من هنا نريد لهذه القمة أن تكون محطة تحول في العقلية العربية الرسمية ،ومنع كل المؤسسات والوسائل الاعلامية في دولها التي تحاول تأجيج نيران الفتنة وتنال من الواقع العراقي ،فحسن النوايا بحاجة الى أفعال ،وعندما يتباطئ العرب كعادتهم فسيتجه العراق الى اتجاهات اخرى شمالا أو شرقا وهذا ما يجب على العرب ان يدركوه ويسرعوا الخطى وانتهاز الفرصة ،والفرصة لمن يستحقها فهل سيستغل العرب هذه المناسبة ؟
سأترك الاجابة الى مابعد القمة ورؤية الافعال العربية تجاه العراق في المرحلة القادمة....

عبدالامير علي الهماشي