المالكي يبلغ لاريجاني مسؤولية العراق لا إيران عن إعمار العتبات المقدسة





أبلغ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان العراقيين هم المسؤولون عن اعمار العتبات المقدسة في بلدهم وذلك بعد ان اشار مسؤولون ايرانيون الى استعداد بلادهم لاعمارها واكد ان بلاده تقدم جميع التسهيلات اللازمة للزائرين اليها من الايرانيين وباقي البلدان الاسلامية ..


بينما نفى المالكي على صعيد اخر تحالف قائمته الانتخابية ائتلاف دولة القانون مع القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وقائمة جبهة الحوار الوطني بزعامة النائب صالح المطلك في مجالس المحافظات .


واكد المالكي خلال اجتماعه مع لاريجاني في بغداد اليوم حرص الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع جمهورية ايران الاسلامية في جميع المجالات. وقال " نحن متوجهون هذا العام نحو تطوير الاقتصاد في الجوانب الصناعية والزراعية والتجارية والكهرباء والنفط وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في عموم المحافظات وفسح المجال للقطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة في عملية البناء".


وأضاف "لدينا أهتمام خاص بإعمار العتبات المقدسة ولكن هذا الامر سيكون تحت إشراف المسؤولين فيها الى جانب تقديم المساعدات والتسهيلات اللازمة للزائرين الايرانيين وباقي البلدان الاسلامية".


وجاء تأكيد المالكي على مسؤولية العراقيين عن اعمار العتبات الشيعية المقدسة المنتشرة في المدن العراقية وخاصة في بغداد والنجف وكربلاء والنجف وسامراء اثر تصريحات لرئيس تشخيص مصلحة النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني خلال زيارته الى العراق مطلع الشهر الحالي عن رغبة حكومة بلاده القيام بعمليات أعمار لهذه المراقد الامر الذي رفضته مؤسسات اعمارية واقتصادية عراقية .


ودعا المالكي خلال الاجتماع مع لاريجاني الشركات الايرانية للعمل والاستثمار في العراق والمساهمة في عملية البناء والاعمار اسوة بالشركات العالمية" كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمت نسخة منه بعد ظهر اليوم .

ومن جهته "أشاد رئيس مجلس الشورى الايراني بالتقدم الحاصل في العراق في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية". وهنأ لاريجاني المالكي على "نجاح إنتخابات مجالس المحافظات التي شكلت خطوة مهمة في طريق الديمقراطية والحرية في العراق الجديد". وجدد رئيس مجلس الشورى الايراني دعم بلاده للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها في كل ما تسعى اليه في عملية البناء والاعمار وتطوير الاقتصاد العراقي".


وكان لاريجاني وصل الى العراق مطلع الاسبوع الحالي واجتمع امس الاول في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني .


وقال لاريجاني عقب الاجتماع أنه بحث مع المرجع القضايا المهمة التي تخص العالم الإسلامي والمنطقة والعالم وأوضاع العراق والظروف المحيطة بالمنطقة والموقف منها واصفا المباحثات بأنها كانت جيدة جدا ومفيدة . واشار الى ان “نظرة السيد السيستاني حول تلك الامور كانت نافذة ودقيقة وكان محيطا بشؤون المنطقة ومباحثاتنا معه كانت جيدة جدا . ووصف لاريجاني العلاقة بين العراق وإيران بأنها “تاريخية وثقافية عميقة وليست مرتبطة بالأمس واليوم وغدا بل لها عمق حضاري” .


واضاف أن “العلاقات الثقافية بين الشعبين العراقي والإيراني قوية جدا ومهمة ونحن تحدثنا عن معاناة الشعب العراقي في الظروف المختلفة ووقفنا الى جانبه في زمن نظام صدام الدكتاتوري حيث كان الكثير من رجال السياسة والمجتمع العراقيين ضيوفا لدى إيران وكنا نتعامل معهم كأخوة في الإسلام” .

واضاف “في زمن الهجوم الأميركي على العراق واحتلاله البلد تحسسنا معاناة الشعب العراقي وحالة الضيق التي يعيشونها وطالبنا علنا بمغادرة أميركا للعراق وعرفنا العالم بأننا لا ندافع عن العراق فقط بل عن الشعب العراقي ايضا القوي الشجاع المسلم وطالبنا الأمريكان بإيجاد حياة جيدة للعراقيين باعتبارهم من حكموا العراق بعد صدام”. وحول علاقات ايران مع الولايات المتحدة في عهد اوباما قال “مشكلتنا مع أميركا ليست بسيطة وليست عاطفية تنتهي بإطلاق بعض التبريكات وما شابه ذلك” مضيفا “يجب ان نناقش جذور المشكلة ولا نريد ان نكون متشددين جدا ولا متساهلين جدا.” وأضاف “هناك الكثير من المشاكل بيننا وبين أمريكا فهي التي حركت صدام في الحرب علينا والجميع يعلم ما عملته أمريكا ضد إيران على مدى 30 عاما والموضوع ليس بسيطا بحيث يحل بعبارات لسانية يجب إدراك جميع أبعاد الموضوع علينا أن ننظر للموضوع بهدوء وتأني.”


وتاتي زيارة لاريجاني الى العراق وسط معلومات عن ضغوط ايرانية لدخول الائتلاف الشيعي الموحد بقائمة واحدة في الانتخابات العامة التي ستجري اواخر العام الحالي وتفرز رئاسات جديدة للبرلمان والجمهورية والحكومة بعد ان دخل اكبر فصيلين فيه وهما المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي الانتخابات الاخيرة بقائمتين منفصلتين.


وشهدت الاسابيع الماضية وصول شخصيات ايرانية رفيعة المستوى الى العراق حيث اجتمعت مع السيستاني وبحثت معه تطورات الاوضاع في العراق وعلاقاته مع ايران كان اخرها اجتماع رفسنجاني الذي قدم الى المرجع دعوة لزيارة ايران رفضها الاخير لاسباب تتعلق برغبته "في تجنب تفسيرات خاطئة لاهداف الزيارة" كما اوضح مصدر في مكتب المرجع.