اُحاكم شيعة العراق *
ماتعني زيارة الطالباني للسيستاني
كتابات - مهدي الحسيني
قال لي صاحبي غاضباً متبرماً: ويح الطالباني ثم ويحه ما للسيستاني والشأن العراقي وهو ايراني لا شأن له بالعراق وأهله خلا ما يجبى اليه باسم الحوزة العلمية في النجف الأشرف ليسأله بشأن خاص من شؤون العراق وشيعته؟
وكان صاحبي محقاً فيما قاله خلا ما لم يجهر به من أن اللوم لا يقع على الطالباني فحسب، نعم بل هو أيضاً على شيعة العراق الذين عاشوا دهراً بين ظلم صدام واحتقار الكثير من الايرانيين لهم، والذين نسوا كل شيء ممن علمه القاصي والداني من مفاسد بعض أركان الحوزة من الايرانيين ثم ارتضوا للسيستاني وأتباعه وحاشيته أن يكونوا وجهاً لهم، ومتحدثاً باسمهم، وهم مَنْ هم...
أنا لا اُحاكم السيستاني فلست معنياً بهذا الأمر، ولكني اُحاكم رجال الشيعة وفيهم من فيهم من العلماء، والفضلاء، والمفكرين، والادباء، والسياسيين، والمثقفين وغيرهم، وأسالهم ماذا يعني لهم مرجع فرضته أهوا ء ومصالح قوم ثبت فسادهم، وبان انحرافهم، واشتهر بين العامة والخاصة سوء استخدامهم لثروات طائلة جُمعت باسم الشيعة ثم تحولت الى ملك عضوض لهم ولمريديهم ليتحول الى ممثل لهم في ادارة شؤونهم الحياتية، وقيادتهم السياسية، حين تبتني نظريته على تحديد عمله بالفتاوى الفقهية الشرعية فحسب، لا كما عُرف بولاية الفقيه.
اُحاكم شيعة العراق لانهم لم يتوقفوا ليسألوا انفسهم ماذا فعل لهم السيستاني في ساعة الشدة ليسوسهم في ساعة الرخاء؟
اُحاكم شيعة العراق لانهم عاشوا وسيبقون مطايا لتحقيق مآرب اسر وعوائل حكمتهم باسم المرجعية الشيعية ولم يسألوا انفسهم ماذا فعلوا لهم؟ وكيف تعاملوا معهم؟ وكيف يعيش هؤلاء واتباعهم في رغد العيش وسعته، و كيف عاش ويعيش باقي شيعة العراق في فقر وتشرّد وخوف.
اُحاكم شيعة العراق لانهم لم يسألوا أنفسهم كيف يفصّل هؤلاء الدين على هواهم، فتارة حين يشتد البأس "أن الدين لا شأن له بالسياسة"، و"أن التقية دينهم"، وحين تهون الامور وتسهل فانهم هم القادة، واليهم ير جع الامر كله، وعلى الباقين السلام.
اُحاكم شيعة العراق وهم يرتضون بان يدير شؤونهم ايرانيون حين ترفض ايران أن يتدخل بابسط شؤونها غير ايراني.
اُحاكم شيعة العراق الذي استباح صدام اعراضهم، وقتل ابناءهم، وهدم مدنهم وقراهم حين لم يحرك هؤلاء ساكناً، ولكنهم الآن وبعد رحيل صدام طالت لهم ألسن، وشمخت لهم اعين وجباه.
اُحاكم شيعة العراق الذين لم يسألوا انفسهم الى متى تقبيل هذه الأكف التي تحتقرهم وتزدريهم؟ والى متى دفع الحقوق لهم وارصدتهم متخمة؟ والى متى تفتقر ساحتنا الى مرجع عراقي لا تدبر ضده المؤامرات، ولا تحا ك ضده الدسائس؟
اُحاكم شيعة العراق الذين لم يسألوا انفسهم كيف سقى هؤلاء مرجعنا الكبير وشهيدنا الاول محمد باقر الصدر المر وأطعموه الحنظل، حتى قدموه آخر الامر الى مجزره صدام ولم يحركوا بعد ان قتله الطاغية ساكناً، و لم يتفوهوا بحرف وكأن من قتله صدام كان نكرة لا قيمة لها، وسقط متاع لا يؤبه به.
اُحاكم شيعة العراق لانهم لم يتوقفوا ليسألوا أنفسهم كيف سعى هؤلاء الى قتل شهيدنا الثاني محمد صادق الصدر، ودبروا ضده المكائد، واشتكوا عليه عند الطاغية، واكثروا من المنشورات التي تتهمه وتطعنه، وتسيء الى مرجعيته التي دان لها أكثر شيعة العراق، واستخدموا في سبيل تحقيق ذلك كل ما لديهم من طاقات وامكانيات.
الى متى ياشيعة العراق فوالله لن تقوم لكم قائمة حتى قيام الدين وأنتم تسلمون قيادكم لمن تؤمرون بتقليده دون فحص وتمحيص، فيكون حالكم كحال من يُقال له: لا يسمع، ولا يبصر، ولا يتكلم.
نعم لست ألوم الطالباني فقد اعتقد أن شيعة العراق هم اتباع للسيستاني من الفاو وحتى زاخو فلا غرابة أن يُقول الجهلة أن الشيعة ليسوا عرباً، بعد أن غفل الكثيرون أن شيعة العراق هم من نقل التشيع الى ايران التي ك انت سنّية تناصب آل البيت عليهم السلام العداء، وحيث سجل لنا التأريخ أن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لما أمر بالكف عن سب علي عليه السلام فوق المنابر كانت اصفهان آخر المدن عناداً ومخالفة لامره.
أقولها لست أحاكم السيستاني بشخصه، فهذا امر بينه وبين الله تعالى، ولكني لن ارتضيه ممثلاً لي، ولن ارتضي مهما كان لحاشيته الفارسية الصبغة باكثرها، والتي استشرى فيها الفساد حتى النخاغ، والتي يعرف الكث يرون منّا تأريخ العديد من سدنتها الفاسد وحاضرهم الافسد، لن نرتضيهم أن يتولوا أي شأن من شؤون العراق وبالتحديد شؤون شيعته، ناهيك عن نهب أموال الفقراء وانفاقها في بناء عروشهم، وترصين مراكزهم، ومواصلة احتقار الشيعة العراقيين واعتبارهم مجرد (كسافت).