 |
-
إختيار الزوج
rri
إختيار الزوج 
تقول حكمة شعبية : لا تبحثوا عن الجمال عند الرجال .. وتقول كلمات أغنية شعبية : الزوج القبيح كالمرض الكريه ..وإذا كانت الحكمة الشعبية تقلل من أهمية مظهر الرجل إلا أن الأغنية تعبر عن شفقة المجتمع الريفي للمرأة المتزوجة من رجل منظره كريه . من أين هذا التناقض .. . ببساطة فإن الحكمة تعكس موقف أولياء الفتيات الذين لم يعر أغلبهم أية أهمية لمظهر الرجل أما الأغنية فتعبر عن رغبة الفتيات في الزواج من شاب وسيم طلق المحيا وخفيف الدم .. والحقيقة أن الفتيات لم يكن يثمن ثراء طالب القرب ولا سمعة أسرته في القرية بقدر ما كن يقدرن خفة دمه وظرافته .. وكن يفضلن الزواج من شاب فقير ولكن طيب و خفيف الدم على الزواج من ثري كريه . ففي إحدى الأغاني الشعبية تقول الفتاة لأبيها:
"لا تنظر إلى ماله انظر إلى وجهه .. “
بل كانت الفتيات على استعداد للتغاضي عن فقر الشاب المحبوب والعمل معه كتفا إلى كتف لجمع المال اللازم لبناء بيت الزوجية شراء كل ما يحتاجونه من أغراض .. فتقول كلمات أغنية شعبية : زوجني من حبيبي الفقير يا والدي .. سنخدم الجيران ونشتري ثيران سنخدم الأقرباء و نشتري عربة ...
و من جهة كانت الفتيات الريفيات يقدرن الشبان الذين يوحي مظهرهم بالقوة و الرجولة.. فتقول أغنية شعبية : الخبز اليابس أطيب من كعك المخنث
هل كان أولياء الفتيات يحترمن رغباتهن أم أنهم كانوا يزوجونهن ممن يعتقدون أنهم مناسبين لهن لمجرد أنهم أبناء عائلات محترمة في القرية معروفين باجتهادهم و حسن سلوكهم و جديتهم و قادرين على ضمان حياة كريمة لبناتهم .. ولكن أحيانا كان الشاب الذي تعتبره الأسرة زوجا مناسبا لابنتها لا يحظى بإعجاب الفتاة .. يقول سيميون ماريان في بحثه إن أولياء الفتيات كانوا فيما مضى يزوجون بناتهم من الشباب الذين ويتجاهلون رأي الفتاة .. إلى أن تبين أن تزويجهن رغم أنفهن كان يعقد العلاقات الزوجية لاحقا و يثير مشاكل شتى و حتى مآس. فتراجع الآباء عن فرض إرادتهم على الفتيات و باتوا أكثر مرونة وانفتاحا لرغبتهن .. ففي الفترة التي أجرى فيها سيميون مارسيان بحثه الميداني كانت حالات التزويج بالقوة نادرة جدا على حد تعبيره ..
غالبا ما كان أوليا الأمور يصرون على أن يكون أزواج بناتهم من أبناء القرية و يرفضون تزويجهن من غرباء لا يعرفون عنهم أي شيء . و قد شاع الاعتقاد في الأرياف قديما أن الرجل الذي يبحث عن زوجة بعيدا عن قريته قد يكون سمعته بين أهلها سيئة إلى درجة أنه يستحيل له الزواج .. كان الريفيون يشكون في الأباء الذين يزوجون بناتهم في قرية أخرى ويقولون : لقد شردها لتعيش بين الغرباء .
كانت حفلات الرقص الجماعية المقامة أيام الأحد في القرية المناسبة الاجتماعية الرئيسية التي أعطت الفتيات الفرصة للتعرف على الشبان في سن الزواج .. وكن ينتبهن إلى مظهر الشبان و يتأثرن بأناقته وهيبته وحسن أدائه الرقصات و رشاقته ..
كان الفضول غالبا ما يدفع الفتيات إلى ممارسة السحر لعلعن يكشفن من خلاله ما إذا كان زواجهن سيتم قريبا ومٍن مَن ؟ يمارس السحر في الأوقات المحددة في التقويم الشعبي وإحدى تلك المناسبات سهرة الفتيات المقامة في مطلع كل عام .. تستضيف السهرة في بيتها امرأة متزوجة ويطلق عليها المضيفة .قبل مجيء الفتيات تضع على المائدة مختلف الأشياء بينها سكين و قطعة خبز و قليل من الملح و و خاتم و حجرة و قطعة فحم ثم تغطي كل ذلك بمناديل و مناشف . بعد الغروب تجتمع الفتيات حول المائدة فتطلب المضيفة من كل واحدة منها أن تخرج شيئا ما من تحت الغطاء ثم تقوم بالتنبؤ بخصال الرجل الذي ستتزوج منه أو عيوبه استنادا إلى دلالات ..على سبيل المثال إن كانت الفتاة تخرج السكن تتنبأ المضيفة بأن زوجها ستكون لهجته لاذعة.. وإن أخرجت قطعة الفحم تحذرها المضيفة من سرعة غضبه .. وكان الملح يبشر بزوج طيب و خفيف الدم .و إن أخرجت الفتاة الخاتم فيتوقع الجميع أن يتم زفافها قريبا وأما الحجرة فتبشر بالشؤم فإن الفتاة التي تخرجه قد لا تتزوج أبدا ..
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة طركاعة1 في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 16-07-2007, 10:38
-
بواسطة منازار في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 11-05-2007, 15:11
-
بواسطة safaa-tkd في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 11
آخر مشاركة: 23-04-2007, 20:30
-
بواسطة منازار في المنتدى واحة الحوار العام
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 16-02-2006, 12:16
-
بواسطة منازار في المنتدى واحة الدورات التعليمية والبرامج المشروحة + مشاكل الحاسبات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 26-01-2005, 12:47
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |