لا يا دكتور جعفري ويا جريدة البيان

مهدي تويج

لأول مرة في التاريخ العراقي الحديث يتمكن حزب الدعوة على اصدار صحيفة علنية تنتشر في بغداد وهذا انتصار عظيم ، ولكني طالعت الجريدة بكل الشوق واللهفة لأرى ماذا يريد ان يقول هذا الحزب العريق الذي قدم اكبر عدد من الشهداء ؟ واين يقع هذا الحزب من العملية السياسية؟ ومن هم شخصياته الذين يطرحهم للساحة؟ وماذا يدرك من هموم شعبه؟ لكني وجدت اعاجيب لا استطيع ان امر عليها مر الكرام ولم اجد من يجيبني عليها لأن الحزب لم يملك حسب علمي قناتا للتواصل مع الجماهير التي هي المقياس ليسمع اليهم و يستمعوا اليه الا هذه الجريدة التي يهتم الحزب بطباعتها اما من يقرأها وكيف تصل الى ايدي الناس فهذا امر لا دخل لهم فيه فالمهم الاصدار وكفى، ولذلك عندما اردت ان اعرف مواقف الحزب مما يدور – بعد ان عودنا الحزب على سياسة اللاموقف- لم اتمكن من العثور عليها عند باعة الصحف الذين يعرضون كل شيء الا صحيفة الدعوة!!!ولكني أخيرا وجدتها فاذن حالة اللاموقف هي هي …فلا تجد فيها ما يدل على الربط بين ما يكتب وما يدور في الساحة السياسي علنا او من وراء الستائر، بينما المفروض انهم حزب له معلوماته الخاصة ومواقفه الخاصة لكن جريدة البيان ليست فيها المعلومات والمواقف اللهم الا من كمية من الاخبار التافهة التي يعلمها القارئ قبل ان تعلم بها الصحيفة.وكذلك وجدت فيها الفقر الشديد الذي يعاني منه الحزب في الشخصيات فلا ترى الا الجعفري وكفى ، ويمكن ان نفسر ذلك بأن المشانق حصدت اغلب شخصياتهم ولكن ليس من المعقول انه لم يبق الا الدكتور جعفري، وهي حالة تذكرنا بالانظمة العربية التي لا يتجلى فيها للناس الا الزعيم الاوحد او الرئيس القائد.نسيت ان اقول ان شخصية اخرى تظهر الى جانب جعفري في الصحيفة وهي شخصية السيد بريمر الذي يحكي لنا قصة الانتقال السحري من ولاية الفقيه الى ولاية الائتلاف وليس الاحتلال.وكذلك هناك نقطة اخرى وهي غياب أي نقد للسياسة الامريكية او المخطط الامريكي للعراق الذي اذا فرغ من العراق سوف ينتشر في المنطقة ليسيطر على ايران وسوريا وهو يعني انهم موافقون على هذه السياسة ولا اعتراض لهم عليها خلافا لما يدعيه بعض اصحابهم من الموقف القوي الذي يتخذه جعفري من المستر بريمر!!!فهذا الموقف لو كان موجود لظهر على الصحيفة التي لا تحسن الا تلميع وجهين وتستغني بهما عن باقي الوجوه وكذلك هناك ملاحظة اخرى وهي انعزال الصحيفة عن كل هموم الناس ومشاكلهم كأنهم يعيشون في بلد آخر وهذه الحالة يفسرها البعض بالبرجوازية والبعض الآخر بعدم الرغبة في ان يزعل الامريكان منهم،والمهم ايضا ان الناطق الرسمي نفسه لم ينتقد يوما من الايام جرائم قوات التحالف أو مسير الحكومة على الاقل ليشعر الناس ان هذا الناطق الذي تسوقه على انه المرشح الاقوى لرئاسة الجمهور يشعر بمشاكل الجمهور ويطالب بحلها ولو مطالبة لسانية..ولكن كيف يعلم هذا الناطق شيئا عن جرائم اختطاف اطفال المدارس وعن جرائم السطو المسلح وعن ازمة المحروقات او ازمة الكهرباء او ازمة البطالة او ازمة الغلاء او ازمة الدواء او الرشوات المتفشية في كل مكان وعلى مسمع و مرأى من مجلس الحكم الذي يريد الجعفري ان يسوقه لنا على انه فعلا مجلسا حاكما وليس محكوما؟من اين يعرف ذلك وهو يزور العراق زيارات سريعة ولذلك فانا اقترح ان يكون اسمه الساكت الرسمي عن هموم ومشاكل شعبه وعن جرائم قوات الاحتلال واستهانتها بقيم العراقيين ارضا وشعبا وكرامتا ومقدساتا، وسيأتي اليوم الذي يندم فيه الساكتون على سكوتهم يا صحيفة البيان يا من لا تتكلم الا ما يرضي العلمانيين والامريكان.

منقول من كتابات