حزب الله يقبل بالهزيمة في الانتخابات النيابية اللبنانية
ـ بيروت ـ (رويترز) ـ قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم الاثنين انه يقبل بنتائج الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها التحالف المدعوم من الولايات المتحدة.
وقال نصر الله في حديث على شاشة تلفزيون المنار التابع لحزب الله " نحن نقبل النتائج المعلنة من قبل وزير الداخلية... بكل روح رياضية وديمقراطية ونقبل ايضا ان الفريق المنافس فريق الموالاة حصل على الاغلبية النيابية."
وأضاف إلى أن زعماء المعارضة سيجتمعون قريبا للتشاور بشأن موقف مشترك بشأن تسمية رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة جديدة.
وجددت الولايات المتحدة دعمها للبنان عقب الفوز المفاجئ لحلفاء الولايات المتحدة المناهض لسوريا على منافسيهم التحالف المؤيد لإيران.
وقال الرئيس الأمريكي بارك أوباما الذي قدمت بلادهم المساندة للتكتل المناهض لسوريا إن واشنطن "ستواصل تأييد لبنان مستقل ذي سيادة وملتزم بالسلام بما في ذلك التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الامن التابع للامم المتحدة."
وقال في بيان "نأمل بصدق أن تواصل الحكومة الجديدة نهج بناء لبنان ذي سيادة ومستقل ومستقر."
واظهرت النتائج الرسمية التي اعلنها وزير الداخلية زياد بارود ان تكتل سعد الحريري المؤيد للغرب حصل على 71 مقعدا في البرلمان المؤلف من 128 عضوا مقابل 57 مقعدا لتحالف المعارضة الذي يضم حزب الله وحركة امل الشيعيين والزعيم المسيحي ميشال عون.
ويشمل تكتل الحريري ثلاثة مستقلين كانوا على لوائح الائتلاف المناهض لسوريا في الانتخابات التي جرت أمس الاحد والتي توقع العديد ان تتمخض عن فوز محدود لحزب الله وحلفائه.
ومثلت هذه النتيجة ضربة لسوريا وايران اللتين تساندان حزب الله بينما كانت بمثابة نبأ طيب للولايات المتحدة والسعودية ومصر التي تساند تحالف "14 اذار" وهو تاريخ تجمع حاشد في 2005 ضد الوجود العسكري السوري في لبنان.
وفي نيويورك قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن الأمين العام دعا اللبنانيين لاحترام النتائج وأعرب عن أمله في بدء عملية تشكيل الحكومة فورا.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي كان مركزه مركز كارتر يراقب الانتخابات في مؤتمر صحفي إن النتائج كانت "دقيقة على نحو مرض بوصفها تمثيلا لرغبة الشعب.. ولا بد أن تكون هناك مخالفات على الدوام."
وقال مايكل ويليامز منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان إن تشكيل حكومة جديدة سيستغرق وقتا مضيفا أنه ستمر عدة أسابيع قبل تعيين رئيس جديد للوزراء. وقال لرويترز "سيستغرق الأمر وقتا كما حدث في الخبرات اللبنانية السابقة."
وكان الحريري قد أشار في السابق إلى أن بمقدور المعارضة أن تنضم للحكومة ولكن من دون أن يكون لديها حق النقض الذي طالبت به في الماضي وحصلت عليه في إطار اتفاق رعته قطر عقب مواجهة عسكرية في شوارع بيروت في مايو أيار 2008.
ويعتبر حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة على أنه تنظيم إرهابي أن حق النقض ضروري له كي يتمكن من صد أي محاولة لتقويض وضعه بصفته جماعة مسلحة تقاوم إسرائيل. وخاضت الجماعة الشيعية اللبنانية حربا ضد إسرائيل استمرت 34 يوما في عام 2006.
وجاءت نتائج الانتخابات تجديدا لولاية فاز بها سعد الحريري أول مرة في عام 2005 بعد أن انسحبت القوات السورية من لبنان وسط حالة سخط أعقبت اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وحقق حزب الله وحركة أمل فوزا كاسحا في المناطق ذات الأغلبية الشيعية ولكن هزيمة عون في المناطق المسيحية المهمة كزحلة والأشرفية حرم التحالف من الأغلبية التي سعى إليها.
وقالت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي إن عمليات شراء الأصوات عكرت عملية الانتخابات. وأضافت "لعبت الموارد المالية دورا كبيرا للغاية في الحملات الانتخابية ولا يوجد تأثير يذكر حتى الآن للقوانين الجديدة المتعلقة بالإنفاق على هذه الظاهرة."