يوم عراقي جديد
ها هو اليوم السعيد يحط الركاب في ارض الوطن , الذي أعلن فيه انسحاب قوات التحالف الدولية من المدن العراقية , بعد سنوات لبث بين أروقة الشعب العراقي اليأس بطول أناته وقبح نتائجه , ها هي بشائر انتصار الشعب العراقي تتلو بعضها بعضا , وها هي بشائر الذل والعار تطارد مسوخ أهل الشأم والجزيرة وشمال أفريقيا .
كان يوما ظنه الشعب قريب لا يتعدى انتظار عام وعام , فكان ما وقع شاهدا على اختبار الإنسان لإنسانيته وروعة مبادئه وقيمه , فمنهم من أرسى أعمدة مفاتن الرسالة الإنسانية التي أعتقدها وجاهد دونها حتى منحها حياته وسقاها من دمه لكي لا يموت جذر لها , فكان كل منهم يحمل فكر ( مبشر جديد ) يدعو الإنسان أينما حط الرحال وأقام إلى مكارم الأخلاق والفداء والإيثار والعيش في أجواء الحرية التي عقدتها له السماء في رسالة جديدة أو نهضة جديدة , ومنهم من حاول أن يرسي عقائد الغابة , وإن تطلب الأمر أن تراق لها الدماء كسونامي خاص , وإن أحترق فيها شيخ أو طفل ورجال ونساء .
تحية أجلال وتقدير لكل شهداء قوات التحالف الدولية من مدنيين وعسكريين وخبراء , لما بذلوه من أغلى ما يملكوه , ألا وهي النفس من أجل شعب أعزل ذاق مرارة الدكتاتورية والظلم , التي لا شبيه لها في أسفار الإنسانية , فقد قارعوا المسوخ بكل شجاعة وإقدام , في صورة نادرة سجن فيها روحه عن مفاتن الدنيا والأنانية , ليدفن فيها براحة من الضمير بما استطاع من جهده , تلك الهوة المحفورة في جبين الإنسانية التي حفرتها جنود الباطل في غفوة من الحق .
إن أرواح الشهداء اليوم في سعادة ورضا , لما تحقق من نصر وغلبة , إنها توحي إلينا رسلها بكل طمأنينة , وتنعكس أنوارها في ظلمات الليل لتحوله إلى هالة من البشرى لمن أبقى عهده وفيا إلى رفاقه الذين ما عرفت لهم رنة من التراجع أو الخوف من الردى . فكل شهيد اليوم أضحى خير من الأزهر اللا شريف وما ضم , وخير من هيئة المسعورين في ديار نجد والحجاز وما ضمت , وخير من الزيتونة وما أحتوت , وخير من كل عواصم وبلاد الغي وما أشتملت وأحتوت , فالذل والعار أمسى اليوم صديق هؤلاء , يبات في ضمائرهم ويقوم مع حركة انفسهم وتحركهم ., فبأس المطية وصاحبها . والذل والعار والمهانة لقوم الزرقاوي ومن ركب ركابهم ومن نصرهم إلى يوم الدين .
والمجد والخلود لشهداء العراق جميعا