في باكورة تموزومن ليلتين كنت في البصرة لبيت دعوة خاصة لكنها ضمت طيفا واسعا من ابنائها فدعوات شيوخ الجنوب الخاصة تتجاوز الدعوات العامة في المدن والحواضرالاخرى .
بثقة اقول ،البصرةاليوم امنه وسعيدة، وهادئة جدا .بدى شط العرب رائقا رائعا يفتح صدره للقادمين عند ضفافه ومقابل الشراتون الذي ينتظر لمسة حنان تنقذه تتوزع بعض سفن صغيرة للنزهة ولنقاهة الناس سيما اطفال البصرة وعوائلها.
على ان البصرة لاتزال تشكو تراجع الخدمات ونقص مياه الشرب وانقطاع الكهرباء الذي يصل في بعض الايام الى عشرة ساعات مقابل ساعة .
لكن الشيخ هاشم تبينه رئيس عشيرة حجام في الزبيروكان احد الضيوف . دعى قبيل صلاة المغرب بنبرة صادقة بالموفقية وطول العمر لرئيس الوزراء.
اقسم ان اطفال البصرة ينامون على برودة البلاط(الكاشي) لكنهم يحبون ابو اسراء.
قلت ابا عماد اريد ان افهم هذه الاحجية؟
بصرة النفط والميناء والحب والتي ركبها العوز والفقر وتشكو نقص الماء والكهرباء تحفظ الود للحكومة!
قال نعم فمن قهر القتلة واعاد الامان يستحق منا الغفران عن فشل حكومتنا المحلية السابقة.
وبلا تردد قال ساعطيكم مثلا عن يوم واحد من ايام البصرة السوداء قبل صولة الفرسان.
المكان ساحة سعد ومرابها الشاسع الواسع.
جنود العراق يعرفون الساحة اكثر من غيرهم يعرفونها كما يعرفون النهضة والعلاوي وذكريات الحرب.وعربة الكبة وشاي ابوعلي .
يذكرون بائعات القيمر الطيبات اللاتي تعلمن وتوارثن الرصيف يقدمن القشطة البصراوية وينتزعن الدراهم الضئيلة عن طيب خاطر من جيوب الفقراء. وجيوب الجنود الملتحقين الى السواتر غير مبالين بالموت ولا مهتمين بالجيب.
يبادلنهم كلمات المودة البريئة والبسيطة.
هاتيك الفتيات قتلوهن بابشع صورة.
صبيحة يوم .
نزل اربعة من الاشرارمن (البطة) ذات المقود المخالف ملثمين ، اطلقوا موجات رصاص في الهواء قريبا من الرؤوس. هربت الناس مذعورة حاولت بائعات القيمر لملمة بضاعتهن حاولن الفوز بالهروب طوقوهن وذبوحهن تحت ضوء شمس البصرة الملتهبة.
يقول ابو عماد وكأن الحادث وقع الان وكان المصيبة ضربت اهله. تمنيت الموت تمنيت ان يقلبها الله .
ويمضي.
بعد ساعة شهد العشار جريمة اكثر تروبعا ، الضحايا،ضابط متقاعد ونجله الذي لم يبلغ العاشرة واربعة من عائلته قتلوا في سوق الداكير.
وتابع ثم جريمة قتل المسيحيين في سوق الصيرفة الاهلي والضحايا عشرة.قتلهم السيد()!
كان نصيب البصرة اليومي مائة جريمة.
حمد الله وشكره ،وحمدنا معه وشكرنا معه فقد زالت المحنة ثم التمسنا الدعاءجمعا.
في البصرة اليوم تبسط القوات الامنية سيطرتها وهي (الشرطة والجيش )اثبتت وطنيتها الكاملة انها اليوم تحظى باحترام الناس ومؤازرتها.
نتائج الانتخابات الاخيرة منحت التفويض المطلق لكتلة رئيس الوزراء واهل البصرة حتى اليوم يصرون على المراهنة على صواب اختيارهم وتصويتهم لانهم يعولون على السيد المالكي.
ولما قفلت عائدا حدثنا سائق التكسي عن موافقتهم لقرار الحكومة بالتعاقد مع شركة شل في الافادة من الغاز المصاحب واستثماره .
تبين لاحقا ان السائق من سكنة دور النفط وقال بلغة الخبيرالنفطي هذا العمود الناري كما نار المجوس لم يخبو يوما يحترق في سماء البصرة منذ نصف قرن من الغاز المنبعث من ابار النفط يحترق فقط ليحترق.رئيس الوزراء اراد ان يجعله ثروة.
ولما ادرك رئيس الحكومة هذه الحقيقة وتمكن من الافادة منها جيش خصومه اتباعهم لرفض الفكرة وقتل المشروع .
ان اهل البصرة ينتظرون الاستثمارات الاجنبية. ولا يبالون بدعايات التسقيط القائمة والتي غايتها شل ارادة الحكومة.
يريدون مزيدا من الاستثمار وباي شكل كان.
يختم احد شيوخ بني مالك معلقا.
اذا بقي الامر بيد السياسيين فلربما تجاوز العالم استخدام النفط لللطاقة ونحن غير قادرين على انتاجه.
ان ساستنا اليوم سلبيون .
يقبرون كل مشروع ويجهضون كل فكرة.
ولاتزال ثرواتنا تخلد في اعماق الارض.
الرحمة لشهيدات القيمر وللمسيحيين وللضابط المتقاعد ونجله الاغر.
وامنياتي لاهل البصرة بالماء والكهرباء وبوفاء ابو اسراء..
مرتضى الشحتور