المالكي يسعى إلى التحالف مع أبو ريشة والمطلك مقابل ائتلاف الحكيم والصدر في الانتخابات المقبلة
الأحزاب والقوى العراقية ترغب بالتخلص من "ثوب الطائفية" بهدف ابتكار طريقة جديدة للوصول إلى السلطة
بغداد - باسل محمد:
بعدما بات مؤكداً أن مكونات "الائتلاف الشيعي الموحد" الذي اكتسح الانتخابات البرلمانية في العام 2005 لن تتحالف مع بعضها في الانتخابات المقبلة في يناير ,2010 يتجه رئيس الوزراء زعيم "حزب الدعوة" نوري المالكي إلى التحالف مع قوى سنية فاعلة أبرزها زعيم صحوة الأنبار أحمد أبو ريشة, في مواجهة تبدو شرسة مع تحالف "المجلس الإسلامي الأعلى" بزعامة عبد العزيز الحكيم و"التيار الصدري", اللذين كانا حتى الأمس القريب في حالة خصومة قوية وصلت إلى حد التصفيات الجسدية.
وأكد رئيس "الكتلة الصدرية" في البرلمان عقيل عبد الحسين ل¯"السياسة", امس, أن التحالف مع الحكيم أمر ضروري وليس هناك أي خطوط حمراء من "التيار الصدري" ضد "المجلس الأعلى", واضاف "المفاوضات ناجحة بين الطرفين لتشكيل ائتلاف وطني يضم شخصيات عشائرية وأكاديمية من السنة وسيتبلور ذلك في الرابع والعشرين من الشهر الحالي وهذا دليل على أن ائتلاف الصدر- الحكيم ليس طائفياً".
واتهم عبد الحسين "حزب الدعوة" بالمحاصصة الطائفية والانفراد والاستحواذ على منصب رئيس الحكومة المقبلة, مؤكدا أن التحالف السياسي معه سيكون فاشلاً.
وأوضحت مصادر مطلعة أنه رغم الخصومات السياسية العميقة التي كانت في الماضي القريب بين المجلس بزعامة الحكيم وبين تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر, والتي تضمنت في بعض مراحلها عمليات تصفية جسدية بين جناحيهما العسكريين, "منظمة بدر" و"جيش المهدي", إلا أن الجانبين متمسكان بتحالفهما السياسي الانتخابي.
من جهته, يحاول المالكي عقد تحالفات مع قوى سياسية سنية مهمة, وتفيد المعلومات انه يجري اتصالات مع مجلس صحوة الأنبار بزعامة أحمد أبو ريشة الذي قاتل تنظيم "القاعدة", لضمه إلى ائتلاف سياسي على الأرجح سيبقى محتفظاً باسم "ائتلاف دولة القانون" الذي مكن المالكي من اكتساح انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مطلع العام الحالي, كما يسعى إلى إجراء اتصالات جدية مع غريمه السني العلماني صالح المطلك الذي يتزعم "جبهة الحوار الوطني".
وفي هذا الإطار, أوضح محمد تميم, نائب المطلك أن الباب مفتوح على مصراعيه لتشكيل ائتلاف سياسي انتخابي مع المالكي, وأضاف ل¯"السياسة" "إن التحالف غير الطائفي والتحالف بين أحزاب دينية وأخرى علمانية أصبحا ضرورة لاجتياز الانتخابات البرلمانية المقبلة بنجاح, وان جميع القوى الدينية في البلاد باتت تدرك هذه الحقيقة التي فرضها الواقع في ظل استمرار العنف وتباطؤ عملية التنمية".
في موازاة ذلك, يواصل "الحزب الإسلامي" بزعامة أسامة التكريتي اتصالاته مع "حزب الوفاق الوطني" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي, في تطور يؤكد التوجه إلى عقد تحالفات بين الإسلاميين والعلمانيين, على اعتبار أن المشهد السياسي في السنوات السابقة برهن على إخفاق الأحزاب الدينية في إدارة الحكم بصورة فعالة ومنتجة.
ويعكس هذا الحراك, سعي جميع الأحزاب والقوى السياسية إلى إبعاد شبهة الطائفية عن تحالفاتها المستقبلية, في مؤشر وصفه مراقبون في بغداد, على أنه بداية موفقة لعودة المشروع الوطني إلى ايدلوجية الأحزاب والائتلافات التي تشكلت وفازت في الانتخابات السابقة, على قاعدة الولاء وتأكيد الانتماء إلى الطائفة, كما حصل مع "الائتلاف الشيعي" بزعامة عبد
العزيز الحكيم, أو على قاعدة القومية كما حصل مع الأحزاب الكردية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد هاشم حسن ل¯"السياسة" أن رغبة الأحزاب والتيارات الطائفية التقليدية بالتخلص من ثوب الطائفية, هدفه تسهيل أو ابتكار طريقة جديدة للوصول إلى السلطة, مشيرا إلى أن هذا التوجه لا يعني تغيراً في القناعة والموقف السياسي الداعم للتحالف على أساس الهوية المذهبية.
وأضاف "إن ما يجري بالضبط هو محاولة توظيف التنوع الطائفي لتكريس بعد طائفي بحد ذاته كان أساساً ولا يزال, أي أن الائتلاف الشيعي يريد القول من خلال ضمه لبعض السنة إنه غير طائفي".
http://www.al-seyassah.com/news_deta...&snapt=الدولية