مجلس لتجسير العلاقة مع التحالف ام واجهة للاخوان المسلمين؟
عصام حسن
ليلة امس27/12 كنا في مائدة مستديرة حول"مجلس شورى اهل السنة والجماعة" في فضائية المستقلة، كان معي في الحوار قيادي من الحزب الاسلامي العراقي.
اخذت على تشكيلة المجلس انه طائفي وغير ديموقراطي-في اليات تشكيله- وغيرمتجانس، وسبب عدم التجانس ان فيه مجموعة الاخوان المسلمين- التي طلقت العمل السياسي منذ زمن- ومجموعة صوفية ، لم "تعقد" على العمل السياسي-لا بالدائم ولا بالمنقطع- لتطلقه، ومجموعة اخرى كانت حتى الامس القريب ترفع يديها بالشكر والدعاء لطول عمر القائد الضرورة صدام حسين، هذه المجلس كيف يستطيع ان يحقق اهدافه كما يرى الدكتور محمد أحمد الراشد "المجلس سيكون له كلمة مسموعة وملزمة في الحاضر والمستقل، في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية"، وأوضح أنه "إذا حدثت انتخابات برلمانية فسيكون لنا موقف موحد، وإن حدث تشكيل لحكومة مقبلة فسيكون لنا قول، وإن صيغ الدستور فسيكون لنا قول، والدعوة والمناداة بالدستور الإسلامي بل وأكثر من ذلك حتى في رئاسة الجمهورية سيكون لنا موقف واضح ومحدد".؟
وعندما طرحت هذا السؤال على الهواء مباشرة كان جواب القيادي الاسلامي" وما الضير في ذلك؟ مجموعة لاتتدخل في السياسة ولا العمل السياسي والان وجدت الوطن في خطر ومحنة فقررت التدخل!
صحيح لاضير فالعراق وطن الجميع، ومن حق كل المجاميع العراقية ان يكون لها رأي في ما يجري في العراق، ولكن ماهي الكفاءات التي يملكها الصوفي –مثلا- في العمل السياسي، ليتدخل ويشكل جزء من مرجعية؟
هل العمل السياسي رياضة مشي ليستطيع ممارستها كل من احب وشاء؟
وهل الذي "صام" عشرات السنين عن العمل السياسي، وتفرّج على شعب باسره-وهو يذبح- يستطيع ان "يتجّيه" الان ويتصّدر المجالس ،ليكون له رأي"قيادي" في مسيرة الشعب العراقي؟.
ويكون مرجعية لملايين الناس؟
قلت للمذيع ان مجلس الشورى لاهل السنة والجماعة
محاولة"تجسير" لحوار مع قوات التحالف، لان الساحة التي ينطق باسمها المجلس انقسمت بين مشارك في مجلس الحكم كالحزب الاسلامي العراقي والحزب الاسلامي الكردستاني، وبين محارب لهذا المجلس رافض لشرعية المتواجدين فيه، اما الان فان هذا المجلس اصبح موصولا ب"البحر" الامريكي، وبامكانه التفاوض مع هذا "المخلوق" الذي كان حتى الامس"رجسا" من عمل الشيطان لابد من اجتنابه، وصار بعد تشكيل المجلس "حقيقة قائمة"، ولم تعد اسطوانة ابن العلقمي-المشروخة- ذات مردود،فكلنا"في الهوى" سواء.
اما الايجابية الاخرى فاننا نستطيع ان نسمع اراء فقهية وسياسية بما يسمى ب"المقاومة" العراقية، وبقية القضايا المتداولة في الشارع العراقي.
فهل اعمال "المقاومة" مشروعة ام لا؟
ايها مشروع وايها المرفوض؟
وما رأي المجلس بضحايا المقابر الجماعية هل هم شهداء في جنان الخلد، ام هم من الخارجين على "ولي امرهم" صدام حسين؟
ماحكم الاموال التي استولى عليها الطاغية، ووزعها على ازلامه واجهزته؟
هل يجب على من اخذها اعادتها لخزينة الدولة، ام انها يجب ان تعاد الى المجلس باعتباره"المرجعية"؟
وماهو رأي مجلس الشورى بحزب البعث العربي الاشتراكي، والمنتمين اليه؟
وهل صحيح ان هذا المجلس قد تم تشكيله ب"دفع" سياسي من دول اقليمية تحدثت مؤخرا عن "تهميش" جزء من الشعب العراقي؟
واخيرا ماذا لو تم تطبيق هذه "الوصفة" في بعض الدول العربية، هل سيتم التهليل لها-كما حدث للوليد المعوّق- ام انه سيعتبر شقا لعصا الطاعة لولي الامر وهدما لوحدة الامة في ذلك القطر، ام انه يحق للعراق ما لايحق لغيره؟
واخيرا فان الحديث عن التهميش غير دقيق، نعم هناك مجموعة تم تهميشها، هي اجهزة النظام وايتامه، والبقية موجودة في الوزارة ومجلس الحكم بما يناسب عددها وواقعها على الارض.
مجلس شورى اهل السنة والجماعة مخلوق لاتعرف رأسه من قدميه، فهل سيكون فعلا مرجعية، ام سيتحول الى واجهة لحركة الاخوان المسلمين لـ"تطويع" الذين تمردوا عليها من ابنائها فاشتركوا في مجلس الحكم؟
هذا ما ستكشف عنه الايام القادمة
28/12/2003