مئات الشيعة رجموا تمثال صدام حسين
إحياء لذكرى اغتيال محمد صادق الصدر
الجمعة 26 ديسمبر 2003 18:37
أسيل طبارة من بغداد: على وقع هتافات "لا لا للشيطان"، رجم مئات من الشيعة تمثالا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إحياء لذكرى اغتيال النظام العراقي السابق الزعيم الروحي الشيعي محمد صادق الصدر.
وقد شارك نحو عشرة آلاف شيعي في إحياء الذكرى أمام مسجد المحسن في مدينة الصدر في الساحة التي شهدت عام 1999 إنتفاضة الشيعة عندما تلقوا نبا اغتيال زعيمهم، والتي واجهها النظام السابق بالقمع.
وتدافع المئات، بينهم العديد من الاطفال، للمشاركة في رشق الحجارة على تمثال نصفي من البرونز لصدام كان يتوسط ساحة المستنصرية في بغداد في السابق.
تمت عملية رجم تمثال صدام بعد صلاة الجمعة تيمناً ب "رمي الجمرات"، إحدى شعائر الحج حيث يرجم المسلمون الشيطان بالحجارة. وقال حسن محمد:"إقتلعناه من الساحة وتركناه لإحياء هذا اليوم".
من جهته، قال حسين علي، وهو عامل في الثلاثين من العمر:"بذلك نثأر من هذا القاتل صدام. لقد قتل السيد الصدر ونجليه كما قتل المئات منا في هذه الساحة". وأضاف:"نريد أن يحاكم هنا في مسرح جريمته".
"إنه يوم عظيم" قال عباس حسن ( 38 عاما) الذي قتل شقيقه خلال انتفاضة الشيعة (1999) والتي لم يعرف عدد ضحاياها بسبب التعتيم الإعلامي الذي أحاطها به النظام السابق.
وأضاف حسن، وهو من سكان هذه الضاحية الفقيرة التي يقطنها نحو مليوني شيعي، "تظاهر الأهالي عندما تلقوا نبأ مقتل السيد الصدر ورشقوا الجنود بالحجارة. فأطلق هؤلاء نيرانهم عشوائيا فغطت الجثث هذه الساحة". وقال "سحب الجنود الجثث وكان علينا أن ندفع ثمن كل جثة شهيد لاسترجاعها".
يشار إلى أن محمد صادق الصدر هو والد رجل الدين الشاب مقتدى الصدر الذي برز نجمه، خصوصا في مدينة الصدر، بعد دخول القوات الأميركية وسقوط النظام.
وبعد ذلك، تم تغيير إسم هذه الضاحية من مدينة صدام إلى مدينة الصدر.
وأعلن خطيب المسجد قبل انتهاء صلاة الجمعة، عن إحياء الذكرى عبر مكبر الصوت قائلا "نحي ذكرى رحيل السيد الصدر الوالد في هذه الساحة المليئة بالذكريات المؤلمة".
وأضاف أن "هدام (في إشارة إلى صدام) حول العراق إلى سجن كبير وها هو الآن ينام في سجن صغير".
لطم المشاركون صدورهم على وقع هتافات بينها "نعم نعم مقتدى"، فيما رفع آخرون صورا للزعيم الشيعي الشاب.
وفيما يشبه تشييعا رمزيا، حمل شبان يرتدون اللباس الأسود، وقد لصقوا رايات خضراء على جباههم، ثلاثة نعوش مجللة بالسواد للسيد الصدر ونجليه.
تصدرت نعش الصدر عمامة سوداء في إشارة إلى نسبه المتحدر من نسل الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب.
وعلى غرار ما يقوم به الشيعة عند إحيائهم ذكرى عاشوراء، سرد أحد الخطباء بعد الصلاة سيرة مقتل الإمام الحسين فأجهش معظم الحضور بالبكاء.
وقام شبان يحملون السلاسل الحديدية بلطم ظهورهم تماشيا مع تقليد شيعي منعه النظام السابق بالقوة أواخر السبعينيات.
وقال رجل الدين عامر الحسيني الذي ألقى خطبة الجمعة:"مخطىء من يعتقد أن السيد محمد صادق الصدر هو مجرد مرجع ديني. هو موسى هذا الزمان أراد أن يخلصنا من فرعون وطاغوته".
يذكر بأن الصدر كان يتوقع بأنه سيتعرض للإغتيال حيث أم المصلين في آخر صلاة جمعة واضعا كفنه على كتفيه.
(أ ف ب)