لماذا يحدث كل هذا العنف وسفك الدماء ؟
ومتى سينتهي كل هذا ؟
وكيف سننقذ العراق ؟
الامور تسير باتجاه متسارع وعنيف , حيث تتعثر الاتفاقات السياسية بين الاحزاب المتحالفه في السلطه , هذه الاتفاقيات السياسه تمشي ببطء شديد ومتعثر منذ شهور ربما,
بينما تنفجر شوارع بغداد بالمفخخات وتسيل الدماء , كرد فعل على الارض, يعبر عن التناحر السياسي العنيف بين هذه الاحزاب , وكلغة حوار صارت معتمدة في عراق ما بعد الاحتلال,
قالت أميركا انها ازاحت النظام الشمولي المستبد السابق في العراق وجاءت بنظام ديمقراطي تعددي , هذه هي تجربة التعددية في العراق الجديدة, وحين يكتب بعض كتاب حكومتنا الجديدة , يتهمون الدول العربيه المجاوره بالحقد والغيرة لان انظمتها قديمة مهترئه بينما نحن نظامنا عصري حضاري تعددي...
والله لا أدري ما أقول , هل هؤلاء حمقى أم عميان وجهله ؟
بماذا هم يفتخرون ويتباهون ؟
وتفجيرات الاربعاء الدامي وتفجيرات اليوم في منطقة الصالحية في بغداد كانت رساله قوية موجهه لحكومة المالكي , وواضح انها من حلفائه وليست من غرباء , حيث لا يمكن اختراق نقاط تفتيش عديدة بشاحنات تحمل عدة اطنان من المتفجرات , دون ان يكون هنالك تواطؤ بين القيادات الامنيه المسؤوله عن نقاط التفتيش هذه , وهذا يوضح كم هي هشة ومخترقة وزاراتنا الامنيه كالدفاع والداخليه, حيث هي تنقسم الى مليشيات طائفيه وعصابات قتل وموت توجه عملها ضد العراقيين المدنيين الابرياء , بدلا من حمايتهم ...
ففي الاسابيع الماضيه حين قرر رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحه , سحب الحواجز الاسمنتيه من شوارع بغداد , كان يعلم ان بغداد آمنه من الارهاب , وانه يريد ان يبعث اشارة للعراقيين من انه واثق من اجهزته الامنيه ومستوى الاداء بعد سحب قوات الاحتلال من المدن, وربما ايضا دعايه انتخابيه له شخصيا ...
لكن حلفاءه لم تعجبهم هذه الاشارات , حيث انه في حالة خلاف دائم مع الائتلاف الذي ضم المجلس الاسلامي الاعلى بقيادة الحكيم , والكتله الصدريه, وحزب الفضيله , وغيرها من تجمعات طائفيه لبست الثوب الشيعي , لكنها فشلت في تقديم اي خدمات حقيقيه على الارض للشعب العراقي, لذلك مع اقتراب الانتخابات , تحطم هذا الائتلاف وتمزق , تحت ضغط الشارع ورفضه لهذه التحالفات الطائفيه ,
وأنسحب اولا حزب الفضيله وشكل جبهة اخرى ..
وترددت كتلة الصدر وانسحبت ثم رجعت , بتقديري هذه انتهازيه سياسية , لانهم يعرفون انهم مفلسون بدون هذا التحالف الطائفي, رجعوا للائتلاف , ليثبتوا كما اثبت غيرهم من هذه الاحزاب , ان الولاء عندهم للاحزاب ومصالحها , وليس للعراق ومصالحه ...
هذا الخراب تفشى والفساد بسبب الولاء للحزب وتغطية العيوب ورفض الاعتراف بها , بدل الولاء للعراق والناس والدفاع عن مصالحهم , هذا سبب رئيسي للكوارث التي يعيشها العراق حاليا