الاحلام ما قبل البيضاء
Pre lucid dreams

يبدو ان الظروف تقودني مره أخرى الى الاستنجاد بمصطلحات علم النفس علني اجد فيها تفسيرات تقترب او تنطبق احيانا مع مجريات الاحداث وتصرفات شخوص المسرحيه السياسيه في العراق التي يؤلفها ويكتب السيناريو لها ويمثلها ويخرجها مجموعه اشبه بنزلاء مستشفيات الامراض النفسيه والعقليه , بأعراضهم المنوعه. بعد ان كتبت مقالتي السابقه (الهلوسه الجمعيه) دعاني كثير من الاصدقاء والقراء للاستمرار بهذا الاسلوب ولو انه بعيد عن اختصاصي لكنه يأتي بسبب ظهور اعراض الأمراض النفسيه على عدد لا يستهان به من أولي الأمر والمغلوبون على أمرهم’ مع شحه ما يكتب عن الموضوع من قبل المختصين بعلم النفس والطب النفسي .
الاحلام ما قبل البيضاء هي الاحلام التي يكون فيها النائم غير متأكد , هل أن المشاهد التي يراها, هي في اليقظه ام في المنام ؟ بعكس الأحلام البيضاء حيث يعرف فيه النائم انه يحلم.
ما يهمنا هنا هو النوع الاول ,حيث يبدوا ان الكثير من العراقين المغلوبين على امرهم, في تعايشهم للاحداث المتلاحقه السريعه يعاييشون هذه الحاله,هل هذا الذي يجري في بلدهم حقيقه ام حلم ؟؟ وكذلك ولاه الامر, هل هم حقيقه يحكمون ويتحكمون ويشرعون ويدوسون على مبادئهم هنا في العراق بعد ان كانوا ينادون بعكسها من ادنى الى اقصى بلاد المعموره أم هم في حلم؟؟ وهذا ايضا ينطبق على المحتل وقواته, فهل فعلا هو يسرح ويمرح وينهب وينتهك تلك الأرض التي استعصت على الكثيرين عبر عصور التاريخ , أم سيستيقظ فأذا كل ذلك حلم؟؟؟
من الطبيعي ان يمر الانسان بحاله الاحلام ما قبل البيضاء احيانا ولفترات تستمر احيانآ أو اسابيع, ولكن ان تستمر لعشر شهور وربما الى سنين, فهذا هو الاستثناء.
يا حبذا لو عدنا الى تلك الأحلام البيضاء التي كانت تدغدغ آمالنأ والتي كنا نحلم بها قبل 9 نيسان بعراق جديد نظيف ديمقراطي مرفه موحد, حكامه عدل, وزرائه وموظفيه وشرطته لا يرتشون, نستطيع فيه ان ننام وأبوابنا وسياراتنا مفتحه,و..و..و....من الكثير الذي يقربنا من المدينه الفاضله الأفلاطونيه ,,,فكم من حلم يعطي حالمه املآ قد يعوضه عن حقيقه مره تقتل فيه كل أمل.

وألى مقاله اخرى حول (د. جيكل ومستر هايد) او(الفصام عند بعض الحكام)


ســـــــيف العاني
المــانيا 16|1|2004
salaniraq@hotmail.com