 |
-
الشيعة والدولة الثانية ............. طالب الشطري
الشيعة والدولة الثانية ...عقدة الدولة الكبيرة والضياع المضمون للحقوق
كتابات - طالب الشطري
يتارجح العراق بين الدولة وبين الانزلاق الى المجهول ,ومثلما يخشى البعض انفراط عقد الامل ببقاء العراق موحدا يخشى اخرون ان تبنى الدولة الجديدة بطابوق الدولة القديمة .
الاكثر قلقا يفترض ان يكونوا الشيعة لاانهم من وحهة النظر هنا انهم لايزالون قوة احتفالية وليس قوة سياسية , والقول بانهم ممثلون عبر الاحزاب الاسلامية يحتاج الى تدقيق لاان هذه الاحزاب والشخصيات المستقلة تمثل مصالحها والخلط جاء بسبب توظيفها الجنوب كقاعدة في صراعها مع السلطة , بتكثيف اكثر انها صعدت على طهر الجنوب لتقفز الى السلطة وعندما وصلت الى المبتغى راحت تتحدث عن الدولة الواحدة دون ان تذكر الخلل البنيوي الذي ادى الى انهيار الدولة , وحصرت الاسباب بالدكتاتورية بينما هي تعرف ان الامر اعقد من ذلك بكثير وان صدام حسين هو ثمرة محاولة قوى محلية معروفة للتفرد بالسلطة والثروة , واذ تم مناقشة امر السلطة تم تغييب الامر الجوهري الاخر وهو الثروة.
العقل السياسي الشيعي مسكون بعقدة الدولة الكبيرة حتى لو ادت نفس وظيفة الدولة الاولى , وهناك ضغط على هذا العقل لمنعه من البحث عن حلول جذرية وغير استعراضية لاشكالية الدولة الواحدة .
لماذا ندخل في اطار الدولة الجديدة ؟ سؤال لم يطرحه الشيعة على انفسهم وسالوا بدل ذلك كيف يتم تشكيل الدولة الثانية ؟
انهم يدخلون الدولة الجديدة لاانها حاجة نفسية وليست حاجة تنظيمية لاانهم يعرفون ان الدولة طيلة تاريخهم ليست مؤسسة كبيرة تمثل مصالحهم وتحمي حقوقهم بل جهة لها وظيفة مغايرة تخاطب القضاء على حق مواطنتهم, ومن الممكن تفهم تحول الدولة الى اللادولة لكن لايمكن تفهم دوافع البقاء في اطارها
امام أي تحول دراماتيكي في الوضع العراقي من الممكن ان يفقد الشيعة ما حصلوا عليه وهو لحد الان ليس سوى الخلاص من قمع الدولة
انه ليس سيناريو مغرق بالسوداوية بل واقع معاش مصاديقه بقاء مركز الثقل السياسي والاقتصادي في بغداد وايضا تحرك الاحزاب والشخصيات الشيعية بصورة منفردة , بحيث ان الشيعة لايتعاملون الان مع الاخرين باعتبارهم كتلة واحدة كما يحصل مع الاكراد والسنة .
بالرغم من عدم وجود الدولة اساسا يتصرف السياسيون الشيعة على انهم حماة الدولة الوطنية الواحدة وهم لايذكرون ابدا امرا مهما وهو مبادئ العقد الجديد لبناء الدولة الجديدة , انهم يناورون ويفاوضون من داخل الدولة القديمة أي يقفون في الجانب الاخر من الحقوق الشيعية
لم تنضج بعد فكرة الحقوق الشيعية الموطرة بعقد دستوري , ولم تنبثق كذلك الرابطة التي تجعل الشيعة يتصرفون ككتلة واحدة , والاهم غياب الارادة السياسية للدخول في اطار دولة جديدة او عدم الدخول فيها على اساس المصلحة والحاجة وليس على اساس العاطفة والوهم .
اذا قدر للشيعة ان يدخلوا الدولة الجديدة بهذا الغموض حول توزيع الثروة والسلطة سنشهد دورة جديدة من تاريخ البوس والشقاء الشيعي .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |