الفضيلة .. المالكي .. الشهرستاني .. البرلمان !
صراخ وضجيج اعلامي ملأ الخافقين كان مصدره حزب المالكي ( الدعوة ) تم تمريره عبر اذان المساكين بالاستفادة من ضبابية تصريحات الشهرستاني .. مفاده : ( ان الفضيلة تقوم بتهريب النفط الخام ) ! وانطلت الخدعة على الكثيرين ممن ارادوا لانفسهم ان تنخدع لاسباب .... ! وعلى الرغم من مطالبة كتلة الفضيلة في السنتين السابقتين من رئاسة البرلمان فتح ملف تهريب النفط الا ان ذلك لم يحصل لان الارادة السياسية سابقا رفضت ذلك لوجود التحالفات السابقة المعروفة . ومن ثم دارت الايام لتأتي لنا ( صولة الفرسان ) بمفاجأة مالكية جديدة دعمها وضربها تصريحين متناقضين للسيد الشهرستاني ! ففي حين كانت المساكين تتوقع ان يقبض السيد المالكي على عصابات تهريب النفط التابعة للفضيلة صرح سيادته بان النفط العراقي لم يقع الا تحت سلطة الحكومة العراقية ولم يتعرض لعمليات تهريب لكنما كانت هناك عصابات تسيطر على الموانئ التجارية وليس النفطية يقودها المدعو ( يوسف سناوي ) و ( الميليشيات ) !! والغريب ان هذين الجهتين هما نفس حلفاء المالكي قبل الانتخابات وما بعد الانتخابات .. فيوسف سناوي هو الشخص الذي حاول محافظ البصرة السابق ( الفضيلة ) القاء القبض عليه لكن المحافظ واجه معارضة حكومية غير مسبوقة !
وكانت هناك صولتين شهرستانية ترافق صولة الفرسان , فالسيد الوزير صرح في المرة الاولى بعدم وجود تهريب للنفط العراقي .. لكنه عاد ليؤكد قيام الجانب الايراني بسرقة النفط العراقي تحت تغاضي حكومي واضح !
ومن بعد هذه المرحلة قامت الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات بتغيير المعادلة السياسية في العراق وكانت المفاجأة الخاصة بملف تهريب النفط العراقي هو ترشيح المسؤول الاول عن حركة النفط في جنوب العراق ( ضياء الموسوي ) رئيس هيأة العمليات في نفط الجنوب ضمن قائمة (ائتلاف دولة القانون المالكية الشهرستانية ) على الرغم من ان السيد الموسوي هو الشخص الاول في المسؤولية عن اية عملية تهريب للنفط الخام باعتباره المسؤول على شبكة الخطوط والانابيب الممتدة على ارض الجنوب العراقي ومن ثم قامت الحكومة المالكي والشهرستاني بتغيير غير مسبوق في ادارة اكبر شركة نفطية في الشرق الاوسط ( شركة نفط الجنوب ) عبر تغيير اربعة مدراء عامين خلال سنة واحدة ليستقر الوضع في النهاية على تثبيت عضو ائتلاف دولة القانون ( ضياء الموسوي ) مديرا عاما للشركة لتدخل ضمن امبراطورية النفوذ والمال المالكية الشهرستانية بعد ان رفض المدراء السابقون ( امثال الخبير النفطي المعروف جبار لعيبي ) ان يكونوا ضمن هذه الدائرة المالية حيث اكدوا ان سياسة الحكومة والشهرستاني النفطية مدمرة لهذا القطاع الحيوي وتسير جولة التراخيص التي بدأها الشهرستاني بامضاء المالكي نحو تمليك الثروة الوطنية لايدي اجنبية دون تحقيق فائدة معتد بها .
ثم قامت كتلة الفضيلة مرة اخرى بارسال طلب استجواب وزير النفط الى رئاسة البرلمان لتتم عرقلة الطلب من قبل عضو رئاسة البرلمان ورئيس كتلة الشهرستاني ( خالد العطية ) .
وبدأت كتلة الفضيلة حملة استجوابات لم تشهدها الساحة السياسية العراقية سابقا حيث فتحت الباب واسعا لاستجواب المسؤولين الكبار امثال رئيس هيئة النزاهة السابق القاضي الهارب ( راضي الراضي ) والذي دافع عنه المالكي بقوة حتى تم تهريبه رغم مطالبة الشيخ صباح الساعدي ( الفضيلة ) بسحب جوازه قبل هروبه لكن الخطة المالكية سبقت ليبدأ راضي الراضي بشن هجوم عنيف ضد ( الفضيلة ) مستفيدا من تطبيل وسائل الاعلام شبه الرسمية ! وكذلك وفي حدث عجيب قام هذا المتهم المطلوب للعدالة برفع دعوى قضائية ضد صباح الساعدي بدعوى التشهير والقذف وفي المحاكم العراقية !
وكذلك طالت عمليات الاستجواب صديق المالكي ورفيقه وزير التجارة ( عبد الفلاح السوداني ) ليستميت المالكي في الدفاع عنه بنفسه او عبر ابواقه الحزبية والحكومية وعلى الرغم من احالة السوداني للمحاكم هو واخوته وافراد عصابته وشايه التالف وحليبه العفن قام المالكي باخراجه بكفالة وتم نقل قاضي التحقيق المسؤول عن ملف السوداني ( لشجاعته ) وكذلك طرد مدير الخطوط الجوية العراقية الذي القى القبض على طائرة هروب السوداني وكانت اجراءات النقل والطرد باوامر شخصية من المالكي ! ليظهر بعدها السوداني المتهم مرافقا للمالكي في احدى مؤتمرات الاستثمار ولا يُعرف باية صفة !!؟
وكذلك كانت قضية استجواب وزير الكهرباء التي قامت بها النائبة جنان العبيدي ( المجلس ) بدعم واضح من كتلة الفضيلة مدعاة لاستماتة المالكي في الدفاع عن وزيره ومتهما من يقوم بعملية الاستجواب بالانحياز السياسي والاهداف الانتخابية ّ!
ومن قبلها عملية استجواب مفوضية الانتخابات التي قام بها النائب كريم اليعقوبي ( الفضيلة ) التي اثبتت تواطئ رئاسة المفوضية في اكبر عملية تزوير لصالح ائتلاف المالكي والشهرستاني وكذلك التحالف الكردستاني ! بعد ان نجح ائتلاف المالكي – الشهرستاني – الكردي في تأخير استجوابها لكيلا تتعرض للاقالة بسبب ضيق الوقت !!
واليوم جائت الطامة الكبرى على يد المالكي في عرقلة استجواب وزير النفط ( حسين الشهرستاني ) التي يقوم بها النائب جابر خليفة جابر ( الفضيلة ) والتي اكدت مصادر مطلعة وموثوقة تورط المالكي في ملف الفساد النفطي ذاته الذي يُتهم فيه الشهرستاني لذلك يحاول المالكي جاهدا طمطمة القضية واغلاق الملف النفطي باقل الخسائر الممكنة !!
ان عملية عرقلة الاستجواب الخاص بوزير النفط اكدت بصورة جلية براءة ( الفضيلة ) مما حاولت ابواق المالكي نسبه اليها والا كانت فتحت الملف وبصورة علنية ليتم كشف الاوراق الخاصة بتهريب النفط وهدر المال العام وسوء الادارة النفطية والتي تم توجيهها للمالكي والشهرستاني عبر رأي خبراء النفط العراقي الموثوقين .
وفي هذه اللحظات سنتمكن من معرفة قدرة البرلمان العراقي ( صاحب اعلى سلطة تشريعية في البلد ) على مواجهة طغمة من الفاسدين وعلى رأسهم المالكي وحليفه المقرب الشهرستاني .. فلايمكن ان نعقل دفاع المالكي عن جميع من خضع للاستجواب الا بكونه سيد الفاسدين .
علي الكتبي