
[line]-[/line]بقلم :باقر شاكر
أمنيات البارزاني التي قتلها المالكي في مهدها
[align=justify]لم يدر في خلد البارزاني ولا كل الفطاحل السياسيين من الأحزاب الكردية المتسلطة بأن يكون السيد المالكي هو الحبل المتين والسد المنيع أمام رغباتهم ونزواتهم السياسية في الحكم فهم تصوروا أن [/align]
[align=justify]الكثير من الذين جاءوا الى الحكم بعد سقوط النظام السابق سوف يستميتون في الدفاع عن كرسي حكمهم الى ما لا نهاية وهو ما يحتاج الى دعمهم السياسي وأصواتهم التي يظنونها كمسمار جحا في هذا الكرسي ولكن لم تكن تلك الساحة تخلوا فهنالك من يهرول خلف المناصب ويتحالف ويتآمر على الآخرين من أجل هذا المغضوب عليه كرسي الحكم وهناك من هو عكس ذلك،،
وعندما تم ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء ظن الكرد أن السنوات التي سيقودها المالكي ستقودهم الى كل مخططاتهم ومرادهم في تعزيز الاستقلال والانفصال كدولة عبر الكثير من الخطوات التي اتبعوها منذ اليوم الأول للسقوط وما قبله فترة التسعينات وبعدة طرق ومؤشرات أفاضت علينا كل ما فكر به ساسة الأكراد من العقود النفطية الى المادة 140 الملغومة في الدستور العراقي والتي تحاول الانفجار كل مرة في الشأن العراقي ثم الى محاولة السيطرة على كل المقدرات والموارد الطبيعية في كردستان العراق من أجل الحفاظ على اقتصاد متوازن يسمح لديمومة الدولة التي يأملون في كل الجوانب الى ما وصلنا اليه اليوم من امنيات قديمة حديثة يتمناها مسعود البارزاني في قيام جيش موحد لكردستان العراق أي أن يكون هنالك جيشا آخر للعراق عبارة عن مليشيات البيبشمركة والآسايش الكردية وهي واحدة من الحلقات المكملة لأجندة التفكير الكردية والحلم الذي يروادهم في تأسيس الدولة الكردية التي يُراد لها أن تنطلق من أرض كردستان العراق لتكون أمرا واقعا يفرضه الواقع الدولي فيما بعد وتكون بندا سياسيا يتدارسه مجلس الأمن الدولي ليصار فرضه على الدول الجارة الأخرى كتركيا وايران وسوريا ولكن ذلك هل يمكن تحقيقه في العراق أولا ثم هل تكون مقبولة لدى الجارة تركيا والجارة ايران هاتين الدولتين الكبيرتين اللتين وقفتا ضد هذا التمدد الكردي منذ القدم والى اليوم .
[/align]
[align=justify]
أنا أعتقد أن الحلم الذي يراود السيد البارزاني وهو المعروف عنه بقوميته الكردية وميله الشديد اليها وعدم مبالاته بالواقع العراقي بشكل عام سوف لن يتمكن من تحقيقه في العراق أولا طالما تواجد المالكي أو من هو على طريقته في سدة الحكم في العراق لأنه كما هو ملاحظ فإن وقوفه في العديد من المراحل التي مرت خلال السنوات الماضية في مناطق النزاع تحت المادة 140 كانت دلالة واضحة على عدم السماح للأحزاب الكردية بالسيطرة على ما هو ليس من صلاحياتهم أو خارج حدود ما مسموح لهم في الدستور العراقي والمالكي صريح جدا في تعامله مع محافظات الشمال وحسب الدستور ولكن العديد من الساسة الأكراد يريدون تفسير الكثير من مواد القانون التي نص عليها دستور العراق وفق أهواءهم وأجندات أحزابهم وتوجهاتها .
اليوم نجد البارزاني يبوح عما في داخله من أمنيات كانت تعتبر حلمه الذي يطمح اليه ولذلك السيد المالكي قتل هذه الأمنيات في مهدها حيث يقول البارزاني الى جريدة الشرق الأوسط اللندنية((في الوقت الذي عبر فيه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عن أمله في تشكيل جيش موحد خاص بالإقليم، نواته قوات البيشمركة الحالية، مؤكدا قوله بأن هذه «إحدى أمنياتي القديمة»، قررت الحكومة الاتحادية في بغداد وبطلب من وزارة الدفاع، وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الحكومة نوري المالكي، إلغاء الكليتين العسكريتين في بلدة قلة جولان القريبة من محافظة السليمانية وقضاء زاخو وتحويلهما إلى مدرستين قتاليتين، والإبقاء على الكلية العسكرية الأولى في قضاء الرستمية جنوب شرقي بغداد.)) هذه هي الأمنية البارزانية التي يحلم بتحقيقها في شمال العراق وقد كان رد الناطق الرسمي للحكومة العراقية واضحا على لسان علي الدباغ الذي قال((من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ، معلقا على طروحات بارزاني «لا بد أن نفصل بين الحلم الذي يراود البعض بتشكيل دولة كردية حرمت اتفاقية سايكس بيكو من وجودها، وبين واقع قبلنا به وتعاهدنا عليه من خلال الاتفاق على الدستور العراقي». وأضاف الدباغ قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «الدستور العراقي لا يسمح بوجود جيشين، وهذا متفق عليه، ويجب العمل والسعي من أجل تقوية المؤسسات الاتحادية التي هي ضمانة للجميع ولا نسمح بوجود قوات محلية تهدد أمن العراق»، مشيرا إلى أن «السيد مسعود بارزاني هو جزء من الدولة ويعرف أن الدستور لا يسمح بوجود جيش ثان في العراق، ولا أتصور أنه (بارزاني) يريد أن يفرض أمرا واقعا».)) وهو ما يعطينا الصورة الواضحة الى أن الأحزاب الكردية منذ اللحظة الأولى هي تفكر في قيام الدولة الكردية في شمال العراق ولذلك هي مستقتلة على العصب الاقتصادي لها المتواجد في مدينة كركوك وما أمنية الجيش الكردستاني إلا واحدة في حلقات التهيئة الكردية للانفصال وكل ما قيل عن العراق الفيدرالي هراء في هراء وكلام فارغ لا يعدو أن يكون ضحكا على الذقون كي يمرروا أجنداتهم السياسية وتكويناتهم التي يريدونها ومن المؤكد أن السيد المالكي ومن معه في هذا الموقف واع لتلك المخططات التي يريدها الأكراد ولذلك يرونه لقمة العلقم الواقفة في البلعوم أو الحجر الكبير الذي يقف عائقا في سكة قطار الحلم الكردي وهم يتمنون خروجه من رئاسة الوزراء اليوم قبل غد والمؤامرات التي حاكوها مع بعض المنتفعين والباحثين عن المناصب ليست بالقليلة ولكنه وقف بوجهها وتحداها بقوة الجماهير الواقفة معه على طول الخط ومن خلال كل تلك المماحكات أرى أن السيد المالكي بالفعل هو من قتل حلم البارزاني الى هذه اللحظة على الأقل لأن يشد عوده بجيش قوي يحميه إذا أراد الانفصال عن العراق ولكي يكون تهديدا داخليا للوضع العراقي بشكل عام ،، فهل فهم الرسالة الآن من هم من المدافعين عن طموحات الأحزاب الكردية من أمثال عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي وغيرهم .
[/align]