أما كفى دماء العراقيين سفكها في حروب صدام المخبولة ، وفي اعداماته المجانية ، حتى تواصل مشوارها بعد نهايته في الشوارع والأزقة والساحات العامة على يد مجانين معتوهين من بقايا ذلك النظام المعتوه وشركائهم في الارهاب من تنظيم القاعدة والداعمين لهم من الجيران أو أبناء العمومة والخؤولة الغيورين جدا ، والمحبين جدا للعراق وأهله .
بعد سلسلة الأحداث المفجعة ينبغي على بغداد أن تتكلم بالعراقي ، لا بالعربي ، ولا بالأسلامي .
نعم بالعراقي المحروق بالنار ، المسكون بالدخان ، المثقل بالضحايا والجراح حتى يكون الجميع وجها لوجه أمام هذه المحن الدامية.
وحين تتكلم بغداد بالعراقي فهي ترفض كل التعليلات المضحكة والعبارات التي صدئت لكثرة تكرارها من قبيل " خروقات أمنية ، ودعم وتدريب في دول مجاورة ،وحزب البعث ، والقاعدة وما الى ذلك من القائمة الطويلة التي لا نشك بالضرورة في صحتها ، لكن لا نريد تكراها كل مرة فهي ليست نشيدا وطنيا يا جماعة.
كلام بغداد بالعراقي ، أسئلة ، ومقدمات ونتائج ، ويتصدرها السؤال عن كيفية تمكن العناصر البعثيين من الدخول الى شبكة المنظومة الأمنية ، ليحققوا مقولة " حاميها حراميها" .
يا سامعين الصوت هل تعلمون أن كثيرين من المخلصين القريبين من الدوائر المعنية بحفظ الأمن يقولون ان ايدينا قد أصبحت مغلولة بعد عودة الكثير من الضباط البعثيين من ذوي الرتب العالية الى هذه الدوائر.
ثقوا ان هؤلاء العناصر لو اغتسلوا بماء دجلة والفرات مائة مرة لن تطهر قلوبهم من محبة سفك الدماء ، انهم يشاركوننا فنجان القهوة واستكان الشاي في كل دائرة من دوائر الدولة بفضل الصلح والتصالح والمصلحة والمصالح ، والشراكة في بنيان ما لايمكن بنيانه بوجود المدمنين على الموت والقتل والدمار.
كلام بغداد بالعراقي يسأل الجميع عن المتسببين في السماح لدخول البعثيين من الحفر والابواب والشبابيك ، وكلام بغداد يتساءل " أنسيتم ما فعل البعث بالعراق على مدى أكثر من ثلاثة عقود ؟ " ، " أتناسيتم بفعل الضغوط الخارجية أن البعثي الجيد من يكتب تقاريره على أخوانه وأخواته وأمه وأبيه ليسوق بهم الى المقصلة فيحصل على ترفيع في الدرجة الحزبية ونوط شجاعة يقلده اياه " القائد الضرورة " .
بغداد حين تتكلم بالعراقي تقول" أن النتيجة تتبع أخس المقدمتين" فقد سمحتم للبعثيين بالتسلق على الجدران وعليكم أن تسمعوا المزيد من النوائح والضحايا ، وحين تزيد بغداد في كلامها بالعراقي تلح بالسؤال عمن سمح لهم بذلك؟ ، من أعطاهم مفاتيح الغرف الحكومية ؟، من أعاد اليهم رتبهم ونياشينهم التي وهبها لهم أبو الهول المقبور؟ مكافأة منه لأعمالهم السابقة في قمع الناس ،وها هم يكافئونه بالمثل في السير على الطريق.
الوسط