حزب الدعوة الإسلامي

والدور القيادي المطلوب


بقلم : أ. ياسين الموصلي

أ ستاذ جامعي مقيم في ليبيا

Y_almously@yahoo.com


لا يختلف المنصفون في مكانة ودور حزب الدعوة الإسلامي في نفوس العراقيين والدفاع عن قيمهم الدينية والوطنية والإنسانية منذ مرحلة التأسيس في أواخر الخمسينات من القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر. وهذه المكانة تتأتى من الطرح الموضوعي والنخبوية الناضجة للدعوة وآلية العمل والتنظيم والاستمرار به بالرغم من المتغيرات والظروف السياسية التي أدت بالكثير من التيارات والأحزاب الأخرى إلى الوقوع في دائرة التأثير الداخلي أو الخارجي.

إنً التداعيات التي رافقت مرحلة سقوط النظام البائد وما تلاه من تحولات سياسية وما ينتظر العراق من مستقبل قد تكون ملامحه غير واضحة المعالم تفترض على القيادة الواعية للدعوة القيام بدور أساسي في ترتيب الأولويات مع الثبات المبدئي للخط العام الذي تنتهجه. فالدخول السياسي للحزب في مجلس الحكم مثل للبعض خروجاً عن المبدئية غير أنً الوقائع أثبتت وستثبت أنً التغيير المراد القيام به في العراق سيتم فرضه لا محالة إلا في حالة قيام العراقيين وخاصة التيارات والأحزاب السياسية الواعية في تثبيت الهوية الوطنية للتغيير بدلاً من البقاء في خارج الإطار المرحلي للمؤسسات الحالية ولعب دور المعارضة فقط.

ومن جهة أخرى فإنً التحرك الأفقي تجاه توسيع القاعدة الشعبية خاصة بين الفئات العمرية الشابة ضرورة حتمية لضمان نجاح المشروع السياسي للحزب خاصة وإذا ما علمنا أن الحزب قد وجد نفسه بعيداً عن الواقع الميداني العراقي خلال الفترات الماضية بفعل أساليب القتل والتهجير للنظام السابق والتي طالت أبناء الدعوة أكثر من الأحزاب الأخرى. وهذا الانقطاع التاريخي القسري قد أوجد غموضاً لدى الإنسان العراقي وخاصة من قبل جيل الشباب الحالي للطرح الدعوي. لذا فإن توسيع النشاط الجماهيري عن طريق إنشاء المؤسسات الثقافية والقيام بالأنشطة العامة والمشاريع الخدمية ضرورة ملحة للحزب في المرحلة الحالية.

كما أنً قيام الحزب بالدور المحوري في تقريب التوجهات السياسية الداخلية ضرورة ملحة نظراً للمكانة التي يتمتع بها لدى الجميع. والأولوية في ذلك يتم من خلال ترتيب البيت الشيعي عبر تنسيق الجهود وطرح المبادرات والمؤتمرات خاصة في حالة نجاح التوجه الداعي للانتخابات العامة في العراق. وهنا نقترح أن يكون للحزب دوره الفاعل في هذا المجال بين التيارات الفاعلة ( الصدريين – المجلس الأعلى- فضلاء الحوزة – العمل الإسلامي ...الخ). والدور ذاته ينطبق على القيام بطرح المشاريع والرؤى والمبادرات والمؤتمرات والندوات حول إعادة بناء المرجعية الدينية بغية تحويلها إلى مؤسسة فاعلة على الصعد السياسية والدينية والثقافية خاصة مع وجود النخبوية الفاعلة والكوادر المثقفة في الحزب.

ومن جانب آخر فإن الانفتاح السياسي والاجتماعي والثقافي على الآخر من خارج البيت الشيعي يعد من الأولويات المرحلية المهمة من خلال طرح الهوية الوطنية والدينية والإنسانية للحزب وبما يخدم التوجه العام للإنسان العراقي وهذا يتأتى من خلال طرح المبادرات الفاعلة في هذا الإطار. والأمر ذاته يتعلق بالتوجه نحو المجال الإقليمي والدولي بغية ترسيخ قاعدة التعاون والتفاهم والمصالح المشتركة.

إنً حزب الدعوة وقيادته الواعية يمثل الأنموذج المتوازن والطرح الواعي لمتطلبات مستقبل العراق السياسي والحضاري. ولا شك أن دوره القيادي المطلوب خلال المرحلة القادمة يتطلب المزيد من العمل في الأطر المختلفة.



حزب الدعوة الإسلامي

والدور القيادي المطلوب


بقلم : أ. ياسين الموصلي

أ ستاذ جامعي مقيم في ليبيا

Y_almously@yahoo.com


لا يختلف المنصفون في مكانة ودور حزب الدعوة الإسلامي في نفوس العراقيين والدفاع عن قيمهم الدينية والوطنية والإنسانية منذ مرحلة التأسيس في أواخر الخمسينات من القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر. وهذه المكانة تتأتى من الطرح الموضوعي والنخبوية الناضجة للدعوة وآلية العمل والتنظيم والاستمرار به بالرغم من المتغيرات والظروف السياسية التي أدت بالكثير من التيارات والأحزاب الأخرى إلى الوقوع في دائرة التأثير الداخلي أو الخارجي.

إنً التداعيات التي رافقت مرحلة سقوط النظام البائد وما تلاه من تحولات سياسية وما ينتظر العراق من مستقبل قد تكون ملامحه غير واضحة المعالم تفترض على القيادة الواعية للدعوة القيام بدور أساسي في ترتيب الأولويات مع الثبات المبدئي للخط العام الذي تنتهجه. فالدخول السياسي للحزب في مجلس الحكم مثل للبعض خروجاً عن المبدئية غير أنً الوقائع أثبتت وستثبت أنً التغيير المراد القيام به في العراق سيتم فرضه لا محالة إلا في حالة قيام العراقيين وخاصة التيارات والأحزاب السياسية الواعية في تثبيت الهوية الوطنية للتغيير بدلاً من البقاء في خارج الإطار المرحلي للمؤسسات الحالية ولعب دور المعارضة فقط.

ومن جهة أخرى فإنً التحرك الأفقي تجاه توسيع القاعدة الشعبية خاصة بين الفئات العمرية الشابة ضرورة حتمية لضمان نجاح المشروع السياسي للحزب خاصة وإذا ما علمنا أن الحزب قد وجد نفسه بعيداً عن الواقع الميداني العراقي خلال الفترات الماضية بفعل أساليب القتل والتهجير للنظام السابق والتي طالت أبناء الدعوة أكثر من الأحزاب الأخرى. وهذا الانقطاع التاريخي القسري قد أوجد غموضاً لدى الإنسان العراقي وخاصة من قبل جيل الشباب الحالي للطرح الدعوي. لذا فإن توسيع النشاط الجماهيري عن طريق إنشاء المؤسسات الثقافية والقيام بالأنشطة العامة والمشاريع الخدمية ضرورة ملحة للحزب في المرحلة الحالية.

كما أنً قيام الحزب بالدور المحوري في تقريب التوجهات السياسية الداخلية ضرورة ملحة نظراً للمكانة التي يتمتع بها لدى الجميع. والأولوية في ذلك يتم من خلال ترتيب البيت الشيعي عبر تنسيق الجهود وطرح المبادرات والمؤتمرات خاصة في حالة نجاح التوجه الداعي للانتخابات العامة في العراق. وهنا نقترح أن يكون للحزب دوره الفاعل في هذا المجال بين التيارات الفاعلة ( الصدريين – المجلس الأعلى- فضلاء الحوزة – العمل الإسلامي ...الخ). والدور ذاته ينطبق على القيام بطرح المشاريع والرؤى والمبادرات والمؤتمرات والندوات حول إعادة بناء المرجعية الدينية بغية تحويلها إلى مؤسسة فاعلة على الصعد السياسية والدينية والثقافية خاصة مع وجود النخبوية الفاعلة والكوادر المثقفة في الحزب.

ومن جانب آخر فإن الانفتاح السياسي والاجتماعي والثقافي على الآخر من خارج البيت الشيعي يعد من الأولويات المرحلية المهمة من خلال طرح الهوية الوطنية والدينية والإنسانية للحزب وبما يخدم التوجه العام للإنسان العراقي وهذا يتأتى من خلال طرح المبادرات الفاعلة في هذا الإطار. والأمر ذاته يتعلق بالتوجه نحو المجال الإقليمي والدولي بغية ترسيخ قاعدة التعاون والتفاهم والمصالح المشتركة.

إنً حزب الدعوة وقيادته الواعية يمثل الأنموذج المتوازن والطرح الواعي لمتطلبات مستقبل العراق السياسي والحضاري. ولا شك أن دوره القيادي المطلوب خلال المرحلة القادمة يتطلب المزيد من العمل في الأطر المختلفة.

=========================

منقول عن شبكة نهرين