بائع الصخول يقود عجلة المفوضية وحامل البكالوريوس يقود عجلة الستوته
من سوء عادتي عدم مراقبة الناس وحسد واقع البحبوحة التي يعيشون فيها , فإن مراقبة الناس شيء معيب في الدين ونهى عنها الله سبحانه وتعالى , بيدَ إن الكثير استخدمها مصدر للرزق والجلوس في صدر ديوان مديريات الأمن أيام ملعون الصفحة صدام المجيد , والمهم إني وقعت في هذه الخطيئة خلال هذا الأسبوع وما زلت استغفر الله على زلة النظر هذه .
في أحد مقاهي مدينتي أحتل أحد الأشخاص ( كرويته ) ولم يتجرأ أحد الجلوس بجانبه , فكان جلوسه صفح صفح وهناك من اللقلقيه أحاطت ذلك المكان بأجواء مثل كرنفال القداس أو أعظم من ذلك ( بشويه ) , ومن كان لديه سؤال أو مراجعة يأتي لهذا الشخص بكل خضوع وتعبد شديدين لعله يكسر قلب صاحبه .
ومن حسن الصدف أن يكون المراجعين لهذا الشخص من صنف واحد وهم من باعة الصخول , فمن عجائب الزمان أن وهب لصاحبهم هذا وظيفة ( جبيره ) في المفوضية العامة للانتخابات , ومن عجائب الطبيعة إن هذا الرجل لا يحمل شهادة ( عُليا ) بل هو من حملة الشهادات المتواضعة في المجتمع والتي لا تتجاوز المتوسط ويمكن أن تقول انه لم يشارك في الامتحانات النهائية .
أطبقت جفني على عيني لأني أعلم إنها وقعت على الحرام من بدون شهوة مسبقة , وأنا أقول في داخلي ( اعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم ) , واذا بصوت قوي يفاجئني ( عييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع ) وأنتبهت للحال وإذا هو بصوت عجلات ستوته كادت أن تقتلني , ولكن سائقها كان ماهرا بعد أن ضغط على ( البريك ) في اللحظة المناسبة , فحمدت الله كثيرا على سلامتي , وقلت في نفسي ( أبشري طار الشر فهذه الخوفه من أجل تلك الطوشه ) .
نزل أخونا في الله قائد الستوته من موقعه الذي وهبه الزمان له , وبادرني بين الهمس والعلن ( يا أستاذ غير أتباوع زين أخوك حامل شهادة البكالوريوس ومنتبه ) .
قلت له الحمد لله , فان الزمان حكيم جدا , فلو كان ذاك الشخص بائع الصخول ( وأشرت له رمشا ) مكانك لكنت الان من أصحاب الموتى .
فقال لي : أسسسسسسسسس , لا أيروح جلدنا للدباغ .
..................